العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . معهد العلوم الشرعية . ~ . > ๑¤๑ أرشيف الدروس العلمية في معهد العلوم الشرعية๑¤๑ > أرشيف الأنشطة الإثرائية > حلقة مدارسة كتاب > قراءة تفسير السعدي رحمه الله > تفسير جزء الأحقاف

الملاحظات


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-14, 09:42 AM   #1
رقية
معلمة بمعهد خديجة
افتراضي


فوائد المقرر الرابع :
- أخبر تعالى أن الأولى والأليق بحال الناس ، إذا جاءهم أمر من الله تعالى أن يمتثلوا الأمر الحاضر المحتم عليهم ويجمعوا عليه همهم ولا يطلبوا أن يشرع لهم ما هو شاق عليهم وليفرحوا بعافية الله وعفوه ،
وقد قال صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى : " ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فإنما أهلك الذينن من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ".
وقوله تعالى : " ألم تر الى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ".
وفي هذا المعنى قال صلى الله عليه وسلم :" لا تتمنوا لقاء العدوا واسألوا الله العافية ، فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ".
وكلها أدلة قرآنية ونبوية تفيد أن يجمع المرء همه على ما هو مكلف به في الحال ، وألا يشتت نفسه ويضيعها في أحلام وتمنيات تشغله عن يومه وتفسد عليه عمله وحياته .
- أخبر تعالى عن حال من تولى عن ذكر الله فأعرض عن هذا الهدى والنور الذي جاءهم الله به لهدايتهم وإصلاحهم ، أنهم مفسدون في الأرض مقطعون لأرحامهم ، فكانت عقوبتهم بأن أبعدهم الله عن رحمته فأصمهم وأعمى أبصارهم فلا يسمعون ما ينفعهم و إن سمعوا فكما قال تعالى :" ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون " – والعياذ بالله من سوء الحال والمآل- .
فهؤلا كان حالهم مع الناس كما قال تعالى :" و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد "
فهذا هو الظلم الذي لا يغفر للمرء حتى يتوب ويتحلل من مظلمته ويسامحه المظلومون منه وهو ظلم العبد لغيره من الناس ، وقد كثر هذا الظلم واستشرى في هذا الزمان حتى كثر السفاحون في بلاد الإسلام فسفاح بالشام وسفاح بمصر ، وما نراه من قتل للآف و اعتقال وتشريد وعذاب ، أسأل الله أن يعجل بهلاكهم وأن ينصر دينه وعبادة الموحدين .
- أخبر تعالى ، عمن كانوا على الهداية والصلاح ثم ارتدوا على أدبارهم بعد ما تبين لهم الهدي والحق ، أخبر عن سبب ارتدادهم على أعقابهم أنهم قالوا للمبارزين العداوة لله ورسوله : سنطيعكم في بعض الأمر – وهو ما يوافق أهوائهم – لذا عاقبهم الله بالضلال والإقامة على ما يوصلهم الى الشقاء الأبدي – والعياذ بالله – علم الله ما قلوبهم ففضحهم وبينهم لعباده المؤمنين لئلا يغتروا بهم وبضلالهم وألا يظنوا أنهم على الحق المبين والذي لم ولن يصل اليه أحد سواهم ،
وهذا ما نراه في حالنا ، فكثير ممن كانوا من أهل الصلاح والتقى كان سبب انتكاسهم هو موالاتهم لكارهي شرع الله ، ومعاونتهم للمحاربين لدين الله ، بزعم : أنهم الأقوى وأنهم هم ولاة الأمر ، وهذا قياس فاسد ، فمتى كان الحق يقاس بمقياس القوة والسلطة والسطوة ، وهل كانت قريش الا الأكثر سلطة وسطوة ، بينما كان صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم قلة مستضعفون ، كما قال تعالى :" واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ".
وهل مهمة الولاة أن يقيموا فينا شرع الله ويسوسوا العباد بالعدل والرفق ، أم أنهم هم من يوليهم علينا أعداؤنا ليحكمونا بدساتيرهم الوضعية ويذلوا العباد ويقهروهم ويقتلوا المصلحين ويبيدوهم ، ويفسدوا حال العباد ، .
أسأل الله أن يمكن لدينه في الأرض وأن يتبتنا على الحق .
وواجب المسلم عند رؤيته لعالم قد ضل أمران :
أولا : أن يشعر بالشفقة والرحمة له ويرجوا له أن يعود ويتوب ويؤوب .
ثانيا : أن يشعر بالرعب والخوف على نفسه ، فليست نفسه بمأمن عن الفتنة ، فالمعافى من عافاه الله .
رقية غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:40 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .