العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة السنة وعلومها

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-04-19, 12:18 PM   #1
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Color

السؤال:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يتعارض حب الزوجة مع حب الله؟
فأنا أحبها كثيرا وهي لا تمنعني من طاعة الله سبحانه وتعالى بل وتعينني على الطاعة وطلب العلم فلقد حيرني هذا الموضوع لأني أشعر أنها استحوذت على قلبي ؟
الجواب
:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحب -وهو الميل إلى الشيء والرغبة فيه- منه ما هو مشروع محمود ومنه ما هو مذموم حرام...
فمحبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم فرض عين على كل مسلم ومسلمة، بل إن تلك المحبة شرط من شروط الإيمان، قال تعالى"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّه" البقرة:165.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين. متفق عليه، وفي رواية: ومن نفسه التي بين جنبيه.
ومحبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، تستلزم طاعتهما في كل ما أمر الله به أو نهى عنه، سواء كان في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن زعم أنه يحب الله تعالى ويحب رسوله صلى الله عليه وسلم فعليه أن يبرهن على ذلك ويعبر عنه، قال تعالى"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "آل عمران:31.
وحب المؤمنين والعلماء والصالحين.. من أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله تبارك وتعالى، بل هو من أوثق عرى الإيمان، كما قال صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود للكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار. متفق عليه.
وحب الزوجة والأولاد والآباء والإخوان والأصدقاء والأوطان.... أمر جِبِلِّي ومكتسب، ولا يتعارض مع حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن حب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم في المرتبة الأولى.
والإنسان بطبيعته يحب زوجته ويميل إليها ويسكن إليها، ويزيد في حبها إن كانت ذات خلق ودين أو جميلة أو لديها من الصفات ما يجعلها لها مكانة في قلبه .. وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب زوجاته ويحب عائشة بالذات.. وهكذا كان الصحابة والسلف الصالح.
ولكن يجب ألا يتجاوز هذا الحب حده بحيث يدعو إلى تضييع الحقوق أو ارتكاب المحرمات، قال تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ "التغابن:14.
والحاصل: أن محبة الزوجة لا تتعارض مع محبة الله ورسوله إذا لم تتجاوز حدها الطبيعي، ومن الطبيعي أن يحب المسلم زوجته وخاصة إذا كانت ذات خلق ودين.... وتعين على طاعة الله وطلب العلم.
والله أعلم.

رقم الفتوى: 20562= هنا
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-19, 12:20 PM   #2
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Mmm

السؤال
هل يوجد حب في الله بين الرجال والنساء؟ هل يوجد ما يمنع أن تقول امرأة لرجل في معرض حديثهاعبارة "أحبك في الله" و يرد عليها "أحبك الله الذي أحببتني فيه"؟ علماً أن هذا حدث أثناء حوار بنّاء في إحدى المنتديات على الإنترنت. وعندما آخى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بين المهاجرين و الأنصار, هل آخى بين الرجال و النساء، أم بين الرجال و الرجال و بين النساء و النساء؟


الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فالحب في الله جل وعلا من أوثق عرى الإيمان، ويجد به العبد حلاوة الإيمان،كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم :" ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود للكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار" . وعن ابن عباس رضي الله عنه قال:" أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله " ولقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار. ونساء المهاجرين داخلات بالتبع في المؤاخاة ولم يرد دليل يخصص استقلالها بالأمر . ولقد حث الشارع الحكيم على إعلام المرء من يحبه في الله جل وعلا بذلك وهو خاص للرجال مع الرجال والنساء مع النساء، وأما بين الرجال والنساء فيكون من طريق العموم، أن المؤمن يحب جميع المؤمنات والمرأة تحب جميع المؤمنين الطائعين ، وأما التخصيص فإنه باب شر مستطير لم يأت به دليل ونحذر المسلمين من أمثال هذه الأمور خاصة على مواقع الحوار والمحادثة عبر الإنترنت، فهذا من خطوات الشيطان التي أمر الله جل وعلا بالابتعاد عنها قال الله جل وعلا "
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ "النور:21.

رقم الفتوى: 1109= هنا =
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-19, 12:27 PM   #3
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Color

الأسباب الجالبة لمحبة الخلق في الله

الأول: ما رواه ابن ماجه في سننه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك. وصححه الألباني.
والثاني: ما رواه الطبراني في الأوسط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الأنصار تهادوا، فإن الهدية تسل السخيمة، وتورث المحبة.


روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانًا فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانًا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض. اللفظ للبخاري.
فالطريق إلى قلوب الخلق ومحبتهم هي محبة الله عز وجل للعبد، كما أن تضييع حقوق الله عز وجل ونسيان شرعه طريق إلى التباغض بين العباد، قال الله سبحانه" فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "المائدة:14.

هذا من جهة العموم، وهناك أعمال إذا قام بها الأخ تجاه أخيه تؤدي إلى غرس المحبة وزيادتها، ومنها: أن تسلم عليه كلما لقيته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم". رواه مسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجه.
ومنها: الهدية، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تهادوا تحابوا". أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وأبو يعلى في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسنه الألباني.
ومنها: مناداته بأحب الأسماء إليه، وأن توسع له إذا جلس إلى جوارك في المجلس كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ثلاث يصفين لك من ود أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيت، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه. رواه البيهقي في شعب الإيمان.
ومما لا يخفى أن الابتسامة وطيب الكلام وحسن العشرة كل ذلك يؤدي إلى زيادة المحبة بين الإخوان، ونصيحتنا لك أن تُعْلِم أخاك بمحبتك له،
فعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ إِيَّاهُ " رواه الترمذي :2392 . وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" 417.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه " أَنَّ رَجُلًا كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا . فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَعْلَمْتَهُ ؟ قَالَ : لَا . قَالَ : أَعْلِمْهُ . قَالَ : فَلَحِقَهُ فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ . فَقَالَ : أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ" رواه أبو داود : رقم/5125 ، وصححه النووي في "رياض الصالحين" 183، وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود".
والمقصود من هذا : الاستحباب ، وليس الإلزام والوجوب
قال المناوي رحمه الله :
"فليخبره أنه يحبه لله فليخبره بمحبته له ندبًا ، بأن يقول له إني أحبك لله . أي : لا لغيره من إحسان أو غيره ، فإنه أبقى للألفة ، وأثبت للمودة ، وبه يتزايد الحب ويتضاعف ، وتجتمع الكلمة ، وينتظم الشمل بين المسلمين ، وتزول المفاسد والضغائن . وهذا من محاسن الشريعة" انتهى ."فيض القدير" 1/319 .هنا=

وللفائدة نذكرك بحديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" ما تحابَّ رجُلانِ في الله إلا كان أحبَّهما إلى اللهِ عزَّ وجلَّ أشدُّهما حُبًّا لصاحبِه"الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني - المصدر : السلسلة الصحيحة-الصفحة أو الرقم: 450 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر -
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:45 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .