العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑

الملاحظات


๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ 1427-1430 هـ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-08-08, 02:47 AM   #6
أم خولة
جُهدٌ لا يُنسى
Icon53 بارك الله في استنباطكن

بارك الله فيكن أخواتي طالبات السنة الصحيحة
ونفع الله بما استنبطتن
آمين

إليكن ماقاله شارح البخاري : ابن حجر العسقلاني -رحمهما الله -


الباب الأول


قَوْله : ( فَقُهَ )



قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَغَيْره : ضَرَبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ الدِّين مَثَلًا بِالْغَيْثِ الْعَامّ الَّذِي يَأْتِي فِي حَال حَاجَتهمْ إِلَيْهِ ، وَكَذَا كَانَ النَّاس قَبْل مَبْعَثه ، فَكَمَا أَنَّ الْغَيْث يُحْيِي الْبَلَد الْمَيِّت فَكَذَا عُلُوم الدِّين تُحْيِي الْقَلْب الْمَيِّت . ثُمَّ شَبَّهَ السَّامِعِينَ لَهُ بِالْأَرْضِ الْمُخْتَلِفَة الَّتِي يَنْزِل بِهَا الْغَيْث ، فَمِنْهُمْ الْعَالِم الْعَامِل الْمُعَلِّم . فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْأَرْض الطَّيِّبَة شَرِبَتْ فَانْتَفَعَتْ فِي نَفْسهَا وَأَنْبَتَتْ فَنَفَعَتْ غَيْرهَا . وَمِنْهُمْ الْجَامِع لِلْعِلْمِ الْمُسْتَغْرِق لِزَمَانِهِ فِيهِ غَيْر أَنَّهُ لَمْ يَعْمَل بِنَوَافِلِهِ أَوْ لَمْ يَتَفَقَّه فِيمَا جَمَعَ لَكِنَّهُ أَدَّاهُ لِغَيْرِهِ ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْأَرْض الَّتِي يَسْتَقِرّ فِيهَا الْمَاء فَيَنْتَفِع النَّاس بِهِ ، وَهُوَ الْمُشَار إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ : " نَضَّرَ اللَّه اِمْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا " . وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْمَع الْعِلْم فَلَا يَحْفَظهُ وَلَا يَعْمَل بِهِ وَلَا يَنْقُلهُ لِغَيْرِهِ ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْأَرْض السَّبْخَة أَوْ الْمَلْسَاء الَّتِي لَا تَقْبَل الْمَاء أَوْ تُفْسِدهُ عَلَى غَيْرهَا . وَإِنَّمَا جَمَعَ الْمَثَل بَيْن الطَّائِفَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ الْمَحْمُودَتَيْنِ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي الِانْتِفَاع بِهِمَا ، وَأَفْرَدَ الطَّائِفَة الثَّالِثَة الْمَذْمُومَة لِعَدَمِ النَّفْع بِهَا . وَاَللَّه أَعْلَم . ثُمَّ ظَهَرَ لِي أَنَّ فِي كُلّ مَثَل طَائِفَتَيْنِ ، فَالْأَوَّل قَدْ أَوْضَحْنَاهُ ، وَالثَّانِي الْأُولَى مِنْهُ مَنْ دَخَلَ فِي الدِّين وَلَمْ يَسْمَع الْعِلْم أَوْ سَمِعَهُ فَلَمْ يَعْمَل بِهِ وَلَمْ يُعَلِّمهُ ، وَمِثَالهَا مِنْ الْأَرْض السِّبَاخ وَأُشِيرَ إِلَيْهَا بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ لَمْ يَرْفَع بِذَلِكَ رَأْسًا " أَيْ : أَعْرَضَ عَنْهُ فَلَمْ يَنْتَفِع لَهُ وَلَا نَفَعَ . وَالثَّانِيَة مِنْهُ مَنْ لَمْ يَدْخُل فِي الدِّين أَصْلًا ، بَلْ بَلَغَهُ فَكَفَرَ بِهِ ، وَمِثَالهَا مِنْ الْأَرْض الصَّمَّاء الْمَلْسَاء الْمُسْتَوِيَة الَّتِي يَمُرّ عَلَيْهَا الْمَاء فَلَا يَنْتَفِع بِهِ ، وَأُشِير إِلَيْهَا بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَلَمْ يَقْبَل هُدَى اللَّه الَّذِي جِئْت بِهِ " . وَقَالَ الطِّيبِيّ : بَقِيَ مِنْ أَقْسَام النَّاس قِسْمَانِ : أَحَدهمَا الَّذِي اِنْتَفَعَ بِالْعِلْمِ فِي نَفْسه وَلَمْ يُعَلِّمهُ غَيْره ، وَالثَّانِي مَنْ لَمْ يَنْتَفِع بِهِ فِي نَفْسه وَعَلَّمَهُ غَيْره . قُلْت : وَالْأَوَّل دَاخِل فِي الْأَوَّل لِأَنَّ النَّفْع حَصَلَ فِي الْجُمْلَة وَإِنْ تَفَاوَتَتْ مَرَاتِبه ، وَكَذَلِكَ مَا تُنْبِتهُ الْأَرْض ، فَمِنْهُ مَا يَنْتَفِع النَّاس بِهِ وَمِنْهُ مَا يَصِير هَشِيمًا . وَأَمَّا الثَّانِي فَإِنْ كَانَ عَمِلَ الْفَرَائِض وَأَهْمَلَ النَّوَافِل فَقَدْ دَخَلَ فِي الثَّانِي كَمَا قَرَّرْنَاهُ ، وَإِنْ تَرَكَ الْفَرَائِض أَيْضًا فَهُوَ فَاسِق لَا يَجُوز الْأَخْذ عَنْهُ ، وَلَعَلَّهُ يَدْخُل فِي عُمُوم : " مَنْ لَمْ يَرْفَع بِذَلِكَ رَأْسًا " وَاَللَّه أَعْلَم .



الحديث الثاني:


نقلاً من فتح الباري لابن حجر:


قَوْله : ( بَاب رَفْع الْعِلْم )


مَقْصُود الْبَاب الْحَثّ عَلَى تَعَلُّم الْعِلْم ، فَإِنَّهُ لَا يُرْفَع إِلَّا بِقَبْضِ الْعُلَمَاء كَمَا سَيَأْتِي صَرِيحًا . وَمَا دَامَ مَنْ يَتَعَلَّم الْعِلْم مَوْجُودًا لَا يَحْصُل الرَّفْع . وَقَدْ تَبَيَّنَ فِي حَدِيث الْبَاب أَنَّ رَفْعه مِنْ عَلَامَات السَّاعَة .



الحديث الثالث:


نقلاً من كتاب فتح الباري لابن حجر:


قَوْله : ( لَا يُحَدِّثكُمْ أَحَد بَعْدِي )



" لَا يُحَدِّثكُمْ أَحَد سَمِعَهُ مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدِي " وَعَرَفَ أَنَس أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ أَحَد مِمَّنْ سَمِعَهُ مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْره ؛ لِأَنَّهُ كَانَ آخِر مَنْ مَاتَ بِالْبَصْرَةِ مِنْ الصَّحَابَة ، فَلَعَلَّ الْخِطَاب بِذَلِكَ كَانَ لِأَهْلِ الْبَصْرَة ، أَوْ كَانَ عَامًّا وَكَانَ تَحْدِيثه بِذَلِكَ فِي آخِر عُمْره ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ بَعْده مِنْ الصَّحَابَة مَنْ ثَبَتَ سَمَاعه مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا النَّادِر مِمَّنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا الْمَتْن فِي مَرْوِيّه .


وَقَالَ اِبْن بَطَّال : يَحْتَمِل أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ لِمَا رَأَى مِنْ التَّغْيِير وَنَقْص الْعِلْم.



قَوْله : ( أَنْ يَقِلّ الْعِلْم )


وَلِلْمُصَنِّفِ أَيْضًا فِي الْأَشْرِبَة مِنْ طَرِيق هِشَام : " أَنْ يَقِلّ " فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِقِلَّتِهِ أَوَّل الْعَلَّامَة وَبِرَفْعِهِ آخِرهَا ، أَوْ أُطْلِقَتْ الْقِلَّة وَأُرِيد بِهَا الْعَدَم كَمَا يُطْلَق الْعَدَم وَيُرَاد بِهِ الْقِلَّة ، وَهَذَا أَلْيَق لِاتِّحَادِ الْمَخْرَج .



وقوله: ( وَتَكْثُر النِّسَاء )


قِيلَ سَبَبه أَنَّ الْفِتَن تَكْثُر فَيَكْثُر الْقَتْل فِي الرِّجَال لِأَنَّهُمْ أَهْل الْحَرْب دُون النِّسَاء . وَقَالَ أَبُو عَبْد الْمَلِك : هُوَ إِشَارَة إِلَى كَثْرَة الْفُتُوح فَتَكْثُر السَّبَايَا فَيَتَّخِذ الرَّجُل الْوَاحِد عِدَّة مَوْطُوآت . قُلْت : وَفِيهِ نَظَر ؛ لِأَنَّهُ صَرَّحَ بِالْقِلَّةِ فِي حَدِيث أَبِي مُوسَى الْآتِي فِي الزَّكَاة عِنْد الْمُصَنِّف فَقَالَ : " مِنْ قِلَّة الرِّجَال وَكَثْرَة النِّسَاء " وَالظَّاهِر أَنَّهَا عَلَامَة مَحْضَة لَا لِسَبَبٍ آخَر ، بَلْ يُقَدِّر اللَّه فِي آخِر الزَّمَان أَنْ يَقِلّ مَنْ يُولَد مِنْ الذُّكُور وَيَكْثُر مَنْ يُولَد مِنْ الْإِنَاث ، وَكَوْن كَثْرَة النِّسَاء مِنْ الْعَلَامَات مُنَاسِبَة لِظُهُورِ الْجَهْل وَرَفْع الْعِلْم . وَقَوْله : " لِخَمْسِينَ " يَحْتَمِل أَنْ يُرَاد بِهِ حَقِيقَة هَذَا الْعَدَد ، أَوْ يَكُون مَجَازًا عَنْ الْكَثْرَة . وَيُؤَيِّدهُ أَنَّ فِي حَدِيث أَبِي مُوسَى : " وَتَرَى الرَّجُل الْوَاحِد يَتْبَعهُ أَرْبَعُونَ اِمْرَأَة " .



قَوْله : ( الْقَيِّم )


أَيْ : مَنْ يَقُوم بِأَمْرِهِنَّ ، وَاللَّام لِلْعَهْدِ إِشْعَارًا بِمَا هُوَ مَعْهُود مِنْ كَوْن الرِّجَال قَوَّامِينَ عَلَى النِّسَاء . وَكَأَنَّ هَذِهِ الْأُمُور الْخَمْسَة خُصَّتْ بِالذِّكْرِ لِكَوْنِهَا مُشْعِرَة بِاخْتِلَالِ الْأُمُور الَّتِي يَحْصُل بِحِفْظِهَا صَلَاح الْمَعَاش وَالْمَعَاد ، وَهِيَ الدِّين لِأَنَّ رَفْع الْعِلْم يُخِلّ بِهِ ، وَالْعَقْل لِأَنَّ شُرْب الْخَمْر يُخِلّ بِهِ ، وَالنَّسَب لِأَنَّ الزِّنَا يُخِلّ بِهِ ، وَالنَّفْس وَالْمَال لِأَنَّ كَثْرَة الْفِتَن تُخِلّ بِهِمَا . قَالَ الْكَرْمَانِيُّ : وَإِنَّمَا كَانَ اِخْتِلَال هَذِهِ الْأُمُور مُؤْذِنًا بِخَرَابِ الْعَالَم لِأَنَّ الْخَلْق لَا يُتْرَكُونَ هَمَلًا ، وَلَا نَبِيّ بَعْد نَبِيّنَا صَلَوَات اللَّه تَعَالَى وَسَلَامه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، فَيَتَعَيَّن ذَلِكَ . وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي " الْمُفْهِم " : فِي هَذَا الْحَدِيث عَلَم مِنْ أَعْلَام النُّبُوَّة ، إِذْ أَخْبَرَ عَنْ أُمُور سَتَقَعُ فَوَقَعَتْ ، خُصُوصًا فِي هَذِهِ الْأَزْمَان . وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي التَّذْكِرَة : يَحْتَمِل أَنْ يُرَاد بِالْقَيِّمِ مَنْ يَقُوم عَلَيْهِنَّ سَوَاء كُنَّ مَوْطُوآت أَمْ لَا . وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون ذَلِكَ يَقَع فِي الزَّمَان الَّذِي لَا يَبْقَى فِيهِ مَنْ يَقُول اللَّه اللَّه فَيَتَزَوَّج الْوَاحِد بِغَيْرِ عَدَد جَهْلًا بِالْحُكْمِ الشَّرْعِيّ . قُلْت : وَقَدْ وُجِدَ ذَلِكَ مِنْ بَعْض أُمَرَاء التُّرْكُمَان وَغَيْرهمْ مِنْ أَهْل هَذَا الزَّمَان مَعَ دَعْوَاهُ الْإِسْلَام .



وَاَللَّه الْمُسْتَعَان .




على كل طالبة تصوب ما كتبته : إن صواب فمن الله وإن خطأ فمن الشيطان


وأسألن الله المعونة والفتح فهو وحده الفتاح





أم خولة غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التوحيد أولاً يادعاة الإسلام أم خولة روضة العقيدة 2 14-02-15 10:05 PM
هديتي لكم : الأربعين النووية مع شروحها والإستماع لها :) تواقة الى الجنة روضة السنة وعلومها 4 18-03-07 05:05 AM


الساعة الآن 03:36 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .