العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ > دورات رياض الجنة (انتهت)

الملاحظات


دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-12-08, 03:00 AM   #30
أم أسماء
جُهدٌ لا يُنسى
 
تاريخ التسجيل: 22-05-2007
المشاركات: 7,201
أم أسماء is on a distinguished road
افتراضي

تفريغ الدرس الرابع والعشرين :
موضوع السورة



بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
حياكم الله أيها الأخوة في روضة من رياض الجنة أسال الله عزّ وجلّ أن يجعلها مباركة عليّ وعليكم وعلى جميع الأخوة المستمعين.
كنا فيما سبق تكلمنا عن المرحلة الرابعة وأخذنا في الحديث عن دلالة السياق والتي تتعلق بالسباق واللحاق، ووقفنا على بعض الأسئلة لبعض الأخوة، تفضل .
سأل أحد الطلبة :
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، ذكرتم في المرحلة السابقة أن عدم الربط بين الكلام فيه إخلال بالمعنى بل لا يكون في كلام الله عزّ وجلّ فنجد مثلاً آية في سورة الرحمن فسرها بعض المعاصرين ممن يفسر بالتفسير العلمي أو الإعجاز العلمي، يعني سلك في ذلك مسلكاً غريباً وعدم مضيه على نمط السلف فالآية قلبها سباق وبعدها لحاق وسياق الآية كله في يوم القيامة ويوم الحساب والجزاء فالآية التي هي ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا [الرحمن:33] فسر هذه الآية بأنه الصعود للقمر مع أن الآية ما قبلها يتكلم عن يوم الحساب ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ﴾ وما بعدها أيضا عن يوم الجزاء،﴿ فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ [الرحمن:39].﴿ يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ [الرحمن:41] فما موقفنا من هذا التفسير.
أكمل الشيخ :
نعم أحسنت بارك الله فيك، يعني بالنسبة لمثل هذه الآية وعند النظر في سباقها وفى لحاقها يُعلم يقيناً بدءاً أن الآية تنزلت حين تنزلت لبيان هذا الغرض وهو ما يتعلق باليوم الآخر ولكن هذا المعني لازم أن يكون خاصاً فيما جاء فيه السياق يعني قد يستنبط من السياق دلالة أو قد يستنبط من الآية نفسها دلالة قد لا يكون السياق يدل عليها مباشرة مبدءاً، ولكن لا مانع عند توسيع النظر في الآية أن يكون هناك نوع استنباط من الآية نوع فهم لها فهما يكون فيه شيئاً من السعة لدلالة الآية فعندئذ أصل الآية تكون في الكلام عن اليوم الأخر وفى بيان ما يجرى في ذلك اليوم وأن الإنسان في حاله وفى قوته هذه إنما هو ضعيف لا يستطيع شيئاً إلا بسلطان من الله سبحانه وتعالى والتحدي هنا جاء فيما يتعلق بأن ينفذ هذا الإنسان الضعيف في ملكوت الله سبحانه وتعالى بقوته وحوله فأصل الكلام جاء فيما يتعلق باليوم الآخر وقوة هذا الإنسان في ذلك اليوم العظيم ولكن لا بأس أن يكون هناك استنباط لدلالة يدل عليها ألفاظ الآية تدل عليها الكلمات التي وردت في الآية يدل عليه سياق الآية بنفسها وإن خارجاً عن السياق العام للآيات يكون استنباطاً زائداً خارجاً ويعني ممكن أن يسمى بأنه استنباط يعني من عموم كلمات الآية فعموم كلمات الآية وإن كان السياق لا يدل على هذا المعني بنفسه إلا أن عموم هذه الألفاظ للكلمات هي تدل أيضاً على أن التحدي هذا إذا كان في اليوم الآخر فهو أيضاً ثابت في الحياة الدنيا فهو في مبدئه وفى أصله متوجه إلى التحدي في ذلك الموقف العظيم لأن السياق دل عليه ولكن أيضاً كذلك هذا التحدي أيضاً ثابت في الحياة الدنيا ولن يستطيع أحد أن ينفذ في أقطار السماوات والأرض إلا بسلطان من الله سبحانه وتعالى.
أما الكلام عن الوصول إلى القمر ونحو ذلك فهذا لا ينبغي أبداً في تفسير كلام الله سبحانه وتعالى، لأن أصلاً أقول هذه النظرية في أن الإنسان وصل إلى القمر ونحو ذلك يعني كثير من أهل العقل ينكرها ويقول إنه الإنسان لم يصل حقيقة إلى سطح القمر وأن هذا الذي يجرى إنما هو عبارة عن خدع إنما هي كما يقال سينما ليس هناك شيء حقيقي في الوصول إلى الأرض وأن هذه الإثباتات التي يؤتى بها مدخولة وأن هناك دلائل علمية أن الإنسان لم يصل حقيقة إلى القمر فالدخول في هذا الباب أنه في الدليل على الوصول إلى القمر ونحو ذلك هذا الكلام لا ينبغي حقيقة أن يتقوله إنسان يتكلم عن كلام الله سبحانه وتعالى في تفسيره ونحوه ولكن يتكلم بكلام علمي عام يعني الذي ثبت حقيقة من أن الإنسان استطاع أن ينفذ في أقطار وأن يصل إلى طباق عالية في السماوات وأن هذه الاتصالات الموجودة الآن على وجه هذه الأرض وأصبح الإنسان يستخدمها في كل أموره أن من خلالها استطاع الإنسان أن يصل إلى مدى معين في أقطار هذه السماوات فوصل إليها فاستطاع أن يرسل هذه الدبابات التي من خلالها نقل الصوت نقلت الصورة نقلت أشياء كثيرة جداً من خلال هذه الدبابات، فإذاً يكون الكلام ما ثبت علماً يقيناً أما بعد ذلك مما قد يكون الإنسان فيه شيء من التقول على كلام الله سبحانه وتعالى وشيء من تحميل الكلام ما يحتمل فينبغي للإنسان أن يتركه فإذا الكلام عن مثل هذه الآية مثل هذا المعني لا بأس به، ولكن أيضاً كذلك لابد وأن يكون معه إشارة للمعني الأصلي الذي تكلمت عنه الآية لأن هناك معنى أصلي دل عليه السياق وهناك معنى فرعي دلت عليه الكلمات التي جاءت في هذه الآية، واضح؟ أحسنت بارك الله فيك ، هل هناك سؤال آخر ؟
سأل أحد الطلبة :
جزاك الله خير يا شيخ، سؤال قد يقول قائل لماذا البحث والتدقيق في معاني بعض هذه الجمل التي لا تنبني عليها أحكام عملية شرعية ؟
أكمل الشيخ :
أحسنت بارك الله فيك ، يعني تقصد تضرب مثال لنا في هذا.
أجاب الطالب :
مثال كالجوار الكنس.
أكمل الشيخ :
نعم ﴿ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ [التكوير:15-16] يعني تقصد لما الكلام عن مثل هذه الآيات وعن معانيها وعن اختلاف السلف فيها وعن الراجح من المرجوح فيها مع أنه لا ينبني عليها حكماً عملياً يعني حكماً فقهياً حلال وحرام ونحو ذلك؟ هذا جيد.
هذا السؤال حقيقة يعني يتبادر إلى أذهان كثير من الناس عند الكلام عن تفسير كلام الله سبحانه وتعالى وهذا النوع من السؤال إنما يرد حقيقة أن الإنسان في تصوره لدين الله سبحانه وتعالى يكون قد حصر نفسه في مسائل الحلال والحرام عندما يتكلم عن مسائل هذا الدين العظيم يكون قد حصر نفسه بين أهم ما يتعلمه في شرع الله هو ما يتعلق بالحلال والحرام، وقد سبق الكلام أن هذا ليس بصحيح أبدا وقد تكلمنا في بداية هذه الحلقات عن كتاب الله عزّ وجلّ وأنه إن هذا الكتاب تنزل على محمد صلى الله عليه وسلم كان هناك قضايا كبرى جداً قبل مسائل الحلال والحرام تكلمنا في مسألة التدرج سمعتم ما ذكرنا في مسألة التدرج وأن هذا الدين عندما جاء لم يبدأ بمسائل الحلال والحرام لا تشربوا الخمر لا تقربوا الزنا، لا، لا أبداً وإنما بدأ بماذا؟ في تقرير حقيقة عظيمة وهي ما يتعلق بالإيمان بالله عزّ وجلّ بالتوحيد توحيد الألوهية توحيد الربوبية ما يتعلق بالإيمان بالله سبحانه وتعالى بتوقيره بتعظيمه بتعزيره، بالخوف منه بالتوكل عليه بالتعلق به بالعلم أنه لا يكون شيء في هذا الكون إلا بأمر منه سبحانه وتعالى .إذاً هذه الحقائق هي التي تنزل القرآن أول ما تنزل من أجلها ولذا لا تجد في السور التي تنزلت في بادئ البعثة لا تجد أبداً أنها تكلمت عن الحلال والحرام إلا قليلاً جداً وإنما كان الحلال والحرام أي المسائل الفقهية الفرعية إنما كان ذلك متأخراً وأكثره جاء في المدينة في السور المدنية أما السور المكية فالكلام كان عن حقيقة أعظم من مسائل الحلال والحرام من جهة الأحكام الفقهية الفرعية الكلام جاء عن تقرير مسائل الإيمان عن التعظيم عن التقديس وهذا الذي رفع أصاحب النبي صلى الله عليه وسلم الذي رفعهم أنهم لما جاء القرآن تعلموه كما تنزل فقر الإيمان في قلوبهم بعد ذلك جاء العمل لكن قبل العمل لابد وأن يكون هناك إيمان ولا يمكن أن يكون هناك عمل أي حلال وحرام بهذه المسائل الفرعية الفقهية إلا وقد استقر الإيمان استقراراً كاملاً في القلب عندئذ إذا ورد الأمر استجاب الإنسان وإذا ورد النهي انتهى الإنسان فإذا يجب أن نعلم أن الدين ليس هو حلال وحرام ليس هو فقه فقط مسائل فرعية فقهية أحكام الطهارة الصلاة الصيام أحكام النكاح والطلاق والحدود والقصاص ونحو ذلك البيوع :لا هذه جزء من دين الله عزّ وجلّ شيء من دين الله عزّ وجلّ ولذا إذا تنبهت إلى تآليف أهل العلم في علوم الشرع تجد ماذا؟
تجد عندنا: كتب اختصت في مسائل ماذا؟ الاعتقاد، وكتب اختصت في مسائل الفقه، وكتب اختصت في مسائل التفسير، وكتب اختصت في الحديث، وكتب اختصت باللغة أيضاً وغير ذلك من أنواع الفنون في شرع الله عزّ وجلّ فإذا الفقه واحد من ماذا؟ واحد من علوم كثيرة وليس هو أهم العلوم أبداً وليس هو أعظم العلوم وأجل العلوم مطلقاً إنما هو ثمرة للعلم بمسائل الكتاب والسنة فيما يتعلق بالحلال والحرام.
أن هناك من العلم : العلم الذي يدخل في القلب. و تعلمون العلم الذي تكلم عنه الصحابة رضوان الله عليهم وكذلك السلف ينقسم إلى قسمين:
- علم الذي يسمى العلم بالله .
-وعلم بأوامر الله سبحانه وتعالى :
والعلم بالله عزّ وجلّ يدخل فيه العلم بألوهيته والعلم بروبوبيته بأسمائه وصفاته ويدخل فيها أيضا العلم بما أخبر به سبحانه وتعالى مما يقع في الآخرة مما يقع عند الموت قبل ذلك مما يقع أيضاً في الجنة والنار فهذه العلوم أكثر بكثير من مسائل الحلال والحرام هذه العلوم ما يتعلق بالعلم بالله بالعلم بما أخبر الله عزّ وجلّ به فيما سيأتي من أهوال يوم القيامة فيما سيقع للإنسان بعد انقسام الناس فريق في الجنة وفريق في السعير هذه المسائل أعظم بكثير مما يتعلق بمسائل الحلال والحرام ولذا أضرب لك مثلاً ولا أطيل وإلا هذا أصل كبير جداً عند أهل العلم يعني يحتاج حقيقة إلى بيان وإيضاح وهذا موطنه لكن لا نستطيع أن نطيل أكثر من ذلك أضرب لك مثلاً فيما يتعلق بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما يتعلق بالتابعين أيضاً انظر إلى أفضل الصحابة من هو؟ أبو بكر، بما فضُل أبو بكر على سائر الصحابة بما فَضُل هذا الصحابي على سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟
أجاب أحد الطلبة :
بشيء وقر في قلبه.
أكمل الشيخ :
بشيء وقر في قلبه، هذا الذي وقر في قلبه ما هو ؟ هل هو من مسائل العلم بالحلال والحرام ؟ أبداً، وإنما هو ماذا ؟ العلم بالله سبحانه وتعالى، والتعظيم لله، والتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذه هي الحقيقة، ولذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أعلم هذه الأمة بالحلال والحرام من ؟
أجاب أحد الطلبة :
معاذ.
أكمل الشيخ :
معاذ رضي الله عنه هو أعلم هذه الأمة بالحلال والحرام ويحشر أمام الناس برتوة أمام أهل العلم برتوة يعني يتقدمهم رضي الله عنه وأرضاه فإذا هذا معاذ أعلم الأمة بالحلال والحرام ومع ذلك هل هو أفضل من أبو بكر ؟
أجاب أحد الطلبة :
لا .
أكمل الشيخ :
لا، أبو بكر أفضل منه بدرجات كثيرة جداً بما؟ بشيء وقر في قلبه.
ولذلك انظر إلى مثل آخر يوضح لك هذه القضية تماماً بل هو يمكن أوضح في بيان هذه الحقيقة من المثل الأول وهو ما يتعلق بأفضل التابعين من أفضل التابعين ؟
أجاب الطلبة :
سعيد بن المسيب.
أكمل الشيخ :
لا أبداً ليس سعيد بن المسيب، الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم.
أجاب أحد الطلبة :
أويس القرني.
أكمل الشيخ :
أويس القرني، أفضل التابعين بالنص من رسول الله صلى الله عليه وسلم .الرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك لنا هذا الأمر أبداً هذا التفضيل لأنه سيعلم أننا سنقيس الأمور بمثل هذه المقاييس معي، سنقيس هذه الأمور بمقاييس من هذا النوع يعني سنأتي ونقول والله سعيد بن المسيب أعلم وأفقه وأخذ الفقه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أجلة التابعين وكان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر وكان وكان وكان في سيرته كذا وكانت الصلاة لا تفوته أبداً بل تكبيرة الإحرام أربعين عاماً لا تفوته مع الإمام وكان أيضاً كذلك يقول لم أرى ظهر مصلي قط إنما كان يصلى في الصف الأول وغير ذلك كثير في فضائله رحمه الله رحمة واسعة وكان حقيقاً بهذا التفضيل لكن لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنظر الله عزّ وجلّ بعلم منه سبحانه وتعالى أخبر هذا النبي صلى الله عليه وسلم عن حال التابعين فجاء الخبر ممن ؟ من العليم الخبير سبحانه وتعالى بأن أفضل التابعين من ؟ أويس القرني.
لو قارنا بين علم سعيد بن المسيب رضي الله عنه بالحلال والحرام وبين علم أويس القرني في الحلال والحرام أيهما أكثر علماً بمسائل الحلال والحرام ؟
أجاب الطلبة :
سعيد بن المسيب.
أكمل الشيخ :
سعيد بن المسيب وأين هذا من ذاك، أويس لم يذكر بشيء من كبير العلم بالحلال والحرام أبداً لم يذكر بشيء من هذا مطلقاً لم يكن فقيهاً أبداً ولم يكن يفتي الناس ولم يكن يعلم الناس في مجالس الذكر ولم يكن أيضاً كذلك ممن اختص في هذا الباب أو طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب جمعه ولم يكن أيضاً ممن أخذ عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في فتاويهم في مسائلهم في أقضيتهم كما فعل سعيد بن المسيب إنما كان رحمه الله ورضى عنه وألحقنا به كان تميز بأمر واحد وهو فيما يتعلق بأعمال القلوب يعني اهتمامه بعمل القلب هذا الذي فيه توقير عظيم لله سبحانه وتعالى وفيه تعزير لله وفيه أيضا كذلك تعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه تعزير لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر الذي قر في قلب أويس القرني هو الذي جعل أويس أفضل إيش ؟ جعله أفضل التابعين، بينما لو قارنت بينهما فيما يتعلق بمسائل الحلال والحرام والعلم بها قد فضُل سعيد بن المسيب كثيراً على أويس القرني. إذاً التفضيل ليس عائد إلى ما يتعلق بمسائل الحلال والحرام أبداً وإنما هذه من مسائل التفضيل ومما يفضُل به المرء على غيره ولكن ليست هي المناط الكامل والواحد في هذا الباب وإنما هناك مناط آخر وهناك حقيقة أخرى أعظم بمسائل الحلال والحرام مع عظيم قدرها وجليل منزلتها عند الله عزّ وجلّ ولكن أيضاً كذلك هناك ما هو أجل وما هو أعظم العلم بمسائل الحلال والحرام لا شك أنه من الدين ومن أعظم ما يتطلبه المرء ومن العلم النافع ولكن أيضاً هناك ما هو أعظم منه وما هو أجل منه وهو ما يتعلق بالعلم بالله عزّ وجلّ العلم برسول الله صلى الله عليه وسلم العلم بأهوال اليوم الآخر والعلم بحقائق هذه الدنيا الصغيرة الحقيرة والعلم بحقائق ذلك اليوم العظيم المهول فيما يتعلق بيوم القيامة هذا الذي نريده أن يقر وأن يستقر فيما يتعلق بالكلام عن هذه الآيات وغيرها.
عندما تتكلم عن سورة التكوير ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ[التكوير:1-2] إلى آخرها ثم تتكلم عن الجوار الكنس ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ [التكوير:15-17].
هذه الحقائق أيها المبارك إذا فهمتها فهماً جيداً واضحاً جلياً تكون سبباً في ما ذا؟ في توقير الله عزّ وجلّ وفي زيادة الإيمان وهذا هو الأهم وهذا الذي ينبغي أن يكون في البدء قبل العلم بمسائل الحلال والحرام وما أكثر من يعلم مسائل الحلال والحرام الآن بل يفتي الناس وهو يواقع الحرام وهو تارك للواجب، كم من الناس الآن يعلم الحلال والحرام ويفتي الناس ولكنه إن رأيته في نفسه فإذا هو من أبعد الناس عن فعل أوامر الله سبحانه وتعالى ومن المرتكبين للنواهي التي نهي الله عزّ وجلّ لما؟ لأن الإيمان لم يقر في القلب واضح الكلام إذا لما الكلام عن هذه الآيات من أجل هذا؟ هذه الآيات هي التي تغرس الإيمان في القلب هي التي تملأ القلب إيماناً هي التي تحشو هذا الفؤاد يقيناً بالله عزّ وجلّ ولذا يحتاج إليها العبد كثيراً حتى يزيد إيمانه وحتى يرتفع مستوى اليقين والمعرفة بربه سبحانه وتعالى واضح؟ هل هناك سؤال آخر.
سأل أحد الطلبة :
شيخ، كان هناك خلاف كافي في إعراب سورة الفاتحة فلو نمر عليها مراً سريعاً من الجملة الإسمية والفعلية يكون فيه زيادة للإيضاح أكثر.
أكمل الشيخ :
يعني في إعراب سورة الفاتحة والنظر فيما كان منها اسم وما كان منها فعل نجد الجملة الاسمية والفعلية لا بأس لكن لعلي أحيل السؤال عليكم أنتم وأنا معكم، فسريعاً نعرب سورة الفاتحة سريعاً وإن كان هناك من خطأ صححناه لا بأس لكن نريد إعراب سريع بقي خمس دقائق على منتصف الحلقة فنريد أن ننتهي من الإعراب قبله فسريعاً.
أجاب أحد الطلبة :
أعرب السورة ؟
أكمل الشيخ :
من أعوذ بالله .
أكمل الطالب :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أعوذ فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره
بالله جار ومجرور متعلق بقوله أعوذ.
أكمل الشيخ :
متعلق بمحذوف تقديره أقرأ أو أعوذ بالفعل، جميل.
أكمل الطالب :
الفاعل ضمير مستتر وجوبه تقديره أنا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من حرف جر والشيطان مجرور والرجيم صفة للشيطان.
بسم الله الرحمن الرحيم: فالباء حرف جر اسم مجرور والجار والمجرور يتعلق بمحذوف ذلك المحذوف عند البصريين يقدرونه اسما أي ابتداء باسم الله وعند الكوفيين يقدرونه فعل أي أن أبدأ بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله ، الله مضاف لكلمة اسم والرحمن نعت لكلمة الله الرحيم نعت أيضاً تابع للنعت الأول.
الحمد لله رب العالمين: الحمد مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره لله جر ومجرور متعلق بمحذوف خبر رب العاملين رب بدل لكلمة لله أو صفة، رب مضاف والعالمين مضاف إليه.
أكمل الشيخ :

بدل أو صفة.
أكمل الطالب :

بدل أو بيان أو صفة.
أكمل الشيخ :

و صفة يعني أقصد بيان وفيه بعض شيء .
أكمل الطالب :

الرحمن: أيضاً نعت لكلمة لله أو رب العالمين.
الرحيم: أيضاً نعت تابع للنعت الأول.
مالك يوم الدين: فمالك أيضاً تابع للنعت الأول يوم الدين فمالك مضاف ويوم مضاف إليه يوم مضاف والدين مضاف إليه أيضاً.
إياك نعبد: إياك مفعول مقدم لقوله نعبد، نعبد فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن، وإياك الواو حرف عطف.
إياك: أيضاً معطوف على إياك الأولى فهو مفعول به مقدم على فعله والفعل نستعين.
ونستعين: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره والفاعل ضمير مستتر وجوباً أيضاً تقديره نحن.
اهدنا الصراط المستقيم: اهدنا فعل أمر وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت النون هنا مفعول به مبنى على السكون.
أكمل الشيخ :
يعني فعل أمر هو هنا ماذا يسمى تلطفاً وتأدباً مع الله عزّ وجلّ يقال عنه فعل إيش؟
أجاب الطالب :
يعود الله سبحانه وتعالى.
أكمل الشيخ :
يكون فعل أمر إذا كان الأمر موجه إلى الله سبحانه وتعالى يقال عنه أنه فعل؟
أجاب الطلبة :
فعل دعاء.
أكمل الشيخ :
فاصل قصير ثم نعود إلى استكمال إعراب سورة الفاتحة بإذن الله عزّ وجلّ.

فـاصــــــــــــــل تليفـزيـونـــــــــــــي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
حياكم الله أيها الأحبة مرة أخرى، وكنا في الحديث عن إعراب سورة الفاتحة سريعاً وقفنا عند قوله سبحانه وتعالى ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ[الفاتحة:6] نعم أكمل .
أكمل الطالب :
قوله تعالى ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ فاهدنا هنا فعل دعاء فاعل ضمير مستتر يعود على الله عزّ وجلّ، النون هنا هو نون الجماعة مبنى على السكون في محل نصب مفعول أول لقوله اهدنا.
الصراط المستقيم: صراط مفعول ثان لإهدنا المستقيم نعت لكلمة الصراط.
﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ فصراط هذه بدل من الصراط الأولى صراط مضاف.
أكمل الشيخ :
أحسنت، بدل إيش؟ بدل ماذا؟
أجاب الطالب :
بدل من صراط المستقيم.
سأل الشيخ :
نوع البدل؟
أجاب الطالب :
بدل كل من كل.
أكمل الشيخ :
لا ليس كل من كل، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، بدل كل من كل، أو بعض من كل؟
أجاب الطالب :
بعض من كل.
أكمل الشيخ :
تأمل من جهة المعني لأنها تتبين من جهة المعنى لأنها تتبين من جهة المعنى ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة:5-6].
هل صراط الذين أنعمت جزء من الصراط المستقيم ؟ أو هو هو؟
أجاب الطلبة :
هو هو .
أكمل الشيخ :
لا يلبس عليك الكلام.
أجاب الطلبة :
هو هو .
أكمل الشيخ :
هو هو، هو صراط واحد فيكون إذا نوع البدل ما هو أنا أردت أن أقف عند هذه بالذات يعني حتى هو ماذا ؟ بدل كل من كل .
أكمل الطالب :
صراط بدل كل من كل من صراط الأولى صراط مضاف
والذين مضاف إليه وهو اسم موصول مبنى في محل جر .
أنعمت عليهم: أنعمت هنا فعل وفاعل والفاعل هو التاء مبنى على الفتح في محل رفع عليهم جار وهو يتعلق بقوله أنعمت والجملة هنا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ﴾ فغير هذه بدل من الضمير الموجود في عليهم.
أكمل الشيخ :
بدل من عليهم أو بدل من الصراط ؟
أجاب الطالب :
بدل من الضمير الموجود في عليهم، يعني المجرور بعليهم .
سأل الشيخ :
تقدير الكلام، ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾؟
أجاب الطالب :
يعني صراط الذين أنعمت على الذين يعني منعم.
أكمل الشيخ :
أي نعم، غير المغضوب عليهم، يعني أنعمت عليهم إذا كانت بدل من الضمير في عليهم يقود المعني إلى ماذا ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ ﴾ يعني إذا كانت بدل منها أنعمت على غير هؤلاء وليس هذا هو المقصود، أليس كذلك؟﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ﴾ فصراط بدل من ماذا أو غير بدل من ماذا؟ من جهة المعني تأملوا المعنى الآن، الآن ما المقصود ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ﴾ فهي بدل من ماذا؟
أجاب الطالب :
يظهر أنها بدل من الضمير الموجود في عليهم.
أكمل الشيخ :
الذي في عليهم، تقدير الكلام ممكن تعبر لي عن تقدير الكلام إذا كانت بدل من أنعمت عليهم، يعني أنعمت عليهم لو كانت بدل من أنعمت عليهم يكون الكلام أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم يعني أنعمت على غير المغضوب عليهم هذا هو المقصود هنا؟
هكذا البدل يكون يعني من جهة معني الآية هذا هو المراد أو أن المراد صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم، فيكون بدل من صراط؟
أجاب طالب :
لكن لو كانت مثلاً بدل من...
أكمل الشيخ :
أو بدل من المضاف إلى الصراط؟ صراط مضاف أليس كذلك ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ ﴾ أليس هنا مضاف ومضاف إليه.
أجاب أحد الطلبة :
لأن الضمير هنا يعود هو أيضا على الذين.
أكمل الشيخ :
يعود على الذين.
أجاب الطالب :
نعم يعود على الذين أنعم الله عليهم.
أكمل الشيخ :
أحسنت بارك الله فيك، هو ممكن أن يكون هذا من الضمير في عليهم ممكن أن يكون أيضاً من ماذا؟ من المضاف إليه، عندنا مضاف ومضاف إليه أين ؟ في صراط الذين: صراط مضاف ومضاف إليه صراط الذين أنعمت عليهم، فيكون المعنى غير المغضوب عليهم أي صراط غير المغضوب عليهم بدل من المضاف إليه في؟
أجاب أحد الطلبة :
نعم هو بدل من المضاف إليه وقد يكون أيضا بدل من الضمير لأن الضمير هنا يعود على المضاف إليه، الضمير هنا في عليهم يعود على المضاف إليه.
أكمل الشيخ :
يعود على المضاف إليه يعود على المضاف إليه مضاف إلى الصراط.
أجاب الطالب :
نعم.
أكمل الشيخ :
أنعمت عليهم، جيد جميل .
أكمل الطالب :
غير مضاف
والمغضوب عليهم المغضوب إليه إضافة غير إليه عليهم أيضاً جار ومجرور يتعلق بقوله المغضوب لأن المغضوب اسم مفعول، ولا الضالين الواو حرف عطف، لا هنا بمعنى غير فهي معطوفة على غير المتقدمة وظهر إعرابها فيما بعدها فما بعدها الضالين، والضالين هنا اسم مجرور بالياء نيابة عن الكسرة وهذا والله أعلم.
أكمل الشيخ :
أحسنت بارك الله فيك، نفع الله بك يا أخي، هل بقي شيء آخر ؟
إذاً ننتقل إلى المرحلة الخامسة، معنا بإذن الله عزّ وجلّ المرحلة الخامسة والمتعلقة بفهم موضوع السورة وما يتعلق به عندنا شيء يسمى موضوع السورة نحن انتهينا في الحلقة السابقة مما يتعلق بماذا؟ بالسباق واللحاق لكن الآن نعود أيضاً كذلك للمراحل السابعة من أولها بدأنا بإيش أول ما بدأنا بماذا؟ أول مرحلة أو ما بدأنا، بالكلمة أليس كذلك ؟ ثم صعدنا بعد الكلمة إلى ما يتعلق بحروف المعني، ثم صعدنا إلى الجملة، ثم صعدنا إلى السياق لأن هذه الجمل عبارة عن آية في آخر الأمر ثم هذه الآية هناك سباق وهناك لحاق لما انتهينا من هذا السباق واللحاق هذا السباق واللحاق هو عبارة عن آيات أليس كذلك مجموع هذه الآيات تكون ماذا ؟
أجاب الطلبة :
سورة
أكمل الشيخ :
تكون سورة أليس كذلك؟ إذاً تكونت عندناً سورة كاملة هذه السورة بكاملها من أولها إلى آخرها لها غرض لها معنى لها قصد أتت من أجله فإذا الكلام في هذه المرحلة عن ما يتعلق بموضوع السورة أو ما يسمى بمقصود السورة، مقصود السورة من أولها على آخرها بعد أن انتهينا من السباق واللحاق إذاً نتوسع قليلاً إلى درجة أعلى وهو ما يتعلق بالسورة كلها من أولها إلى آخرها، لعلنا نقرأ، من الذي كان يقرأ معنا، اقرأ بارك الله فيك.
أم أسماء غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أيهما أولى حفظ القرآن أو طلب العلم الشرعي مسلمة لله روضة آداب طلب العلم 31 02-08-16 12:15 PM
أفلا يتدبرون القرآن؟! /للشيخ عبدالسلام الحصين أم خــالد روضة القرآن وعلومه 15 14-02-10 02:56 AM
نزول القرآن الكريم وتاريخه وما يتعلق به طـريق الشـروق روضة القرآن وعلومه 8 22-12-07 03:50 PM


الساعة الآن 08:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .