مجموعة نور القرآن

[أم جهاد وأحمد]

أخواتي الحبيبات هذا تفريغ من أول الشريط إلى الدقيقة 12 من الدرس الثاني عشر

المراحل السبعة لطالب فهم القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
كنا فيما سبق تكلمنا عن المستوى الأول الذي كان الخطاب فيه موجه إلى عموم المسلمين و كان الهدف منه و المقصود من هذا المستوى ما هي الطريقة التي نكون بها من أهل القرآن ؟ و كيف نكون من أصحاب القرآن ؟ و كيف ننال شفاعة القرآن ؟
و قلنا بأن هذا الهدف لعموم المسلمين من الممكن أن يتحقق و هذا المقصود لعامة أهل الإسلام من الممكن أيضا أن يتحقق لهم و لكن إذا استعانوا بعد الله عز و جل بثلاث مراحل .
هذه المراحل عبارة عن أمور نظر فيها فوجد فيها أثر على هذا الإنسان على هذا المسلم القارئ للقرآن فإذا استعان بعد الله عز و جل بها فإنه يقطع هذه المراحل مرة تلو مرة و حينا بعد حين ثم بإذن من الله سبحانه و تعالى و بمباركة منه جل و علا يكون من أهل القرآن و يكون طالبا بنيل شفاعة القرآن طلبا حقا يتبعه عمل فيه صدق و فيه إخلاص و فيه بذل و فيه مجاهدة و فيه رغبة أكيدة بعد ذلك سننتقل بإذن الله جل و علا إلى نوع آخر من الخطاب.
انتهينا من الكلام عن ما يتعلق بعموم المسلمين و سننتقل إلى كلام آخر يتعلق بطلبة العلم فتلك المراحل كان الخطاب فيها من أولها إلى آخرها موجه إلى عامة أهل الإسلام أما الآن فالكلام سيكون مع طلبة العلم ممن تجاوزوا هذه المراحل السابقة و قصدوا بصدق و إخلاص و عزيمة و همة أن يقتربوا من كتاب الله سبحانه و تعالى و أن يطلبوا ما فيه من العلم و أن يستزيدوا مما فيه من النور و هذه المراحل التي تتعلق بطلبة العلم سيكون الكلام فيها يختلف عن الكلام السابق قد أقول إن الاختلاف فيها كبير جدا بين الطرفين فكان الكلام أولا عاما فيه شيء من السهولة شيء من اليسر لكي يناسب عامة أهل الإسلام أما الآن فسيكون الكلام فيه شيء من الدقة شيء من التفصيل شيء من الاعتماد على القواعد التي جاءت في كتاب الله و على القواعد المستنبطة من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و على القواعد التي أصلها أهل العلم في كتبهم من كتب التفسير و الفقه و الأصول و غير ذلك بل و أيضا من القواعد التي أصلها و قعدها أهل اللغة و هم أهل اللغة العربية التي نزل بها هذا القرآن المبين قبل أن ننتقل إلى المراحل السبعة أحب أن يكون هناك مراجعة لما سبق حتى نعرف من أينا بدأنا و إلى أين وصلنا و ما الذي بإذن الله سنقدم عليه .
فأحب أن أسألكم عما مضى
كنا في بداية الأمر قد عنونا لهذه الحلقات التي أرجو من الله عز و جل أن يجعلها مباركات لروائع البيان في بدائع القرآن ثم بعد ذلك تكلمنا عن مسألة مهمة فما هي هذه المسألة التي بدأنا بها الحديث ؟

تكلمنا عن ثلاث اهداف:

- الهدف الاول أن ندرك ما هو مفهوم الحياة في القرآن وأن نعرف الفرق بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة وأن هذه دار متاع وتلك دار قرار.

ثم بعد ذلك نعرف قدر الكافر ولا نعجب به قال عز وجل " وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ"

- ثم بعد ذلك نبدأ ونعيش مع القرآن قال عز وجل " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ"- ثم بعد ذلك نأتي إلى كيف نبني بيتا من القرآن

هذا هو ملخص ما مر معنا من دروس ثم بعد ذلك ذكرنا قواعد خمس لابد من استعابها من فهمها من ادراكها حتى نستطيع ان نسير بعد ذلك إلى المقصود من هذه الحلقات.

فماهي هذه القواعد الخمس ؟

-اول القواعد ان الانسان مع القرآن حي وبدونه ميت وأنه مع القرآن مبصر و بدونه أعمى وأنه مع القرآن مهتدي وبدونه ضال

-القاعدة الثانية أن الأصل في خطاب القرآن أنه موجه إلى القلب أصلا

-القاعدة الثالثة أن المقصود الأعظم من كتاب الله عز وجل هو التدبر ثم بعد ذلك يأتي العمل.

بالنسبة قراءة القرآن ، هل هي المقصود أم ليست المقصود ؟

هي مقصودة ولكنها ليست هي القصد الأعظم من تنزل كتاب الله عز وجل

-القاعدة الرابعة أن القرآن ليس هينا وإنما هو ثقيل كبير متين قال تعالى : تعالى : ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ﴾

-القاعدة الخامسة أن التدرج سنة كونية شرعية ضرورية وهذه لها علاقة بما نحن فيه وقد بينا هذه العلاقة بين التدرج وبين ما يتعلق بكتاب الله عز وجل.

بعد ذلك تكلمنا عن المستوى الأول ودخلنا في لب موضوعنا في هذه الدروس.

ذكرنا سؤالا كبيرا مفاده : كيف يؤثر فينا القرآن كما أثر في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رضوان الله عليهم

وهذا السؤال الكبير الجواب عنه جوابا تطبيقيا عمليا ذكرنا أنه بقسمة الناس على مستويين

المستوى الأول والمقصود به هنا عامة أهل الإسلام – عموم المسلمين – والهدف من هذا المستوى أن نكون من أهل القرآن ، من أصحاب القرآن ، من أهل شفاعة القرآن ولكن ذكرنا أنه من الوسائل التي تعين طالب العلم بل تعين أي مسلم على أن يكون من أهل القرآن هناك مراحل نقطعها ونستعين بها بعد الله عز وجل لكي نصل إلى هذا الهدف النبيل وإلى هذا المقصد الأسمى

فما هي هذه المراحل الثلاث التي تتعلق بالمستوى الأول والذي يتوجه فيه الخطاب لعموم المسلمين ؟

- المرحلة الأولى هي بماذا نبدأ من القرآن : وقد ذكرتم فضيلتكم انه من الأفضل أن يبدأ بالمفصل لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها : (أول ما نزل من القرآن سور من المفصل )

- المرحلة الثانية هي التأني في القراءة و ترك العجلة المذمومة والوقوف عند الآيات المؤثرة وتكرارها وهي مؤخوذة من قاعدة مشهورة عن الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم من السلف الصالح أنهم كانوا يأتون الإيمان قبل القرآن وذكرنا هنا ثلاث وسائل لتحقيق هذه المرحلة :

* الوسيلة الأولى : جمع القلب على القرآن واستحضار الذهن عند سماع الآيات

* الوسيلة الثانية : الترسل والترتيل عند القراءة . وذكرنا امثلة عن ذلك بدء من نبينا عليه الصلاة والسلام وعن صحابته رضوان الله عليهم ومن بعدهم من التابعين والسلف الصالح

* الوسيلة الثالثة : تكرار الآيات عند الحاجة وهي سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والسلام وكذلك عن صحابته رضوان الله عليهم

- المرحلة الثالثة : اختيار مختصر من التفاسير واخترنا في ذلك تفسير عبد الرحمن ناصر السعدي عليه رحمة الله مما فيه من مميزات عديدة ذكرنا منها ميزة أن هذا التفسير اشتمل على ترسيخ العقيدة السليمة واشتمل كذلك على ذكر انواع التوحيد الثلاثة .إلى غير ذلك من المميزات التي ذكرناها .

هذا ملخص لكل ما سبق ان ذكرناه في الحلقات السابقة.