العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الروابط الاجتماعية > روضة الأسـرة الصالحة

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-04-10, 12:21 PM   #1
سارة بنت محمد
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 09-05-2009
المشاركات: 663
سارة بنت محمد is on a distinguished road
c7 الكتاب التفاعلي : 2-بين الخرافة والعقل

كتبت الأستاذة أريج الطباع


• تلفَّتتْ حولها بحذر قبل أن تسألني المشورة حول زوج متسلِّط، وابنة قلقة من تكرار هذا النموذج، فصارت تهاب الزواج! وبينما أحاوِل أن أطمئنها وأساعدها على فهم أسباب زوجها الموروثة من ثقافة بيئته، ابتسمت صاحبة الدار التي دعتني لأقيم الدورة، وهي تقول لي: آه تعرَّفت على زوجة أستاذنا الشيخ فلان إذًا؟

• لم يكن ملتزمًا أبدًا، بل له الكثير من التجارب السابقة، ورغم ذلك حينما أراد الارتباط بحث عن فتاة لم تلوثها أجواء الجامعة، إذ إن الفتاة حينما تدرس تفسد.

• أرهقته ماديًّا، وكانت دومًا تتذكَّر نصيحة والدتها بأنَّه حينما يزيد ماله، فسرعان ما سيعدِّد، وستشاركها أخرى لتهدم بيتها!

• حلمت بزواج يفتح لها أبواب الحرية، بينما صديقتها كانت تحذِّرها منه دومًا بوصفه سجن المشاعر، والقفص الذي لا مخرج منه!

• بعد إسلامها كانت سعيدة أن رزقها الله بزوج عربي مسلم، وإذ بها تجد حياة تختلف تمام الاختلاف عما توقَّعت.



• • • • •


رغم حرصنا على التعلُّم واكتساب الثقافة الشرعية الصحيحة بتعاملاتنا وعلاقاتنا - وخاصَّة الزواج - إلاَّ أنَّه يبقى للموروث البيئي أثر كبير، وتبقى بداخلنا ثقافة المجتمع تؤثِّر بسلوكنا بشكل غير مباشر.


خرافات كثيرة تحيط بنا، وتتعلَّق بأجزاء من حياتنا، حتى صرنا نتعامل معها كمسلَّمات أحيانًا، والمشكلة تكمن حينما تختلف هذه المسلَّمات بين الزوجين، أو حينما تخالف هذه المسلَّمات أصولاً أخرى يفترض بها أن تكون لدينا بثقافتنا الإسلامية الصحيحة.

كثيرًا ما تحرِّكنا أسباب لا ندركها، لنكتشف بعد ذلك أن المحرِّك كان ثقافة مجتمع ليس إلا!

قصة طريفة تُرْوَى حول امرأة كانت دومًا تقطع ذيل السمكة ورأسها قبل وضعها بالفرن، فسألتها ابنتها: لماذا تفعلين هذا كلَّ مرة؟ قالت لها: تعلمت الطريقة من أمي، وحينما اتَّصلت بأمِّها لتسألها عن السبب بقطع أطراف السمكة لتردَّ على ابنتها بشكل مقنع، وجدت والدتها تضحك من خلف أسلاك الهاتف، وهي تخبرها أن السبب كان صِغَر حجم الفرن والصينية التي كانت تضع بها السمك!

غالبًا ما تنبع تصرُّفاتنا من اعتقاد راسخ يحرِّكها، والمعتقدات تتوارث أيضًا أحيانًا بشكل لا شعوري؛ فثقافة العيب التي كانت تحرِّك الناس بالماضي، تقابلها اليوم ثقافة الحرية والتساوي، وكلاهما لا يحقِّق الاستقرار والسعادة في الزواج.

الخرافة وثقافة المجتمعات تنتشر بكافة أشكال المجتمعات الغربية منها والعربية؛ لكن يفترض أن يقاوم المسلم الخرافة، ويعلي العقل الذي يفرقنا عن غيرنا من المخلوقات، والذي هو مناط التكليف أيضًا.

فَهْمُنا لثقافة مجتمعاتنا تعيننا أكثر على التعايُش معها، أو محاولة التمرُّد عليها ومقاومتها بحال كانت خرافة لا أساس لها، وفهمنا لثقافة أزواجنا تعيننا على التعامل معهم أيضًا وَفْقَها، وإيجاد طرق للتعامل بحكمة مع ما ينتج عن هذه الثقافات أو حتى الخرافات، لكن يبقى التحدِّي الأكبر حينما تكون الثقافة متباينة بين الزوجين، وقتها عليهما التحلِّي بقدر كبير عن التفهُّم للوصول معًا لأرضية واحدة.

والخرافات كانت موجودة حتى في عهد الصحابة - رضوان الله عليهم - لكنهم كانوا حريصين على البحث عن أصل تلك الخرافات، والسؤال عن صحتها؛ حتى لا تغلب العادة على العبادة والخرافة على العقل، ومنها ما كان يشيعه اليهود ثم قاموا بالرد عليها وفنَّدوها:
قال مجاهد: عرضتُ المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية وأسأله عنها، حتى انتهى إلى هذه الآية: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]، فقال ابن عباس: إن هذا الحي من قريش كانوا يشرحون النساء بمكة، ويتلذَّذون بهنَّ مقبلات ومدبرات، فلمَّا قَدِموا المدينة تزوَّجوا الأنصار، فذهبوا ليفعلوا بهن كما كانوا يفعلون بالنساء بمكة، فأنكرن ذلك وقلن: هذا شيء لم نكن نؤتى عليه، فانتشر الحديث، حتى انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله - تعالى ذكره - في ذلك: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}؛ إن شئت فمقبلة، وإن شئت فمدبرة، وإن شئت فبارِكة، وإنما يعني بذلك: موضع الولد للحرث، يقول: ائت الحرث من حيث شئت؛ رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني.

سمع جابرًا يقول: كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قُبُلها، كان الولد أحول، فنزلت: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]؛ رواه مسلم عن جابر بن عبدالله.

ويبقى السؤال هل يدرك الناس ما يحرِّك سلوكهم ويكمن خلف ثقافتهم؟ وهل نستطيع أن نواجه أنفسنا لنخلص الثقافة من شوائب الخرافات التي لا أساس لها من الصحة، بل قد تكون سببًا من أسباب عدم الاستقرار الذي نعانيه؟


بانتظار إجاباتكم، لنتابع الحديث حول هذا الموضوع بإذن الله




http://www.alukah.net/Social/0/8117/

التعديل الأخير تم بواسطة سارة بنت محمد ; 14-04-10 الساعة 02:39 PM
سارة بنت محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-10, 12:58 AM   #2
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

الله ييسر^^
**



توقيع مروة عاشور

إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك
فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشددون . .
بل أبصر موضع قدميك
لتعرف أنك تخوض في الوحل
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-10, 01:00 AM   #3
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله يصبرك

متابعة من بعيد فقط لأني أشعر أن الموضوع أكبر مني ربما بسبب أسلوبه الذي يدل على ثقافة عالية



توقيع أم عبد الرحمن مصطفى
دخول متقطع ... دعواتكن لي
مدونتي ... صدقتي الجارية بعد مماتي


أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملخص حلية طالب العلم للأستاذة عطاء الخير أسماء حموا الطاهر علي أرشيف الفصول السابقة 10 25-12-13 01:00 AM


الساعة الآن 10:57 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .