العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . بوابة الملتقى . ~ . > إعلانات إدارة ملتقى طالبات العلم

الملاحظات


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-12-07, 01:28 AM   #1
الإدارة العامة
الإدارة العامة للملتقى
 
تاريخ التسجيل: 23-03-2006
المشاركات: 2,676
الإدارة العامة تم تعطيل التقييم
افتراضي كلمة المشرف العام الشيخ عبد السلام الحصين حفظه الله تعالى


مقدمة لموقع ملتقى طالبات العلم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن من أعظم النعم الاستدلال على الله بآلائه ونعمه، وآياته وبراهينه وحججه، وإنما يقود إلى ذلك العلم النافع، الذي يثمر العمل الصالح، وقد أخبر الله عن هذه النعمة بقوله: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا}، وأي حكمة أعظم من معرفة الله معرفة مبنية على دليل صحيح، والعمل بمقتضى هذه المعرفة.

قال الإمام مالك: "إنه ليقع في قلبي أن الحكمة هو الفقه في دين الله، وأمر يدخله الله في القلوب من رحمته وفضله، ومما يبين ذلك: أنك تجد الرجل عاقلا في أمر الدنيا إذا نظر فيها، وتجد آخر ضعيفا في أمر دنياه، عالما بأمر دينه بصيرًا به، يؤتيه الله إياه، ويحرمه هذا، فالحكمة الفقه في دين الله".

وقد امتن الله على هؤلاء الأخوات في هذا الملتقى فسلك بهن طريق العلم النافع، ثم حبب إليهن الدعوة إليه، والعمل على نشره، فكانت فكرة هذا الملتقى العلمي.

والمؤمن الموفق يتتبع كل وسيلة فيها نفع للأمة، وكشف عن غياهب ظلام الجهل الذي أحاط بها، إذا لم تكن هذه الوسيلة محرمة، أو تقود إلى محرم.
وهكذا كان هدي نبينا ‘، فقد كان يتألف القلوب بالمال، وبالموعظة، وبالكلمة اللينة، وبالخطب، وبالقصة، ليقودها إلى رضوان الله، ولتقبل على طاعة الله.

ومن الوسائل المهمة في عصرنا استغلال هذه الشبكة العالمية لنشر العلم وتعليمه، وتفقيه الأمة بدينها، وتبصيرها بما يجب عليها.

إن من أهم أهداف الملتقى تعليم نساء المؤمنين ما يجب عليهن في دينهن، وما يلزمهن علمه، والعمل به.
وهدف آخر، وهو التواصي على الحق والتواصي على الصبر، فإن المؤمن ضعيف بنفسه، قوي بإخوانه، وللاجتماع على طاعة الله، وذكر الصالحين أثر عظيم على القلب، حتى قال محمد بن يونس رحمه الله: "ما رأيت أنفع للقلب من ذكر الصالحين".

وقال الحافظ القرشي رحمه الله في فاتحة كتابه (الجواهر المضية في تراجم الحنفية): "قال جماعة من السلف في تفسير قوله تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}: هو ذِكْرُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما حصل لهم هذا الشرف من وجوه؛ أعظمها: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم، الثاني: ما اكتسبوه من العلم،الثالث: حسن الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى غير ذلك من الوجوه.

ولما كان كذلك فالتابعون مشاركون لهم في ذلك، فكان ذكرهم تطمئن به القلوب، وكذلك من بعدهم ممن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين". انتهى.

وهذه فائدة ما أعظمها من فائدة؛ فهنا تلقى الأخت أختها، فتحادثها، وتعلمها، وتصبرها، وتقويها، وتتأسى بها في عملها الخير، وكل واحدة تتعلم من الأخرى ما عندها من الخير والفضل والعلم، هذا مع تباعد ديارهم، واختلاف أجناسهم، يقفون خلف هذه الشاشة الصغيرة، فتجتمع ألسنتهم وكلماتهم، ثم يتفرقون وقد أثمر ذلك نماء عظيمًا للإيمان في القلب، فتبقى قلوبهم متعلقة بالخير، محبة لله، شغوفة به، ما دام اجتماعهم على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وفي هذا الملتقى: دروس علمية نافعة، ومحاضرات مفيدة، ودورات في حفظ الكتاب والسنة، والمتون العلمية النافعة، ومشاركات علمية أخرى متنوعة.

ولعل قائلا يقول: هذا الذي ذكرته لا يختص بالنساء،فما بالهن انعزلن في موقع خاص بهن، وفي غيرها من الخير مثله، أو أكثر منه.

فنقول: لا شك أن العلم لا يختص به الرجال دون النساء، ولا العكس، ولكن كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يخص النساء بدرس لا يشركه فيه غيرهن، لكي يكون ذلك فرصة لكل واحدة منهن أن تتعلم ما يمنعها حياؤها أن تتعلمه لو كانت بين الرجال، أو معهم.

وكثير من النساء تتحرج من الدخول في نقاشات مع الرجال، أو طلب العلم منهم مباشرة، أو تسميع المتن، أو نص القرآن لهم.

ومن هنا كانت فكرة الملتقى العلمي الخاص، لكي يتسنى للمرأة أن تتلقى العلم وتحفظه، وهي مطمئنة إلى سد جميع أبواب الشيطان التي يدخل عليها عند دخولها منتدى مشتركًا، أو أكثر من فيه هم الرجال.

وحري بكل امرأة من الله عليها بالعلم النافع أن تجود به على أخواتها، وأن تكون لها مشاركة نافعة في هذا الملتقى، وأن تفتح لأخواتها صدرها؛ لينهلوا من علمها، وتصبر على ما يقع منهم، وتتحمل الأذى في سبيل نشر العلم وتعليمه؛ فإن من يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير ممن لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم.

وإنما إشرافي على هذا الموقع من باب تقويم الواقع، وإسداء الرأي، والمشاركة في تحصيل العلم ونشره، وعسى أن يكون في الأخوات في المستقبل من تقوم بهذا العمل بدلا عني.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله...



وكتبه: عبد السلام بن إبراهيم الحصين.
عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء.

الإدارة العامة غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[إعلان] صفحة مدارسات مادة الثلاثة الأصول(مراحل قديمة) إبتسام بنت عبدالعزيز المهوّس أرشيف الفصول السابقة 315 21-12-13 08:21 PM
فضل طلب العلم !!! نبع الصفاء روضة آداب طلب العلم 0 15-06-07 09:44 PM


الساعة الآن 10:15 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .