العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة القرآن وعلومه

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-11, 08:40 AM   #1
أم المهند
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 22-01-2007
المشاركات: 70
أم المهند is on a distinguished road
w أمثال قرآنية

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواتي طالبات العلم... وفقكن الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد

فاليوم جئتُ لكم ببرنامج ثري في موضوع شائق.. يحتاجه المتأمل لكتاب الله تعالى ..

وهو موضوع: الأمثال القرآنية..

لفضيلة الشيخ/ خالد بن عبد الله المصلح -وفقه الله-

وهو موجود على هذا الرابط

وإليكم الحلقة الأولى منه مفرغة ... وفق الله الجميع لمراضيه.. آمين




[justify] [/justify][justify][/justify][justify]
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا، قيمًا لينذر بأسًا شديدًا من لدنه، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرًا حسنًا، ماكثين فيه أبدًا، أحمده حق حمده، له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون، أحمده علَّم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان، له الحمد، ظاهره وباطنه، أوله وآخره، لا أحصي ثناء عليه كما أثنى على نفسه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صفيه وخليله وخيرته من خلقه، بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إليه بإذنه وسراجًا منيرًا، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حقّ الجهاد، بالعلم والبيان، والسيف والسنان، حتى تركها على محجة بيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلى الله عليه صلاة دائمة مستمرة، صلى الله عليه ما تعاقب الليل والنهار، اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، أمَّا بعد؛
فحياكم الله، أيها الإخوة والأخوات من المستمعين والمستمعات، هذه أولى حلقات هذا البرنامج، برنامج: أمثال قرآنية، أسال الله تعالى أن يجعله برنامجًا مباركًا نافعًا للقائل والسامع.
أيها الإخوة والأخوات، أنزل الله تعالى القرآن العظيم، على النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- وأعلم الله -جل في علاه- رسوله -صلى الله عليه وسلم- فضل ما أنزل عليه، فأخبر نبينا -صلى الله عليه وسلم- عن عظمة هذا الكتاب العظيم، وقد بين الله -جل وعلا- أن هذا القرآن الحكيم نزل من الله، من العزيز، من الحكيم، ممن له ما في السموات وما في الأرض، فبين -جل في علاه- جلالة المنزِل له، والمتكلِّم به سبحانه وبحمده، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً} [الإنسان: 23]، وقال -جل في علاه-: {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [غافر: 2]، وقال: {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الزمر: 1]، وقال: {تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} [يس: 5]، وقال: {تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} [السجدة: 2]، وقال -جل في علاه-: {تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى} [طه: 4]، وقال سبحانه وبحمده: {تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [فصلت: 2]، وقال -جل في علاه-: {تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [فصلت: 2]، إنه قرآن نازل من الله، الذي هذه صفاته، قرآن نازل من الله رب العالمين، مِن الله الرحمن الرحيم، من الله خالق الأرض والسموات العلى، مِن الله العزيز العليم، من الله الحكيم الحميد، هذه صفات المتكلم بهذا القرآن العظيم، والوحي الكريم، وكلامه -جلّ في علاه- وصف من صفاته، والله سبحانه وبحمده له المثل الأعلى، والصفة الكاملة التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه، وكذلك كلامه سبحانه وبحمده، فإنَّ كلامه من سائر صفاته، التي بلغت في الحسن منتهاها، لا إله إلا هو العزيز الحكيم.
نزل هذا القرآن العظيم، بواسطةٍ هي مِن أشرف الوسائط، كان الوسيط في إنزال القرآن بين الله وبين البشر؛ جبريل عليه السلام، الروح الأمين، أشرف الملائكة عند رب العالمين، يقول الله -جل في علاه- في بيان الواسطة التي نزل بها القرآن: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} [الشعراء: 193-195]، وقال سبحانه وبحمده: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 102].
إن الله تعالى أعلم خلقه في كتابه، وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، أن القرآن العظيم عصمة لمن اعتصم به، وأنه هدى لمن اهتدى به، وأنه غنى لمن استغنى به، وأنه نور لمن استنار به، وأنه شفاء لما في الصدور، بل بشّر الله تعالى به النّاس، فقال -جلّ في علاه-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57].
وصف الله كتابه الحكيم، بأوصاف جليلة عظيمة، تبين عظيم منزلته، وتبين ما له من كبير المكانة، وشريف المحل الذي لا يبلغه كلامٌ من كلام الناس.
إنه كتاب عظيم كما قال -جل في علاه-: {تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ} [النمل: 1]، {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} [لقمان: 2]، {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} [الشعراء: 2]، {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ} [الجاثية: 6].
إن هذه الآيات المباركات، هي أعلى الآيات، وهي أقوى البينات، وهي أوضح الدلالات، الدالة على رب العالمين، الدالة على صلاح الدين والدنيا، الدالة على أجلِّ المطالب، وأفضل المقاصد، وخير الأعمال.
إنّ الآيات المباركات بلغت في وضوحها وبيانها، جلائها، وإيضاحها للحق، أبلغ من نور الشمس في رابعة النهار، آيات دلَّت على الإيمان، ودعت للوصول إلى اليقين، وأخبرت عن الغيوب الماضية والمستقبلة، مطابقة في ذلك ما كان وما سيكون، آيات دعت إلى معرفة الرب -جل في علاه- بأسمائه وصفاته، فدلت إليه وعرفت به، سبحانه وبحمده، آيات عرفت برسله وأوليائه، ومآل الخلق، فريق في الجنة، وفريق في السعير، وقد وصف الله تعالى بهذه الأوصاف وبغيرها من الأوصاف المباركة التي تبين ما لهذا الكتاب من منزلة عظمى، ومكانة كبرى، تبين أنه كتابٌ يحصل لمن أخذ به، ولمن اهتدى به، سعادة الدارين وفوز الأولى والآخرة، وهذا الكتاب بلغ في الإتقان والكمال أن كان مهيمنًا على كل كتاب جاء به رسول، كما قال -جل في علاه-: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} [المائدة: 48]، أي أنه عالٍ، مرتفع على ما تقدمه من الكتب، هو أمين عليها، فهو مصدق لها، وهو حاكم، وشاهد، وقيم عليها، كما قال ابن جرير -رحمه الله-: "القرآن أمين على الكتب المتقدمة قبله، فما وافقه منها؛ فهو حقّ، وما خالفه منها؛ فهو باطل.
القرآن العظيم أعظم آيات الأنبياء، فما جاء نبي بآيةٍ أعظم من هذا القرآن العظيم، جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من الأنبياء نبيٌّ إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيتُ وحيًا أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا)، وهذا يبين عظيم منزلة هذا الكتاب الحكيم، وأنه أعظم آيات النبيين، فإن الله تعالى خص رسوله الكريم بهذه الآية الباقية، بخلاف آيات الرسل المتقدمة، فإنها على عظيم تأثيرها، وكبير أثرها، في هداية الناس، والدلالة على صدق المرسلين، إلا أنها محصورة في زمان، وفي مكان، وفي حدود لا تتعداها ولا تتجاوزها.
فقد جاء موسى عليه السلام بالآيات العظيمة، وجاء عيسى عليه السلام بآيات عظيمة، لكن رسولنا -صلى الله عليه وسلم- آتاه الله تعالى ما هو أعظم من ذلك، فما من نبي أُعطي آية إلا وقد أعطي النبي ما هو أعظم منها من جنسها، وفاقهم -صلى الله عليه وسلم- بأن آتاه الله تعالى هذا الوحي هذا القرآن العظيم، هذا الصراط المستقيم، هذا الحبل القويم، الذي به الهداية، ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: (فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا)؛ لأنها آية باقية، على مر العصور وتعاقب الدهور، فليست محصورة في زمان، ولا محدودة في مكان، بل هي عامة ما تعاقب الليل والنهار، تبلغ كل من يسمع القرآن، ويعقل معانيه، فإنه آية شاهدة على صدق صاحبه، وصحة ما جاء به.
إنّ الله تعالى وصف هذا القرآن العظيم بأنّه أحسن الحديث، {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 23]، وقد أخبر بأنه أحسن القصص: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: 3]، وأخبر بأنه أحسن الأمثلة، وأن القرآن فيه من الأمثال ما ليس في غيره، وقد قال الله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [الفرقان: 33]، فالقرآن في أمثاله، وفي أحكامه، وفي قصصه، وفي أخباره، جمع الكمال من كل ناحية، كمال في الألفاظ، كما أنه كمال في المعاني: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: 115].
أسال الله العظيم أن يرزقنا وإياكم بركة هذا الكتاب الحكيم، وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وإلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من حلقات هذا البرنامج المبارك، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[/justify]



توقيع أم المهند
[CENTER][SIZE="4"][COLOR="Magenta"]( مَنْ كَانَ وِعَاءً لِلخيْرِ مَلأَ اللهُ وِِعَاءَه) [/COLOR][/SIZE][/CENTER]
أم المهند غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وقفات إيمانية مع آيات قرآنية ,,, متجدد بإذن الله رقية مبارك بوداني روضة القرآن وعلومه 2 05-10-13 12:24 PM
سين جيم فوائد قرآنية عدن روضة القرآن وعلومه 49 18-05-10 12:08 AM
صفحة الشيخ صالح بن عواد المغامسي / تأملات قرآنية عدن روضة القرآن وعلومه 3 19-04-09 01:07 PM
((تأملات قرآنية)).........أنصح الجميع بالإستماع إليه.. عابرة سبيل مكتبة طالبة العلم الصوتية 6 13-07-07 06:26 AM
تأملات قرآنية فى سورة الفاتحة مسلمة لله روضة القرآن وعلومه 0 16-12-06 06:29 PM


الساعة الآن 12:03 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .