![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
#1 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
![]() أسباب الفتور وعلاجه ما هو الحل الأمثل للفتور في الإيمان بعد أن كان الشخص يتقي الله ثم أصابه فتور بحيث لم يعد يستطيع أن يقرأ القرآن ؟. الحمد لله للفتور أسباب لا بدَّ قبل العلاج من الوقوف عليها ومعرفتها . ومعرفتها من طرق وعلاج الفتور . ومن هذه الأسباب: ضعف الصلة بالله تعالى ، والتكاسل في الطاعة والعبادة ، وصحبة ضعيفي الهمة ، والانشغال بالدنيا وملذاتها ، وعدم التفكر في نهاية الدنيا ويعقبه ضعف الاستعداد للقاء الله تعالى . وأما كيفية علاج المسلم لما يصيبه من فتور في الطاعة والعبادة ، فيكون بعدة أمور منها: 1. توثيق الصلة بربه تعالى ، وذلك عن طريق قراءة القرآن قراءة تفكر وتدبر ، واستشعار عظمة الله تعالى من عظمة كتابه ، والتفكر في عظيم أسمائه وصفاته وأفعاله تعالى . 2. المداومة على النوافل والاستمرار عليها ، وإن كانت قليلة فمن أكثر أسباب إصابة المسلم بالفتور هو الاندفاع بالطاعة والإكثار منها في أول الطريق ، ولم يكن هذا هديه ولا وصيته لأمته ، فقد وصفت عائشة رضي الله عنها عمله بأنه " ديمة" أي : دائم غير منقطع ، وأخبرنا بأن " أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ" ، فإذا أراد المسلم أن لا يصاب بالفتور فليحرص على العمل القليل الدائم فهو خير من كثير منقطع . 3. الحرص على الصحبة الصالحة النشيطة ، فصاحب الهمة يزيدك نشاطا ، والكسول لا يرضى بصحبة صاحب الهمة ، فابحث عن صحبة لها همم تسعى للحفظ وطلب العلم والدعوة إلى الله ، فمثل هؤلاء يحثونك على العبادة ويدلونك على الخير . 4. قراءة الكتب المتخصصة في سير أعلام أصحاب الهمة لتقف على نماذج صالحة في سيرك إلى الله ، ومن هذه الكتب " علو الهمة" للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم ، وكتاب " صلاح الأمة في علو الهمة" للشيخ سيد عفاني . 5. ونوصيك بالدعاء ، وخاصة في جوف الليل الآخر ، فما خاب من لجأ إلى ربه واستعان بمولاه ليثبته على الطاعة ويعينه على حسن أدائها . ونسأل الله أن يوفقك لما فيه رضاه ، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال . المصدر الإسلام سؤال وجواب يشدنا الحماس إلى نوعٍ من أنواع العبادة فنحرص عليه ، متمثلين بقوله –- :( اكلفوا من العمل ما تطيقون ؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا ، و إن أحب العمل إلى الله تعالى أدومه و إن قل) حديث صحيح . إلا أن فتورًا قد ينتابنا فجأة ، فنتوقف عن ذلك العمل الصالح تمامًا ، و إن لم نتوقف فإننا نؤديه بتكاسل ! أتُرى هذا الأمر طبيعي ؟ قال النبي - صلى الله عليه و سلم - فيما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - : ( لكل شيء شرّة ، و لكل شرّة فترة ، فإن صاحبها سدّد و قارب فارجوه ، و إن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه) رواه الترمذي . و الشرّة في معناها اللغوي هي النشاط ، بينما الفترة تعني الضعف . و قد ذم الله سبحانه و تعالى المنافقين بتثاقلهم عن الصلاة و كسلهم فيها ، قال تعالى : ﴿ ( إن المنافقين يخادعون الله و هو خادعهم و إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤن الناس و لا يذكرون الله إلا قليلا )﴾سورة النساء الآية 142 و قال النبي – صلى الله عليه و سلم - : ( إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء و صلاة الفجر ، و لو يعلمون ما فيهما لأتوهما و لو حبوًا) حديث صحيح رواه مسلم . كما استعاذ الرسول - صلى الله عليه و سلم – من الفتور و الكسل في عدة أحاديث ، و علّم أصحابه أن يتعوذوا بالله منه في الصباح و المساء ، فقال : ( اللهم إني أعوذ بك من الكسل ، و أعوذ بك من الجبن ، و أعوذ بك من الهرم ، و أعوذ بك من البخل) رواه البخاري و مسلم . و ما ذاك إلا لأن الفتور حالة خطيرة يؤدي بكثير من الناس إلى الانحراف ؛ فهو مرحلة وسطية بين الالتزام و الانحراف . و من مظاهر الفتور ( أعاذنا الله و إياكن منه) : 1/التكاسل عن العبادات و الطاعات مع ضعف و ثقل أثناء أدائها ، و من أعظم ذلك الصلاة ، و يدخل في هذا التكاسل عن قيام الليل و صلاة الوتر و أداء السنن و الرواتب ، و الغفلة عن قراءة القرآن و الذكر . 2/عدم استشعار المسؤولية ، و التساهل و التهاون بالأمانة ، و أعظم أمانة هي الدعوة إلى الله . 3/انفصام عرى الأخوة بين المتحابين في الله ، قال النبي - صلى الله عليه و سلّم - : ( ما توادَّ اثنان في الله عز و جل ، أو في الإسلام فيفرق بينهما أول ذنب ( و في رواية ففرق بينهما إلا بذنب ) يحدثه أحدهما) أخرجه أحمد في المسند . 4/ضياع الوقت و عدم الإفادة منه . 5/التهرب من كل عمل جدّي . 6/الفوضوية في العمل . 7/النقد لكل عمل إيجابي تنصّلًا من المشاركة فيه . 8/التسويف و التأجيل ، فما يمكن أن يؤدى في أسبوع يمكث شهرًا . أما عن أسباب الفتور فمنها الآتي/ 1/ضعف الإخلاص و سريان الرياء في القلب . 2/ضعف العلم الشرعي . 3/تعلّق القلب بالدنيا و نسيان الآخرة . 4/الحياة في الأجواء الفاسدة . 5/صحبة ذوي الإرادات الضعيفة . 6/مقارفة المعاصي و المنكرات و أكل الحرام . 7/سوء التربية . 8/عدم التجانس بين الموهبة و العمل . أخيرًا ، إذا ابتليت إحدانا بالفتور فهل لها من علاج ؟ نعم ، إن هناك سبلًا و عوامل للنجاة من بين مخالب الفتور ، منها : 1/ تعاهد الإيمان و تجديده ، فقد روى الحاكم الطبراني عن النبي – صلى الله عليه و سلم – أنه قال : ( إن الإيمان ليخلق في جوفِ أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ) أخرجه الحاكم في المستدرك . 2/ مراقبة الله و الإكثار من ذكره ، و حقيقة المراقبة ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) . 3/ الإخلاص و التقوى . 4/ طلب العلم و المواظبة على الدروس و حلق الذكر و المحاضرات . 5/ العلم بفضل العمل الذي نمارسه و مكانته الشرعية . 6/ تنظيم الوقت و محاسبة النفس . 7/ لزوم الجماعة ، قال صلى الله عليه و سلم : ( عليكم بالجماعة و إياكم و الفرقة ، فإن الشيطان مع الواحد ، و هو من الاثنين أبعد ، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة) أخرجه الترمذي . 8/ حسن التربية الشاملة المتكاملة . 9/ تنويع العبادة و العمل بدون فوضى ، و ذلك كمن يكون في الحرم مثلًا يصلي من الليل ما شاء ثم يقرأ في كتاب الله ، أو يذهب ليطوف بالبيت ، أو يذكر الله على أي وضع . 10/ الإكثار من ذكر الموت و الخوف من سوء الخاتمة . 11/ الدعاء و الاستعانة بالله . انتهي التعديل الأخير تم بواسطة أم بسملة المصرية ; 21-01-10 الساعة 04:29 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
~مشارِكة~
|
![]()
* للفتور مراحل أربعة :
1) الفتور فى العبادات : وعدم حضور القلب فى الطاعات وتوقف النو الإيمانى،فإن تم التدارك وأسعفك الله برحمته واليقظة مرة أخرى وإلا إستحكم المرض فكان ....... 2)التوسع فى المباحات : والوقوع فى المكروهات وإستثقال الطاعات،فإن تم التدارك والعودة مرة أخرى بالتقدم خطوتين للأمام بدلاً مما حصل من التأخر وإلا إستحكم فكان... 3)الإستهانة بالذنوب المحقرات : والتردى بالوقوع فى المحرمات والإنشغال بالدنيا، والإنغماس فى الشهوات، فإن تم التدارك وإلا كان..... 4)التخبط والتلون : وترك الواجبات وإقتراف الكبائر وإستيلاء الشهوات على وتنعمه بمرارة البعد عن الله فيكون الفرار من الله والبعد عن طريقه والوقوع فى حزب الشيطان، فإن أدركته من الله عناية وإلا فسوء خاتمة لازم، والموت على الكفر حتم والعياذ بالله قال تعالى:(ثم كان عاقبة الذين أسئوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن ) الروم:10 يتبع إنشاء الله المصدر: كتاب إلى الهدىإئتنا للشيخ محمد حسين يعقوب |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
![]() من منا لم يصبه الفتور؟
من كتاب الشيخ محمد بن عبدالله الإمام تحذير البشر من أصول الشر الأصل السادس والعشرون: الفتور وفتور المسلم عن التمسك بدينه والثبات على طاعة ربه أمر نبه عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وبين خطره. روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو، والبزار عن ابن عباس ، والترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لكل عمل شِرَّة ، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل)). فأنظر إلى هذا الخطر الذي يهدد كل مسلم يعمل بدينه، راغب في التمسك به، لا يريد به بديلا، ثم سرعان ما يتحول هذا المسلم بعد القوة إلى ضعف، وبعد الإقبال إلى الله إلى إدبار ، وبعد الرغبة في الحق إلى نفرة عنه، وبعد النشاط إلى كسل. فإذا كان كذلك فما أسرع الهلاك. وداء الفتور يصيب العلماء ودعاة وطلبة العلم، كما يصيب غيرهم ، إلا من رحم الله. وينتج عن هذه الحالة: 1)إستثقال الطاعات والتباطؤ عنها. 2)التخبط في المنهج، فتارة يميل إلى الحق ، وتارة يميل إلى الباطل، وتارة ييأس، وتارة ينهار. 3)التغير والتبديل، فترى هذا الصنف يحاول أن يتغير، بل قد يصر ويجزم بضرورة التغير، فيغير السنة إلى بدعة، والأخوة إلى حزبية، وما إلى ذلك. 4)التسويف والتأجيل للأعمال النافعة وكثرة الأماني ، فتراه قليل العمل، يمني نفسه بالخير وهو بعيد عنه، ويعد أن يقوم ولا يفعل ، وأن يحضر فلا يحضر ، وأن يلتزم فلا يلتزم. 5)الهزيمة النفسية، فتراه آيسا من تحقيق الخير فيه، أو في أسرته، أو في مجتمعه، مثبط من يعزم على فعل ذلك. وحال المسلمين – إلا من رحم الله – قد عمها الفتور، وطال الرقاد وعظمت الغفلة، وتمكن حب الشر من القلوب ، فالنجاء النجاء! والمبادرة إلى استئصال هذا الداء. وعلاج الفتور يكون بالآتي: 1) تعاهد الإيمان وتجديده. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم)) رواه الحاكم والطبراني. وتعاهد الإيمان وتجديده يكون بحضور المحاضرة النافعة، والدروس القيمة، وسماع الأشرطة الطيبة، والقراءة في كتب السنة الميسرة لدى الشخص، فغفلة المسلم عن الأمراض التي تدب فيه خطر عظيم عليه. 2) الاهتمام باللقاء بمن يعينه على إصلاح نفسه بعد التأكد من ذلك ، فلا يبعد عن إخوانه ، ولا يتغيب عنهم كثيرا إلا لعذر. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد ، ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)). رواه أحمد والترمذي والحاكم عن عمر رضي الله عنه. 3) فقه المسلم لواقعه وماذا يدور في ساحته من خير وشر، والجهل بهذا يؤدي بالشخص إلى الاصطدام بأمور ما كان يتوقعها ، فلهذا ترى بعضهم عند أن يبدأ بالالتزام بدينه يسعى لإصلاح الناس كلهم في نظره، فيجد أمورا ما كان يتوقعها ، فيقتصر على جيرانه فلا يجد استجابة كاملة ، فيقتصر على أسرته فيجد من بعضهم أو كلهم معارضة شديدة ، فربما حصل له الانهيار والتحطيم وأيس من صلاح قريب وبعيد. 4) تنويع العبادات والعمل الصالح على وفق ما شرع الله، والنشاط الذي يقدر عليه ، فتارة يتعلم ، وتارة يدعو ، وتارة يزور إخوانه ، وتارة يعمل في أمور دنياه بما لا يشغله عن طاعة ربه. وهذا الموضوع من أهم المواضيع التي تحتاج إلى عناية وإدراك واهتمام، والله المستعان. |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|علم وعمل، صبر ودعوة|
| طالبة مستوى متقدم | دورة ورش (3) |
![]()
بسراحه غالياتي لم افهم المقصود بالضبط حتى الآن 00
وهل مهمتنا في مجموعة العلوم الشرعيه جمع كل مايتعلق بموضوع الفتور ؟ وفقكن الله |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
~نشيطة~
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال الله - سبحانه وتعالى - فيهم: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} [النساء: 142] وقال: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ} [التوبة: 54]. وقد يكون الفتور في بعض الطاعات دون أن يكونَ كارهًا لها، ولا مبغضًا لفعلها؛ بل يريد أن يفعلها لكنَّ همّتَه لا تحمله على فعلها، مع أنَّه يقدر عليها ويستطيعها. وقد يكون الفتور عارضًا يشعر به الإنسان بين حين وآخر؛ ولكنَّه لا يستمر معه، ولا تطول مدته، ولا يوقع في معصية، ولا يخرج عن طاعة. وهذا لا يسلم منه أحد، إلاَّ أنَّ الناس يَتَفاوَتون فيه أيضًا، وسببه - غالبًا - أمر عارض، كتَعَبٍ أو انشغال أو مَرَض ونحوها. وهذا النوع هو الذي حصل لبعض الصحابة، وذلك فيما روى أحمد عن عائشة - رضي الله عنها - قالت لعبدالله بن قيس: "لا تدع قيام الليل، فإنَّ رسول الله كان لا يدعُه، وكان إذا مرض أو كسل صَلَّى قاعدًا". وقد يكون الفتور بسبب تحميل المرء نفسه ما لا يطيق من فعل الخير، أو المُبَالَغة فيه بصورة لا تَتَّسق مع ما كان عليه من قبلُ، وغالب هذا النوع منَ الفتور قد يكون سببه اضطراب المنهج في العلم والعمل، مع ما يصحب ذلك من آثار. وهذا النَّوع في النَّاس كثيرٌ، ولعَلَّ الأخ السائل أيضًا من هذا الصّنف الذي إذا خلصت نيَّته وصَحَّ سلوكه عاد - إن شاء الله من قريب. قال ابن القيم: "تَخَلُّل الفترات للسالكين أمر لا بُدَّ منه، فمَن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد، ولم تُخرجه من فرض، ولم تدخله في محرم؛ رجي له أن يعودَ خيرًا مما كان" انتهى. وهذا هو الذي عناه النَّبي - صَلَّى الله عليه وسَلَّم -: ((إنَّ لِكُلِّ شيءٍ شِرَّةً، ولكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً، فإنْ صاحِبُها سَدَّدَ وقارَبَ فَارْجُوهُ، وإنْ أُشِيرَ إليه بالأصابع فلا تَعُدُّوه))؛ أخرجه الترمذي (4/548) كتاب القيامة رقم (2453)، قال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وصَحَّحَه الألبانيّ - انظر "صحيح الجامع" رقم (2151). وقد ورد بألفاظٍ وطُرُق أُخرى، منها: عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كانت مولاة للنبي - صلى الله عليه وسلم - تصوم النهار وتقوم الليل، فقيل له: "إنها تصوم النهار وتقوم الليل"، فقال رسول الله: ((إن لكل عمل شرة، والشرة إلى فترة، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدِ اهْتَدَى، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ ضَلَّ))؛ قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/261، 262): رواه البَزَّار ورجاله رجال الصحيح. وعن عبدالله بن عمرو قال: ذُكر عند النَّبي قوم يجتهدون في العبادة اجتهادًا شديدًا، فقال: ((تلك ضرورة الإسلام وشرته، ولكل عمل شرة، فمن كانت فترته إلى اقتصاد فنعم ما هو، ومن كانت فترته إلى المعاصي؛ فأولئكَ هم الهالكون))؛ قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/262): رواه الطبراني في "الكبير"، وأحمد بنحوه، ورجال أحمد ثقات. ا هـ. انظر "المسند" (2/165) ولفظه: ((تلك ضراوة الإسلام وشدته)). فنسألُ الله تعالى أن يجعلَ فترتكَ إلى سنَّة يهديكَ الله إليها، ويرفعك بها عنده درجات، والمظاهر التي ذكرتها في السؤال مظاهر طبيعيَّة لمثل حالتكَ، وكونها طبيعيَّة لا يعني أنَّها سائغة أو مقبولة؛ بل هي طبيعيَّة بِمعنى أنَّها نتائجُ تَرَتَّبَت على مُقَدمات، فلا يجوز الاستسلام لها، بل يجب دفعها والسَّعي للتَّخَلُّص منها، ونلخص نصيحتنا لك في أمور: الأَوَّل: ألاَّ تُشَدِّدَ على نفسكَ في الأمور التَّعَبُّديَّة؛ كالنوافل منَ الصلاة، والصيام، والدعوة... وغيرِها بصورة لا تُطيقُها أو ترتفع فوق قدرتكَ وطاقتكَ؛ لأنَّ ذلكَ أدعى لترك العمل من قريب كما حَدَثَ لكَ؛ ولكن أَقْبِل على العبادة ما دامتْ نفسكَ مُقبِلة عليها، وقد وردتِ الكثير منَ الآثار الآمرة والحاضَّة على ذلك ومنها: عن ابن مسعود أنه قال: "لا تغالبوا هذا الليل؛ فإنَّكم لن تطيقوه، فإذا نعس أحدكم فلينصرف إلى فراشه؛ فإنَّه أسلم له"؛ "مجمع الزوائد" 2/260 وعن عائشة - رضي الله عنها - أنَّ النَّبيَّ دَخَل عليها وعندها امرأة فقال: ((من هذه؟)) قالت: هذه فلانة تذكر من صلاتها، فقال: ((مه عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملّوا))؛ البخاري: الإيمان (43)، ومسلم: صلاة المسافرين وقصرها (785)، والنسائي: قيام الليل وتطوع النهار (1642)، والإيمان وشرائعه (5035)، وابن ماجه: الزُّهد (4238). قال الإمام النَّوويّ شارحًا لحديث عائشة - رضي الله عنها -: "فيه الحثّ على الاقتصاد في العبادة، والنهي عن التعمّق، والأمر بالإقبال عليها بنشاط، وأنه إذا فتر فليقعد حتى يذهب الفتور" "شرح مسلم" للنووي 2/73. الثاني: أن تأتي بالعبادة في الوقت الذي يناسبك، فما وجدت أنَّه يفوتكَ آخر الليل فعلته أوَّل الليل وهكذا، كما أوصى الرَّسول - صَلَّى الله عليه وسَلَّم - أبا هريرة: "أوصاني خليلي - صَلَّى الله عليه وسلم - بثلاث منها: "وأن أوتر قبل أن أنام"؛ البخاري: الصوم (1981). وعن جابر - رضيَ الله عنه -: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسَلَّم - لأبي بكر: ((متى توتر؟))، قال: "من أوَّل الليل بعد العتمة" قال لعمر: ((متى توتر؟))، قال: "من آخر الليل"، قال لأبي بكر: ((أخذت بالحزم))، وقال لعمر: ((أخذت بالقوَّة))؛ رواه البيهقي في "الكبرى"، وابن أبي شيبة في "مصنفه". فمدح النبي - صَلَّى الله عليه وسَلَّم - كليْهِما مع اختلاف فعلهما؛ لأنَّهما أتيا بالعبادة بصورة تناسب كل واحد منهما.الثالث: أن تَحرِصَ على المُدَاوَمة على العمل مهما كانت الظُّروف، حَتَّى إذا لم تَتَمَكَّن من فعل العبادة بنفس الصورة والعدد السابقَيْن، فإنَّ ما لا يُدْرك كله لا يترك كله، فإن كنتَ تطيل قيام الليل مثلاً ثم أصابكَ الفتور في هذه الصلاة الطويلة، فلتُصَلّها قصيرة ولا تتركها، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضيَ الله عنهما - قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسَلَّم -: ((يا عبدالله، لا تكن مثلَ فلان؛ كان يقوم الليل فتركه))؛ أخرجه البخاري ومسلم. الرابع: أن تكثرَ من دعاء الله تعالى بأن يرفع عنكَ ما أَلَمَّ بكَ من كسل وفتور، فهو القائل سبحانه: {أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [النمل: 62]. وقد أُثر عنِ النبي - صَلَّى الله عليه وسَلَّم - كما في "الصحيح" عن أنسٍ قال: كان رسول الله - صَلَّى الله عليه وسَلَّم - يَتَعَوَّذ، فيقول: ((اللَّهمَّ إنّي أعوذ بكَ منَ الكَسَل، وأعوذُ بكَ من الجبن، وأعوذ بكَ منَ الهَرَم، وأعوذ بكَ منَ البُخل))؛ أخرجه البخاري، ومسلم، واللفظ للبخاري وعنه أيضًا قال: كنت أخدم رسول الله - صَلَّى الله عليه وسَلَّم - فكنت أسمعه كثيرًا يقول: ((اللهمَّ إنِّي أعوذ بكَ منَ الهمّ والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلَع الدين، وقهر الرجال))؛ أخرجه البخاري. الخامس: التوبة إلى الله تعالى منَ المعاصي والذُّنوب بعد أن تفتِّشَ في نفسك عنها، وتضع يديكَ على ما وقعت فيه منها، ولا شكَّ في أنَّ كلَّ بني آدم خَطَّاء، وخير الخَطَّائين التوابون، كما صَحَّ بذلك الخبر عن سيد البشر - صلى الله عليه وسلم - فإذا عرفتها وتُبت إلى الله منها فعسى الله تعالى أن يرفعَ عنكَ ما شَكَوتَ من عظيم البلاء، فإنه ما وقع بلاء إلاَّ بذنب، ولا رُفِعَ إلاَّ بتوبة، قال الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]. ولا يشترط أن يكونَ ذلكَ الذَّنب منَ الكبائر؛ بل قد يكون منَ الصَّغائر التي لا ينتبه لها المرء مع أنَّها أشدّ خطرًا منَ الكبائر لغفلة المكلَّف عنها، وعدم التوبة منها، قال الرَّسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إيَّاكم ومحقَّرات الذنوب، فإنَّهنَّ يَجتمعن على الرجل حتَّى يُهْلِكنه))؛ رواه أحمد. فقد يفرح الإنسان أنه لا يقع في كبائر الذنوب - وله أن يفرح بذلك - ولكن لا يأخذ حذره من صغائر الذنوب ولا يبالي بها، وتؤدي به بعد ذلك إلى الفتور والتقصير في الطاعات؛ بل يمكن أن تؤدِّي به إلى فعل الكبائر. السادس: صُحبَة الأخيار وتَرك أصحاب المعاصي والأوزار، فالمرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه، والرَّسول - صَلَّى الله عليه وسَلَّم - يقول: ((المرْءُ على دين خليلِه، فلينظر أحدكم من يُخالل))؛ رواه الترمذي. فإنَّكَ إن صاحبتَ أهل المعاصي، فإمَّا أن تقعَ معه فيها، وإمَّا أن تراه يفعلها ولا تنكرها عليه؛ وكلاهما مُنكَرٌ يؤدِّي إلى كثير منَ العقوبات، ومنها الفتور عن الطاعات بطول ألفة الذنوب - عافانا الله منها. هذه هي بعض الأمور التي تُعينكَ على التَّخَلُّص من هذه الظَّاهرة المنتشرة في أوساط الناس في كل المجالات؛ إلاَّ مَن رحمَ الله تعالى، وهي إشارات غير مُستقصاة لتكون لكَ عونًا في طريق الوصول إلى رضى الله - سبحانه وتعالى - وعليكَ أن تراجعَ في هذا كتاب فضيلة الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم "علو الهمة"، وكتاب الشيخ سيد العفاني "صلاح الأمة في علو الهمة"، وكتاب الأستاذ عبدالفتاح أبو غدة "صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل"، فستجد فيها - إن شاء الله - ما يعلو بهمتكَ، ويشد من أزرك، ويقوي عزيمتك. http://www.quranourlife.com/vb/showthread.php?t=651 ملحوظة : هذه المساهمة البسيطة كانت موضوعة في هذا الرابط http://www.t-elm.net/moltaqa/group.p...iscussionid=56ولم انتبه لوجود صفحة للتواصل هنا المعذرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته التعديل الأخير تم بواسطة كريمة عاشور ; 27-01-10 الساعة 09:08 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نحو منهج عملي في طلب العلوم الشرعية | مسلمة لله | روضة آداب طلب العلم | 10 | 21-03-10 07:01 PM |