العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . معهد العلوم الشرعية . ~ . > ๑¤๑ أرشيف الدروس العلمية في معهد العلوم الشرعية๑¤๑ > أرشيف المقررات الدراسية في الخطة السابقة > حلقة علوم القرآن > مادة أصول في التفسير

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-09, 12:57 AM   #1
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon59 تابع الشريط الخامس ....

بقي علي ان اقول : ذكرنا في الآية الكريمة , قولان في الوقف على (الا الله ) او الوصل , وليس بين القرائتين اختلاف

فالذين وقفوا على (الا الله ) : قالوا ان التأويل هو علم حقائق هذه المشتبهات , ومآلها في المستقبل , وهذا لا يهم عند الله والذين واصلوا قالوا ان المراد بالتأويل التفسير ,

وان كان المراد بالتأويل هو التفسير : هل يعلمه الراسخون في العلم ؟ نعم ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما : انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله .

في الآية :

-( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين )- [الزخرف/81]

قال بعضهم : ان (إن ) بمعنى ( ما ) , اي ما كان للرحمن ولد , ولكن هذا خلاف ظاهرها , لان إن شرطية , معناها : ان كان للرحمن ولدفأنا اول العابدين لهذا الولد , فهذا تنديد للنصارى الذين يعبدون عيسى , فيقول ان كان للرحمن ولد فانا اسبقهم الى عبادته , لكن لم يكن للرحمن ولد , فلاحق لعيسى في العبادة .


أنواع التشابه في القرآن


التشابه الواقع في القرآن نوعان :

أحدهما : حقيقي وهو ما لا يمكن أن يعلمه البشر كحقائق صفات الله عز وجل ، فإننا وإن كنا نعلم معاني هذه الصفات ، لكننا لا ندرك حقائقها ، وكيفيتها

لقوله تعالى :

( وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً)(طـه: الآية 110)

وقوله تعالى :

(لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الأنعام:103)


حقائق الكتاب لا يمكن ادراكها , وهذا تشابه حقيقي , كل كان لا يمكن ان يدرك حقيقة صفة الله تعالى , وان ادعى انه يدرك فهو كاذب , ولهذا قال تعالى :

-( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما )- [طه/110]

وقال تعالى

(( لا تدركه الابصار وان رأته ))


لانه اعظم من ان تحيط به الابصار .

ولهذا لما سئل الإمام مالك رحمه الله تعالى عن قوله تعالى :

(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طـه:5)

كيف استوى

قال : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وهذا النوع لا يسأل عن استكشافه لتعذر الوصول إليه .

هذا الرجل أتى الى الامام مالك في المسجد النبوي , وقال له :

يا ابا عبد الله , الرحمن على العرش استوى , كيف استوى

فاطرق مالك برأسه وجعل يتصبب عرقا , لشدة هذا السؤال , وفظاعته , ثم رفع راسه وقال :

الاستواء غير مجهول (يعني انه معلوم ) والكيف غير معقول ( اي لا يمكن ان ندركه بعقولنا ) والعمل به (اي الاستواء ) واجب , والسؤال عنه (يعني عن كيفية الاستواء ) بدعة .

وما اراك الا مبتدعا , ثم أمر به فأخرج من المسجد , اخرج من مسجد الرسول ليتقي الناس شره .

فتأمل صرامة الامام مالك رحمه الله , في مثل هذا الامر الفظيع . وهكذا ينبغي لنا ان نكون صارمين في كل من سأل مثل هذا السؤال , لو قال : كيف اصابع الله ؟

نقول : الاصابع معلومة والكيف مجهول, والايمان بها واجب والسؤال عنها بدعة .


لا يجوز ان نقول ان آيات الصفات من المتشابه , لكن اذا اطلق عليها المتشابه فاننا نقول : ان اراد بالتشابه خفاء المعنى فهذا غلط , لان معناها واضح ظاهر , وان اراد خفاء الحقائق فهذا صحيح .

(يجيب الشيخ على بعض الاسئلة )




المتن :



النوع الثاني : نسبي وهو ما يكون مشتبها على بعض الناس دون بعض ، فيكون معلوما للراسخين في العلم دون غيرهم ، وهذا النوع يسأل عن استكشافه وبيانه ؛ لإمكان الوصول إليه ، إذ لا يوجد في القرآن شئ لا يتبين معناه لأحد من الناس ،


قال الله تعالى : (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:138)


وقال : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ)(النحل: الآية 89) وقال : (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) (القيامة:18)


وقال : (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (القيامة:19)


وقال : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) (النساء:174) .



شرح الشيخ :



ذكرنا ان الاحكام والتشابه ثلاثة انواع :


الحكام العام والذي يوصف به جميع القرآن .


والثاني : التشابع العام الذي يوصف به جميع القرآن .


الثالث : الاحكام الخاص الذي يوصف به بعض القرآن والتشابه الخاص الذي يوصف به بعض القرآن ,


هذا التشابه ينقسم الى نوعين :


تشابه حقيقي : يشتبه على كل الناس , كحقائق صفات الله عز وجل , احوال اليوم الآخر ...


نحن نؤمن ان هذه الجبال العظيمة الشامخة تكون كثيبا مهيلا , انت لا تتصور كيف تكون بالضبط , نؤمن بان في الجنة فاكهة ونخلا ورمانا ولحم طير وعسلا ولبنا وخمرا وماء ... هل نعرف حقيقة ذلك ؟ لا


لان الله تعالى يقول :


-( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )- [السجدة/17]



ويقول في الحديث القدسي :


اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .


هذا نقول انه متشابه تشابها حقيقيا . تشابه مطلق لا يمكن لأحد ان يعلم به .



النوع الثاني : تشابه نسبي وهذا هو الذي يكون عند كثير من الناس


التشابه النسبي هو ما يكون مشتبها على بعض الناس دون بعض , فيكون معلوما للراسخون في العلم دون غيرهم , وهذا النوع يسأل عن استكشافه وبيانه, اما الاول الحقيقي لا يسأل , السؤال عنه لغو , واذا كان سؤال دين فهو بدعة .


هذا النوع المشتبه على بعض الناس دون بعض , يسأل عنه ويستكشف حتى يتبين للانسان معناه , لإمكان الوصول إليه ، إذ لا يوجد في القرآن شئ لا يتبين معناه لأحد من الناس ،


الدليل قوله تعالى :


-( هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين )- [آل عمران/138]



وهذا عام , وقال تعالى :


-( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين )- [النحل/89]



فكل شي يحتاج الناس الى بيانه فانه في القرآن اما منصوص عليه واما مدلولا عليه بالاشارة ,



وقرأت لبعض العلماء المعاصرين انه كان في مطعم في احدى الدول الغربية واظنها باريس , والمطعم يعم الصالح والطالخ , وكان في هذا المطعم رجل من النصارى , ممن قرؤوا القرآن لكن لم ينتفعوا به , فأتى الى هذا العالم ليشبه عليه , وقال ان قرآنكم تبيان لكل شي , قال العالم : نعم هو تبيان لكل شئ , واذا بين يديه اشياء من المأكولات , فقال له النصراني : كيف نصنع هذا أرنيه في القرآن ,
فاستغرب الشيخ, سؤال ليس له وجه , هل القرآن نزل ليكون ارشادا للمطابخ ؟
لا , لاشك .
لكنه يريد ان يمتحن هذا الرجل ويشكك من حوله , فقال الشيخ : نعم يوجد في القرآن . فقال : اين هو ؟ فذهب به الى المطبخ , فقال لمن يعمل فيه : كيف صنعت هذا ؟
فأخبره , فقال : هكذا جاء في القرآن , قال الله تعالى :
(( فاسئلوا أهل الذكر ان كنت لا تعلمون ))
فما لم ينص عليه القرآن أرشدنا إليه كيف نتوصل اليه , فصار الآن مبينا او غير مبين ؟
نعم , لان الذي يرشدك الى الطريق الذي تصل به الى مقصودك قد تبين .
فبهت الذي كفر .


يتبع >>>>>>>>>>>


التعديل الأخير تم بواسطة إيمان مصطفى عمر ; 15-02-09 الساعة 02:25 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 15-02-09, 02:27 PM   #2
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon62 تابع تفريغ الشريط الخامس ....



فالمهم ان الله تعالى قال :
(( نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ))
مبين لكل شئ , لكن اما على وجه صريح او على وجه الايماء والاشارة .
وقال تعالى :
(( فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم ان علينا بيانه ))
اذا قرآناه – فاتبع : يخاطب من ؟
الرسول عليه الصلاة والسلام
لكن هل الله تعالى هو من يقرؤه عليه ؟ لا , جبريل عليه السلام , لكن لما كان جبريل عليه السلام رسولا من رب العالمين صارت قراءته كقراءة الله تعالى
أطلق الله تعالى الفعل على نفسه والمراد هو الرسول , لان الرسول مبلغ عن ربه , ومن هنا نصل الى فائدة عظيمة في قوله تعالى :
((ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم ))
لو قال قائل : ان الله تعالى على العرش في السماء وهؤلاء في الارض تحت الشجرة , كيف الجمع ؟
كيف يبايعون الله ؟
نقول نعم يبايعون الله لانهم يبايعون الرسول ومبايعة رسوله مبايعة له جل وعلا ,
وكذلك قوله يد الله فوق ايديهم , يد من فوق ايديهم ؟
يد الرسول عليه الصلاة والسلام , لكن لما كانت يد رسوله صارت كأنها يد الله تعالى .
وحينئذ لا اشكال في الآية .
خلافا لمن لجلج وعجعج وقال ان هذه الآية مشكلة , هذه تدل على ان الله تعالى في كل شئ وفي كل مكان , فيقال : لما كانت يد رسوله اطلق عليها انها يده عز وجل , كما ان قراءة جبريل للقرآن : لما كانت بارسال من الله تاعالى انه هو الذي قرأ
(( ثم ان علينا بيانه )) بيانه لماذا ؟ لفظا ام معنى ؟. الاثنين معا .
وأمثلة هذا النوع كثيرة منها قوله تعالى :
( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(الشورى: الآية 11)
حيث اشتبه على أهل التعطيل ، ففهموا منه انتفاء الصفات عن الله تعالى ، وأدعوا أن ثبوتها يستلزم المماثلة ، واعرضوا عن الآيات الكثيرة الدالة على ثبوت الصفات له ، وأن إثبات أصل المعنى لا يستلزم المماثلة .
هذه ال]ة استدل بها المعطلة على نفي الصفات عن الله تعالى , وقالوا : أي صفة تثبتها وفي المخلوق مثلها فقد مثلت , فلا تثبت العين ولا الوجه ولا الرجل ولا الساق ... ول فعلت ذلك لمثلت .
فاشتبه عليهم المعنى , ولم ينظروا الى الآيات الكثيرة التي فيها اثبات صفات الله تعالى .
ومنها قوله تعالى
( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93)
حيث اشبته على الوعيدية ( وهم الخوارج والمعتزلة ) ، ففهموا منه أن قاتل المؤمن عمدا مخلد في النار ، لكن الخوارج أشجع من المعتزلة , قالوا انه كافر , والمعتزلة قالوا انه ليس كافر , بل هوفي منزلة بين منزلتين , كيف ؟ والله جعل الخلق قسمين :
(( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ))
لكن هذا سببه الرجوع الى العقل والاعراض عن النص , ولهذا بعض العلماء يسمي المعتزلة : عقلاء المبتدعة .
وهل هذا صحيح ان المعتزلة هم عقلاء المبتدعة ؟
لا
1" المبتدعة لا عقل لهم , خالفوا العقل بقدر ما فعلوا من البدع
2" ان العقل يقتضي التزام النص لا مخالفته .
على كل حال ان هؤلاء الوعيدية فهموا ان قاتل المؤمن عمدا كافرا مخلدا في النار وطردوا ذلك في جميع أصحاب الكبائر ، واعرضوا عن الآيات الدالة على أن كل ذنب دون الشرك فهو تحت مشيئة الله تعالى .
والدليل قوله تعالى :
(( ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ))
ومن المناسبات الجيدة الطيبة ان هذه الآية ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93)
وقعت بين آيتين كلتاهما تدل على ان ما دون الشرك فهو تحت المشيئة .
قوله تعالى :
(( ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما ))
ثم جاءت آيات القتل , ثم قوله تعالى :
(( ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ))
اذن الآية لا تدل على ان قاتل النفس مخلدا في نار جهنم , لان الآيات الاخرى والنصوص الاخرى تدل على ان ما دون الشرك تحت المشيئة .
لكن في الواقع ان فيها اشكال :
قوله تعالى في الآية (( خالدا فيها ))
لان الاصل في الخلود هو الدوام , واذا ذكر التعبير فهو من باب التوكيد .
فيقال :
هذا من جنس النصوص التي فيها الوعيد , فالقتل سبب لهذا لكن اذا وجد المانع انتفى مفعول السبب .
وتجدونها ظاهرا في اسباب الارث والمواريث , القرابة من اسباب الارث واذا كان القريب كافرا والميت مسلما امتنع الارث .
فلا شهادة الا بوجود شروطها وانتفاء الموانع , فاذا قال قائل : ان كان هذا لا يتحقق بوجود المانع , ما الفائدة ؟
قلنا الفائدة امران :
1" التغليظ في الوعيد , اسلوب جرى على لسان العرب , وان لم تنزل العقوبة بالفاعل , حتى صار في عرفنا الآن تقول الام لولدها : والله ان فعلت هذا لاكسر رجلك ... هل تصدق بانه اذا فعل سوف تكسر رجله ؟ هذا التغليظ في الوعيد وهو مما جاءت به اللغة العربية .
2" انه ربما يكون قتله للمؤمن عمدا سببا لكفره واذا كفر استحق الخلود في النار
ولهذا جاء في الحديث ** لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما **
يعني في سعة من دينه ما لم يصب دما حراما ضاق عليه الدين وربما فر منه .
ومنها قوله تعالى :
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحج:70)
ألم تعلم : هذه تؤول الى : قد علمت .
لان الهمزة هنا للتقليل مثلها قوله تعالى :
(( ألم نشرح لك صدرك ))
يعني قد شرحنا لك صدرك .
في الآية كل ما هو في السماء والارض فهو معلوم عند الله تعالى من صغير وكبير ومن عظيم وحقير .
, ان ذلك في كتاب او ان ذلك العلم في كتاب وهو اللوح المحفوظ .
حيث اشتبه على الجبرية ، ففهموا منه أن العبد مجبور على عمله ، وادعوا أنه ليس له إرادة ولا قدرة عليه ، وأعرضوا عن الآيات الدالة على أن للعبد إرادة وقدرة ، وأن فعل العبد نوعان : اختياري ، وغير اختياري .
الجبرية استدلوا بنصوص القضاء والقدر على الجبر , والغريب ام نفس استدلالهم دليل عليهم .
نقول : انتم تخاطبونني , هل تشعرون انكم مجبورون ؟ ان كان كذلك فقولكم لا حكم له لان المكره لا حكم لقوله ولا لفعله , وانتم الآن خاصمتم انفسكم .
نقول : انتم الآن تحاجوننا بان الانسان مجبر على عمله لا اختيار له .
حجتكم الآن هل هي باختياركم او مجبورون عليها ؟
ان قالوا : باختيارنا , فانهم خاصموا انفسهم , وان قالوا :مجبرين , قلنا : ايضا هذا خصم لكم , لان المجبر لا حكم لقوله
ولهذا لو اكره الانسان على الكفر لم يكن كافرا .
وهناك نصوص كثيرة تدل على ان للعبد ارادة وقدرة , لكنها اشتبهت عليهم
والراسخون في العلم أصحاب العقول ، يعرفون كيف يخرجون هذه الآيات المتشابهة إلى معنى يتلاءم مع الآيات الأخرى ،فيبقى القرآن كله محكما لا اشتباه فيه .
والحمد لله .
ولهذا ينبغي للانسان ان يسأل الله تعالى دائما ان يهديه للحق
وانظر الى فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفتتح قيام الليل وهو اول صلاة يصليها بعد النوم . يقول :
اللهم رب جبريل وميكائيل واسرائيل فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق .
وهو الرسول عليه الصلاة والسلام
يسأل الله تعالى ان يهديه لما اختلف فيه من الحق
فأنت ايضا اسأل الله تعالى دائما ان يهديك لما اختلف من الحق , سواء في العقائد او في العمليات ,لان الانسان بشر يجهل كثيرا وينسى كثيرا
وقد قال تعالى :
(( وما أوتيتم من العلم الا قليلا ))
لا تعتمد على ذكاءك ولا على حفظك ولا على كثرة علومك , اعتمد على الله واسال الله ان يهديك لما اختلف الناس فيه من الحق .
المتن :
الحكمة في تنوع القرآن إلى محكم ومتشابه
لو كان القرآن كله محكما لفاتت الحكمة من الاختبار به تصديقا وعملا لظهور معناه ، وعدم المجال لتحريفه ، والتمسك بالمتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، ولو كان كله متشابها لفات كونه بيانا ، وهدى للناس ، ولما أمكن العمل به ، وبناء العقيدة السليمة عليه ، ولكن الله تعالى بحكمته جعل منه آيات محكمات ، يرجع إليهن عند التشابه ، وآخر متشابهات امتحانا للعباد ، ليتبين صادق الإيمان ممن في قلبه زيغ ، فإن صادق الإيمان يعلم أن القرآن كله من عند الله تعالى ، وما كان من عند الله فهو حق ، ولا يمكن أن يكون فيه باطل ، أو تناقض لقوله تعالى: (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42)
وقوله تعالى (لَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)(النساء: الآية 82) .
وأما من في قلبه زيغ ، فيتخذ من المتشابه سبيلا إلى تحريف المحكم واتباع الهوى في التشكيك في الأخبار والاستكبار عن الأحكام ، ولهذا تجد كثيرا من المنحرفين في العقائد والأعمال ، يحتجون على انحرافهم بهذه الآيات المتشابهة .
شرح الشيخ :
الحكمة في تنوع القرآن إلى محكم ومتشابه
يقول لو كان القرآن كله محكما لفاتت الحكمة من الاختبار به تصديقا وعملا لظهور معناه .
وهذا صحيح لو كان القرآن كله محكما ما فيه تشابه لفاتت الحكمة من الاختبار , لان المتشابه يختبر به العبد , هل يأخذ به او يرده الى المحكم .
يقول :
وعملا لظهور معناه , وعدم المجال لتحريفه ، والتمسك بالمتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، ولو كان كله متشابها لفات كونه بيانا ، وهدى للناس ، ولما أمكن العمل به ، وبناء العقيدة السليمة عليه ، ولكن الله تعالى بحكمته جعل منه آيات محكمات ، يرجع إليهن عند التشابه ، وآخر متشابهات امتحانا للعباد ، ليتبين صادق الإيمان ممن في قلبه زيغ ، فإن صادق الإيمان يعلم أن القرآن كله من عند الله تعالى ، وما كان من عند الله فهو حق ، ولا يمكن أن يكون فيه باطل ، أو تناقض
لقوله تعالى:
(لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42)
وقوله تعالى
(لَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)(النساء: الآية 82) .
اذن الحكمة هي الامتحان , امتحان الناس هل يؤمنون بالمحكم والمتشابه . او يهلكون عند المتشابه
وأما من في قلبه زيغ ، فيتخذ من المتشابه سبيلا إلى تحريف المحكم واتباع الهوى في التشكيك في الأخبار والاستكبار عن الأحكام ، ولهذا تجد كثيرا من المنحرفين في العقائد والأعمال ، يحتجون على انحرافهم بهذه الآيات المتشابهة .
قد يقول قائل : لماذا لم يجعل الله القرآن كله محكما ؟
نقول من أجل الامتحان والاختبار , لانه لا يمكن معرفة المؤمن حقا من غيره اذا كان القرآن كله محكما , لانه كلا سيؤمن به .
ولماذا لم يكن كله متشابها ؟
لانه لو كان كذلك لم يكن هدى للناس ولا فرقانا بين الباطل والحق , ولاصبح الناس في شك في عقائدهم وفي أعمال جوارحهم .
يتبع <<<<<<
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 15-02-09, 02:29 PM   #3
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon58 تابع تفريغ الشريط الخامس ....

المتن :




موهم التعارض في القرآن



التعارض في القرآن أن تتقابل آيتان ، بحيث يمنع مدلول إحداهما مدلول الأخرى ، مثل أن تكون إحداهما مثبته لشئ والأخرى نافية فيه .



ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما خبري ، لأنه يلزم كون إحداهما كذبا ، وهو مستحيل في أخبار الله تعالى ، قال الله تعالى : ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً)(النساء: الآية 87) (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)(النساء: الآية 122) ) ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما حكمي ؛ لأن الأخيرة منهما ناسخة للأولى قال الله تعالى (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا)(البقرة: الآية 106) وإذا ثبت النسخ كان حكم الأولى غير قائم ولا معارض للأخيرة .



وإذا رأيت ما يوهم التعارض من ذلك ، فحاول الجمع بينهما ، فإن لم يتبين لك وجب عليك التوقف ، وتكل الأمر إلى عالمه .



وقد ذكر العلماء رحمهم الله أمثلة كثيرة لما يوهم التعارض ، بينوا الجمع في ذلك . ومن أجمع ما رأيت في هذا الموضوع كتاب " دفع إيهام الاضطراب عن أي الكتاب " للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى .



فمن أمثلة ذلك قوله تعالى في القرآن : ( هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)(البقرة: الآية 2) وقوله فيه : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاس)(البقرة: الآية 185) فجعل هداية القرآن في الآية الأولى خاصة بالمتقين ، وفي الثانية عامة للناس ، والجمع بينهما أن الهداية في الأولى هداية التوفيق والانتفاع ، والهداية في الثانية هداية التبيان والإرشاد .



ونظير هاتين الآيتين ، قوله تعالى في الرسول صلى الله عليه وسلم : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) (القصص:56) وقوله فيه ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(الشورى: الآية 52) فالأولى هداية التوفيق والثانية هداية التبيين .



ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ) (آل عمران: الآية 18) وقوله (وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّه)(آل عمران: الآية 62) وقوله :( فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ) (الشعراء:213) وقوله : ( فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ)(هود: الآية 101) ففي الآيتين الأوليين نفي الألوهية عما سوى الله تعالى وفي الأخريين إثبات الألوهية لغيره .



والجمع بين ذلك أن الألوهية الخاصة بالله عز وجل هي الألوهية الحق ، وأن المثبتة لغيره هي الألوهية الباطلة ؛ لقوله تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (الحج:62) .



ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : ( قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ)(لأعراف: الآية 28) وقوله (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) (الإسراء :16) ففي الآية الأولى نفي أن يأمر الله تعالى بالفحشاء ، وظاهر الثانية أن الله تعالى يأمر بما هو فسق . والجمع بينهما أن الأمر في الآية الأولى هو الأمر الشرعي ، والله تعالى لا يأمر شرعا بالفحشاء لقوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90) والأمر في الآية الثانية هو الأمر الكوني ، والله تعالى يأمر كونا بما شاء حسب ما تقتضيه حكمته لقوله تعالى : (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يّـس:82) .



ومن رام زيادة أمثلة فليرجع إلى كتاب الشيخ الشنقيطي المشار إليه آنفا .




شرح الشيخ :



موهم التعارض في القرآن



هذا مبحث هام يجب معرفته , لما قلنا موهم التعارض ولم نقل التعارض ؟


لانه لا تعارض في القرآن وانما يتوهم الواهم ان هناك تعارض .



التعارض في القرآن أن تتقابل آيتان ، بحيث يمنع مدلول إحداهما مدلول الأخرى ، مثل أن تكون إحداهما مثبته لشئ والأخرى نافية فيه .


يعني التقابل من كل وجه يسمى تعارض , لان كل واحد اعترض طريق الآخر ومنعه



ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما خبري ،


التعارض بين آيتين مدلولهما خبري لا يمكن ان يكون , يعني لا يمكن ان يخبر الله بشئ ثم يخبر بضده , هذا مستحيل , لماذا ؟


لان الله تعالى عالم بكل شئ , ولايمكن ان يكون جاهلا ثم علم ,


ويقول هنا : ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما خبري ، لأنه يلزم كون إحداهما كذبا ، وهو مستحيل في أخبار الله تعالى ، ايضا يلزم شيئا آخر كما قلنا ان يكون الله تعالى جاهلا ثم علم .


فيلزم علينا الآن اما ان يكون الله (وحاشاه ) ان يكون كاذبا , واما ان يكون (وحاشاه ) ان يكون جاهلا , كلاهما ممتنع .


انا لو قلت : جاء زيد في الساعة التاسعة والنصف , هذا خبر مدلوله مجئ زيد في التاسعة والنصف , ثم قلت : لم يأت زيد في الساعة التاسعة والنصف , يلزم ذلك ان اكون كاذبا اما في الخبر الاول او في الخبر الثاني , او انني كنت جاهلا وتبين انه ليس كذلك , كنت جاهلا انه قدم الساعة التاسعة والنصف ثم تبين لي فقلت انه لم يأت .


اذن الله تعالى ليس في خبره كذب ولا جهل , بل هو جل وعلا اصدق القائلين واعلم العالمين .


اذن التعارض يلزم ان يكون كذب في اخبار الله او صادرة عن جهل وهو مستحيل في اخبار الله تعالى


قال الله تعالى : ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً)(النساء: الآية 87)


(وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)(النساء: الآية 122) )


نفى الله عز وجل ان يكون احد اصدق منه حديثا او قولا .




ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما حكمي ؛ لأن الأخيرة منهما ناسخة للأولى , هذا ايضا ضابط آخر , لماذا لم يقل : نطلب التجيح اذا وقع التعارض؟


لانه لا ترجيح في القرآن , القرآ، كله ثابت .بطريق واحد عن طريق التواتر . ولكن تكون الاخيرة ناسخة للاولى . وهل يلزم ذلك من ذلك اثبات النسخ ؟ نعم , وقع النسخ في القرآن الكريم : اما نسخ اللفظ او المعنى او الحكم او اللفظ والحكم ,


قال الله تعالى


(مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا)(البقرة: الآية 106)


اذن اذا لم يأت بمثلها يأت بخير منها , فالنص واضح ان فيه فائدة , اذا اتى بمثلها ما الفائدة ؟


الفائدة امتحان العبد لانه اذا كان النسخ بالمماثل قد يقول قائل ما الفائدة ؟


فسأبقى على حكم الاولى ولا اقلب النص ,


فصار نسخ الحكم الى مماثل فيه فائدة عظيمة وهي اختبار الانسان .


اختبار المكلف هل يستسلم ويذعن ام لا .


واذا ثبت النص كان حكم الاول غير قائم وغير معارض للاخيرة .



قال تعالى :


((ان يكن منكم عسشرون صابرون يغلبوا مئتين وان يكن منكم مئة يغلبوا ألفا من الذين كفروا ))


اذا هنا الواحد يقابل عشرة امثال .


ثم قال تعالى :


((الآن خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا ان يكن منكم مئة صلبرة يغلبوا مئتين وان يكن منكم ألف يغلبوا ألفين ....))


صار الواحد يقابل اثنين .


هل حكم الاولى باق ؟ لا , نسخت .


وحينئذ لا تعارض بين الآيتين لان احداهما نسخت الاخرى .



وإذا رأيت ما يوهم التعارض من ذلك ، فحاول الجمع بينهما ، فإن لم يتبين لك وجب عليك التوقف ، وتكل الأمر إلى عالمه .


ماقال وجب عليك الترجيح . المهم ان اذا رايت ما يوهم التعارض فاجمع بينهما قبل كل شي , فان لم يتبين الجمع فالواجب التوكل ونقول : سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا .




وقد ذكر العلماء رحمهم الله أمثلة كثيرة لما يوهم التعارض ، بينوا الجمع في ذلك . ومن أجمع ما رأيت في هذا الموضوع كتاب " دفع إيهام الاضطراب عن أي الكتاب " للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى .


كتاب صغير جمع فيه كل ما امكنه من آيات القرآن العزيز التي ظاهرها التعارض وجمع بينها .



فمن أمثلة ذلك قوله تعالى في القرآن


: ( هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)(البقرة: الآية 2)


وقوله فيه :


(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاس)(البقرة: الآية 185)


هدى للمتقين وهدى للناس , كيف الجمع ؟


أيهما أعم ؟ الناس أعم من المتقين , الناس يشمل المتقي وغير المتقي , فلا بد من الجمع .


1" اما ان نقول ان هدى للمتقين وهدى للناس معناهما واحد والمراد بالناس الخصوص , أي الناس المتقين , وحينئذ لا تعارض ما دمنا فصلنا الناس بالمتقين , فالآية الأخرى هدى للمتقين .


2"او نقول : الهدى نوعان :


هدى دلالة – هدى التزام .


فباعتباره هدى دلالة , يكون هدى الناس جميعا


وباعتباره هدى التزام , يكون هدى للمتقين لانهم هم الذين يلتزمون به ,


فجعل هداية القرآن في الآية الأولى خاصة بالمتقين ، وفي الثانية عامة للناس والجمع بينهما أن الهداية في الأولى هداية التوفيق والانتفاع ، والهداية في الثانية هداية التبيان والإرشاد .


يعني ان نجعل معنى الهداية في الآيتين مختلفا , فنقول هدى الناس هداية الدلالة والارشاد , وهدى للمتقين هي هداية التوفيق والتنفيذ زالقيام بشرعه .


فصار الآن وجه الجمع :


اما ان يكون في الهدى واما ان يكون في الناس والمتقين




ونظير هاتين الآيتين ، قوله تعالى في الرسول صلى الله عليه وسلم :


(إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) (القصص:56)


وقوله فيه


( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(الشورى: الآية 52)


فالأولى هداية التوفيق والثانية هداية التبيين .


هداية التوفيق لا تكون للرسول ولا لغيره , وهداية التبيين والارشاد تكون للرسول ولغيره .




ومن أمثلة ذلك قوله تعالى :


(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ)


(آل عمران: الآية 18)


وقوله (وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّه)(آل عمران: الآية 62)


وقوله :( فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ) (الشعراء:213)


وقوله :


( فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ)(هود: الآية 101)


ففي الآيتين الأوليين نفي الألوهية عما سوى الله تعالى وفي الأخريين إثبات الألوهية لغيره .



والجمع بين ذلك أن الألوهية الخاصة بالله عز وجل هي الألوهية الحق ، وأن المثبتة لغيره هي الألوهية الباطلة ؛


لقوله تعالى :


(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (الحج:62) .



قوله ان الله هو الحق : يعني ان الله تعالى هو الاله الحق الذي ليس في الوهيته باطل


وان ما تدعون من دونه هو الابطل .


هو : ضمير فصل لا محل له من الاعراب والشاهد قوله تعالى :


(( لعلنا نتبع السحرة ان كانوا هم الغالبين ))


فلو كان للضمير (هم ) محل من الاعراب لكانت الآية ( ان كلنوا هم الغالبون )


اذن هذا ضمير فصل ما فائدته ؟



** انني خاطبت رجلا من البلاد المجاورة , يكثر فيها الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم , فقال : والنبي أفتني . قولك : والنبي , هذا شرك , ما يجوز لكن ان شاء الله لن تعود اليه . فقال : والنبي لا اعود اليه .**



سبحان الله , فائدة ضمير الفصل ثلاث : التوكيد والحصر وتمييز الصفة من الخبر .





يتبع الشريط السادس <<<<<<<
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc الشريط 5.Doc‏ (247.3 كيلوبايت, المشاهدات 1071)

التعديل الأخير تم بواسطة إيمان مصطفى عمر ; 18-02-09 الساعة 11:41 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 18-02-09, 11:57 PM   #4
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon188 تفريغ الشريط السادس من اصول في التفسير ....



بسم الله الرحمن الرحيم

تابع شرح الشيخ :
انني خاطبت رجلا من البلاد المجاورة , يكثر فيها الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم , فقال : والنبي أفتني . قولك : والنبي , هذا شرك , ما يجوز لكن ان شاء الله لن تعود اليه . فقال : والنبي لا اعود اليه .
سبحان الله , فائدة ضمير الفصل ثلاث : التوكيد والحصر وتمييز الصفة من الخبر .
ونضرب مثلا نتبين به ذلك : اذا قلت زيد الفاضل : فهنا الفاضل يحتمل ان تكون صفة لزيد والخبر لم يأت بعد , فإذا قلت : زيد هو الفاضل , تعين ان تكون الفاضلخبر للمبتدأ . ايضا اذا قلت زيد هو الفاضل فقد حصرت الفضل فيه , دون غيره
قوله تعالى
-( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين )- [النور/25]
,قوله ايضا :
-( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير )- [الحج/62]
,في آية أخرى : -( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير )- [لقمان/30]
ومن أمثلة ذلك : قوله تعالى -( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون )- [الأعراف/28]
وقوله : -( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )- [الإسراء/16]
والفسق هو الفحشاء , ففي الآية الاولى نفى الله تعالى انه يأمر بالفحشاء , وظاهر الثانية ان الله يأمر بالفسق , فكيف الجمع بينهما ؟
ان الامر في الآية الاولى هو الأمر الشرعي , والله تعالى لا يأمر شرعا بالفحشاء لقوله تعالى :
-( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون )- [النحل/90]
اما الامر في الآية الثانية هو الامر الكوني والله تعالى يأمر كونا بما شاء , حسبما تقتضيه حكمته , لقوله تعالى :
-( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )- [يس/82]
والآية السابقة من سورة الاسراء قال بعض العلماء ان الله اذا اراد ان يهلك قرية ارسل اليها الرسل فأمروهم ليفسقوا فيهلكهم وهذا معنى باطل لا يليق بالله عزوجل . هل يليق بالله اذا اراد ان يهلك قرية ان يرسل رسلا يأمروهم بعبادة الله ثم يفسقوا فيأخذهم ؟ لا ابدا هذا خلاف حكمة الله , ولا يليق بالله تعالى . لكن ان الله اذا اراد ان يهلك قرية أمر مترفيها امرا كونيا قدريا , والعباد يأتمرون بأمر الله القدري , اذا يأمرهم امرا قدريا فيفسقوا وحينئذ تحل بهم العقوبات
. وبهذه المناسبة أقول لكم :
بعض العلماء رحمهم الله عندهم المضايقة والمخاصمة والمجادلة , يحاولون ان يفروا من ذلك لاى منفذ وان كان ضيق , فهل من الممكن ان نقول ان الله تعالى يرسل الرسل من أجل ان يخالفوهم فيهلكهم ؟
انما ارسل الرسل مبشرين ومنذرين ليحكموا بين الناس بالحق . فالصواب اذن ان الامر امر كوني .
فاذا قال قائل : اين الدليل على ان الامر كوني ؟
الدليل قوله تعالى : -( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )- [يس/82]
اي بالارادة الكونية .
سؤال : ما هو الفرق بين التناقض والتعارض ؟
التناقض معناه انه لا يمكن ان يجتمع الحكمان ابدا , والتعارض ان يكون بينهما تعارض قد يكون بين العموم والخصوص او التقييد والاطلاق وما أشبه , فالتعارض أهون .
اجابة على سؤال :
يجب ان تعلم ان الصحابة لا يشكل عليهم شئ في القرآن لانه نزل بلغتهم وفي عصرهم ويعرفون معانيه بالقرائن والالفاظ واذا وقع في القرآن شئ مشكل فان الرسول صلى الله عليه وسلم يبينه
مثل قوله تعالى : -( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )- [يونس/26]
بين الرسول ان الزيادة معناها لوجه الله ... وهكذا ...
يجيب الشيخ على بعض الاسئلة من الدقيقة السادسة الى الدقيقة 16 تقريبا
المتن
القسم
القسم : بفتح القاف والسين ، اليمين ، وهو : تأكيد الشيء بذكر مُعَظَّم بالواو ، أو إحدى أخواتها ، وأدواته ثلاث :
الواو - مثل قوله تعالى : (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقّ)(الذريات: الآية 23) ويحذف معها العامل وجوبا ، ولا يليها إلا اسم ظاهر .
والباء - مثل قوله تعالى (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ) (القيامة:1) ويجوز معها ذكر العامل كما في هذا المثال ، ويجوز حذفه كقوله تعالى عن إبليس : (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (صّ:82) ويجوز أن يليها اسم ظاهر كما مثلنا ، وأن يليها ضمير كما في قولك : الله ربي وبه أحلف لينصرن المؤمنين .
والتاء - مثل قوله تعالى : (تاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ)(النحل: الآية 56) ويحذفمعها العامل وجوبا ، ولا يليها إلا اسم الله ، أو رب مثل : ترب الكعبة لأحجن إن شاء الله .
والأصل ذكر المقسم به ، وهو كثير كما في المثل السابقة . وقد يحذف وحده مثل قولك : أحلف عليك لتجتهدن .
وقد يحذف مع العامل وهو كثير مثل قوله تعالى : (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر:8)
والأصل ذكر المقسم عليه ، وهو كثير مثل قوله تعالى : (قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُن)(التغابن: الآية 7) وقد يحذف جوازا مثل قوله تعالى : (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (ق:1) وتقديره ليهلكن .
وقد يحذف وجوبا إذا تقدمه ، أو اكتنفه ما يغني عنه ، قاله ابن هشام في المغني ومثل له بنحو : زيد قائم والله ، وزيد والله قائم .
شرح الشيخ :
هنا نذكر صيغ القسم , لا حكم القسم , ولكن ينبغي ان نذكر الحكم للفائدة ,
اولا :لا ينبغي للانسان ان يكثر الحلف بالله , لقوله تعالى :
-( واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون )- [المائدة/89]
يقول بعض علماء التفسير : اي لا تكثروا الايمان , فلا يحلف الا عند الحاجة او الضرورة .
ثانيا : ينبغي لمن حلف ان يستثني , يقول : ان شاء الله
لانه يستفيد من ذلك فائدتين عظيمتين ,
1" تسهيل امره
2" ان لا كفارة عليه لو حنث .
فيقول مثلا : والله ان شاء الله لأفعلن كذا ...
ثالثا : لا يجوز الحلف بغير الله , مهما كانت منزلته , حتى النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز للانسان ان يحلف به , ولا بالشمس ولا بالقمر , فقد قال النبي صلى اله عليه وسلم : من قال واللات ( يعني حالفا بها ) فليقل : لا اله الا الله .
حتى ينفي عنه الشرك ويحقق التوحيد .
رابعا : الحلف بالله عز وجل يكون بهذا اللفظ ( الله ) ويكون بكل اسم يختص به الله , كالرحمن ورب العالمين ويكون بالصفات المعنوية كعلمه وسمعه وعزته وقدرته وقهره , وما اشبه ذلك . اما الصفات الخبرية فان كان يعبر بها عن ذاته جاز الحلف بها , والصفات الخبرية هي التي نظير مسماها اعضاء لنا , مثل الوجه والعين والقدم , هذه تسمى الصفات الخبرية , ان كانت تقوم مقام الذات جاز الحلف بها ,
مثل : ان الله يعبر بوجهه عن ذاته فيقول تعالى :
-( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )- [الرحمن/27]
يعني نفسه .
وان كانت لا يعبر بها عن ذات الله , فانه لا يجوز الحلف بها , فلا يجوز ان تحلف وتقول : ويد الله . اي اليد التي يقبض بها ويأخذ , ولا عين الله ولا ساق الله
اذن يحلف بالصفات المعنوية كالعلم والسمع وما اشبه ذلك , وبالصفات الخبرية التي يعبر بها عن الذات .
خامسا : الحلف اما ان يكون على شئ ماضي واما ان يكون على شئ مستقبل , فالحلف على الماضي لا كفارة فيه مطلقا , سواء كان صادقا ام كاذبا لكن ان كان كاذبا فعليه الاثم , وان تضمن يمينه الكاذب اكل مال الغير بغير حق كانت اليمين الغموس التي تغمس صاحبها بالاثم ثم بالنار , وفيها قال النبي صلى الله عليه وسلم : من حلف على يمين هو فيها فاجر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان .
الحلف على المستقبل ينقسم الى قسمين : لغو , معقود .
اللغو هو الذي يجري على اللسان بلا قصد , ولا كفارة فيه , مثل قول الانسان في خلال حديثه : لا والله .او والله لا افعل ذلك ثم ذهبت , فلا كفارة فيه , هذا لانه لغو لم تعقده .
ومن ذلك قول الاب لابنائه او الام : والله ان فعلت كذا وكذا لاضربك ....
وما اشبه ذلك , هذا لغو لانه ما قصد ذلك
يقول تعالى
-( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان )- [المائدة/89]
اليمين المنعقدة على شئ مستقبل : اما ان يريد بها الخبر في نفسه فهذه لا يحنث بها , واما ان يريد بها ايقاع الفعل الذي حلف عليه فهذه اذا خالف ما حلف عليه وجبت عليه الكفارة , وان حلف على مستقبل ظانا وقوعه ولم يقع فالصحيح انه لا كفارة عليه , كرجل قال : والله ليقدمن زيد غدا , ولم يأتي زيد فلا شئ عليه , لانه لم يحلف وانما اخبر عما في نفسه , انه يعتقد ان زيد يقدم غدا ولم يقدم زيد .
هذا خلاصة ما ينبغي ان نعرفه عن الايمان ,
اما ما يخص اصول التفسير فنقول
القسم بفتح القاف والسين وانما احتجنا الى ضبطها لانه لو كانت السين ساكنةوالقاف مكسورة لصار معناها الصنف او الجنس ...
ولو كانت بفتح القاف لكان بمعنى التقسيم .
ولو كانت بكسر القاف وفتح السين لصار معناها من قدر لبني آدم .
لكن بفتح القاف والسين هو اليمين
وهو تاكيد الشئ يليق بمعظّم بالواو او احدى أخواتها .
سواء كان المعظم ممن يستحق التعظيم او لا , فالذين يحلفون باللات والعزى ومناة , هؤلاء قسمهم صحيح من حيث انه قسم , لانهم يعظمونه .
-- وقولنا بذكر المعظم: اذا كان المقسم به سوى الله , فان اعتقد المقسم بانه يستحق من التعظيم كما يستحق الله فهذا شرك اكبر , والا فانه شرك اصغر ,
-- وقوله بالواو او احدى اخواتها : اخواتها هي الباء والتاء والهاء
كلمة اخواتها تشمل كل حرف يقسم به في اللغة العربية , ووالادوات المشهورة ثلاث:
اولا :
الواو ( وهي اكثر ما يقسم به ) , كما في قوله تعالى :
-( فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون )- [الذاريات/23]
وقد امر الله تعالى نبيه بالقسم في القرآن الكريم في ثلاث مواضع :
1" -( ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين )- [يونس/53]
2" -( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير )- [التغابن/7]
3" -( وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين )- [سبأ/3]
يعد ذلك لحنا وغلطا في العربية , لان العامل معها يحذف وجوبا
كذلك لا يليها الا اسم ظاهر , لا يمكن ان يليها ضمير مثلا , فان قال قائل ما الدليل ؟
قلنا الدليل هو التتبع , ان العلماء تتبعوا كلام العرب , فلم يجدوا واو القسم يذكر معه

وفي هذا دليل على ان الشئ المهم ولا سيما فيما يتعلق بالعقيدة انه يؤمر الانسان ان يقسم عليه لتثبيته في النفوس .
ويحذف معها العامل وجوبا ولا يليها الا الاسم الظاهر , لو قلت :
حلفت والله لأفعلن .
ا العامل ولا يليها ضمير .
ثانيا :
الباء : مثل قوله تعالى :
-( لا أقسم بيوم القيامة )- [القيامة/1]
اخترنا هذا المثال لسبب , ان فيه لا , فقد يتوهم الواهم ان فيه نفي للقسم وليس للقسم , ولكن الصحيح انه قسم , لكن كيف نصنع بـ (لا ) ؟؟؟
اختلف من خرجوا هذا على ثلاثة أقوال :
1" -- قالوا انها للتنبيه ,هذا القول سهل ويسير وليس بغريب ان يقع التنبيه بلا كما انه يقع بألا , وحينئذ تكون الجملة ثبوتية , والمعنى أقسم بيوم القيامة ,
2" --ان لا نافية , والمراد نفي القسم لانه هذا المقسم عليه لا يحتاج الى قسم , لكونه امرا واضحا , فكأنه قال : لا أقسم بان الامر أوضح من ان يقسم عليه , وهذا لا شك انه ضعيف , لانه قد يكون الشئ الواضح منكرا من قبل أقوام , فيحتاج الى اثبات بالقسم ,
3" --ان لا نافية لشئ محذوف والتقدير لا صحة لما تقولون من انكار البعث ,وهذا أضعفها , وأيسرها القول الاول .
ان تكون لا للتنبيه وان تكون الجملة ثبوتية لا سلبية .
يوم القيامة , سمي بذلك لوجوه ثلاث :
1" -- اليوم الذي يقوم فيه الناس من قبورهم لرب العالمين , كل الناس , قيام رجل واحد بصيحة واحدة وزجرة واحدة , قدرة الهية عظيمة : يقول تعالى :
-( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون )- [يس/53]
-( فإنما هي زجرة واحدة )- [النازعات/13] -( فإذا هم بالساهرة )- [النازعات/14]
2" -- انه اليوم الذي يقام فيه العدل , كما فال تعالى :
-( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة )- [الأنبياء/47]
3" -- انه اليوم الذي يقوم فيه الأشهاد , تشهد الرسل على أمتهم , وتشهد هذه الامة على امم الرسل ويشهد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة : كما قال تعالى :
-( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )- [البقرة/143]
*****
قال : ويجوز مع الباء ذكر العامل , ويجوز حذفه كقوله تعالى عن ابليس :
-( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين )- [ص/82]
اي أحلف بعزتك , لماذا حلف الشيطان بالعزة ؟
ليتناسب المحلوف والمحلوف عليه , لان اغواء بني آدم يحتاج الى عزة وغلبة , فلهذا اقسم بعزة الله
لم يقسم بالله ولا بالرحمن ولا برب العالمين , ولكن اقسم بالعزة .
ويجوز ان يليها اسم ظاهر , كما مثلنا , وان يليها ضمير كما في قولنا :
الله ربي وبه أحلف لينصرن المؤمنين .
اذن أوسع هذه الحروف هي الباء. وأكثرها استعمالا هو الواو
ثالثا :
التاء , مثل قوله تعالى :
-( تالله لتسألن عما كنتم تفترون )- [النحل/56]
ويحذف معها العامل وجوبا , ولا يليها الا اسم الله او رب , فهي أضيق حروف القسم .
نقول : ترب الكعبة لأحجن ان شاء الله .
المقسم به وعليه متناسب , لان الطواف بالكعبة هو ركن من اركان الحج .
واعلم ان كل قسم في القرآن لا بد ان يكون بينه وبين المقسم عليه تناسب , هذه قاعدة .
لكن قد تكون ظاهرة وقد تكون خفية , والاصل ذكر المقسم به وهو كثير كما في المثل السابقة , وقد يحذف وحده كما قوله :
أحلف عليك لتجتهدن .
المحلوف به هو الله , التقدير : احلف بالله عليك لتجتهدن .
وقد يحذف مع العامل , وهو كثير , كقوله تعالى :
-( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم )- [التكاثر/8]
العامل محذوف والمقسم به محذوف , وهذا كثير في القرآن , التقدير : ثم أقسم بالله لتسألن ...
والاصل ذكر المقسم عليه وهو كثير , لانه هو المقصود في الاصل فلا يحذف
وقد يحذف جوازا , مثل قوله تعالى :
-( ق والقرآن المجيد )- [ق/1]
وتقديره : ليهلكن .وهو جواب القسم .
واعلموا ان المقدر لا بد ان يكون متناسبا مع سياق الكلام , ولذلك يصعب أحيانا التقدير .
وقد يحذف وجوبا اذا تقدمه او اكتنفه ما يغني عنه , قاله ابن هشام في المغني .
ابن هشام هو احد أئمة النحو , وله مؤلفات في النحو كثيرة : ألفية ابن مالك ومنها المغني , كتاب جيد , سمع رجل طائف يطوف بالكعبة يقول : اللهم اني أسألك نحوا كنحو ابن هشام , وفقها كفقه شيخ الاسلام , لانه درس مؤلفاتهما فسأل ربه .
جملة : زيد قائم والله
وزيد والله قائم .
المقسم عليه محذوف وجوبا دل عليه السياق


يتبع <<<<<<<<<<<

إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 19-02-09, 12:06 AM   #5
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon62 تابع تفريغ الشريط السادس ........

المتن :


وللقسم فائدتان :


إحداهما : بيان عظمة المقسم به .


والثانية : بيان أهمية المقسم عليه ، وإرادة توكيده ، ولذا لا يحسن القسم إلا في الأحوال التالية :


الأولى : أن يكون المقسم عليه ذا أهمية .


الثانية : أن يكون المخاطب مترددا في شأنه .


الثالثة : أن يكون المخاطب منكرا له .




شرح الشيخ :



الفائدة الاولى : بيان عظمة المقسم به , لاننا ذكرنا ان تعريف القسم هو تاكيد الشئ بذكر المعظم , فاذا اقسم الانسان بشئ علمنا انه عظيم عنده ,


الثاني : بيان اهمية المقسم عليه , وارادة توكيده ولهذا لا يحسن القسم الا في الاحوال التالية :


1"- ان يكون المقسم عليه ذا اهمية


2" - ان يكون المخاطب مترددا في شأنه ,


3" - ان يكون المخاطب منكرا له ,



اذا كان الشئ ذا اهمية فأكده بالقسم , حتى عند من يقر به , وذلك ليعرف المخاطب ان هذا الشئ ذو اهمية , ولذلك أُقسم عليه


اذا كان المخاطب متردد في شأنه , وهذا قال اهل البلاغة انه يحسن التوكيد ولا يجب , لان المتردد قد يأتيه الخبر مجرد ,


ان يكون المخاطب منكرا له , هنا يتعين ان تحلف حتى يكون المخاطب مطمئنا ,


مثلا الذين زعموا ان لن يبعثوا , قال الله تعالى لنبيه :


-( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير )- [التغابن/7]


فان قال قائل : كلامك هذا منقوض بقوله تعالى


-( ثم إنكم بعد ذلك لميتون )- [المؤمنون/15]


هنا مؤكد من غير قسم مع انه لا احد ينكره , أجاب اهل البلاغة عن هذا , نزِّل المخاطب منزلة المنكر لانه لم يعلم بهذا اليوم الذي هو يوم موته , ولهذا يحسن ان نقرأ البلاغة .





المتن :



القصص



القصص والقص لغة : تتبع الأثر .


وفي الاصطلاح : الإخبار عن قضية ذات مراحل ، يتبع بعضها بعضا .


وقصص القرآن أصدق القصص ؛ لقوله تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً)(النساء: الآية87) وذلك لتمام مطابقتها على الواقع وأحسن القصص لقوله تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآن) (يوسف: الآية 3) وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى .


وأنفع القصص ، لقوله تعالى : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَاب)(يوسف: الآية 111) . وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق .





شرح الشيخ :


القص : لغة : تتبع الأثر , كما قال تعالى عن موسى وفتاه :


-( قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا )- [الكهف/64]


يعني يتتبعان الأثر .


وفي الاصطلاح : الاخبار عن قضية ذات مراحل يتبع بعضها بعضا ,


الاخبار عن قضية لها مراحل يتبع بعضها بعضا , وعلى هذا لو قلت جاء زيد ,


تكون قصة ؟ لو كل واحد من الناس قص عليك قصة سيشرد ويظن انها صفحات , لو قلنا : قام زيد , تكون قصة ؟ ما هي قضية وليس لها مراحل .


وقصص القرآن أصدق القصص , الدليل قوله تعالى :


-( الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا )- [النساء/87]



وذلك لتمام مطابقتها للواقع , والله ان ما اخبر الله به اوكد عندنا مما شاهدناه بأعيينا , لان ما اخبر الله به لا يعتريه لبس , وما شاهدناه بأعيينا قد يعتريه لبس , قد يرى الانسان الشئ المتحرك ساكنا او بالعكس , فلا احد أصدق من الله حديثا , اذا القصص الوارد بالقرآن حق وصدق ليس بها كذب بوجه من الوجوه , واحس القصص في اسلوبها وفي سياقها وفي آثارها وفي لذة قراءتها , قال الله تعالى :


-( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين )- [يوسف/3]



وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى , وانفع القصص كقوله تعالى :



-( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب [يوسف/111]



فهذا أثر عظيم ان يعتبر الانسان بقصص هؤلاءالحسن


اذن القصص اشتملت على ثلاثة اوصاف :


الصدق


النفع والتأثير


ولذلك يحسن الواحد منا ان يأخذ قصة من القصص , يتتبعها بتفسيرها ومعنها الاجمالي وفوائدها وما تتضمنه من احكام وحكم ,وذلك لقوة تأثيرها في اصلاح القلوب والاخلاق , انظر خطاب ابراهيم عليه السلام لابيه , قال ابراهيم لابيه : يا أبت اني قد جاءني من العلم ما لم يأتيك , معنى العبارة انك جاهل وانا اعلم منك ولكنه تحاشى ان يقول هذه العبارة لانها شديدة على الاب , وربما تنفره , والتفنن في الاسلوب ومراعاة الحال هذا له وزنه , ذكر ان احد الخلفاء رأى رؤية ان اسنانه قد انقلعت , فقال إيتوني بعابر , فأتوا له بعابر ,قال : ما تقول في هذه الرؤية التي أرقتني , قال : أقول ان حاشيتك ستموت كلها , ففزع الملك وقال اضربوه , هاتوا عابر آخر , وقال : ما تقول ؟ قال : اقول ان الملك سيكون اطول من حاشيته عمرا . فاعطاه جائزة , مع ان المعنى واحد .




المتن :



وهي ثلاثة أقسام :


*- قسم عن الأنبياء والرسل ، وما جرى لهم مع المؤمنين بهم والكافرين .


* - وقسم عن أفراد وطوائف ، جرى لهم ما فيه عبرة ، فنقلة الله تعالى عنهم ، كقصة مريم ، ولقمان ، والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ، وذي القرنين ، وقارون ، وأصحاب الكهف ، وأصحاب الفيل ، وأصحاب الأخدود وغير ذلك .


*- وقسم عن حوادث وأقوام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، كقصة غزوة بدر ، وأحد ، والأحزاب ، وبني قريظة ، وبني النضير ، وزيد بن حارثة ، وأبي لهب ، وغير ذلك .



شرح الشيخ :



اذن القصص ثلاث أقسام :


قسم عن الانبياء والرسل وما جرى لهم مع المؤمنين والكافرين , وهذا كثير , وقد جاء في القرآن مبسوطا وجاء مختصرا , ومن اشده اختصارا وأعظمه تأثيرا ما جاء في سورة القمر , ذكر الله عز وجل مجمل قصص الانبياء ,المذكورين في الآية , لكنه على وجه مختصر الا انه مؤثر جدا جدا وقوي وصعب ,


2" قسم عن أفراد وطوائف ، جرى لهم ما فيه عبرة ، فنقلة الله تعالى عنهم ، كقصة مريم , قصة مريم جاءت مطولة ومختصرة ,في سورة مريم جاءت مطولة , وفي آل عمران , وقصة لقمان , ذكرت في سورة لقمان , وعلم ان لقمان ليس بنبي , وهو كذلك , والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها , اشجارها ميتة , فقال لنفسه : أنى يحيي الله هذه بعد موتها ؟ فأراه الله آية , اماته الله مئة سنة وكان معه حمار وطعام قابل للتغير كعنب او تين او غيره , ثم بعثه , فرأى عجبا , راى الطعام لم يتغير والحمار ميت تلوح عظامه , وسأله الله كم لبثت , قال يوما او بعض يوم , والظاهر انه لم حماره , لانه لو راى الحمار ما قال هذا , فأراه الله الحمار والطعام , واذا الطعام لم يتغير مع انه بقي مئة سنة , كانه الآن , قوال له الله انظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما , فرأى العظام يجتمع بعضها مع بعض وينشزها الله عز وجل , ثم كسها لحما , ثم قام الحمار , أحياه الله بعد موته وأحيا حماره امام عينه , فلما تبين له قال : اعلم ان الله على كل شئ قدير , سبحان الله , وفي البقرة خمس قصص , كلها فيها احياء الموتى .


ايضا قصة ذي القرنين , ليست بعيدة عنا , صاحب القرنين او ذي القرنين اي انه ملك المشرق والمغرب . وقارون صاحب المال الخبيث الذي لم يشكر الله على نعمه , قال : انما أوتيته على علم عندي اي بالتجارة او الصناعة وغيرها , وليس من فضل الله , فخسف الله به وبداره الارض فهو يتجلجل فيها الى يوم القيامة , والعياذ بالله , من اي قوم هو ؟ من قوم موسى .


واصحاب الكهف وقصتهم ليست بعيدة منا , لبثوا نياما ثلاثمئة سنة وتسع سنوات , لم يحتجوا لاكل ولا لشرب ولا لباس ولا يقظة , يقلبهم الله ذات اليمين وذات الشمال لئلا تستقر الدماء في جانب واحد فيهلكوا .


اصحاب الفيل وما ادراك ما اصحاب الفيل , نزلت بهم سورة كاملة , جاؤوا بفيلهم وجنودهم يريدون ان يهدموا الكعبة , بيت الله , لئن بعض العرب ذهب الى اليمن وكان ملك اليمن قد بنى بيتا وقال انه كعبة يمنية , وطلب من الناس ان يحجوا اليها ليقطع الرزق عن قريش , فغضب رجل من العرب وذهب الى اليمن وقال : لأقذرن هذا البيت , فذهب الى هذا البيت وقضى حاجته فيه , الغرض اهانة البيت وبانيه , فأقسم ملك اليمن ان يهدم الكعبة , فجاء بفيل عظيم مع جنوده يريد هدم الكعبة الشريفة , ولكن الله تعالى حبسه في مكان يقال له المغمس , ارسل الله عليهم طيرا ابابيل , اي جماعات متفرقة وقيل ابابيل لمناسبة آخر الايات , اصحاب الفيل جعل كيدهم في تضليل, ترميهم بحجارة من سجيل ..


وابابيل : تكون امتحانا للعبد , اذا سمع ابابيل ما هي ابابيل ...


هذه الابابيل كل طير في منقاره حجر قوي جدا اشد من رصاصة , يقولون انها تضرب الواحد على راسه فتخرج من دبره , وجعلهم كعصف مأكول , والعجيب سبحان الله ان الفيل اذا أقاموه ووجهوه الى الكعبة ترك وأبى ان يمشي , فإذا أقاموه ووجهوه الى اليمن هرب وأسرع .


ووقع لناقة النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك في غزوة الحديبية , اذا وجهوا الناقة للكعبة تركت وأبت , واذا وجهوها للمدينة مشت , فقال الصحابة رضي الله عنهم : خلئت القصواء , اي حرنت , فتاب عنها النبي صلى الله عليه وسلم , تاب عنها وهي بهيمة لان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يقر على الكذب , قال : والله ما خلئت وليس ذلك لها بخلق , وانما حبسها حابس .


قصة أصحاب الأخدود , فعلوا بالمؤمنين أفاعيل , شقوا الأخدود بالارض(سواقي عميقة وملئوها حطب ) وعرضوها على المؤمنين ومن بقي على ايمانه ألقوه في النار , وصبر المؤمنين في النار لانهم يعلمون انهم اذا احترقت اجسامهم تنعمت ارواحهم .


ومع ذلك قلوبهم أحجار والعياذ بالله , هم على النار قعود مترفين متنعمين , وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود , وما نقموا منهم الا ما يوجب الثناء والمدح الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد . ومع هذا يقول الله عز وجل وهو ارحم الراحمين :


-( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق )- [البروج/10]



سبحان الله , يفتنون عباده ويحرقونهم بالنار ثم يعرض عليهم التوبة , أتجدون ارحم من هذا , لا والله ,


اذن القصص ينبغي للانسان ان يتأملها , ويستخرج منها فوائد وحكما وأحكاما .



القسم الثالث عن حوادث وأقوام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , وهذا ايضا كثير , كقصة


غزوة بدر وأحد وبني قريظة وبنو نضير وزيد بن حارثة وابو لهب ..




يتبع <<<<<<<<<<<
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 19-02-09, 12:17 AM   #6
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon62 تابع تفريغ الشريط السادس .....

المتن :




وللقصص في القرآن حكم كثيرة عظيمة منها :


1- بيان حكمة الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص ؛ قوله تعالى : (وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ) (القمر:4) (حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ) (القمر:5)


2- بيان عدله تعالى بعقوبة المكذبين ؛ لقوله تعالى عن المكذبين : ( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّك)(هود: الآية 101)


3- بيان فضله تعالى بمثوبة المؤمنين ؛ لقوله تعالى : (إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَر نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر ٍ) (القمر:34-35)


4- تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما أصابه من المكذبين له ؛ لقوله تعالى : (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ) (فاطر:25) (ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ) (فاطر:26) .


5- ترغيب المؤمنين في الإيمان بالثبات عليه والازدياد منه ، إذ علموا نجاة المؤمنين السابقين، وانتصار من أمروا بالجهاد ، لقوله تعالى : (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الأنبياء:88) وقوله : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (الروم:47)


6- تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم ، لقوله تعالى : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) (محمد:10) .


7- إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإن أخبار الأمم السابقة لا يعلمها إلا الله عز وجل ، لقوله تعالى: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) (هود:49) وقوله: (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ )(إبراهيم: الآية 9) .




شرح الشيخ :




يقول : وللقصص في القرآن حكما كثيرة عظيمة منها ,


اولا : بيان حكمة الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص لقوله تعالى :


-( ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر )- [القمر/4]


-( حكمة بالغة فما تغن النذر )- [القمر/5]


جاءهم : يعني قريش


من الانباء : اخبار الامم السابقة


مافيه مزدجر : ازدجار من المعاصي والتكذيب


حكمة بالغة : اي الذي نجاهم حكمة بالغة مؤثرة ,


فما تغن النذر : استفهام ام نفي ؟ الظاهر انه الثاني ,اما الاول يؤيده قوله تعالى :


-( وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب )- [هود/101]


لكن الاستفهام أقوى , يعني اي شئ أغنت النذر , لم تغنهم شيئا


ثانيا : بيان عظمة عدله تبارك وتعالى لعقوبة المكذبين , لقوله تعالى :


-( وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب )- [هود/101]



بيان العدل التام .


الثالث : بيان فضله تعالى لمثوبة المؤمنين , لقوله تعالى :


-( إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر )- [القمر/34]


-( نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر )- [القمر/35]



رابعا : تسلية النبي عليه الصلاة والسلام عما أصابه من الكذبين له , لقول الله تبارك وتعالى:


-( وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير )- [فاطر/25]


-( ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير )- [فاطر/26]


لا شك ان هذا تسلية , ومثل ذلك قوله تعالى :


-( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون )- [الذاريات/52]


يعني لا تتعجب يا محمد , كذلك قوله تعالى :


-( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين )- [الأنعام/34]



خامسا : ترغيب المؤمنين بالايمان والثبات عليه , اذا علموا نجاة المؤمنين السابقين وانتصار من أمروا بالجهاد , لقوله تعالى :


-( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين )- [الأنبياء/88]


ولهذا من قال هذه الكلمة :


لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين , وهو في غم وهو مؤمن ان الله ينجيه بها , الا نجاه الله , لقوله تعالى :


-( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )- [الأنبياء/87]


-( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين )- [الأنبياء/88]


وقال تعالى


-( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين )- [الروم/47]


اوجب الله على نفسه ان ينصر المؤمنين .


قد يقول قائل : ما الجمع بين هذه الآية وبين اخباره ان من الناس من قتل النبيين بغير حق ؟


نقول : النصر نوعان ,


نصر في الدنيا والآخرة


نصر في الآخرة دون الدنيا


فيكون هؤلاء الانبياء الذين قتلوا في الدنيا يكون نصرهم في الآخرة قطعا , وفي الدنيا ربما يكون نصرهم بنصر أقوالهم , وما دعوا اليه , لان هذا من أعظم النصر , الآثار التي تبقى بعد الانسان هي النصر


ولهذا قال أحد الشعراء :


ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته ماقاته


سادسا: تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم, لقوله تعالى :


-( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها )- [محمد/10]


افلم يسيروا : سير اقدام ام سير قلوب ام الاثنان ؟


الاعم هو سير القلوب , لان سير القلوب تصل الى ما تصل اليه الاقدام ولان سير القلوب يكون حتى في الماضي ,


دمر الله عليهم : يعني أفسد عليهم أمرهم ولم ينجحوا


وللكافرين امثالها : يعني الكافرين الموجودين الآن أمثال ما كان للسابقين .



سابعا : اثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ,كيف ذلك ؟


لان اخبار الامم السابقة لا يعلمها الا الله عزوجل , لقوله تعالى :


-( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين )- [هود/49]


وقوله :


-( ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله )- [إبراهيم/9]


فكون هذا النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب يخبر عن امم سابقة خبرا صادقا مطابقا للواقع , دليل على صحة رسالته صلى الله عليه وسلم , وان رسالته ثابتة .



هذه سبع فوائد لقصص في القرآن الكريم .




المتن :



تكرار القصص


من القصص القرآنية ما لا يأتي إلا مرة واحدة ، مثل قصة لقمان ، وأصحاب الكهف ، ومنها ما يأتي متكررا حسب ما تدعو إليه الحاجة ، وتقتضيه المصلحة ، ولا يكون هذا المتكرر على وجه واحد ، بل يختلف في الطول والقصر واللين والشدة وذكر بعض جوانب القصة في موضع دون آخر .


ومن الحكمة في هذا التكرار ؟


1- بيان أهمية تلك القصة لأن تكرارها يدل على العناية بها .


2- توكيد تلك القصة لتثبت في قلوب الناس .


3- مراعاة الزمن وحال المخاطبين بها ، ولهذا تجد الإيجاز والشدة غالبا فيما أتى من القصص في السور المكية والعكس فيما أتى في السور المدنية .


4- بيان بلاغة القرآن في ظهور هذه القصص على هذا الوجه وذاك الوجه على ما تقضيه الحال


5- ظهور صدق القرآن ، وأنه من عند الله تعالى ، حيث تأتي هذه القصص متنوعة بدو تناقص .



شرح الشيخ :



قسم لا يتكرر مثل قصة لقمان واصحاب الكهف


ياجوج ومأجوج : مكرر


منها ما يأتي متكررا , والمتكرر لا يأتي بصيغة واحدة , لا بد ان يختلف


مثلا :


-( قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين )- [الأعراف/60]


-( قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم )- [الشعراء/34]


, القصة الاولى ذكر قول اصحاب فوعون , والثانية ذكر قول فرعون


اذن التكرار بحسب ما تكون اليه الحاجة وتقتضيه المصلحة , فهي تختلف في الطول والقصر واللين والشدة ,


والحكمة من هذا التكرار :


اولا :التكرار يدل على العناية بها , وهذا واضح , اذا اخبرت صاحبك بخبر جيد , ثم جلست في مجلس آخر تعيده لانه قد اهمك


ثانيا : توكيد تلك القصة لتثبت في قلوب الناس , كلما كررت واعيدت زادت ثباتا في قلوب الناس واهتماما بها


ثالثا : مراعاة الزمن وحال امخاطبين بها , ولهذا تجد الاجازة والشدة في القصص في السور المكية والعكس فيما اتى في السور المدنية .


لو كانت القصة فيما نزل بالمدينة تجد اسلوبها مبسوطا لان المقام يقتضي ذلك


رابعا : بيان بلاغةالقرآن في ظهور هذه القصص على هذا الوجه وذاك الوجه على ما تقتضيه الحال . ولهذا ذكرنا لكم فيما مضى ان البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال .


خامسا : ظهور صدق القرآن وانه من عند الله , حيث تأتي هذه القصص متنوعة بدون تناقض , لان الغالب ان الكاتب اذا اعاد الكلام وجدت في كلامه اختلافا وتناقضا , فاذا لم نجد ذلك في أصل القرآن دل على انها من عند الله وانها حق .





يتبع >>>>>>>>>
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
قديم 19-02-09, 12:18 AM   #7
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon62 تابع التفريغ للشريط السادس .........

المتن :


الإسرائيليات


الإسرائيليات : الأخبار المنقولة عن بني إسرائيل من اليهود وهو الأكثر ، أو من النصارى . وتنقسم هذه الأخبار إلى ثلاثة أنواع :

الأولى : ما أقره الإسلام ، وشهد بصده فهو حق .

مثاله : ما رواه البخاري وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع ، وسائر الخلائق على إصبع فيقول : أنا الملك ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر:67) (1)

الثاني : ما أنكره الإسلام وشهد بكذبه فهو باطل مثاله ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها ، جاء الولد أحول ؛ فنزلت : (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ )(البقرة: الآية 223) (2)

الثالث : ما لم يقره الإسلام ، ولم ينكره ، فيجب التوقف فيه ، لما رواه البخاري (3) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا: ( آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ)(العنكبوت: الآية 46) الآية ، ولكن التحدث بهذا النوع جائز ، إذا لم يخش محذور ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده م النار " رواه البخاري (4) .

وغالب ما يروى عنهم من ذلك ليس بذي فائدة في الدين كتعيين لون كلب أصحاب الكهف ونحوه .

وأما سؤال أهل الكتاب عن شئ من أمور الدين ، فإنه حرام لما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ ؛ فإنهم لن يهدوكم ، وقد ضلوا ، فإنكم إما أن تصدقوا بباطل ، أو تكذبوا بحق ، وإنه لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني " (5).

وروى البخاري (6) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال : يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شئ ، وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله محضا ، لم يشب ، وقد حدثكم أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتاب الله ، وغيروا ، فكتبوا بأيدهم ، قالوا : هو من عند الله ؛ ليشتروا بذلك ثمنا قليلا أو لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ؟ فلا والله رأينا رجلا منهم يسألكم عن الذي أنزل إليكم.

شرح الشيخ :

الاسرائيليات منسوبة الى اسرائيل وهو احد الانبياء عليهم الصلاة والسلام , لكن سمي ما ينقله بنو اسرائيل بانه اسرائيليا , من باب النسبة الى المضاف اليه لا الى المضاف , وذكر علماء النحو ان النسبة الى المضاف اليه تكون اما لهما مركبين واما الاول اذا كان اشهر واما للثاني .


الاسرائيليات منقولة عن بنو اسرائيل من اليهود ام من النصارى ؟

لقوله تعالى

-( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين )- [الصف/6]
فالنصارى هم من بنو اسرائيل , فما نقل عن بنو اسرائيل هو اسرائيلي

تنقسم الاسرائيليات الى ثلاثة اقسام :

1" ما أقره الاسلام وشهد بصدقه فهو حق , مثاله:
مثاله : ما رواه البخاري وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع ، وسائر الخلائق على إصبع فيقول : أنا الملك ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)

اذا النبي ضحك سرورا بما قال الحبر وتصديقا لقوله , هذا النوع من قصص بني اسرائيل حق ومقبول بشهادة السنة

2" ما انكره الاسلام وشهد بكذبه , فهذا مردود , مثاله :
ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها ، جاء الولد أحول ؛ فنزلت : (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ )(البقرة: الآية 223)

في هذه الآية اشارة الى ان المأذون فيه لا يمكن ان يحدث شرا , وهذا نشير الى الحديث الموضوع المكذوب عن الرسول عليه الصلاة والسلام ,ان لحم البقر داء , ولبنها شفاء

لايمكن ان يكون لحمها داء وقد احله الله تعالى , كيف يحله الله وهو يجلب الامراض ؟

3" ما لم يقره الاسلام ولم ينكره , مثاله :

رواه البخاري (3) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ،

وقولوا: ( آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ)(العنكبوت: الآية 46)

قوله يقرؤون التوراة بالعبرية ويفسرونها بالعربية دليل على ان الترجمة هي التفسير

وقوله : لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم , لانه لو صدقتموهم قد تصدقوهم بباطل , وان كذبتموهم فقد تكذبوهم بحق , ولكن قولوا :

-( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون )- [العنكبوت/46]

ولكن التحدث بهذا النوع جائز اذا لم يخش المحذور , لقول النبي صلى الله عليه وسلم : بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

الآن ما موقفنا مما يتحدث به بنو اسرائيل ولم يقره القرآن ولم ينكره ؟

التوقف , نتوقف فيه , لكن لا بأس ان نتحدث به بدون ان نعتقد مدلوله , لانه قد يكون فيع عبر وقصص قد تنفعنا
وغالب ما يروى عنهم ليس فيه فائدة بالدين , مثاله :
تعيين لون كلب اصحاب الكهف ونحوه ..

اذن هذه اخبار لا نصدقها ولا نكذبها . واما سؤال اهل الكتاب عن شئ في الدين فانه حرام , فان قيل اليس بعض الناس يذهب الى امريكا ليأخذ شهادة الدكتوراه في الفقه , عجيب , متى كانت امريكا تعرف الفقه الاسلامي حتى يؤخذ منها ,؟ يقولون ان فيها علماء مسلمين ساكنون هناك , يعلمون الناس الفقه , فان صح هذا فاننا لم نسأل بني اسرائيل وانما اخذنا عن رجل من امة محمد عليه الصلاة والسلام

لما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ ؛ فإنهم لن يهدوكم ، وقد ضلوا ، فإنكم إما أن تصدقوا بباطل ، أو تكذبوا بحق ، وإنه لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني

اي لو كان موسى حيا فانه حرم عليه ان يخالف النبي صلى الله عليه وسلم

وروى البخاري (6) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال : يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شئ ، وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله محضا ، لم يشب ،( لماذا هو احدث الاخبار ؟ لانه آخر ما نزل ) ( خالص ما فيه زيادة وتشويه ولا نقص )

وقد حدثكم أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتاب الله ، وغيروا ، فكتبوا بأيدهم ، قالوا : هو من عند الله ؛ ليشتروا بذلك ثمنا قليلا أو لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ؟ فلا والله رأينا رجلا منهم يسألكم عن الذي أنزل إليكم.

هذا كلام عظيم , فيه التحذير وفيه الاغراء , هم ما يسألونكم عما انزل اليكم فكيف تسألونهم , وفي هذا نعي لعقول من في عصرنا


يتبع الشريط السابع .

والحمد لله رب العالمين ....
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc الشريط 6.doc‏ (142.5 كيلوبايت, المشاهدات 1669)

التعديل الأخير تم بواسطة إيمان مصطفى عمر ; 21-02-09 الساعة 02:26 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شرح الاربعين النوويه عائشه روضة السنة وعلومها 1 19-07-07 11:37 AM
هديتي لكم : الأربعين النووية مع شروحها والإستماع لها :) تواقة الى الجنة روضة السنة وعلومها 4 18-03-07 05:05 AM


الساعة الآن 10:12 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .