العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . بوابة الملتقى . ~ . > دورة فقه الانتقال من دار الفرار إلى دار القرار

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-18, 10:04 PM   #31
خديجة علي
| طالبة في المستوى الثالث |
 
تاريخ التسجيل: 16-09-2013
المشاركات: 171
خديجة علي is on a distinguished road
افتراضي

ما معنى قول النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ, وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ»؟

أي أن العبد المؤمن حال اﻹحتضار يشتاق إلى لقاء الله عز وجل؛ لما يبشر به من رضوان الله وكرامته فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه. أما الكافر فإنه حال اﻹحتضار يبشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه، كره لقاء الله وكره الله لقاءه، كما في الحديث.
خديجة علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-18, 07:16 PM   #32
حسناء محمد
ما كان لله يبقى
| المديرة العامة |
افتراضي

أحسنت خديجة وبارك الله فيك على حرصك واجتهادك



توقيع حسناء محمد
عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عِصمةُ أمري، وأصلح لي دُنياي التي فيها مَعاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها مَعادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموتَ راحةً لي من كل شر). صحيح مسلم 2720
حسناء محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-18, 07:18 PM   #33
حسناء محمد
ما كان لله يبقى
| المديرة العامة |
افتراضي

(5)
رحلة خروج الروح من الجسد إلى السماء


عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: "خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ, فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ, فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ, وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ, وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ, فَرَفَعَ رَأْسَهُ, فَقَالَ: «اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» -مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا- ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا, وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ, بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ, مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ, وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ, حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ, ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ -عَلَيْهِ السَّلَام- حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ, فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ», قَالَ: «فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ, فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ, حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ, وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ», قَالَ: «فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ -يَعْنِي: بِهَا- عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ, إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ, بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا, حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا, فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا, حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ, فَيَقُولُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ, وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ, فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ, وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى» قَالَ: «فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟...».

...«وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ، قَالَ: فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ, وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ, فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ, إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ, فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا, فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ», ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَـمِّ الْخِيَاطِ}[الأعراف:40], فَيَقُولُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى, فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا», ثُمَّ قَرَأَ:{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}[الحج:31] فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ, وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ ؟...», الحديث، وفيه الأسئلة الثلاثة في القبر: (من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟), وسيأتي تمامه عند الحديث عن القبر, وسؤال الملَكين(1).


-------
(1) الحديث جمع رواياته الشيخ الألباني, وصححه في كتابه القيِّم: (أحكام الجنائز ص 59) وعزاه إلى أبي داود, والحاكم, والطيالسي, وأحمد والسياق له, وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين, وأقرَّه الذهبي, وصححه ابن القيم في أعلام الموقعين (214/1).



[hr]#960387[/hr]
*باختصار من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
[hr]#960387[/hr]
طالبة العلم
اذكري فائدة انتفعت بها من هذا الحديث بما لا يزيد عن سطرين.
حسناء محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-18, 12:38 PM   #34
خديجة علي
| طالبة في المستوى الثالث |
 
تاريخ التسجيل: 16-09-2013
المشاركات: 171
خديجة علي is on a distinguished road
افتراضي

اذكري فائدة انتفعت بها من هذا الحديث بما لا يزيد عن سطرين.

سهولة خروج روح العبد المؤمن وثناء الملائكة عليها، وتشييع مقربوا كل سماء لهذه الروح الطيبة، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم. بخلاف العبد الكافر فإن روحه تُنتزع إنتزاعا، ولا تُفتّح أبواب السماء لهذه الروح الخبيثة، نعوذ بالله من ذلك.
خديجة علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-18, 02:19 PM   #35
حسناء محمد
ما كان لله يبقى
| المديرة العامة |
افتراضي

بورك فيك خديجة ووفقت
استمري

ملحوظة: تشييع مقربوا تُكتب تشييع مقربي
حسناء محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-18, 02:20 PM   #36
حسناء محمد
ما كان لله يبقى
| المديرة العامة |
افتراضي

ما ينبغي فعله بالميت بعد موته *
(1 - 1)


يُسَنَّ تغميض الميت بعد خروج روحه، وقول الدعاء الوارد.


لأنه إذا مات الإنسان شخص بصرُه عاليا؛ ليتبع روحه أين تذهب، فيُسَن تغميض عينيه، لئلا تبقى مفتوحة، فيتشوه منظره بعد ذلك.
ويدلّ على هذه السُّنة: حديث أم سلمة -رضي الله عنها– قالت: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ فَأَغْمَضَهُ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ»، فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ» ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ»(1).
ويؤخذ من الحديث أنه يُسَنُّ الدعاء بهذا الدعاء بعد تغميضه؛ تأسيا بالنَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيقول: اللهم اغفـر لفلان -ويذكر اسم الميت- ثم يأتي ببقيَّة الدعاء.




من السُّنة أن يُسْتَر الميت بعد موته بثوب يكون شاملا عليه.


لحديث عائشة -رضي الله عنها-: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ تُوُفِّيَ سُجِّيَ بِبُرْدٍ حِبَرَةٍ»(2).
و(البُرْد): ثوب يشمل ويغطي كل الجسد، و(حِبَرة): برود، وثياب معروفة في ذلك الوقت تأتي من اليمن.




هل هناك علامات ظاهرة على الجسد تدلّ على موت الإنسان؟


نعم هناك علامات تدل على موت الإنسان تظهر في الجسد، منهـا:
1- انخساف صدغيه، و(الصدغ) ما بين العين، والأذن.
2- ميل الأنف.
3- انفصال كفيه، أي: انخلاعهما من الذراعين.
4- استرخاء القدمين، فتنفصل الرِّجل عن الكعب، فلا تكون منتصبة بل ترتخي وتميل، وزاد بعضهم: غيبوبة العينين، وامتداد جلدة الوجه(3).






-------
(1) رواه مسلم برقم (920).
(2) رواه البخاري برقم (5814)، رواه مسلم برقم (942).
(3) انظر: حاشية ابن قاسم (24/3).


[hr]#960387[/hr]
*من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
[hr]#960387[/hr]

سؤال الدرس: يُسن الدعاء بعد تغميض الميت بدعاء، اذكريه.
حسناء محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-18, 10:36 AM   #37
خديجة علي
| طالبة في المستوى الثالث |
 
تاريخ التسجيل: 16-09-2013
المشاركات: 171
خديجة علي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسناء محمد مشاهدة المشاركة
بورك فيك خديجة ووفقت
استمري

ملحوظة: تشييع مقربوا تُكتب تشييع مقربي


جزاكم الله خيرا على التنبيه، وبارك الله فيكم وفي جهودكم.
خديجة علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-18, 10:42 AM   #38
خديجة علي
| طالبة في المستوى الثالث |
 
تاريخ التسجيل: 16-09-2013
المشاركات: 171
خديجة علي is on a distinguished road
افتراضي

يُسن الدعاء بعد تغميض الميت بدعاء، اذكريه.

يقول: اللهم اغفر لفلان -يذكر اسم الميت- ، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه.
خديجة علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-18, 10:24 PM   #39
حسناء محمد
ما كان لله يبقى
| المديرة العامة |
افتراضي

ممتازة بارك الله فيك خديجة
حسناء محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-18, 10:29 PM   #40
حسناء محمد
ما كان لله يبقى
| المديرة العامة |
افتراضي

ما ينبغي فعله بالميت بعد موته *
(1 - 2)


يُسَنَّ الإسراع بتجهيز الميت.
والسنيَّة تؤخذ من عموم حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا, وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ, فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ»(1).
والمقصود من الحديث هو: الإسراع بالجنازة حيث يحتملها الرجال على أعناقهم؛ ليدفنونها, ولكن هذا أيضا يفيد الإسراع في التجهيز؛ لأن المقصود هو الإسراع بدفنه.
قال القرطبي -رحمه الله-: "مقصود الحديث ألَّا يتباطأ بالميت عن الدفن"(2).

n تنبيـه: من الأخطاء الشائعة في زماننا: التباطؤ في تجهيز الميت؛ بسبب انتظار الأقارب, أو مسافر, وربما يكون في دولة أخرى, فيُترَك الميت يوما كاملًا, وربما أكثر وهذا فيه تعدِّي وجناية على حق الميت مع ما فيه من مخالفة للسُّنَّة، أمَّا التأخير اليسير كأن يموت أول النهار ويؤخَّر إلى الظهر أو العصر؛ ليجتمع الناس، أو كأن يموت صباح الجمعة, ويؤخَّر لصلاة الجمعة؛ لكثرة الجمع فلا بأس به, ولأنَّ التأخير فيه مصلحة للميت.


الإسراع في إنفاذ وصيَّة الميت بعد موته.
وهذا بحسبه إمَّا أن يكون مسنونا, أو واجبا بحسب ما أوصى به، فإن كان ممّا لا تبرَأ الذِّمَّة إلا به، كالدية ونحوه فالإسراع في إنفاذه واجب، وإلا فالإسراع به سُنَّة.

يجب الإسراع في قضاء دين الميت.
وذلك إن ترك مالا, فتجب المبادرة للقضاء, ومع الأسف أنَّ كثيرا من الناس يتهاون بهذا, ويهوِّن من هذا الأمر ويتباطأْ فيه, وما يستشعر أنَّ هذا الأمر شديد على الميت، وهذا الدَّيْن يجب سداده قبل قسم الميراث, سواء كان دَيْناً لله -تعالى- كالزكاة, والكفَّارة, ونذر الطاعة, والحجَّ، أو كان للآدميين كقرض, أو ردّ أمانة, أو عاريَّة, أو غصب, ونحو ذلك من حقوق الآدميين.
ويدلّ على ذلك :
أ. حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال :«نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ, حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ»(3).
ب. حديث ابن عمر-رضي الله عنهما- قال: قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ, إِلاَّ الدَّيْنَ», وفـي رواية: «الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُكَفِّرُ كُلَّ شَيْءٍ إِلاَّ الدَّيْنَ»(4).
ج. حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْمَيِّتِ عَلَيْهِ الدَّيْنُ, فَيَسْأَلُ: «هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ مِنْ قَضَاءٍ؟» فَإِنْ حُدِّثَ أَنَّهُ تَرَكَ وَفَاءً صَلَّى عَلَيْهِ, وَإِلَّا قَالَ: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ», فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْفُتُوحَ, قَالَ: «أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ, فَمَنْ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ, فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ, وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ»(5).


-------
(1) رواه البخاري برقم (1315), رواه مسلم برقم (944).
(2) انظر: المفهم (603/2) .
(3) رواه أحمد برقم (10599), رواه الترمذي برقم (1078), وقال: "هذا حديث حسن".
(4) رواه مسلم برقم (1886).
(5) رواه البخاري برقم (2289), رواه مسلم برقم (1619).


[hr]#960387[/hr]
*من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
[hr]#960387[/hr]
سؤال الدرس:
أكملي نص الحديث بعد حفظه:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( نفس المؤمن ......... حتى ...........)
حسناء محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
همة السلف في طلب العلم ام عبيدة السلفية روضة آداب طلب العلم 2 12-11-08 01:08 PM
ضبط العلم للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي طالبة الهدى روضة آداب طلب العلم 12 10-07-08 10:48 PM


الساعة الآن 01:11 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .