هذا الكتاب - أي الأصل - من أحسن ما قرأت ، وأظنه رسالة ماجستير أو دكتوراه لا أذكر الآن ، ومن حيث العموم بتقديري كنت أقول دائما .. يسوى وزن الكتاب ذهبا . وأنصح به كل مسلمة ومسلم . إذا أراد أن يتعلم دينه . فكما قيل عن حديث الأعمال بالنيات .أنه نصف الدين ، ومن العلماء قال ربعه ... وكل ذلك يدل على أهمية علم النية . و قال سفيان الثوري : ” كنا نتعلم النية كما تتعلمون العمل " فمنذ زمانه كان قد بدأ انحراف مفهوم الفقه ومسماه . ليطغى عليه فقه العمل بالجوارح ، والزهد في تعلم فقه عمل القلوب . كانوا قد فهموا حديث ( ألا في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ) فمن أصلح ظاهره قبل باطنه ، سيلوثه الشرك الخفي من حيث لا يعلم ، وكما قال الله : ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ) . فالحذر كل الحذر من تقديم فقه الجوارح على فقه القلوب . وكفى أن ذلك مخالف لأصل من أصول التوحيد ، وهو مخالفة هديه صلى الله عليه وسلم . فهو دلنا كيف يبدأ الإصلاح . ولكن اليوم أسوأ من زمن سفيان الثوري .. وعلينا تصور الباقي .