28-12-07, 12:53 PM | #1 |
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
23-08-2006
المشاركات: 604
|
مشكلة :طالب العلم والتوقف والانقطاع عن الطلب
بسم الله الرحمن الرحيم مشكلة المشكلات التي تعرض لكثير وقد تعرض لنا بين الفينة والأخرى ألا وهي الانقطاع أو التوقف أو عدم اتمام ماشرعنا في طلبه-قد نستدرك هذا الخلل وقد نتوقف في فوضى عارمة وإحباطات نفسية دعونا في هذه الصفحة: نناقش أموراً لعلها تعيننا في حل المشكلة لطالبة العلم المتفرغة وطالبة العلم المرتبطة بوظيفة - أسباب الانقطاع والتوقف - نصائح ووصايا لمن لزم هذا الطريق -علاج المشكلة انتظركن
|
28-12-07, 12:59 PM | #2 |
~مشارِكة~
تاريخ التسجيل:
09-12-2007
الدولة:
........
العمر: 48
المشاركات: 59
|
we wait you
|
28-12-07, 02:25 PM | #3 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
18-05-2006
المشاركات: 956
|
هذا الموضوع يشكل هاجسًا بالنسبة لي...
من أسباب الانقطاع: 1- الكسل وسرعة الملل 2- المعاصي والذنوب 3- التسويف 4- الفوضوية 5- البدء بكبار العلم قبل صغاره 6- عدم استشعار قدر العلم وعظم الأمانة 7- التذوق! 8- فساد النية 9- الفتن! 10- استعجال النتائج 11- الحسد هذا بعض ما يحضرني الآن, والترتيب غير مقصود, وبعضها يحتاج إلى شرح. لي عودة إن شاء الله ... عطاء الخير...جزاكِ الله خيرًا . |
28-12-07, 02:49 PM | #4 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
جزاك الله خيراً اختي عطاء الخير
فعلاً موضوع في غاية الأهمية , وما ذكرته الاخت أم عبد الرحمن من أهم النقاط التى تعرقل دربنا في طلب العلم أو الوصول الى الهدف ,ومن أهمها الفوضوية في حياتنا حيث إن الكثيير منا يفتقدها في حياته فلا يدري من أين يبدأ أو كيف يبدأ وكثيرا ما نجد أننا طلبنا العلم بطرق لا تعتمد على أساس قوي ثابت . كوني بدار تحفيظ واعايش اخوات كثيرات في هذة المشكلة , عنوان الحلقة كل يوم " الشكوى" من ضغط الوقت , المسؤوليات , عدم القدرة على الإنظباط,صعوبة تقبّل ولو جزء يسير من الواجبات اليومية ,الإرهاق المتواصل , وهذا ما يسبب إحباط جماعي في الحلقة !!! فالمشكلة تبدأ من نفس المرء لا من مجتمعه أو ظروفه , فللأسف أصبحت الظروف التى نمر بها شمّاعة نعلق عليها ضعفنا وأنهزامنا وفشلنا! انتظر آراء الأخوات الفاضلات ونحاول السعي لحل إيجابي بحول الله |
28-12-07, 03:05 PM | #5 |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
30-04-2007
المشاركات: 513
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكِ يا عطاء الخير طلب العلم لا يناله إلا من ثابر وواصل .. ومشكلتنا مع التوقف والانقطاع هو عدم التسلسل في طلب العلم .. فأحدنا يبدأ من بحور العلم الكبيرة ولا يتدرج في طلبه .. فنحن نفتقد معرفة البداية الصحيحة للطلب .. فعني لا أدري أي العلوم أولى وكيف علي تلقيها .. وما أن أبدأ في تعلم جديد حتى أتركه لاتجه لثاني بدأ .. ولعل القائمات على هذا الملتقى يقدمون لنا دورة تبين لنا السبل الصحيحة لطلب العلم وفق منهج يضعه لنا أحد العلماء الثقات .. وللموضوع زوايا كثيرة تستحق النقاش وطرح العقبات المانعة لنا حيث الوصول لعلم يعيننا في هذه الدنيا .. ولي عودة بإذن الله تعالى .. بارك الله في الجميع ويسر لنا سبل العلم .. |
28-12-07, 03:38 PM | #6 |
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل:
23-08-2006
المشاركات: 604
|
مازلت أعتقد أن المشكلة لاتكمن في مناهج الطلب فما أكثرها وقد يسر الله لنا الكثير من العلماء وطلبة العلم ممن خطوا لنا منهجاً يناسب المبتدىء والمتوسط والمنتهي سار عليه من قبلنا -ولاتكمن في عدم معرفتنا ماصغار العلم وكباره ,إنما تكمن في أمور أخرى قد نحتاج أن نذكر بها ونشد على ايدي بعضنا البعض فيها
ولي عودة شاكرة تفاعلكن |
28-12-07, 06:12 PM | #7 | |
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
12-05-2007
المشاركات: 677
|
بارك الله فيك عطاء الخير أرى أن من أسباب الانقطاع هو فقد المنافسة فمن وجد من يسير معه في طريقه يأنس به ويثابرمعه لطلب العلم وأيضاً من أسباب التوقف هو البدء بعلوم نظرية لا تطبق كثيراً في الحياة.. فيمل الإنسان لأنه يحفظ نصوصاً ومتوناً لا يجد لها أثراً كبيراً في حياته.. فلو بدأ الإنسان بالفقه مثلاً ..فإنه سيحس بقيمة ما يتعلمه لأنه يطبقه في عباداته مباشرة.. وكل معلومة جديدة سيبلغها لغيره ويعلمه إياها.. وأيضاً من الأسباب طول الأمل والتسويف.. وكما قالت ضوء الحياة: اقتباس:
|
|
28-12-07, 08:10 PM | #8 |
جُهدٌ لا يُنسى
|
أسباب الثبات على طلب العلم
للشيخ صالح آل الشيخ بسم الله الرحمن الرحيم أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين؛ أما بعد: هذه بداية للدروس التي سبق أن بدأناها في العام الماضي أسأل الله جلّ وعلا أن ينفعنا بما مضى وأن ينفعنا بما سيأتي وأن يثبته في قلوبنا، وأن يمنّ علينا بالعمل بما علمنا وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وأسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى العظيمة الجليلة وأن يمنّ علينا بالبصيرة في كلّ ما نأتي وما نذر وأن يجنبنا سلوك غير سبيل سلف هذه الأمة في كل أحوالنا إنّه جواد كريم. وبمناسبة هذه البداية نذكر بشأن العلم وما ينبغي أن يستحضره طالب العلم وهو يعاني العلم ويعاني حمله ويسير في طريقه لأنّ العلم ليس بالطريق الهيّن وكما قيل العلم طريقه طويل قد قال بعض السلف ((اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد)) وقد قيل للإمام أحمد وقد ظهر الشيب فيه ((إلى متى وأنت مع المحبرة)) يعني كانت معه أدوات العلم ورق ومحبرة فقال كلمة مشهورة ((مع المحبرة إلى المقبرة)) يعني أنّه مواصل في هذا لا ينقطع وسبب الانقطاع فيمن انقطع عن العلم يرجع إلى أسباب من تلك الأسباب: 1- أنّه لم يعي حقيقة معنى العلم ولماذا يطلب العلم. 2- أنّه ربما كانت النية في أصلها ضعيفة لأنه بقوة النية في طلب العلم يكون الاستمرار والحرص عليه. 3- أن يكون المرء متعجلا يريد أن يكون طالب علم أو أن يكون عالما محصلا عارفا بأكثر المسائل في سنوات قليلة هذا لا يحصل أبدا بل العلم طريقه طويل وقد يكون السبب راجعا إلى ضعف بصيرته في شأن العلم ويظن أن العلم نفعه قليل وأن غيره من الطرق التي ربما يغشاها بعض المستقيمين أو الذين ظاهرهم الالتزام أنها أسرع في تحصيل المقصود أن بها يحصل المرء على ما يتمنى من رجوع الخلق إلى ربهم جلّ وعلا وهذا من أسباب الانقطاع عن العلم يقول ماذا فعل العلماء ماذا حصلنا من العلم ولكن هناك طرق أخرى كذا وكذا هذه بها يكون المرء أكثر تأثيرا ويكون محقا للحق ومبطلا للباطل فتنصرف نفسه عن العلم وفي الحقيقة فاته أنّ العلم كالماء الذي يثبت في الأرض فينفع الله جلّ وعلا به من يأتي بعد كما مثل ذلك النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي قال فيه ((مثل ما بعثني الله به من العلم كمثل غيث أصاب أرضا)) فالعلم الشرعي غيث وهذا الغيث نافع ومن فوائد الفروق اللغوية في التفسير أنّ أكثر ما يستعمل الغيث في الكتاب والسنة فيما ينفع من الماء والمطر، أما المطر فأكثر ما يستعمل فيما يضر مما ينزل من السماء، {فأمطرنا عليهم مطر فساء مطر المنذرين} {ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون} فالنّبي عليه الصلاة والسّلام مثل لنا العلم بالغيث وهذا فيه مع تتمة الحديث بأنّه أصاب أنواعا من الأرض فكانت منها أرض قبلت العلم فارتوى الناس منه وأنبتت الكلأ والعشب الكثير وفيه أيضا تسميته بالغيث والغيث يغيث الأبدان ويغيث القلوب وهكذا العلم فإنه بهذه المثابة. من أسباب الانقطاع عن العلم التي لمسناها في الشباب في السنين الماضية ودائما تتجدد أنهم لا تكون صلتهم بالعلم وأهل العلم مستمرة بل عهدهم بالعلم وأهل العلم في الدروس فقط وما عدا ذلك فهم يصاحبون الناس من أصناف شتى فلا تكون النفس دائما متحركة بالعلم بل تكون تتحرك بالعلم في وقت قليل في وقت الدرس وما بعد ذلك فأكثر الحديث الذي يتحدث به ليس في العلم هذا يجعله غير متعلق بالعلم، والعلم يحتاج إلى أن يتعلق به طالبه دائما (نفسه معه في كل حال) قد كان بعض أهل العلم ينصرف عن ملذات الدنيا لأجل العلم الملذات المباحة من مال ومن زوجة أو من النظر المباح أو أنس من أجل العلم ولانشغاله به وقد قال بعض الشعراء في ذلك من العلماء حيث أتته جارية ولم يلتفت وقد كانت حسنة الخلق والخلق فقال فيها أبيات فقال: فإنّني شغلت بتحصيل العلوم وكشفها غنى عن غناء الغانيات وعرفها فقلت ذريني واتركيني ولي في طلاب العلم والفضل والتقى يعني أنّه مشغول بشيء أعظم غلب على نفسه وهذا متى يكون إذا كان المرء دائما مع العلم قراءة في صحبة من يتكلمون في العلم في تبليغ العلم في الكلام في العلم في رؤية العلماء في الحديث معهم في سماع كلامهم تجد النفس تنشغل به ويكون العلم طبعا له أولا يكون تطبع يأتي بشيء من الكلفة ثم يكون طبعا له حتى إذا تحدث حدّث بالعلم إذا أرشد أرشد بالعلم إذا بيّن بالعلم فيكون في ذلك الأنس له ولا شك أنّ هذا يحتاج إلى جهاد وقد قال جلّ وعلا {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإنّ الله لمع المحسنين} فالجهل هو ضد العلم والجهل داء كما قال ابن القيم داء قاتل يقتل صاحبه من حيث لا يشعر يقول ابن القيم رحمه الله في نونيته: أمران في الترتيب متفقان ** وطبيب ذاك العالم الرباني والجهل داء قاتل وشفاؤه ** علم من القرآن أو من سنة الجهل داء لا شك قاتل لعماية العبد عما يجب عليه في دينه كذلك داء قاتل لجعله العبد ليس من الأحياء فالعلماء أحياء وغيرهم أموات وسبب موتهم هو الجهل لأنّ الجهل مميت مثل ما قال هنا قاتل فكل من جهل فقد قتل وقد مات والجهل ليس بمرتبة واحدة بل الجهل أنواع كثيرة فكل من جهل شيئا فقد أصيبت مقاتله من الجهة التي جهل فيها قال والجهل داء قاتل وشفاؤه أمران في الترتيب متفقان علم من القرآن أو من سنة هذان الأمران علم من القرآن أو من السنّة من الذي يبيّن نصوص القرآن والسنة وينزلها منازلها ويجعلها في معانيها الصحيحة قال: (وطبيب ذاك العالم الرباني): (ليس أي عالم) لكنّه عالم رباني يخشى الله ويتقيه فيما يقول وفيما يأتي وفيما يذر فنصوص الكتاب والسنة هي شفاء الجهل وكثير من الناس ينفي الجهل عن نفسه بالحرص على الكتاب والسنة لكنه لم يستضيء بكلام أهل العلم بنور أهل العلم لم يستضيء بذلك ولما لم يستضئ بذلك أصيبت مقاتله قال وطبيب ذاك العالم الرباني هذا التعبير يفهمك بأن العلم دواء فإذا أتى رجل فأخذ من الدواء ما لا يصلح له يهلك أولا يهلك؟ يهلك قد هلكت الخوارج لأنهم أخذوا نصوص الكتاب ونصوص السنة ولكن نزلوها في غير منازلها فأخذوا من نصوص الكتاب ما استدلوا به على أنّ فاعل الكبيرة كافر قال {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها} قالوا: هذا يدل على أنه كافر. أخذت المرجئة بعض النصوص نصوص الكتاب ونزلوها في غير منازلها ((من قال لا إله إلا الله دخل الجنة)) ((من كان آخر كلامهم لا إله إلا الله دخل الجنة)) ونحو ذلك من النصوص فنفت العمل وأبقت القول والاعتقاد وأرجأوا ذلك فأصيبت مقاتلهم لماذا؟ لأنهم لم يكن طبيبهم في فهم النصوص صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا علماء زمانهم أخذوا من أنفسهم ولم يتابعوا أهل العلم المتحققين به فأصيبت مقاتلهم وهكذا في كل زمن الحرص على العلم مطلوب لكن لا يمكن أن تكون حريصا على العلم ومصيبا في ذلك إلا أن تستضيء بفهم أهل العلم لأن العلم في هذه الأمة موروث ليس علما مستأنفا مبتدأ في كل زمن يبتدئ الناس منه ويستأنفون علما جديدا لم يكن معروفا في من قبلهم بل علمنا في هذه الأمة علم موروث ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ((العلماء ورثة الأنبياء فإنّ الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)) لهذا!تنتبه إلى هذا الأصل العظيم ألا وهو الحرص على العلم ولكن ينبغي أن يكون طبيبك في ذلك الحرص -(في تلقي النصوص)- طبيبك العالم الرباني فإن لم يكن ربانيا كان عالما ذا هوى فهم له مقاصد له أغراض أيضا أصابك شيء من عدم فهم نصوص الكتاب والسنة وأصابك شيء من الجهل بقدر ما فاتك من ذلك. إذا علمت أنّ الجهل خطير وداء قاتل ولابد أن تسعى في شفاء نفسك منه عن طريق أهل العلم بفهمهم نصوص الكتاب والسنة فاعلم أنّ العلم أنواع كما قال ابن القيم رحمه الله: من رابع والحق ذو تبيان ** والعلم أنواع ثلاث ما لها وكذلك الأسماء للديان ** علم بأوصاف الإله ونـعته هذا العلم الأول الأسماء والنعوت والصفات (التوحيد جميعه توحيد العبادة توحيد الربوبية) كله من ثمرات العلم بأسماء الله وصفاته ففي اسم الله الأعظم ((الله)) الذي (مرجع الأسماء الحسنى جميعا إليه) فيه أنه هو المستحق للعبادة وحده دون ما سواه ففي اسمه الرّب أنه هو ذو الربوبية في نعوت الجمال أنّه هو المستحق للعبادة وفي نعوت الجلال أنّه هو المستحق للإجلال والتعظيم وإفراده بالربوبية وهكذا...فقال: كذلك الأسماء للديان ** علم بأوصاف الإله ونعته هذا ثلث العلم بالتوحيد ولهذا سورة الإخلاص صارت ثلث القرآن لأن القرآن، فيه العلم كله فثلث العلم التوحيد فصارت سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن لأنها فيها التوحيد كله توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات قال بعدها: (والأمر النهي الذي هو دينه) هذا هو النوع الثاني من العلم الأمر والنهي هو معرفة الحلال والحرام المأمور به يشمل الواجب والمستحب والمنهي عنه يشمل المحرم والمكروه هو علم في فقه الحلال والحرام (علم الأحكام). والثالث: منها هو علم الجزاء يوم القيامة قال: وجزاؤه يوم المعاد الثاني، الذي يدخل في ذلك علم السلوك ما يصحح به المرء قلبه ما يصحح به سلوكه مقامات الإيمان ومقامات الزهد والعبادة ومعرفة جزاء كل عمل يوم القيامة وما يحصل يوم القيامة من أنواع الجزاءات للمؤمنين المطيعين والمقصرين والكافرين (لأنواع الناس) إذن فلنعلم هنا أنّ هذه الثلاث هي العلم فتسعى إلى العلم بالتوحيد هذا ثلث العلم إلى العلم بالحلال والحرام هذا الثلث الثاني من العلم إلى العلم بما تزكي به نفسك {قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها} كيف تحصل على هذا العلم؟ بتدبر نصوص الكتاب والسنة بما يكون يوم القيامة وحال الناس يوم القيامة والنصوص التي جاءت بما يكون به الثواب يوم القيامة نصوص الزهد نصوص الثواب الأذكار ما يتعلق بذلك كلها من فروع هذا إذن أقسام العلم ثلاثة إذا كنت حريصا على هذا العلم فلتكن حريصا على هذه العلوم الثلاثة ثم لتنفي عن نفسك ما استطعت من أسباب الجهل وقد عرفت أسباب الجهل ثم احرص على تمام الحرص على أن لا تنقطع عن الطريق وتذكر قول ابن شهاب الزهري رحمه الله حيث نصح المتعجلين فقال: ((من رام العلم جملة ذهب عنه جملة)) فإنما يطلب العلم على مرِّ الأيام والليالي قليلا قليلا ولو أنّك لم تكسب كلّ يومين إلا مسألة تضبطها تكون ثابتة واضحة بدليلها فبعد سنة ستحصل قريبا من مائة وثمانين مسألة وبعد سنتين ثلاثمائة وستين مسألة واضحة بعد عشر سنين ألف وستمائة مسألة أحسب بعد ثلاثين سنة يكون الواحد عالم راسخ في العلم تكون المسائل واضحة مبسوطة عنده بوضوح وفهم غير ملتبسة هذا إذا كان في كل يومين مسألة فكيف يكون لو كان في كل يوم مسألة لو كان في كل يوم مسألتين، خذ ما تحصل من العلم ولكن يحتاج منك إلى مواصلة؛ فالغيث إذا أصاب أرضا وكان شديدا يمشي أو يظل راكدا في الأرض بل يذهب إلى الأودية والشعاب لأنّه قوي لكن هل الأرض التي نزل عليها أول مرّة نزولا شديدا يكون انتفاعها مثل الأرض التي استقر عليها الماء؟ هذا مثال للتقريب هذا وصف بليغ فيما يناسب العلم إذا ارتويت من العلم بعد ذلك الشيء القليل الذي يأتي تحس أنه ينفع الناس وتذكره بوضوح فمثلا تجد بعض طلاب العلم قد يتكلم بالكلمات لكن ما تقنع منها النفوس وهو طالب علم لأنها لم تنتج عن رسوخ وفهم لما يتكلم فيه تلحظ في الكلام شيء من الاضطراب في شيء من عدم الوضوح ما استطاع أن يوصل لك الكلام بوضوح تام لماذا؟ لأنّه غير راسخ في هذا المقال الذي قاله وهكذا طالب علم أو عالم يكون عنده تسعين في المائة من العلم الذي معه واضح وعشرة في المائة غير واضح تجد أنه يلتبس عليه فلا يستطيع تأدية هذا الذي يلتبس عليه (مشكل عنده) فإذا كان العلم راسخا واضحا قد طلب على مهل فإنه يثبت في القلب وبعد ذلك يمكنك أن تنفع الناس به فلا يغيبنّ عنك هذه الحقيقة وهي أنّ العلم يطلب شيئا فشيئا أما من طريقته ومنهجه التذوق فهذا ليس من العلم في قبيل، ما معنى التذوق؟ هو ما رأيناه كثيرا يحضر عند فلان من المعلمين أو من المشايخ الكبار شهر وبعد ذلك يتركه يمشي أين يذهب؟ إلى آخر يذهب إلى ثالث...فما استفاد لأنه متذوق، فتجد الإخوان يقبلون سنة شهر شهرين ثم يهبطون هذا العلم غير متصل هذا ما يستفيد سنين ثم ينقطع في الغالب ينقطع ثم يصبح كغيره من الناس أما الذي يصبر ويصابر على مرّ الزمان فإنه هذا يحصل بحسب ما كتب الله له. ومما هو من أسباب ثبات العلم وعدم الانقطاع عنه أن تكون مخلصا القصد فيه لابد من الإخلاص في العلم لأن العلم قد أمر به في القرآن وأمر به النبي صلى الله عليه وسلم وإذا كان مأمورا به فإنه عبادة لأنّ العبادة هي ما أمر به من غير اضطراد عرفي ولا اقتضاء عقلي فإذا كان مأمورا به فهو عبادة فإذا كان عبادة يلزم فيها الإخلاص كيف يكون اِلإخلاص في العلم؟ ما النية في العلم؟ سئل الإمام أحمد عن ذلك كيف يكون مخلصا في العلم؟ كيف يكون مخلصا في عمله في صلاته في صيامه ...إلخ كل عبادة يخلص فيها إذا أراد بها الله جلّ وعلا العلم مع إرادته الله وعدم إرادته الرياء والسمعة ولا المكابرة ولا المجاهرة في الناس بالكلام ولا التقدم والتصدر أن يريد بالعلم نفي الجهل ورفع الجهل عن نفسه قيل للإمام أحمد كيف النية في العلم؟ قال ينوي رفع الجهل عن نفسه لماذا لأنّ جهله بالله جلّ وعلا جهله بما يستحقه جلّ وعلا جهله في صفاته جهله في أسمائه جهله بأمره ونهيه جهله باليوم الآخر وما فيه من تفصيلات وجزاء كل واحد على ما يعمل هذا لا شك ما يبدأ به ذوي النفوس الحية قبل طلبهم العلم فإنّ من طلب العلم يريد به الدنيا فهو من أهل الدنيا فإذا طلب العلم لله يريد الأجر والثواب ويريد نفي الجهل عن نفسه فإنه يكون مخلصا لاحظ هذه النية إذا أتت إليك واستقرّت فهي مباركة لأنك دائما تحس أنك جاهل لا أحد ينقطع من العلم حتى من عمّر مائة عام أو أكثر وهو في العلم ما انقضى، العلم واسع سعته هذه تحتاج إلى أن تكون دائما معه بالنية أن تنوي رفع الجهل عن نفسك وستلحظ أنّ بها أشياء ما عرفته فإذا كانت النية الصالحة موجودة ستستمر على العلم لكن إذا كانت النية غير صالحة ستكتفي بالضحالة من العلم. والعلم بالقرآن العلم بالتفسير لا ينتهي فإذا تأملت أنّ ابن جرير رحمه الله صنف كتابه التفسير مختصرا وقد قال لهم هل تنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا: قدر كم؟ قال: قدر ثلاثين ألف ورقة قالوا هذا مما تمضي فيه الأعمار فقال الله المستعان ماتت الهمم فاختصره لهم في ثلاثة آلاف ورقة يعني قدر العشر وهو الموجود اليوم في ثلاثين جزءا فأين الباقي موجود في غيره من التفاسير أشياء لم يذكرها ابن جرير رحمه الله وإنما هو قرب علمه بالتفسير واختصر هذا القدر من العلم بالقرآن إذا وصلنا إلى آخر التفسير نسينا شيئا من أوّله هذا حاصل نمرّ على تفسير سور القرآن ثم من الآيات ما نسينا تفسيرها اشتبهت فإذا كان المرء معه دائما نية رفع الجهل عن نفسه لا ينقطع عن العلم دائما يحس أنه ضعيف جاهل يأتيه الصغير فيعلمه شيئا لم يعلمه من قبل وهو أصغر منه يقول والله اطلعت على هذه المسألة وفوق كل ذي علم عليم يفرح بها (تجد أن صاحب النية الصحيحة إذا أرشده من هو أصغر منه أفرح ما يكون) لماذا؟ لأنّه حصل علما يرفع به الجهل عن نفسه ومن لم تكن نيته صحيحة فإنّك تجد عنده استكبار في العلم: لا...ليس كذلك، لا يفرح بالعلم تأتيه بالعلم الواضح الصحيح لا يفرح به لماذا؟ لأنّ نيته مدخولة، النية الصالحة في العلم سبب عظيم من أسباب الثبات عليه. أيضا من أسباب الثبات: الصبر على المعلّم فإنّ المعلمين أو المشايخ ليسوا على درجة واحدة في التعامل مع الطلاب يختلفون كل واحد تجد عنده أشياء فمنهم من قد لا يهتم بالسؤال ويفصل الجواب لكلّ أحد إذا كان الطالب يستريح له المعلم فصّل له أمّا إذا كان يرى أنه ليس بأهل للتفصيل أو فيه نظر ما فصل له فيحتاج طالب العلم إلى أن يصبر، كذلك قد يكون في بعض المعلمين فيه خصال ومعلوم أنّ كلا من المعلم والمتعلم فيه عيوب أو فيه نقص أو له طبائع خاصة به لأنّهم بشر فإذا كان طالب العلم يطلب في معلّميه الكمال والسلامة من العيوب والنقص فهذا لن يحصل تجده يأتي إلى فلان وينتقده والثاني ينتقده والثالث مَنْ الكامل عنده؟ وهذا يغلب على الذواقين الذين يتنقلون اليوم عند فلان وغدا عند آخر لمَ؟ لأنّه لم يعجبه حتى إنّ بعضهم حضر عددا من الدروس المختلفة سأله أحد العلماء عما أخذ من العلم فقال: حضرت عند فلان فذكر كذا وكذا هذاوالثاني قال كذا والثالث لم يفصل جيدا والرابع أخطأ الحديث و...أخذ يعد ويعد فقال له بئس الرّجل أنت. من أسباب عدم المواصلة في العلم أن يطلب طالب العلم معلما فيه الكمال هذا لا يوجد إلاّ في المشايخ في علية المشايخ يعني المشايخ الراسخين في العلم الكبار وهؤلاء قد لا يمكنهم أن يعلموا كل الأمة أن يعلموا كل من أراد طلب العلم ولكن خذ من المعلم ما أصاب فيه وهو الأكثر ما دام أنه مؤلف ووثق فيه الطلاب له حسن أداء للعلم وتصور له صوابه أكثر من خطئه أو خطأه يعد قليلا فخذ منه صوابه والخطأ راجعه فيه بصره حتى يبصر. من المهم في طلب العلم أن تكون متواضعا مع المعلمين وهذا سبب من أسباب مباركة الله جلّ وعلا في علمك لأن التواضع للمعلم سبب للاستقرار وعدم التواضع للمعلم سبب للانقطاع هذا مأخوذ من قصة موسى عليه السلام مع الخضر موسى عليه السلام ما صبر والخضر عنده علم عجيب علم من الله جلّ وعلا فموسى رأى الأول (أمر السّفينة) فاعترض مع أنّه عاهده أن لا يعترض والمسألة الثانية الغلام الذي قتله الخضر اعترض موسى عليه السلام قال {أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا} ثم الجدار فأخبره أنه لم يستطع معه صبرار قال {هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تسطع عليه صبرا} ماذا قال عليه الصلاة والسلام؟ قال: وددنا أنّ موسى صبر لو صبر لأخذنا علم كثير لكنه لم يصبر فحرم من علم الخضر وسبب الخلاف في الاستنكار هو الاختلاف في العلم الخضر في هذه المسائل أعلم من موسى فاستنكر موسى عليه السلام وهو كليم الله جلّ وعلا ومن أولي العزم من الرّسل كان عند غيره من العلم ما ليس عنده ما سبب الخلاف؟ سببه الاعتراض واختلاف العلم لهذا قد يكون عند بعض الطلاب اعتراض عدم فهم عدم قناعة لكن السبب في عدم القناعة اختلاف العلم ولهذا قال ابن الوزير محمد بن إبراهيم اليماني أو غيره في أبيات حسنة في بيان سبب اختلاف الناس سبب اختلاف الآراء وأن سبب ذلك هو اختلاف العلوم قال: قد حكى بين الملائكة الخصام ** جيه المكرّم إذا ألمّ به لماما فعجل صاحب السر الصراما ** وقد ثنى على الخضر الملامة اختلاف العلوم هناك بعضا أو تماما ** تسلّى عن الوفاق فربنا كذا الخضر المكرّم والو ** تكدّر صفو جمعهما مرارا ففارقه الكليم كليم قلبه ** وما سبب الخلاف سوى الخصام بين الملائكة في أي شيئ؟ في قصة آدم وفي حديث اختصام الملأ الأعلى كذلك الاختصام بشأن أهل النار وغير ذلك... قوله: (الوجيه المكلّم) هو موسى عليه السلام قوله: (تكدّر صفو جمعهما مرارا) تكدّر صفو الجمع بأي شيئ؟ باعتراض موسى عليه السلام موسى اعترض فبين له الخضر أن ليس له هذا (ليس من أدب المتعلم مع المعلم أن يعترض عليه بشيئ لا علم له به) {هل أتّبعك على أن تعلمني مما علّمت رشدا} فلما لم يفِ موسى عليه السلام بالشرط عجل صاحب السّر (الخضر) الصرامة (الفراق) ففارقه الكليم (موسى) وقد ثنى (أعاد) لاعتراض. ما سبب الخلاف؟ اختلاف العلوم هذا الطالب مثلا يستنكر على المعلم يقول: لا ليس كذا (وهو نظر لها من جهة) سبب الاختلاف هو اختلاف العلم هذا علمه واسع وهذا علمه ضيق فصاحب العلم الضيق اعترض على صاحب العلم الواسع فصار بينهما ما سبّب الانقطاع من الاستفادة ولذلك قال: العلوم هناك بعضا أو تماما ** مخالفا فيها الأناما شكورا للذي يحيى الأناما ** وما سبب الخلاف سوى اختلاف فكان من اللّوازم أن يكون الإله ** فلا تجعل لها قدرا وخذها يعني (هذه في مسائل القدر) إلى آخر أبياته المقصود من ذلك أنّ صبر المتعلم على المعلم وعدم كثرة الاعتراض هذا يجعله يستمر ويستفيد لأنّ طالب العلم وهو يسمع إذا عوّد ذهنه أن يعترض، أن يستشكل لن يتابع الكلام يفهم أوله وآخره وتسلسل المعلم فأنت تسمتمع مثلا لأحد المشايخ وهو يتكلم فكلما أورد كلمة أتيت باعتراض إذا أورد لفظ حديث قلت في ذهنك: لا هذا ليس لفظ الحديث، الحديث له ألفاظ وروايات أنت حفظت واحدة فلعلّ المعلم عنده ثلاث أربع روايات فانشغلت بالاعتراض إذا انشغلت بالاعتراض حرمت ولكن إذا انشغلت بالفائدة فما كان من الفوائد فيها الصواب استفدت وما كان فيه غير الصواب خطأ (ذهب وحده) أو شيء صححته بينك وبين نفسك أو راجعته فيه هكذا يكون العلم، أما الاعتراضات النفسية هذه التي تطلب الكمال أو نفسية الناقد أي كلّما سمع شيئا من معلمه نقد ولو في نفسه، فتجده يحضر في نفسه أسئلة واعتراضات والمعلم يتكلم هذا لا يستفيد وهذا سبب من أسباب الانقطاع في العلم. من أسباب الانقطاع: وهذا أيضا ملاحظ أن يكون المرء يطلب شيئا كبيرا فعنده همة في أول الطلب هذه الهمة تكسّر الجبال ماذا تريد؟ أنا أريد أحفظ الكتب الستة أو يقول: الواسطية هذه مختصرة أنا أريد أحفظ التدمرية أو يقول ما أريد أحفظ بلوغ المرام بلوغ المرام هذا خفيف أريد أحفظ منتقى الأخبار فيه ستة آلاف حديث أونحو ذلك ما أريد أحفظ زاد المستقنع هذا مختصر أريد أحفظ مثلا الإجماع والخلاف الذي في المغني مرض هذه الأشياء التي ذكرتها مرّ عليها بعض الشباب ممن هم على هذه الشاكلة صحيح أول الأمر عنده هذه الهمة العظيمة ويشكر عليها لكن هذه الهمة لا تستمر وما عرف عن أحد إلا نوادر أن تستمر معهم هذه الهمة فإذن من أسباب الانقطاع عن الطلب أن تحمل نفسك في فترة الهمة والقوة ما لا تحتمله في تلك الفترة ولكل عمل شرة كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح قال: ((إنّ لكل عمل شرة وإنّ لكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح وأنجح ومن كانت فترته إلى معصية فقد خاب وخسر)) لكل عمل شرة حتى الإقبال على العلم له شرة (عنفوان) كأنّه سيقرأ مائة مجلد وسيحفظ ويعمل...ولكن لهذه الشرة فترة لابدّ: ((إنّ لك عمل شرة)) الشرة العنفوان والقوّة ولكل شرة فترة حتى في العبادات يجد من نفسه نشاط وإقبال تجده مقبلا على العبادة وكثرة الطاعات وإقبال على التلاوة ويجد أحيانا من نفسه كسل إذن الفترة هذه لابد منها لكن المهم لا تكن فترة إلى نكوص فإذا كان كل واحد له فترة فأسأل الله أن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين ((لكل عمل شرة)) ما الذي ينبغي أنه إذا أقبلت ووجدت من نفسك الشرة خذ بما يطاق لا تأخذ بشيء لا تحتمله في الفترة مثلا إذا وجدت إقبالا احفظ القرآن احفظ مثلا من متون الأحاديث الأربعين النووية في شرة في فترة قوة أحفظ مثلا بلوغ المرام عمدة الأحكام بحسب ما يتيسر لك، وجدت عندك قوة احفظ كتاب التوحيد احفظ مثلا الواسطية ونحو ذلك. هذه إذا حصلتها في فترات الشرة في فترات القوة فأنت على خير عظيم والواقع أن الذين وجدوا من أنفسهم الشرة هذه والقوة والعنفوان ما استطاعوا أن يكملوا هذه الكتب إلا نوادر حتى هذه الكتب التي عند بعض الناس إنها مختصرة ما استطاعوا أن يكملوها ولهذا عليكم من العمل ما تطيقون. من أسباب الانقطاع: أنّك تطلب شيئا بعيدا تطلب أشياء العلماء إلى الآن ما حصلوها إلا نوادر في الأمة حصلت ذلك فإذا وجدت هذا من نفسك لتكن قوتك فيما تطيق وما ينفعك وإذا تحركت رياحك فاغتنمها كما قال الشاعر: إنّ لك لّ عاصفة سكون ** إذا هبت رياحك فاغتنمها من أسباب الانقطاع: عن العلم أنّ المرء لا يطالع ولا يبحث من بعض طلبة العلم يأخذ بالوصية المعروفة بالتدرج في العلم وأن يمشي شيئا فشيئا ولكن لا يبحث ولا يطالع. مثلا تقول لطالب العلم أولا تمشي على الواسطية وشروح كتاب التوحيد والفقه في الزاد وشروحه وغيرها من العلوم لكن لا يكون عنده مطالعات فيجد أنّ هذه المتون فيها شيء من الثقل ما فيها إفراح للنفس والنفس تحتاج إلى تنويع وتقليب فإذا لم يكن عنده مطالعات مثلا في التراجم مطالعات في التاريخ مطالعات في الأخبار مطالعات في اللغة لم يكن يبحث كان إذا مرّت عليه مسألة هذه المسألة تجمع الأقوال فيها هذه آية ما كلام المفسرين فيها إذا ما كان عنده مطالعة متنوعة ولا بحث فتجد أنه يخمد بعد فترة فإذن يحتاج طالب العلم مع التدرج إلى أن يكون له إلمام كيف يبحث؟ ويكتب ويطلع معلمه أو يطلع المشايخ على ما كتب حتى ينمون عنده هذه الموهبة ولقد قال النووي في مقدمات المجموع أو في غيرها انه من أسباب ثبات العلم وتحقيقه أن يكتب المرء ما بحثه وما حققه يبحث وينظر ويكتب لا يكتب للتصنيف مثل ما هو موجود الآن صغار مثلا ما حققوا العلم تجد أنهم ألفوا كتبا ونشروها بعض الرسائل الصغيرة التي رأيتها رسالة من أولها إلى آخرها فيها حوالي خمسة وعشرين صفحة فيها ثمانية عشر خطأ في اللغة وهي خمس وعشرين صفحة هذا مثل ما قال ابن حزم في رسالته التلخيص في وجوه التخليص: ((كيف يكون مأمونا على العلم من لا يحسن اللغة)) كيف يؤمن على العلم؟ كيف نأمنه على فهم الكتاب والسنة؟ وعلى ما نقله لنا من كلام أهل العلم وقد فهمه جيدا؟ إذا كان ما أحسن كتابة عشرين صفحة بدون أخطاء فكيف يكون مأمونا على كلام العلماء الذين ينقل عنهم إذن فانتبه إلى هذه إنه القصد من الكتابة التي أقول لك هو البحث ليس هو النشر لا بل تبحث مسألة تجعلها في نفسك فكم من مسألة كتبنا فيها وهي مطمورة إذا رأيتها عجب لكن في فترة ما كتبناها في فترة أوائل الطلب والشخص فرح بها جدا فرح أنه كتب وحقق وقد حصل لي في فترة من الفترات أن جمعت الأصول اللغوية لعلوم الحديث وكان أحد الذين كتبوا في المصطلح يتمنى أن تجمع الأصول اللغوية لعلوم الحديث مثلا حديث الصحيح ما معنى الصحيح في اللغة ولماذا اختار أهل الحديث هذا الاسم؟ الحسن لماذا؟ المضطرب المدبج المنقطع المقطوع المرسل المدلس الضعيف لماذا اختارو؟ من فترات الشباب أن جمعت هذا من كتب اللغة في بحث استمرّ مدّة طويلة هذه الأقوال فأخذتها وقرأتها على الشيخ الأستاذ أديب العربية محمود شاكر المعروف كان في الرياض مكثت فترة قرأت فيها عليه بعض كتب اللغة وأنا فرحان بهذا الذي كتبت وهو دقيق ينظر فيه وفيه عجب فقلت: يا شيخ أنا عندي كتابات في اللغة لعلك نعطيك فترة فلما قرأ ما قرأ قلت: يا شيخ إيش رأيك قال: ماش أنا كنت أبغاه يمدح، قال: هذا عبث شباب هي كلمة قاسية لكنها نافعة لكنها كانت خطوة في البناء اللغوي مثلا في طلب العلم لكن نشرها لم يكن مناسبا مثل ما قال هذا عبث شباب صحيح شاب فرح وجمع إلى أن حصل على الشيء وكتبه. فالمقصود البحث ينمي عندك القوة العلمية ويجعلك مواصلا في الاطلاع على الكتب وفي النظر لكن لا تنشر ولا تستعجل خلها عندك لأنها جزء من بناءك العلمي فإذن كيف تمتع الانقطاع لمن كان متدرجا في طلب العلم برعاية المتون يكون بهذا الأمر وهو أنك تبحث وتكتب وتري المعلمين ما كتبت حتى يصححوا لك المسار تكون كتاباتك نقية ومتزنة ولكن لا تستعجل بشيء فإنما هي لغرضين لاستمرارك في العلم وعدم الانقطاع في العلم ولتكوين الملكة العلمية المناسبة ياعطاء الخير جعلك الله داعيه للخير دوما وجزاك الخير في الدراين |
30-12-07, 12:39 AM | #9 |
~مستجدة~
تاريخ التسجيل:
06-12-2007
المشاركات: 19
|
بارك الله فيك اخت ضوء الحساة على تفريغ او نقل محاضرة الشيخ فهلا رائعة فتصحيح النية في العلم يكون بالعلم و صدق من قال و في الجهل قبل الموت موت لاهله و اجسامهم قبل القبور قبور
|
30-12-07, 03:53 PM | #10 |
حفيدة خديجة
تاريخ التسجيل:
01-06-2007
المشاركات: 82
|
السلام عليكن اخواتي
جزاكي الله اخيرا اختنا الفاضلة على هذا الموضوع القيم
و كل ما قالته الاخوت بارك الله فيهن نسال الله ان يجعله في ميزان حسناتهن و هو الواقع بعينه لكن اخاوتي فيه بعض الحالات حتى في طلب العلم اقصد بعض العلماء يكونون متشددين جدا مما في بعض الاحيان يسبب خوفا لدى طلاب العلم او اجبارهم مثلا على حفظ مقدار معين من اي مادة و ان لم يحفظها كلها فهو فيسمع ما لا يكره مثل بان ايمانه ضعيف وانه لا يستحق ان يكون من ضمن المجموعة "طلاب العلم" و اما ان يلتزم بما يطلب منه و اما فلا سبحان الله ديننا دين يسر و طلب العلم ليس سهلا خصوصا في البداية و الانسان غير متعود على ذلك ويحاول ان ينظم وقته ففي حين هو يجاهد ان يلتزم يجي من يكسله عن ذلك ويحسسه انه لا جدوى منه مادام يتكاسل ؟؟؟ لماذا هذا كله و الله العظيم اعرف اختا في الله اصابها انهيار عصبي لانه كان عليها ظغط كبير نعم صحيح لازم نتقيد بمدة معينة لكن لا نعلم ظروف الاخرين في بعض الاحيان و بالتالي لازم مراعاة الاخرين و مراعاة ظروفهم و تحفيزهم و محاولة تشجيعهم حتى وان تاخروا مثلا عن زملائهم كلنا لدينا عقول لكن لكل منا درجة تقبل متفاوته عن الاخر فمنه من يسمع درسا من اول مرة يحفظه و منه من يسمعه عديد المرات ليحفظه فرأفا بطلاب العلم و نحاول تشجيعه على التدارك و تقوية عزيمته لا احباطه انا اسفة على هذه الكلمات لكنها الحقيقة و هذا ما اجده في واقعي لكن لا يخفى ايضا اخاوتي في الله انه هناك تهاون في بعض الاحيان من طلاب العلم و خصوصا في عدم وجود وقت و انه لا يقدر على ذلك لكن سبحان الله ان اراد ان يصل يقدر على ان يصل و حتى خطوة خطوة ولا ينتقل من خطوة الى خرى الا عند تثبيته الاولى و عشان كده نلاقي انه فيه من طلاب العلم من يكون متاخر جدا لانه لا يريد ان يتقدم كثيرا حتى يثبت ما تعلمه فعلم قليلا و ينفع به و يعمل به و ينشره خير من علم كثير و لا يعمل به ولا يعلمه و لا يبلغه = لكنه في النهاية يسعى الى ان يقال عنه انه طالب علم و يعرف كل شيء ليس هذا هدفنا ليس الاسم هدفنا هدفنا طلب العلم و نشر الاسلام و اعطاء الصورة الصحيحة عن الاسلام و العمل بما لدينا و لو كان قليلا اسفة على الاطالة اخاوتي لاني لما اكتب انسى نفسي و ان شاء الله ما اكونش ضايقتكن بكلماتي و اسفة مرة اخرى و نسال الله ان يثبتكن و يجعلكن طالبات علم متميزات عاملات بعلمكن و متطوعات دائما لطلب العلم و نسال الله ان يجعلكن من اهل الجنة اللهم امين و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فضل طلب العلم !!! | نبع الصفاء | روضة آداب طلب العلم | 0 | 15-06-07 09:44 PM |