العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة آداب طلب العلم

الملاحظات


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-03-17, 04:50 PM   #1
عبد السلام بن إبراهيم الحصين
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: 08-02-2007
المشاركات: 867
عبد السلام بن إبراهيم الحصين is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
فقد قرأت ما كتب في هذه الصفحات عن علامات الإخلاص، وأن النقد قد توجه لكثير منها، بسبب أنها غير مطردة، أو أنها تتخلف في بعض الصور.
ولكي يكون الحديث واضحًا وجليًا لا بد من تقرير عدد من القواعد، ينطلق منها بعد ذلك إلى موضوع البحث:
القاعدة الأولى: الإخلاص هو الأساس الذي بني عليه الدين، والمقصود بالإخلاص في معناه الشرعي الأساسي، هو إفراد الله جل وعلا بالعبادة، قال تعالى في سورة البينة: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين}، وقال تعالى في آخر سورة الكهف: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا}، وعدم الإشراك هو الإخلاص المذكور في آية سورة البينة.
وقال تعالى في سورة الأعراف: {وادعوه مخلصين له الدين}، وقال في سورة غافر في موطنين منها: {فادعو الله مخلصين له الدين}، {فادعوه مخلصين له الدين}، وقال في سورة يونس والعنكبوت ولقمان عن المشركين في حال الشدة: {دعوا الله مخلصين له الدين}، وأخبر أن الدين الخالص لا يكون إلا له، فقال في سورة الزمر: {ألا له الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء} الآية، فقابل بين الإخلاص له، والشرك الذي يساوي غيره به في عبادته، وأخبر عن نبيه أنه اتصف بصفة الإخلاص، فقال في سورة الزمر: {قل ا لله أعبد مخلصًا له ديني}، وقد أمره بذلك قبل هذه الآية في أول السورة فقال: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصًا له الدين}، ثم أعاد الأمر بعد ذلك على لسان نبيه، فقال: {قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصًا له الدين}، وهذا في مقام العبودية لله، بحيث لا يصرف شيئًا مما يستحقه الله لغيره، ولهذا قال: {فاعبدوا ما شئتم من دونه}.
وهذا الإخلاص هو حقيقة الإيمان الذي ذكره الله جل وعلا في سورة البلد، فقال بعد أن ذكر عددًا من الأعمال الصالحة: {ثم كان من الذين آمنوا}، أي إنما يستحق الرحمة والفوز من عمل هذه الأعمال، وكان مع ذلك مؤمنًا، مخلصًا لله في عبادته، لا يشرك به أحدا.
وبهذا يتضح معنى الإخلاص، وأنه إفراد الله جل وعلا بالعبادة.
القاعدة الثانية: العلامة هي الشيء الدال على أمر معين، وكل علامة حتى تكون دالة لا بد أن تتوافر لها شروط، وتنتفي عنها الموانع، فإذا وجدت العلامة مكتملة الشروط، منتفية الموانع، وجد عندها ما وضعت علامة عليه.
ويقع اللبس عند البعض في صحة العلامة عندما يراها موجودة، ولا يوجد ما هو علامة عليه، فيظن أن الخلل في العلامة نفسها، ولا يتفطن إلى اكتمال الشروط، وانتفاء الموانع.
فمثلا رؤية الهلال علامة على وجوب صيام رمضان، وقد يراه بعض الناس فترد شهادتهم بسبب نقص في أحوالهم، أو لوقوع خلل في شهادتهم، فلا تكون رؤيتهم علامة، مع أنه قد يكون الهلال فعلا قد هل.
وزوال الشمس علامة على الوجوب، وقد تزول والجو غائم ولا نراها، فيمنع مانع من معرفة العلامة، وهذا لا يقدح في العلامة، بسبب تخلفها في وقت من الأوقات لسبب خارج عنها.
وشرب الخمر علامة على إقامة الحد على الشارب، وقد لا يقام الحد عليه بسبب جهله، أو عدم تعمده، أو لخلل في عقله.
وهكذا كل قاعدة أو دليل أو حكم من الأحكام التي يطبقها المكلف على نفسه، أو على غيره، لا بد أن تكتمل شروطه، وتنتفي موانعه، لكي تكون مؤثرة في المحل الذي يراد إنزالها عليه.
القاعدة الثالثة: الدليل هو المرشد إلى المطلوب، فلا ترتبط دلالته بقناعة الآخرين، بل لا بد أن يكون صالحًا للدلالة، ولو لم تحصل الدلالة به لبعض الناس، بسبب خلل في أذهانهم، أو كبر في نفوسهم، أو لسبب من الأسباب.
وبعد ذلك أقول:
أولا: إذا كان الإخلاص بهذه المكانة والمنزلة فيستحيل أن تخفى علاماته على العبد، لكن وقع لبس من جهة بعض الناس في اعتقاده أن كل عمل لا بد أن يكون فيه إخلاص، وأن كل عمل لا يصح حتى يكون خالصًا، وهذا ليس بصحيح، فالعمل الذي لا بد فيه من الإخلاص هو عبادة الله وحده لا شريك له، فكل عمل تتعبد به لله وتتقرب به إليه فهذا يشترط فيه الإخلاص، وما عداه فيمكن أن يصح بلا إخلاص، مثل تعلم العلوم المباحة، والتجارة، وأداء الديون، ونحو ذلك من أعمال وأقوال يفعلها المسلم دون أن يقصد بها التقرب إلى الله جل وعلا.
فإذا قصد التقرب بها إلى الله؛ فهذا هو الإخلاص المطلوب، وهو قصد باطني، يحمل صاحبه على فعل ما يفعله لإرادة الثواب من الله.
وقد كان الصحابة يسألون النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن المجاهد، يقاتل حمية، ويقاتل شجاعة، ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله، فقال: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله)) رواه البخاري.
فوضع لهم القاعدة التي يعرفون بها الإخلاص، وهو القصد الباعث على العمل، وهذا لا يحتاج إلى مزيد بيان.
ثانيًا: يقع الإشكال عند بعض الناس في الأعمال التي تكون مشتركة، وتظهر آثارها، وأعني كونها مشتركة أن نفعها يكون متعديًا، كالصدقة، والصلة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحسن الخلق، ونفع الخلق، وتعليم الجاهل، وغيرها من الأعمال الصالحة، فيكون عند بعض الناس ضعف في تحقيق الإخلاص فيها، بسبب ما يشوبها من المدح والثناء، فربما أفسد هذا عليه نيته، أو يدخل في نيته شيء من طلب ذلك، مع كون الباعث على العمل هو إردة وجه الله، ولكن لتعلقه بالناس يزداد في تزيينه وتعديله، حتى يشك في نفسه هل العمل لله، فتكلم أهل السلوك ببيان علامات يرجع إليها أمثال هؤلاء لتصحيح نياتهم، وحديثهم هو اجتهاد مبني على استنباطات من النصوص، وعلى آراء خاصة لبعضهم، وطالب العلم عليه أن يتعلم ذلك كما يتعلم غيره، ولكي يصلح نيته، كلما أحس بانحرافها، وقد تنحرف وهو لا يشعر، وربما يشعر بذلك، ولكن الهوى يعميه ويصمه.
وأما الأعمال التي تكون صرفة في تعلقها لله فهذه لا يمكن أن يشك الواحد منا في نيته وإخلاصه، فالمصلي لله لا يمكن أن يلتبس حاله في نفسه بمن يصلي للناس.
ثالثًا: سأورد ما ذكرته الأخت الفاضلة نقضًا على علامة أن يكون عمله في السر كعمله في العلانية:
"يصعب تصور أن تكون هذه علامة من علامات الإخلاص .ودللت بعدة أمثلة :
المثال الأول :
إذا أنزلنا هذه العلامة على المرأة المسلمة فغالب صلاتها في البيت ، وتارة تأتي بحب وشوق وسكينة وتأني وتدبر وإطالة .. وتارة أو في معظم الحالات غير ذلك . ومثله بقية المسلمين وبقية العبادات .
المثال الثاني :
شخص جلس في حلقة ذكر لأن له حاجة عند أخيه ، واستدلت بالحديث القدسي والشاهد منه : (( .. : يَقُولُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلائِكَةِ: فِيهِمْ فُلانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ. قَالَ: هُمْ الْقَوْمُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ )) .
أي أن عمله ونيته كانت لغير لله ، لذا كيف تكون تلك العلامة من علامات الإخلاص . وقد كان عمله ونيته لغير الله .
فقيل لها : هذا فيه بيان فضل حلق الذكر .
قالت : نعم ، ولكن ((هل كان عمله في السر والعلانية واحد ؟ )) .
فقيل لها : لا .
فقالت : إذن كيف يكون العمل في السر والعلانية واحدا ؟ علامة من علامات الإخلاص ؟ فلم نقدر نجيب على سؤالها .

المثال الثالث :
رجل غالبا ما يصلي في بيته ، فجاءه ضيوف ، وحان وقت الصلاة فنشطت همته أو استحى منهم وصلى معهم في المسجد جماعة . وهناك طبعا فرق بين الحياء والرياء .
والشاهد :لولا ضيوفه لصلى في بيته ".
أقول وبالله التوفيق: المثال الأول يدل على خلل في فهم العلامة، بحيث ظن الناظر أن العمل لا بد أن يكون له علانية، حتى يكون عمل العبد له في السر والعلانية واحدًا، والصحيح أن المقصود بالعلامة أن العامل لو عمل أمام الناس لم يختلف عمله عما هو بينه وبين الله، فهذه المرأة التي صلت في بيتها وخشعت، لو أنها صلت في المسجد، فهل سيقل خشوعها؟ المفترض أنه من باب أولى أن يكون عملها علانية كعملها في السر، إلا أن تخشى من إظهار عملها خوفًا على صحة نيتها.
والوضوء مثلا: الذي يتوضأ في بيته، ولا يراه الناس، بلا شك أنه سيتوضأ أمام الناس ولا فرق.
فكيف يكون هذا المثال نقدًا لهذه العلامة، وهو في الحقيقة تأكيد للعلامة، ودليل على صحتها.
وأما المثال الثاني: فلا علاقة لهذه العلامة به، فلا يصلح أن يكون نقدًا للعلامة؛ لأن هذا الرجل أثيب على عمل لم يرد به وجه الله أصلا، وهذا كرم من الله يجود به بسبب أمر آخر، كما أن الزنا مثلا سبب للعقوبة وقد يعفو الله جلا وعلا، فلكرامة حلق الذكر عند الله جل وعلا أعطى من حضرها بلا قصد كمن حضرها قصدًا، ولكن هذا لا يعني استواء من حضر بقصد صالح، ومن حضر بغير قصد، بل بينهما تفاوت لا يعمله إلا الله، ولكنهم في هذه الميزة، وهي المغفرة أدخل الله جل وعلا معهم من كان حاضرًا بغير نية.
ثم هذا الحاضر قد يكون مجيئه في الأصل لغير قصد، لكن لما حضر واستفاد وأنس بالجلوس، صحت نيته، فربما يقال هذا.
ومهما يكن، فإن مغفرة الذنب له لا تعني عدم صحة العلامة؛ لأن العلامة تفيد أن الإخلاص من صوره أن يكون عمله سواء، ولا تنفي أن يثاب الإنسان على عمل لم يكتمل قصده فيه.
وأما المثال الثالث: فإن العلامة تنطبق عليه تماما، فهذا المصلي في المسجد حياء ممن جاءه، لا يثاب إلا على صلاته التي يصليها في بيته، وأما خروجه، وأجر الجماعة؛ فليس له فيه أجر، إلا أن تكون نيته صالحة، وخالصة.
فمن قال من أهل العلم أن من صلى في المسجد حياء يثاب ثواب من صلى فيه بقصد وجه الله؟
والله أعلم.
عبد السلام بن إبراهيم الحصين غير متواجد حالياً  
قديم 23-03-17, 04:21 PM   #2
ريحانة عبد العزيز
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 07-03-2017
المشاركات: 31
ريحانة عبد العزيز is on a distinguished road
افتراضي

اطلعت الآن على ما تفضلتم به .. وإن شاء الله هناك عودة .. للقراءة بتأمل .



توقيع ريحانة عبد العزيز
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الاستخارة غيّرت حياتي !! وشكر النعمة بذلها . وسيجزي الله الشاكرين .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،​
ريحانة عبد العزيز غير متواجد حالياً  
قديم 24-03-17, 02:38 AM   #3
ريحانة عبد العزيز
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 07-03-2017
المشاركات: 31
ريحانة عبد العزيز is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله ..
= = = =
شكر الله لكم فضيلة الشيخ .. وشكرا مرة أخرى لقولكم : " لكي يكون الحديث واضحًا وجليًا لا بد من تقرير عدد من القواعد" ثم ذكرتم في القاعدة الثانية :
" وكل علامة حتى تكون دالة لا بد أن تتوافر لها شروط، وتنتفي عنها الموانع، فإذا وجدت العلامة مكتملة الشروط، منتفية الموانع، وجد عندها ما وضعت علامة عليه " . ثم تفضلتم بذكر أمثلة .
ومعلوم أن القاعدة قبل أن يستدل بها لابد يستدل لها ، فما هي شروط علامات الإخلاص وانتفاء موانعها عموما ؟ والعلامة الأولى خصوصا ؟
= = = =
ثم تفضلتم في القاعدة الثالثة :
(( الدليل هو المرشد إلى المطلوب، فلا ترتبط دلالته بقناعة الآخرين، بل لا بد أن يكون صالحًا للدلالة)) .
فما هو الدليل على صحة العلامة الأولى ؟
= = = = =
ثم تفضلتم بالقول : (( يقع الإشكال عند بعض الناس في الأعمال التي تكون مشتركة... ) .
فما حكم هذه الأعمال المشتركة عندما لا يقع الإخلاص فيها .
= = = = =
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر ، فلماذا الرياء في أهل التدين أكثر منه في العامة ؟ كنا قد قرأنا ذلك لبعض المتقدمين لا نذكرهم الآن . ولكن من ينظر الواقع يلمس ذلك .. وإن لم يلحظه المكلف .
وأدام الله فضلكم وزاد من علمكم ونفع به .

التعديل الأخير تم بواسطة ريحانة عبد العزيز ; 24-03-17 الساعة 02:47 AM
ريحانة عبد العزيز غير متواجد حالياً  
قديم 26-03-17, 05:55 PM   #4
عبد السلام بن إبراهيم الحصين
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: 08-02-2007
المشاركات: 867
عبد السلام بن إبراهيم الحصين is on a distinguished road
افتراضي

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
وأهلا وسهلا بكم
من الواضح الآن أن السؤال توجه إلى إثبات الدليل على صحة علامة الإخلاص: ((أن يكون عمله في السر والعلانية سواء)).
ولم يكن هذا مقصودي عند بيان ما يتعلق بالنقض على هذه العلامة.
وصحيح أنه لا يسلم كون الشيء قاعدة أو علامة إلا بدليل، ولكن العلامات التي وضعت للإخلاص بعضها كانت آراء شخصية لبعض أهل العلم، ربما كان قد وضعها لنفسه في بعض الأعمال، فلا تصلح أن تكون لكل أحد، ولا تصلح أن تكون لكل عمل.
وهذه الآراء ليست أدلة، بل هي مثل المؤشرات التي توضع لمعرفة اكتمال الأعمال أو تنفيذها، تسمى أدلة من جهة أنها تدل على وجود الشيء واكتماله، فمثلا: إذا كنت أدرس في مدرسة، ووضعت لي هدفا، وهو أن يتقن الطلاب مهارة الكتابة والقراءة، فالمؤشر على تحقق هذا الهدف، هو أن يوجد اختبار لهم، فيتمكن 80% مثلا من النجاح بمعدل جيد، فهذا مؤشر على تحقق الهدف، ويسمى دليلا، أي دليل على وجود الهدف، أو تحققه.
وهكذا هذه العلامات، بعضها كذلك.
وإذا كان الحديث عن هذه العلامة بخصوصها، وهي: ((أن يكون عمله في السر والعلانية واحدًا))، فلا شك أن هذه علامة صحيحة على وجود الإخلاص، ولكن ليست لكل عمل.
والدليل عليها:
1-الآيات التي وردت في المنافقين، وأنهم يظهرون ما لا يبطنون، فهؤلاء لم يكن عملهم في السر والعلانية واحدًا، وهذا دليل على عدم إخلاصهم.
2-قوله عليه الصلاة والسلام: ((لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن))، ولا شك أن الوضوء يفعل في السر، وفي العلانية، فالذي يتوضأ في السر وفي العلانية فهو مؤمن، والذي يتوضأ في العلانية ولا يتوضأ في السر منافق.
ولي عودة لبقية الكلام بإذن الله
عبد السلام بن إبراهيم الحصين غير متواجد حالياً  
قديم 28-03-17, 03:51 AM   #5
ريحانة عبد العزيز
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 07-03-2017
المشاركات: 31
ريحانة عبد العزيز is on a distinguished road
افتراضي

فضيلة الشيخ .. وجميع الأعضاء ..السلام عليكم ورحمة الله ....
= = = = =
نعم السؤال توجه إلى الدليل وقبله إلى شروط علامات الإخلاص وانتفاء موانعها عموما ، والعلامة الأولى خصوصا ؛ لأنه إذا عُرفت الشروط وانتفاء الموانع ؛ سهل – بإذن الله – تمييز صحة تنزيل الدليل ، وصحة الأمثلة . وإن كانت قد تعرف أحيانا من غير معرفة الشروط كما سيأتي .
= = == =
فالأدلة والأمثال قبل معرفة قاعدة شروط العلامات وانتفاء موانعها .. يزيد من الإشكال ولا يزيله لاختلاف الناظرين .
فمثلا :
ما جاء في مثال المنافقين ؛ لا يدل على عدم إخلاصهم بل يدل على عدم إيمانهم ، بينما المؤمن فقد يعمل إعمالا لله ، وأخرى لغير الله .أما المنافق فلا . فكلها لغير الله .
= = = = = =
أما الوضوء :
فهو شرط لعمل آخر . فما كان شرطا لعمل آخر فلا يصح أن يكون علامة من علامات الإخلاص ، مثل من صام الفريضة في غير شهر رمضان . فهذا لا يعد مؤمنا ، وليس غير مخلص في عمله ، فعلامات المنافق القلبية غير علامات المسلم . فكل منافق غير مخلص في أعماله القلبية وغير القلبية ، وليس كل مسلم مخلص في كل أعماله .وليس كل مسلم غير مخلص في كل أعماله .
فالمسلم تارة مخلص بعمله وقلبه ، كالوضوء للصلاة ـ
وتارة مخلص بقلبه وغير مخلص بعمله..لعدم الموافقة والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم . كأهل البدع .
وتارة مخلص بقلبه وعمله كالوضوء أيضا .
وتارة غير مخلص بقلبه وعمله كالسعي للشهرة والتصدر والمدح والثناء . ولا نقول " حب الشهرة والتصدر والمدح والثناء " لوجود فارق كبير بينها .
= = = == =
وكذلك الأمر يطول في الأمثلة السابقة التي تفضلتم بذكرها .. لذا نتمنى ولا زلنا نتمنى أن نبقى أولا بما فتح الله عليكم بذكر الشروط وانتفاء الموانع .. فهي كما تفضلتم قاعدة .. والقاعد يسهل الاتفاق عليها . وتسّهل لغيرها .

وفق الله الجميع .

التعديل الأخير تم بواسطة ريحانة عبد العزيز ; 28-03-17 الساعة 04:13 AM
ريحانة عبد العزيز غير متواجد حالياً  
قديم 30-03-17, 03:03 PM   #6
ريحانة عبد العزيز
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 07-03-2017
المشاركات: 31
ريحانة عبد العزيز is on a distinguished road
افتراضي

فضيلة الشيخ ..السلام عليكم ورحمة الله .. تفضلتم بالقول ((ولي عودة لبقية الكلام بإذن الله )) , ومرت أيام ولم نظفر بالبقية ولا القاعدة التي تفضلتم فيها - القاعدة الثانية -. والتي نظن أنكم عندما تفضلتم بها ـ أنها كانت جاهزة .
ريحانة عبد العزيز غير متواجد حالياً  
قديم 04-04-17, 07:27 PM   #7
عبد السلام بن إبراهيم الحصين
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: 08-02-2007
المشاركات: 867
عبد السلام بن إبراهيم الحصين is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريحانة عبد العزيز مشاهدة المشاركة
فضيلة الشيخ ..السلام عليكم ورحمة الله .. تفضلتم بالقول ((ولي عودة لبقية الكلام بإذن الله )) , ومرت أيام ولم نظفر بالبقية ولا القاعدة التي تفضلتم فيها - القاعدة الثانية -. والتي نظن أنكم عندما تفضلتم بها ـ أنها كانت جاهزة .
القاعد الثانية ذكرتها فيما سبق، فماذا بقي منها؟
عبد السلام بن إبراهيم الحصين غير متواجد حالياً  
قديم 05-04-17, 06:38 AM   #8
ريحانة عبد العزيز
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 07-03-2017
المشاركات: 31
ريحانة عبد العزيز is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام بن إبراهيم الحصين مشاهدة المشاركة
القاعد الثانية ذكرتها فيما سبق، فماذا بقي منها؟
. كنت سألت سؤالا واضحا قي المشاركة رقم ( 12) .
ما هي شروط علامات الإخلاص وانتفاء موانعها عموما ؟ والعلامة الأولى ؟
لأنك قلت في القاعدة الثانية :
(( وكل علامة حتى تكون دالة لا بد أن تتوافر لها شروط، وتنتفي عنها الموانع، فإذا وجدت العلامة مكتملة الشروط، منتفية الموانع، وجد عندها ما وضعت علامة عليه )) .

وذلك حتى لا يتم إيراد الإشكالات ولا يقع انتشار في الحديث ، وعدم جمعه . ولكن للأسف لم يتم الجواب عليه ، وصرنا نركز على الأمثلة والأعتراض عليها . وبينما الأهم ترك ، وإذا كنت ذكرت ذلك نتيجة سبقة قلم ؛ فوضح ذلك .. فالابتعاد عن جوهر الوصول للعلامة الصحيحة .. لا يغني ولا يسمن من جوع . وإن طال الكلام . وكما قيل :
" إذا طال الكلام أكل بعضه بعضا ".
ريحانة عبد العزيز غير متواجد حالياً  
قديم 04-04-17, 07:36 PM   #9
عبد السلام بن إبراهيم الحصين
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: 08-02-2007
المشاركات: 867
عبد السلام بن إبراهيم الحصين is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريحانة عبد العزيز مشاهدة المشاركة
فضيلة الشيخ .. وجميع الأعضاء ..السلام عليكم ورحمة الله ....
= = = = =
نعم السؤال توجه إلى الدليل وقبله إلى شروط علامات الإخلاص وانتفاء موانعها عموما ، والعلامة الأولى خصوصا ؛ لأنه إذا عُرفت الشروط وانتفاء الموانع ؛ سهل – بإذن الله – تمييز صحة تنزيل الدليل ، وصحة الأمثلة . وإن كانت قد تعرف أحيانا من غير معرفة الشروط كما سيأتي .
= = == =
فالأدلة والأمثال قبل معرفة قاعدة شروط العلامات وانتفاء موانعها .. يزيد من الإشكال ولا يزيله لاختلاف الناظرين .
فمثلا :
ما جاء في مثال المنافقين ؛ لا يدل على عدم إخلاصهم بل يدل على عدم إيمانهم ، بينما المؤمن فقد يعمل إعمالا لله ، وأخرى لغير الله .أما المنافق فلا . فكلها لغير الله .
= = = = = =
أما الوضوء :
فهو شرط لعمل آخر . فما كان شرطا لعمل آخر فلا يصح أن يكون علامة من علامات الإخلاص ، مثل من صام الفريضة في غير شهر رمضان . فهذا لا يعد مؤمنا ، وليس غير مخلص في عمله ، فعلامات المنافق القلبية غير علامات المسلم . فكل منافق غير مخلص في أعماله القلبية وغير القلبية ، وليس كل مسلم مخلص في كل أعماله .وليس كل مسلم غير مخلص في كل أعماله .
فالمسلم تارة مخلص بعمله وقلبه ، كالوضوء للصلاة ـ
وتارة مخلص بقلبه وغير مخلص بعمله..لعدم الموافقة والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم . كأهل البدع .
وتارة مخلص بقلبه وعمله كالوضوء أيضا .
وتارة غير مخلص بقلبه وعمله كالسعي للشهرة والتصدر والمدح والثناء . ولا نقول " حب الشهرة والتصدر والمدح والثناء " لوجود فارق كبير بينها .
= = = == =
وكذلك الأمر يطول في الأمثلة السابقة التي تفضلتم بذكرها .. لذا نتمنى ولا زلنا نتمنى أن نبقى أولا بما فتح الله عليكم بذكر الشروط وانتفاء الموانع .. فهي كما تفضلتم قاعدة .. والقاعد يسهل الاتفاق عليها . وتسّهل لغيرها .

وفق الله الجميع .
أما اعتراضك على كون المنافقين انعدم إيمانهم، وليس إخلاصهم، فهذا غريب حقًا؛ فإن الإخلاص أول علامات الإيمان، فالمؤمن الصادق هو الذي يكون إيمانه في السر والعلن، والمنافق لم اختلف عمله في السر عن عمله في العلن، زال الإخلاص من قبله، ومن ثم زال الإيمان، فقد يكون اختلاف العمل في السر عن العلن علامة على زوال الإيمان بالكلية، وقد يكون علامة على الرياء فقط، وقد لا يكون علامة أصلا؛ لأن العمل لا يشترط فيه الإخلاص.
وأما اعتراضك على مثال الوضوء فهذا تحكم غريب، فمن الذي يقول إن شروط الأشياء لا تصلح أن تكون علامة على الأخلاص، والنبي صلى الله عليه وسلم جعل المحافظة على الوضوء علامة على وجود الإيمان، وإنما جعله كذلك لأنه لا يظهر على الجوارح إلا بأن يظهره الإنسان بأن يفعله أمام الناس، فإذا كان يتوضأ لوحده، وليس عنده أحد فهذا دليل على إيمانه؛ لأن من يفعل الأعمال الخفية دون أن يراه أحد فلا شك أنه مؤمن.
والمثال المذكور وهو الصيام في غير شهر رمضان لا أدري ما علاقته بالموضوع.
وبقية كلامه لم يظهر لي منه أي علاقة بالموضوع.
وإذا أردت الحقيقة فكلامك الكثير لم أظفر منه بما يفيد، ولا أدري مالذي تريدين منه
وفقك الله
عبد السلام بن إبراهيم الحصين غير متواجد حالياً  
قديم 05-04-17, 06:43 AM   #10
ريحانة عبد العزيز
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 07-03-2017
المشاركات: 31
ريحانة عبد العزيز is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام بن إبراهيم الحصين مشاهدة المشاركة
وإذا أردت الحقيقة فكلامك الكثير لم أظفر منه بما يفيد، ولا أدري مالذي تريدين منه
وفقك الله
وكذلك إذا أردت الحقيقة فكلامك الكثير لم أظفر منه بما يفيد، ولا أدري لماذا الحيدة عن السؤال الواضح ؟ الذي تقدم في مشاركة ( 12) ، وتكرر في مشاركة ( 20) .
ريحانة عبد العزيز غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
علامات الإخلاص


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تراجعات الشيخ الألباني من خلال موقع " الدرر السنية " مروة عاشور روضة السنة وعلومها 6 20-09-15 08:33 PM
الإخلاص التوحيد نعمة روضة العقيدة 5 21-11-10 09:55 PM


الساعة الآن 02:15 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .