![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#23 |
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
|
![]() المتن : وللقصص في القرآن حكم كثيرة عظيمة منها : 1- بيان حكمة الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص ؛ قوله تعالى : (وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ) (القمر:4) (حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ) (القمر:5) 2- بيان عدله تعالى بعقوبة المكذبين ؛ لقوله تعالى عن المكذبين : ( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّك)(هود: الآية 101) 3- بيان فضله تعالى بمثوبة المؤمنين ؛ لقوله تعالى : (إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَر نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر ٍ) (القمر:34-35) 4- تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما أصابه من المكذبين له ؛ لقوله تعالى : (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ) (فاطر:25) (ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ) (فاطر:26) . 5- ترغيب المؤمنين في الإيمان بالثبات عليه والازدياد منه ، إذ علموا نجاة المؤمنين السابقين، وانتصار من أمروا بالجهاد ، لقوله تعالى : (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الأنبياء:88) وقوله : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (الروم:47) 6- تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم ، لقوله تعالى : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) (محمد:10) . 7- إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإن أخبار الأمم السابقة لا يعلمها إلا الله عز وجل ، لقوله تعالى: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) (هود:49) وقوله: (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ )(إبراهيم: الآية 9) . شرح الشيخ : يقول : وللقصص في القرآن حكما كثيرة عظيمة منها , اولا : بيان حكمة الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص لقوله تعالى : -( ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر )- [القمر/4] -( حكمة بالغة فما تغن النذر )- [القمر/5] جاءهم : يعني قريش من الانباء : اخبار الامم السابقة مافيه مزدجر : ازدجار من المعاصي والتكذيب حكمة بالغة : اي الذي نجاهم حكمة بالغة مؤثرة , فما تغن النذر : استفهام ام نفي ؟ الظاهر انه الثاني ,اما الاول يؤيده قوله تعالى : -( وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب )- [هود/101] لكن الاستفهام أقوى , يعني اي شئ أغنت النذر , لم تغنهم شيئا ثانيا : بيان عظمة عدله تبارك وتعالى لعقوبة المكذبين , لقوله تعالى : -( وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب )- [هود/101] بيان العدل التام . الثالث : بيان فضله تعالى لمثوبة المؤمنين , لقوله تعالى : -( إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر )- [القمر/34] -( نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر )- [القمر/35] رابعا : تسلية النبي عليه الصلاة والسلام عما أصابه من الكذبين له , لقول الله تبارك وتعالى: -( وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير )- [فاطر/25] -( ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير )- [فاطر/26] لا شك ان هذا تسلية , ومثل ذلك قوله تعالى : -( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون )- [الذاريات/52] يعني لا تتعجب يا محمد , كذلك قوله تعالى : -( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين )- [الأنعام/34] خامسا : ترغيب المؤمنين بالايمان والثبات عليه , اذا علموا نجاة المؤمنين السابقين وانتصار من أمروا بالجهاد , لقوله تعالى : -( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين )- [الأنبياء/88] ولهذا من قال هذه الكلمة : لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين , وهو في غم وهو مؤمن ان الله ينجيه بها , الا نجاه الله , لقوله تعالى : -( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )- [الأنبياء/87] -( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين )- [الأنبياء/88] وقال تعالى -( ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين )- [الروم/47] اوجب الله على نفسه ان ينصر المؤمنين . قد يقول قائل : ما الجمع بين هذه الآية وبين اخباره ان من الناس من قتل النبيين بغير حق ؟ نقول : النصر نوعان , نصر في الدنيا والآخرة نصر في الآخرة دون الدنيا فيكون هؤلاء الانبياء الذين قتلوا في الدنيا يكون نصرهم في الآخرة قطعا , وفي الدنيا ربما يكون نصرهم بنصر أقوالهم , وما دعوا اليه , لان هذا من أعظم النصر , الآثار التي تبقى بعد الانسان هي النصر ولهذا قال أحد الشعراء : ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته ماقاته سادسا: تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم, لقوله تعالى : -( أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها )- [محمد/10] افلم يسيروا : سير اقدام ام سير قلوب ام الاثنان ؟ الاعم هو سير القلوب , لان سير القلوب تصل الى ما تصل اليه الاقدام ولان سير القلوب يكون حتى في الماضي , دمر الله عليهم : يعني أفسد عليهم أمرهم ولم ينجحوا وللكافرين امثالها : يعني الكافرين الموجودين الآن أمثال ما كان للسابقين . سابعا : اثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ,كيف ذلك ؟ لان اخبار الامم السابقة لا يعلمها الا الله عزوجل , لقوله تعالى : -( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين )- [هود/49] وقوله : -( ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله )- [إبراهيم/9] فكون هذا النبي الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب يخبر عن امم سابقة خبرا صادقا مطابقا للواقع , دليل على صحة رسالته صلى الله عليه وسلم , وان رسالته ثابتة . هذه سبع فوائد لقصص في القرآن الكريم . المتن : تكرار القصص من القصص القرآنية ما لا يأتي إلا مرة واحدة ، مثل قصة لقمان ، وأصحاب الكهف ، ومنها ما يأتي متكررا حسب ما تدعو إليه الحاجة ، وتقتضيه المصلحة ، ولا يكون هذا المتكرر على وجه واحد ، بل يختلف في الطول والقصر واللين والشدة وذكر بعض جوانب القصة في موضع دون آخر . ومن الحكمة في هذا التكرار ؟ 1- بيان أهمية تلك القصة لأن تكرارها يدل على العناية بها . 2- توكيد تلك القصة لتثبت في قلوب الناس . 3- مراعاة الزمن وحال المخاطبين بها ، ولهذا تجد الإيجاز والشدة غالبا فيما أتى من القصص في السور المكية والعكس فيما أتى في السور المدنية . 4- بيان بلاغة القرآن في ظهور هذه القصص على هذا الوجه وذاك الوجه على ما تقضيه الحال 5- ظهور صدق القرآن ، وأنه من عند الله تعالى ، حيث تأتي هذه القصص متنوعة بدو تناقص . شرح الشيخ : قسم لا يتكرر مثل قصة لقمان واصحاب الكهف ياجوج ومأجوج : مكرر منها ما يأتي متكررا , والمتكرر لا يأتي بصيغة واحدة , لا بد ان يختلف مثلا : -( قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين )- [الأعراف/60] -( قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم )- [الشعراء/34] , القصة الاولى ذكر قول اصحاب فوعون , والثانية ذكر قول فرعون اذن التكرار بحسب ما تكون اليه الحاجة وتقتضيه المصلحة , فهي تختلف في الطول والقصر واللين والشدة , والحكمة من هذا التكرار : اولا :التكرار يدل على العناية بها , وهذا واضح , اذا اخبرت صاحبك بخبر جيد , ثم جلست في مجلس آخر تعيده لانه قد اهمك ثانيا : توكيد تلك القصة لتثبت في قلوب الناس , كلما كررت واعيدت زادت ثباتا في قلوب الناس واهتماما بها ثالثا : مراعاة الزمن وحال امخاطبين بها , ولهذا تجد الاجازة والشدة في القصص في السور المكية والعكس فيما اتى في السور المدنية . لو كانت القصة فيما نزل بالمدينة تجد اسلوبها مبسوطا لان المقام يقتضي ذلك رابعا : بيان بلاغةالقرآن في ظهور هذه القصص على هذا الوجه وذاك الوجه على ما تقتضيه الحال . ولهذا ذكرنا لكم فيما مضى ان البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال . خامسا : ظهور صدق القرآن وانه من عند الله , حيث تأتي هذه القصص متنوعة بدون تناقض , لان الغالب ان الكاتب اذا اعاد الكلام وجدت في كلامه اختلافا وتناقضا , فاذا لم نجد ذلك في أصل القرآن دل على انها من عند الله وانها حق . يتبع >>>>>>>>>
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من شرح الاربعين النوويه | عائشه | روضة السنة وعلومها | 1 | 19-07-07 11:37 AM |
هديتي لكم : الأربعين النووية مع شروحها والإستماع لها :) | تواقة الى الجنة | روضة السنة وعلومها | 4 | 18-03-07 05:05 AM |