العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الروابط الاجتماعية > روضة الأسـرة الصالحة

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-09-13, 11:02 PM   #1
زينب من المغرب
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 26-01-2010
المشاركات: 120
زينب من المغرب is on a distinguished road
Icon169 أي بني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

إلى ولدي الذي يعيش على مشارف الخلافة الراشدة..
تحية طيبة صادقة من زمن ملأ الجور أبعاده وسيطر الظلم على أفقه حتى غدا الظلام سيد الموقف وسيطرت الحيرة على العقول..
اعذرني فالبداية تكون جميلة لكن هي ظرفية الكتابة التي تسيطر على قلمي فيكتب مما تدمع له العين ويحزن له القلب ويلهج به اللسان..
اعلم أنك وليد رغبة في الإنتقام تقطع منا القلب وأمنية أن تحمل المشعل إلى الأعلى هما مترادفي هذه الضرورة لننحني إلى الورق نسطر..
فإن زدتك من العلم أننا ورثنا تاريخا يشوبه كثير من الغموض وكان حكماء زماننا يتحدثون دائما عن صعوبة اختطاف حقائق التاريخ من بين نيران المنتصر الشي الذي جعلنا وهنا على وهن في كثير من مواقفنا إلى أن شاء الله لهذا الليل أن ينبلج وللتاريخ أن يعيد نفسه حتى يتسنى لنا أن نقرأه بشكله الصحيح ولنقرأ فيه كأول شيء أن رجال الخلافة لا تصنعهم إلا ملاحم البطولة في تاريخهم..
لأجل هذا وكثير من قبله حملت القلم وقلت: اسمع يرحمك الله..

إن ما ستسمعه مني هو عين الحقيقة يشهد عليها رجال لا نزكيهم على الله .. إنك تتسلم اليوم أصدق ما عاشته الأمة الإسلامية قبل ولادتك إلى الدنيا بمرها وحلوها( إن شاء الله) دون أي تزييف أو كذب أو بهتان أو افتراء..
فإن شئت حدثت به بعدنا ولا خوف.. وإن شئت أهملته فحكمت على نفسك أن تكون بضاعة مزجاة تفعل بها النوائب فعلها المستباح من إفساد لدينك وإذلال لك بين الناس إلا أن تكون من المتقين..
ولست أقولها تزكية لنفسي ولكن أقولها يقينا مني بالمارين على قولي بعد كتابته مباشرة تمحيصا ونقدا وتفنيدا.. إظهارا للحق إزهاقا للباطل برحمة من الله علينا..

وبعد فإن الناس ستحدثك كثيرا عن ربيع اسمه "الربيع العربي" ..وسيقال لك عن ثورات سميت بأسماء عدة وألوان مختلفة .. وستسمع عن تضحيات وانتصارات عند كل حزب بها هم فرحون.. وستقرأ عن حدود الشعوب وأساليب قولبة غضبهم ليصبح مستنزفا داخل دائرة مفرغة.. وسيحكى لك عن ألاعيب الكذب في واضحة النهار حتى يصبح المقتول غدرا في عينك منتحرا..

فإن صادفك هذا الحال .. عد سريعا إلى كتاب الله واعتصم به.. كرر عن ظهر قلب الآيات التي حفظتها .. فإن استوقفتك منه آية فقف على مهلك وأعدها على مسمعك وكررها حتى تكاد تسمعها من كل جوارحك .. ثم أكمل بعدها التلاوة .. فالعهد الذي بيني وبينك استظهار خمسة أحزاب في اليوم .. حتى إن أتممت الخمسة .. قمت إلى كتابي هذا وأعدت قراءة الأحداث باحثا بينها عن الحكمة التي شاء الله لها أن تكون رسالة لك .. فإن بانت لك وقرأتها في وضوح تام شرط موافقتها لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا تخالفهما فيه بتأويل أحد (ولو أن تكون أنت) ولا تشذ عنهما بأفهام ما أنزل الله بها من سلطان.. آنذاك خذها لك زادا في مسيرة جهادك وزد عليها كل مرة بنفس الطريقة.. ولا تنشغل عنها بالإستماع لأقاويل الناس.. والإندساس بين أخبار الأحداث.. فالهرج بين يدي الساعة شديد .. والبراءة منه تحتاج رباطة جأش مجاهد يقاتل في ساحة بنفس شهيد..

بسم الله قاهر الجبابرة وناصر المستضعفين .. فاتح أبواب الرحمة وسط لهيب نيران الوعيد.. منزل الغيث من السماء رحمة بالعبيد.. فاتح البلاد بالإسلام بعد استبداد الظلم بها زمانا مديد.. جاعل الإبتلاء سنة تنجو بها الرقاب من العذاب الشديد.. مسلط فوق مكر الظالمين مكرا عنده عتيد.. دافع الباطل برجال يزكيهم ويوحدهم هلى هم رشيد.. فلا يستطيع عدو أن يظهرهم ولا لهم نقبا بعد أن صاروا ذلك الخليط من القطران والحديد..


على بركة الله إن شاء تعالى
زينب من المغرب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-13, 11:04 PM   #2
زينب من المغرب
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 26-01-2010
المشاركات: 120
زينب من المغرب is on a distinguished road
افتراضي

نشأة على الإستفهام الحزين!!

سقف المرحلة: حرب غزة سنة 2008

لم تكن هذه الحرب بالضبط الفاصل بين زمنين متباينين كثيرا من حيث أحداثهما بالنسبة للأمة الإسلامية عامة.. لكنها كانت بالنسبة لي كذلك..
قبل الحرب كانت القضية الفلسطينية مصدر إلهام لكل الفنانين الذين كانوا ولا زالوا يسربون لهيب الفسوق والفجور إلى البيوت الإسلامية بألوان مختلفة وبخطط مدروسة.. وكانت الجماعات الإسلامية تتخذها مدخلا للعديد من مراميها سواء الدعوية منها الحقة أو الباطلة.. كنا ننشد ونغني ولا بأس أن نرقص أحيانا على أمجاد شجرة الزيتون الفلسطينية.. متباكين على ثمراتها التي نتمنى في سبات عميق أن نجني منها في وقت قريب.. وكل ما ورثناه في ذلك الأوان ذكريات عن بطولة آخر أجدادنا لدحر إستعمار لا يفصلنا عنه سوى جيل الآباء.. جيل واحد كان يملك نظرة غريبة من الأسى والحزن.. غامضة حين تعليقها على الأحداث.. كأنها مدركة لعواقب لا نفهم منها شيئا وهي تواجه بها أحلامنا .. لم يكن هناك إمكانية ربط بين رباطة جأش الجد وطريقة تفكير الأب..
فقبل ذلك بسنوات قليلات ربما في سنة 1992 كانت الحرب مشتعلة في البوسنة والهرسك ..كان المسلمون يبادون بشكل جماعي ووحشي.. تسربت الفيديوهات المصورة للفاجعة إلى بيوت المغاربة وكانوا يمنعوننا نحن الصغار من مشاهدتها.. ترى الأسى والحزن والدموع في أوجه الذين ينظرون إليها .. ربما تحدثوا أمامنا عن امرأة يفتقون بطنها ليستخرجوا جنينها على مرأى منها ليتركوها بعد ذلك لبركة الدماء ولسكرات الموت ( كانت هذه أشد الصور البشعة التي رسخت في ذهني إلى الآن) .. آنذاك كنت ما أزال طفلة أرى بفطرتي أن الظلم يستوجب دفعه حتى لا يحتل مساحات أوسع.. لكن أسئلتي واقتراحاتي البريئة لم تكن تجد لها سوى أجوبة باردة ومعقدة في نفس الوقت تنتهي بإعتقادي أنني سأكبر يوما وأفهم الوضع ..
في نفس تلك السنوات كان يكثر الحديث عن العراق وحربها مع إيران .. وعن الخميني الذي انخدع بشخصيته الزائفة العديد من المغاربة رغم أن ملك المغرب الحسن الثاني كفره بصريح العبارة .. لم يكن الإعلام يشكل سلطة على العامة من الشعب باعتبار وسائله التي كانت تلفازا وجريدة وراديو لم تكن في استطاعة الجميع امتلاكها.. كانت الشيوعية في انحباس واندحار بعد أن فضحت حروب تلك الآونة ـ وربما الحرب العالمية الثانية قبلهاـ حقيقتها الإجرامية الحاقدة على كل ما هو -لا أقول ديني فقط- وإنما حتى إنساني أحيانا.. وحتى في هذه الحرب لم أكن أحظى من الكبار إلا بنفس تلك التأويلات الغريبة والتي إن قلت لا تشفي غل طفلة بريئة لا أدري ما يكون وقعها بالنسبة لشاب في أوج قواه..

كل ما كان يروج آنذاك كان يصدق .. لا أخفيك أن الخوف من شيء( ربما كان المستقبل وربما كان كل شيء) ميز جيل تلك الفترة الذي لا يستوي في عقلي إلى الآن أن يكون جيلا لا زال لم ينفض عنه غبار جهاد آبائه لدحر الإستعمار عن البلاد المسلمة يسيطر عليه كل هذا النوع من الغموض المخلوط بشيء من الرعب..

تحدثت جدتي كثيرا عن إعدام إنقلابيين على الملك الحسن الثاني أمام الملأ .. عن فترة سميت ب"السيبة".. يذكر منها جدي فوضى عارمة حلت بمدن المغرب وعن إحراق أحد القياد بعد تعليقه في باب المدينة في العرائش.. الحدثان اللذان لم يكن الآباء في تلك الفترة يحبون سردهما إلا في خيفة من أمرهم ..

معالم تلك الفترة كانت غير واضحة لحداثة سني كما قلت .. حتى لهجة الخطيب الذي صداه وصل الآفاق ( عبد الحميد كشك) في تلك الفترة اتسمت بنوع من الحدة والقسوة والإستهزاء بكل الرؤساء والملوك .. ما كان يبعث روحا من السرور في القلوب تعلمناه دون أن نعي تماما حقيقة بواعثه..

الإستسلام للظلم كان طابعا ميز تلك الفترة ولا مبالغة .. الخنوع لكل السياسات التي كانت تمارس على الشعب .. التعبير بكل الأسى والأسف كان عنوان الأحداث .. مرحلة أضافت للتاريخ أن هناك نوعا من الإنتصار يمرر إحباطا وانكسارا.. فالإنتصار القريب على المستعمر لم يفلح في شحن الجيل بالطاقة اللازمة للاستمرار في دحره من جميع الأراضى المسلمة دون استثناء .. وأقول لك بكامل الأسى أن النصر إن لم يبره أبناؤه لن يخلق الهيبة والتوبة عن المحاولة مرة أخرى في قلب العدو .. وكأنني أعتقد أن النصر المستحق للبر هو ذلك الذي يعلنه المنتصر في ساحة النزال وليس بعد مؤتمرات ومشاورات ومعاهدات..

تشبعنا في تلك الفترة بالغموض .. وفي المقابل كان الدين الإسلامي يمرر مغلفا بالكثير من التخاريف والبدع .. كأنه لم يسلم هو الآخر من هذه الآفة الفتاكة: الغموض..
برز علماء أجلاء في تلك الفترة لكن الإقبال عليهم كان حكرا على طلبة العلم والقليل القليل من العامة التي يتحرك فيها الوازع الإيماني .. الخطب المنبرية اتسمت بقص المأثور من حياة الصحابة رضوان الله عليهم.. ربما كانت خطتهم( أقصد العلماء) تقتضي في تلك المرحلة تجاوز التاريخ القريب المزيف إلى التاريخ القوي المحفوظ من أي تزوير.. دون أن يكون هناك اكتساح لدعوات إعادة أمجاد هذا التاريخ ..

راج العالم خلال تلك السنوات في سيل من الإسفاف والإنحلال والفسوق .. طبع كل الأعمال التلفزية والسنمائية والمرئية والمكتوبة.. وانتهج الكثير في ذلك الوقت التطبع بكل طابع إلا الإسلامي منه ..

استمر الوضع على ما هو عليه إلى حدود سنة 2001 و بالضبط 11 سبتمبر .. حيث استيقظ العالم على انبثاق سلطة جديدة تسيطر على العقليات وتستطيع تغيير مجرى كل الحروب بوسائلها البسيطة .. إنها سلطة الكذب .. الذي رغم طول تعاملنا به حتى أصبح جائزا في أحلامنا أيضا .. لم نستطع يوما اعتبار صاحبه ذو شأن يذكر.. أن يأتينا الممثل في فلم مجرما فنكرهه ثم يأتينا في آخر ودودا فلن نمتنع عن حبه ..ونحن نستحلي الوضع وننساق في الكذبة .. أورثنا حبا للاسترسال مع الكذب.. أتعلم .. أبرز ما تعلمناه من هذا هو انتظار النهاية دون محاولة التدقيق في الحاصل..
أن يبرر الفاسق فجوره لم يكن يتطلب منا تحقيقا في مبرراته إنما تعلمنا إعطاءه البراءة مباشرة.. أصبحت كل المبررات عندنا قانون تبريء فوري .. فسلط الله علينا بهذا الذنب عدوا يحاربنا به .. وكان ميلاد كذبة الإرهاب التي ستفتح الباب على مصراعيه للظلم .. والذي بدوره ستزداد حدته مرة بعد أخرى .. قطع الليل المظلم..
وكانت بداية مرحلة الإستيقاظ العنيف إرغاما على وقائع دموية ..


............................

الإستيقاظ لا يعني بعد نومة هادئة في السلام الذي كنا نعتقد أن أصحاب الرأس المنفوش منا القادمون من الجهة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط هم أبرز الداعين إليه.. حتى تناسينا كيف يكون في ظل الإسلام أو قل في إطار عقيدتي الولاء والبراء..
عقائد كان من شأنها أن تنقض عروة عروة في فهم جميعنا للإسلام لولا منّ الله علينا باستبقاء العلماء فينا.. لكنها ولا بد بين العامة آلت عروة عروة إلى زوال.. وكان جسد الأمة الإسلامية كل مرة يتكشف عنه الغطاء أمام الأعداء للسير في خطواتهم الحثيثة ليس نحو تدميره(فهذا هدف على ما يبدو أيقنوا استحالته) بل نحو امراضه.. ساعين إلى لحظة استنجاده بالقتل الرحيم..
وكان استيقاظنا على سلسلة متشابكة من الحروب النفسية والإعلامية التي تكون نتيجتها واحدة عندنا: سيل الدماء..
حتى أننا بعد فترة من تفجير البرجين الأمريكيين.. بدا لنا ميلاد فكرة الإرهاب بقالبها الجديد على إجرامها البليد عبقرية ترن بالنباهة العسكرية..
خطة مدبرة بهذه النذالة والروح الإجرامية كان من شأنها أن تكون سكينا تنحر ثقة الغرب في حكامهم بشكل قطعي وهو قد حدث نسبيا ودخل الناس أفواجا إلى دين الإسلام وانتشرت على عكس المرجوا عندهم صورة الإسلام الصحيح فرأينا النصارى منتقبات ورجالهم يلتحون مع قص الشارب وغيره من مظاهر الإسلام الحميدة في النفوس الطيبة.. لكن البقية الساحقة أثبتت أنها مخدرة بشكل شللي لدرجة مسخ الفطرة ما جعلها تنساق وراء هذه الحركات التي لولا الدماء لما توانيت في وصفها بالبهلوانية.. وظهرت منظمات وجمعيات لمحاربة الإرهاب..
هكذا هو الإرهاب إذن كان( وإلى حدود 2009 أو بعدها بقليل) هو عبارة عن منظمات إسلامية( تفجيرات أمريكا قننتها في المسلمين) تقوم بعمليات تفجير عشوائي في المقاهي الليلية والقطارات والمحطات.. الشي الذي أعطى للحورية أمريكا الحق في التدخل لإيقافها.. هذا بداية .. ثم بعد ذلك تبنت الدول قانون محاربة الإرهاب والمغرب كذلك..
لم يكن الإرهاب واضحا في بدايته الشيء الذي جعل الناس تنساق وراء الإعلام في تفسيره له وتجريمه لأصحابه الذين كانوا هم مجاهدوا أفغانستان.. ذلك البلد الذي أبى أصحابه إلا أن يكونوا في بدايتهم صورة عن الجهاد الإسلامي الحق إلى أن مالت سفينتهم..

تناسلت الإنفجارات في كل البلاد المسلمة منها والكافرة.. حتى كنت تحسب أنها موضة العصر.. فالعارضة أمريكا ما لبثت أن لبست قبعة التفجير حتى لبسها البقية على التوالي.. وبدأ الحديث في الصحافة عن تفكيك خلية ارهابية .. وأصبح للصحافة سلطة ريادية في قيادة الشعوب.. طبعا نحو الهاوية..

وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال فقد كان الله رحيما بنا وخير الماكرين بهم.. إذ انبثقت صحوة إسلامية زحزحت الموروثات .. وهزت المفاهيم .. وانطلقت في تمحيص عرى الإسلام في نفوس الأمة..
فظهرت بعد سنين من الوسخ التلفزي قنوات إسلامية تبث محاضرات ذات قيمة كبيرة آنذاك.. وظهر دعاة ومصلحين وعلماء ومفكرين وباحثين .. لكن كأن الإختبار في المنح من ضرورات معرفة قدرها وتهذيب القابضين عليها..
فقد برز في المقابل دعاة على أبواب جهنم وروبضة وغيرهم.. أشخاص سميناهم بالقرآن والسنة لكن حاربناهم بغيرهما.. وسلكنا معهم طرق ضيقة أفضت بنا إلى نقض من نوع آخر وبنفس النتيجة..
ففي الوقت الذي كان هؤلاء بمثابة حاجز بين العلماء والعامة المنشودة في تنشئة جيل الخلافة.. كانت الإستهانة بهم حاضرة في كل الأذهان..
فالذي يقول لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين.. والذي يقول لا تأثير لقولهم لكن لا بأس من الإستماع لهم.. والذي حاربهم دون توضيح لتلك الرؤية العامة للبناء الإسلامي الجديد..
هذا الأخير.. اعتبر أن تربيته إن خلت من التحسيس بالمسؤولية العظمى التي يستشعرها كمربي ستخفف من حمل المتلقي وتجعله أكثر قابلية لاستيعاب المطلوب منه خاصة وأن مرحلة الزحف ما تزال بعيدة المرأى..

في خلال ذلك كانت وسائل التواصل بين الناس تتعدد.. وتبادل الثقافات يتسع .. والعمل الجمعوي والجماعات الإسلامية والحركات الشبابية والأحزاب المختلفة تتنامى وتكثر في غفلة من المنظر العام لعملية التربية التي نحن بصدد الحديث عنها..
تلك الغفلة التي كانت في حقيقتها تكاد تكون نفس الدعوة العلمانية لفصل الدين عن الدولة لولا تعليلها بالضرورة المرحلية إلى التربية أولا..
كل هذا ونحن في الجماعات الإخوانية .. نحي ليلة المولد .. وننشد للقضية الفلسطينية.. ونقيم الليالي لنقص الرؤى .. ونعلق اللافتات.. ونقيم الأسابيع الثقافية.. ونستنزف الفكر في كثير مما لا نفقه..
حتى هاجمتنا حرب غزة ليفيض الكأس عما كان فيه من تساؤل..

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
زينب من المغرب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:02 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .