العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة العقيدة

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-11, 12:08 AM   #1
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
c1 شرح أربعين حديثا في العقيدة




شرح أربعين حديثا في العقيدة



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -
وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد

فلا يخفى على المطلع على كثير من كتب العقيدة
التي ألفت ما شابها من اختلاط بمباحث الفلسفة
وعلم الكلام
حتى أصبح فهمها عسيراً
وأثرها على النفوس نادراً وقليلاً
وذلك لخلو مباحثها
- في الغالب -
عن النفحات الإيمانية
وصعوبة فهم مصطلحات فلاسفتها ومتكلميها .


فرأينا أن العودة بالمسلم إلى الجذور الصافية
والمنبع العذب من كلام النبي
- صلى الله عليه وسلم -
هو من سيعيد لعلم العقيدة رونقه
ويقبل بالمسلمين على تعلمه
فليس في كلام النبي
- صلى الله عليه وسلم -
تعقيدات الفلاسفة
ولا لغة المتكلمين الجافة
بل فيه المعاني الإيمانية تختلط بمواعظ ترقق القلوب
وتقبل بالنفوس على بارئها
فتأخذ - حين تأخذ عنه -
علماً إيمانياً صافياً يعرّفها التصور الصحيح عن الله
والكون
ومصير المؤمنين
ومصير الكافرين
وسبل النجاة
فينبت ذلك في القلوب حب العمل لنيل النجاة
وتحصيل الفوز في الآخرة
وهو من أكبر مقاصد العقيدة وغاياتها





الحديث الأول


قال الإمام البخاري فى صحيحه

حدثنا عبدان، قال أخبرنا أبو حمزة، عن الأعمش
عن جامع بن شداد ،عن صفوان بن محرز
عن عمران بن حصين
قال
إني عند النبي صلى الله عليه وسلم
إذ جاءه قوم من بني تميم
فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم
قالوا بشرتنا فأعطنا فدخل ناس من أهل اليمن
فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم
قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر
ما كان قال كان الله ولم يكن شيء قبله
وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض
وكتب في الذكر كل شيء
(1)


المعنى الإجمالي

كان من عادة النبي
– صلى الله عليه وسلم -
في مجالسه أن يقوم بتعليم أصحابه
لا سيما الداخلون الجدد في الإسلام
أو الوافدون عليه من بلاد بعيدة
فعندما جاءه وفد من بني تميم بشرهم
- صلى الله عليه وسلم -
بما أعد الله للمتقين
وقال لهم
اقبلوا البشرى رغبة منه أن يسألوه عن بدء هذا العالم
كيف ابتدأ خلقه ؟
إلا أنهم رغبوا في العطاء العاجل
وتطلعوا للماديات
فأعرض عنهم النبي
- صلى الله عليه وسلم –
وأقبل على وفد أهل اليمن وقال لهم
اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم فقبلوها
وسألوه عن أول هذا الأمر
أي مبتدأ هذا العالم ونشأته
فأخبرهم
- صلى الله عليه وسلم -
بأن الله هو خالق هذا الكون
وأن الله كان ولا شيء قبله
وأنه أوجد الوجود من العدم
وأنه ابتدأ خلق السموات والأرض
وكان عرشه على الماء، ولم يبين
– صلى الله عليه وسلم –
مبتدأ خلق العرش ولا خلق الماء
لقصد السائلين السؤال عن بدء خلق هذا العالم
وليس مطلق الخلق وجنسه
وأوضح
- عليه الصلاة والسلام –
أن كل ما يتعلق بهذا العالم سطره الله في كتاب عنده


الفوائد العقدية

1- أن الله هو الأول الذي لا شيء قبله

2- أن كل ما سوى الله مخلوق موجود من العدم

3- أن العرش والماء سبق خلقهما خلق السموات والأرض

4- أن الله غير محتاج للعرش، بل والعرش وما دونه محتاج إليه

5- إثبات صفة الخلق له سبحانه، وخلقه الشيء إيجاده من العدم .

6- الإيمان بالقدر، وأن الله كتب علمه بما كان
وما سيكون في كتاب عنده.

يتــــــــــــــبع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)



فتح الباري شرح صحيح البخاري
كتاب التوحيد
باب كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء
ثم خلق السموات والأرض
رقم 6982
ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-11, 09:05 PM   #2
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
w


الإسلام دين الفطرة



قال البخاري فى صحيحه



حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب

قال ابن شهاب يصلى على كل مولود متوفى وإن كان لغية

من أجل أنه ولد على فطرة الإسلام يدعي أبواه الإسلام

أو أبوه خاصة وإن كانت أمه على غير الإسلام

إذا استهل صارخا صلي عليه

ولا يصلى على من لا يستهل من أجل أنه سقط

فإن أبا هريرة رضي الله عنه

كان يحدث قال النبي صلى الله عليه وسلم

ما من مولود إلا يولد على الفطرة

فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه

كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء

ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه

فطرة الله التي فطر الناس عليها الآية



المفردات

الفطرة : هي ما ركز في النفوس من الإيمان بوجود الله

والاعتراف بربوبيته

وقيل: الاستعداد والقابلية لقبول خطاب الإيمان

يهودانه: يصيرانه يهودياً .

ينصرانه: يصيرانه نصرانياً .

يمجسانه: يصيرانه مجوسياً .

جمعاء: سالمة من العيوب.

جدعاء: مقطوعة الأذن .

المعنى الإجمالي

يشير هذا الحديث إلى قضية غاية في الأهمية

وهي أن الأصل في الإنسان هو الإيمان بالله المعبر عنه بالفطرة

والتي يوحي أصلها اللغوي بأنه شيء خلق مع الإنسان وركب فيه

كما يركب سائر أعضائه

وأن الإنسان إنما يخرج عن مقتضى فطرته بمؤثرات خارجية

من تربية وبيئة وتعليم

وقد مثل النبي

- صلى الله عليه وسلم –

لحالة الإنسان حين ولادته على الفطرة

بحالة البهيمة في كمال خلقها وخلوها عن العيوب والنقائص

حتى إذا كبرت قطعوا آذانها وأنوفها وغيروا خلقتها

فكذلك ما يتعرض له الإنسان من انحراف في فطرته

هو بتأثير خارجي

فلو قُدر أن إنسانا نشأ وحده

وتربى وحده دون مؤثر خارجي

لنشأ مؤمناً عارفاً بالله .

الفوائد العقدية

1- أن أول واجب على العباد هو توحيد الله

وذلك أن الإيمان بالله وهو المعبر عنها بالفطرة

مركوز في النفس الإنسانية

والخلل الطارئ على البشر إنما هو في الشرك بالله

واتخاذ آلهة أخرى

وعليه فأول ما يخاطب به من هذا حاله هو توحيد الله

ونفي الشركاء

أما من كان الخلل عنده في قضية الوجود الإلهي

بأن كان ملحداً فأول ما يخاطب به هو أدلة وجود الله


2- أن الفطرة لا يمكن أن تزول

وإنما قد تطمس وتغطى بعوارض الكفر والإشراك

فإذا زالت تلك العوارض وموجباتها

رجع الإنسان إلى فطرته فآمن بربه وعاد إليه

3- أن التدين بالدين الحق ضرورة إنسانية

لا يمكن للإنسان أن يتغافل ويعرض عنها

أو أن يمحوها من قائمة اهتماماته؛

وذلك لما ركز في أعماق النفس الإنسانية

من نزوع إلى من تعبده وتعظمه

وتلجأ إليه في النوائب والمصائب والمحن

4- أن أولاد المؤمنين ناجون يوم القيامة

وهي من المسائل المجمع عليها

واختلف العلماء في أولاد المشركين

الذين ماتوا قبل أن يبلغوا

والراجح نجاتهم لكونهم ماتوا على الفطرة قبل أن تُغيَر

قال الإمام ابن حجر عن أولاد المشركين

" أنهم في الجنة، قال النووي

هو المذهب الصحيح المختار الذي صار إليه المحققون

لقوله تعالى

{ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا }

(الإسراء:51 ) ..

ومن الأدلة أيضا على نجاتهم ما رواه البخاري عن سمرة بن جندب

عن النبي

- صلى الله عليه وسلم –

في الحديث الطويل حديث الرؤيا، وفيه قوله

- صلى الله عليه وسلم –

( وأما الرجل الطويل الذي في الروضة

فإنه إبراهيم

- عليه السلام -

وأما الولدان حوله فكل مولود يولد على الفطرة

قال: فقيل: يا رسول الله وأولاد المشركين ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأولاد المشركين ) (2)



5- أن الحكم بنجاة أولاد المشركين في الآخرة

لا يعني اختلاف حكمهم عن حكم آبائهم في الدنيا

فهم يرثون آبائهم ويرثهم آباؤهم

ويدفنون في مقابر الكفار

ويأسرهم المسلمون في حال الحرب

ويدل على هذا قوله

- صلى الله عليه وسلم –

وقد سئل عن أبناء المشركين

( هم من آبائهم )(3)

التوحيد أول واجب على الناس
يتــــــــــــبع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

(1)
صحيح البخاري - كتاب الجنائز
باب- كنت أنا وأمي من المستضعفين أنا من الولدان وأمي من النساء
رقم 1292
(2)
صحيح البخاري - كتاب التعبير
باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح
رقم 6640
(3)
قال الإمام مسلم فى صحيحه



وحدثني محمد بن رافع قال حدثنا عبد الرزاق
أخبرنا ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار أن ابن شهاب أخبره
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ،عن ابن عباس
عن الصعب بن جثامة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له لو أن خيلا
أغارت من الليل فأصابت من أبناء المشركين
قال هم من آبائهم
صحيح مسلم - كتاب الجهاد والسير -
باب إنا نصيب في البيات من ذراري المشركين قال هم منهم
رقم 3283 ـ1745

ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-11, 05:05 PM   #3
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي







التوحيد أول واجب على الناس





قال الإمام البخاري فى صحيحه

وحدثني عبد الله بن أبي الأسود قال حدثنا الفضل بن العلاء

قال حدثنا إسماعيل بن أمية، عن يحيى بن محمد بن عبد الله بن صيفي أنه سمع أبا معبد مولى ابن عباس

يقول سمعت ابن عباس يقول

لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل

إلى نحو أهل اليمن

قال له إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب

فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى

فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات

في يومهم وليلتهم

فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم

تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم

فإذا أقروا بذلك فخذ منهم

وتوق كرائم أموال الناس

(1)



المفردات

أهل الكتاب: هم اليهود والنصارى

كرائم: أي أحسن وأكمل ما يملكون

المعنى الإجمالي

الحديث يوضح فرض التوحيد

وأنه أول ما يخاطب به أهل الكتاب حيث

أوصى النبي

- صلى الله عليه -

معاذاً أن يدعو أهل اليمن

- وكانوا أهل كتاب -

إلى التوحيد أولاً وهو إفراد الله بالربوبية والألوهية

وإفراده بأسمائه وصفاته

كما يوضح الحديث أهمية البدء بالتوحيد

وعدم مخاطبة الناس

بغيره من الفرائض حتى يأتوا بالتوحيد أولاً

ويوضح الحديث أهمية

بعث العلماء إلى الأقطار لتعليم الناس وتفقيههم في الدين

وأهمية تعريف الداعية والعالم بحال من يُرسل لتعليمه

والبدء بالأهم فالأهم في الدعوة والبلاغ



الفوائد العقدية

1- أن أول واجب يتعين مخاطبة الناس به هو التوحيد

كونه الفريضة الأولى التي افترضها الله على عباده



2-أن التوحيد شرط في قبول الأعمال الصالحة

فلا يقبل عمل صالح من عامله إن لم يأت بالتوحيد

أو أخلَّ بأصله وشرطه، لقوله

صلى الله عليه وسلم

( فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى

فإذا عرفوا ذلك

فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات )

حيث رتب

– صلى الله عليه وسلم –

مخاطبتهم بالفرائض على قبول التوحيد

3- أنه لا يحكم بإسلام أحد ما لم ينطق بالشهادتين

4- أن النطق بالشهادتين وحده لا يكفي حتى يتبع ذلك بالعمل الصالح من أداء الواجبات والفرائض حيث لم يكتف النبي

– صلى الله عليه وسلم -

ببعث معاذ بالتوحيد فحسب وإنما أمره أيضاً بتعليمهم

فرائض الإسلام وشرائعه

هنا

فضل التوحيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيح البخاري - كتاب التوحيد

باب بعث معاذا إلى اليمن

رقم 6937


التعديل الأخير تم بواسطة ام الشيماء ; 13-01-11 الساعة 05:11 PM
ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-11, 03:37 PM   #4
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي



فضل التوحيد



قال الإمام مسلم فى صحيحه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب كلاهما
عن إسمعيل بن إبراهيم قال أبو بكر قال حدثنا ابن علية
عن خالد قال حدثني الوليد بن مسلم، عن حمران
عن عثمان قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة) (1)





المعنى الإجمالي

فضل التوحيد يأتي من كونه أساس الدين ولبه

فغيره يبنى عليه

ولا يبنى هو على غيره

ومن مات على التوحيد فقد مات على لب الدين وأساسه

فلا غرو أن يكون له من الفضل ما يؤهله لدخول الجنة

والفوز برضوان الله

ومعنى التوحيد لا يقتصر على قول كلمته دون العلم بمعناها

والعمل بمقتضاها

فالدين عقيدة وشريعة

ولا تتم النجاة في الآخرة إلا بالإتيان بهما معاً .

الفوائد العقدية

1- فضل التوحيد

2-نجاة من مات على التوحيد

3- العلم بمعنى التوحيد شرط لقبوله

وانتفاع المرء به في الآخرة

4- تعلق النجاة بالعلم بالتوحيد والعمل بمقتضاه

لا بمجرد النطق به

هنا

أعظم الذنوب وأقبحها


يتبـــــــــــع



(1)

صحيح مسلم - كتاب الإيمان

باب من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة

رقم 2739

التعديل الأخير تم بواسطة ام الشيماء ; 14-01-11 الساعة 04:01 PM
ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-11, 12:01 AM   #5
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
c9


أعظم الذنوب وأقبحها

قال الإمام البخاري فى صحيحه
حدثني عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير
عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل
عن عبد الله قال
سألت النبي صلى الله عليه وسلم
أي الذنب أعظم عند الله
قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك
قلت إن ذلك لعظيم قلت ثم أي
قال وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك
قلت ثم أي
قال أن تزاني حليلة جارك (1)

المفردات
ندّاً : شريكاً
حليلة: الزوجة


المعنى الإجمالي

كان الصحابة
- رضوان الله عليهم –
يسألون النبي
– صلى الله عليه وسلم -
عن الذنوب ومراتبها كي يجتنبوها
، ويعلموا قبحها فيحذروها
وفي هذا الإطار سأل الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود
- رضي الله عنه –
النبي
– صلى الله عليه وسلم -
عن أعظم الذنوب أي
أشدها إثماً وأعظمها قبحاً، فأخبره النبي
- صلى الله عليه وسلم -
أن أعظمها هو الشرك بالله
بأن يجعل الإنسان لله شريكاً يعبده ويلجأ إليه
ويتوكل عليه، ويترك عبادة ربه
وهو الذي خلقه ورزقه
فسأله عبدالله بن مسعود
- رضي الله عنه -
عما يلي ذنب الشرك من الذنوب في القبح وعظيم الإثم ؟
فقال له: أن يقتل المرء ولده
خوفاً من أن يشاركه طعامه وشرابه
وهو خوف ينم عن اعتقاد فاسد في الله سبحانه
بأنه لم يتكفل برزق عباده
كما أنه ينم عن قسوة بالغة حين يقدم الإنسان على قتل
فلذة كبده وثمرة فؤاده
ما يجعل هذه الجريمة في المرتبة الثانية بين أسوأ الجرائم
وأفظعها عند الله
ثم يسأل عبد الله بن مسعود
- رضي الله عنه -
عما يلي هاتين الجريمتين
جريمة الشرك، وجريمة قتل الولد
فيجيبه النبي
- صلى الله عليه وسلم -
بأنه الزنا بزوجة الجار
وتتجلى شناعة هذا الجرم
كون الجار مؤتمن على شرف جاره
فالاعتداء على محارمه يعد خيانة لحق الجوار
الذي عظمه الله ورسوله

الفوائد العقدية
1- تفاوت الذنوب والمعاصي في شناعتها وقبحها.
2- أن الشرك بالله أعظم الذنوب على الإطلاق.
3- بيان حقيقة الشرك وأنه مساواة غير الله بالله
في ذاته وأفعاله وأسمائه وصفاته.
4- استحقاق الله للعبادة كونه الخالق
الذي أوجد النفوس وأحياها.
5-حرمة صرف أي نوع من العبادات لغير الله.
6-حرمة مساواة الله بغيره .
7- فضل التوحيد وأنه أعظم العبادات .

ّّّ
صفات الخوارج
يتـــــــــــــــبع
هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن - سورة البقرة
باب قوله تعالى فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون
رقم 4207
ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-11, 04:54 AM   #6
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
c9





(الحديث 6 )

صفات الخوارج


قال الإمام البخاري فى صحيحه

حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان ،عن أبيه
عن ابن أبي نعم أو أبي نعم شك قبيصة
عن أبي سعيد الخدري

قال: أقبل رجل غائر العينين

ناتئ الجبين، كث اللحية، مشرف الوجنتين

محلوق الرأس على النبي

– صلى الله عليه وسلم –

فقال: يا محمد اتق الله

فقال النبي

- صلى الله عليه وسلم -

فمن يطيع الله إذا عصيته

أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنونني، ..

فلما ولى الرجل، قال النبي

- صلى الله عليه وسلم -

( إن من ضئضئ هذا قوماً يقرؤون القرآن

لا يجاوز حناجرهم

يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية

يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان

لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ) (1)

المفردات

غائر العينين: المراد أن عينيه داخلتان في موضعهما

ناتئ: مرتفع أو بارز

كث: كثيف

مشرف: عالي

ضئضئ: أي من أصله، يريد أنه يخرج من نسله وعقبه

أيأمنني الله : أي يجعلني أميناً على دينه

مروق: خروج

الرمية: هي الصيد المرمي

عاد: أمة قديمة أُرسل إليهم هود - عليه السلام -

المعنى الإجمالي

الإبقاء على الإسلام نقياً كما أنزله الله

وكما جاء به النبي

- صلى الله عليه وسلم -

وكما طبقه الصحابة الكرام

- رضوان الله عليهم -

مطلب شرعي وغاية نبوية دعا إليها القرآن

وحث عليها النبي

- عليه الصلاة والسلام -

حيث دعا - عليه السلام -

إلى الالتزام بسنته

وحذر من الخروج عن شرعته

وسلوك طريق المارقين والخارجين

وفي هذا الحديث يحذرنا

- صلى الله عليه وسلم -

من طائفة تخرج بعده

عليهم سيما العبادة والزهد ولكن مع قلة في العلم

وسوء في الفهم

وانحراف في الفكر والتصور

يقرؤون القرآن لكن دون تفهم لمراميه وفقه لمعانيه

هذا في الإطار النظري

وفي الإطار العملي فهم يناصبون أمة الإسلام العداء

فيكفرونهم ويقتلونهم

ويسلم منهم الكفار المعاندون

في مظاهر مختلفة تدل على عظم خطرهم

وكبير شرهم

ما جعل النبي

- صلى الله عليه وسلم -

يتوعد لئن أدركهم ليقتلنهم بنفسه

قتلاً كقتل الله قوم عاد في شدته

وفي ذلك أمر للأمة بقتالهم

والتصدي لشرورهم

وألا تغرنهم مظاهر العبادة التي يقومون بها

عن القيام بواجب جهادهم



الفوائد العقدية

1-صدق نبوءته بظهور الفرق المخالفة لدين الإسلام.

2-بيان أبرز صفات الخوارج العلمية وهي

قلة العلم، وقلة الفهم.

3- بيان أبرز صفات الخوارج العملية وهي

قتل أهل الإسلام، وترك أهل الأوثان

4-من صفاتهم الاستدراك على النبي

- صلى الله عليه وسلم - والاعتراض على هديه

5- إثبات صفة النبي

- صلى الله عليه وسلم - لنفسه بأنه أمين الله

6- عصمة النبي

- صلى الله عليه وسلم - عن المعاصي
الإيمان بالقدر
يتــــــــــبع

هنا
ــــــــــــــــــــــــ

(1) صحيح البخاري - كتاب التوحيد
باب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم
رقم 6995


ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-11, 11:28 PM   #7
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
n2





(الحديث 7 )

الإيمان بالقدر



قال الإمام البخاري فى صحيحه



حدثنا آدم قال حدثنا شعبة

قال حدثنا الأعمش، سمعت زيد بن وهب سمعت

عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

(حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهو الصادق المصدوق

أن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه

أربعين يوما أو أربعين ليلة

ثم يكون علقة مثله ثم يكون مضغة مثله

ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات فيكتب

رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد

ثم ينفخ فيه الروح

فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة

حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب

فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار

وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار

حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب

فيعمل عمل أهل الجنة فيدخلها)



المفردات

يُجْمَعُ: يضم بعضه إلى بعض.

علقة: دماً غليظاً جامداً.

مضغة: قطعة لحم بمقدار ما يمضغ .

المعنى الإجمالي

متع الله الإنسان بعنايته من مبدئه إلى منتهاه

فهو في بطن أمه يتقلب في نعم الله وحفظه

فينشئه الله ويرقيه من نطفة إلى علقة

ومن علقة إلى مضغة

حتى إذا اكتملت صورته أذن الله بنفخ الروح فيه

وقد بلغ أربعة أشهر كاملة

فيأتيه الملك لهذا الغرض

ويؤمر بكتابة رزقه وأجله ومصيره من شقاء أو سعادة

وهذه الكتابة لا تحدد مصير الإنسان وإنما تكشفه

فما يكتبه الملك ما هو إلا علم الله في الإنسان

وما يؤول إليه أمره في هذه الحياة من سعادة وشقاوة

فضلاً عن طبيعته الخَلْقية من ذكر أو أنثى.

وقد أوضح الحديث تقلبات أحوال الإنسان في حياته

فبينما هو سائر على طريق الحق والصواب

إذ به ينقلب على عقبه ويسلك طريق الهلاك والضلال

ويموت على ذلك

وبالعكس فالبعض يقضي جل حياته في المعاصي والشرور

ولكنه يتخذ القرار المناسب في آخر لحظات حياته

فيتوب ويؤوب .



الفوائد العقدية

1-علم الله المحيط بكل شيء.

2-عناية الله بالإنسان في جميع مراحل حياته.

3-كتابة علم الله عن الإنسان في كتاب خاص.

4- تولي الملائكة نفخ الروح في بني آدم وكتابة أعمالهم.

5- تقلب الإنسان في أطوار حياته صلاحاً وفساداً.

6-العبرة بالخاتمة في الكفر والإيمان.

7-مسؤولية الإنسان عن عمله .

8-أن التوبة تهدم الذنوب قبلها.

9-أن الكفر إذا مات عليه الإنسان أبطل عمله الصالح

هنا
منزلة العمل من الإيمان
يتـــــــــــبع

ّّّّّّّّّّّ
(1) صحيح البخاري / كتاب التوحيد

باب إن رحمتي سبقت غضبي

رقم 7016


ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-11, 10:24 PM   #8
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي



منزلة العمل من الإيمان

( الحديث 8 )



قال الإمام مسلم فى صحيحه
زهير بن حرب ، قال حدثنا جرير، عن سهيل
عن عبد الله بن دينار ،عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة
فأفضلها قول لا إله إلا الله
وأدناها إماطة الأذى عن الطريق
والحياء شعبة من الإيمان" (1)


المفردات
بِضع: مقدار من العدد
قيل: من ثلاثة إلى تسعة
شُعْبة: قطعة
والمراد: الخصلة أو الجزء


المعنى الإجمالي
أراد النبي - صلى الله عليه وسلم -
بهذا الحديث أن يعطي تصوراً مجملاً عن الإيمان
وأنه متعدد الأركان والشرائع
وأنه مشتمل على الأعمال الصالحة القلبية
والفعلية، والقولية
فذكر أعلى مراتب الإيمان وهو التوحيد
وأدنى مراتبه وهو ما لا يقيم له الناس وزناً من الأعمال الصالحة
كإماطة الأذى عن الطريق
وذكر "الحياء"
للدلالة على ما بينهما من أعمال صالحة
يَصْدُقُ على جميعها مسمى الإيمان



الفوائد العقدية
1- أن الإيمان عبارة عن شرائع الدين كلها
سواء كانت أعمالاً بالقلب، أم بالجوارح، أم باللسان

2- أن أعلى شرائع الإيمان وفرائضه شهادة ألا إله إلا الله
بإخلاص ويقين
3- أن "إماطة الأذى"
عن طريق الناس من الإيمان

4- أن "الحياء"
من الإيمان، وهو خلق يحجز الإنسان عن فعل الرذائل
وارتكاب القبائح
5- تفاوت الأعمال الصالحة في مراتبها من الإيمان
فمنها ما يكون في أعلى مراتب الإيمان
ومنها ما يكون في أدناها
وما بين أعلى الإيمان وأدناه شعب متعددة

6- فضل شهادة التوحيد وأنها أفضل شعب الإيمان

7- دخول العمل الصالح في مسمى الإيمان وحقيقته

هنا

نقصان الإيمان بالمعاصي
يتـــــــبع
~~~~
(1)
صحيح مسلم / كتاب الإيمان
الإيمان بضع وسبعون شعبة
رقم 51 35


ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-11, 10:25 PM   #9
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي


(الحديث 9)

نقصان الإيمان بالمعاصي


قال الإمام البخاري



حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قال حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" لَا يَزْنِى الزَّانِى حِينَ يَزْنِى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ"(1)




المفردات
نهبة: الأخذ على وجه العلانية والقهر

المعنى الإجمالي
الإيمان كالشجرة يزيدها الماء نموا
وتزيدها التغذية قوة
ويقضي عليها الجفاف والعطش
وتذبل وتضمحل إن قل غذاؤها
وكذلك الإيمان يزيد ويكبر ويقوى بالعمل الصالح
والترقي في مراتب الإيمان من خوف الله
ورجائه، وحبه، ويضمحل ويبطل بالكفر والشرك
ويضعف ويهزل بالمعاصي
والسيئات من السرقة والزنا وشرب الخمر
وغير ذلك من المعاصي

فالعلاقة بين الإيمان والعمل علاقة طردية عكسية
فهو يزيد ويقوى بالعمل الصالح
ويضعف ويهزل بارتكاب المعاصي والسيئات
ومن أراد زيادة إيمانه وقوته فعليه بفعل الصالحات واجتناب الموبقات
وفي هذا الحديث يبين لنا النبي
- صلى الله عليه وسلم -
أثر المعاصي على الإيمان
وكيف أنه يضعف ويهزل حتى لا يبقى منه إلا القليل
كل ذلك بسبب المعاصي
فعلى المسلم الذي يريد أن يحافظ على منسوب إيمانه عالياً مرتفعاً
أن يواظب على الطاعات
ويجتنب المعاصي والسيئات
ففي ذلك نجاته في الدنيا والآخرة .


الفوائد العقدية
1- نقصان الإيمان بارتكاب المعاصي.

2- أن الجهر بالمعصية لا يعد كفراً.
3- أن الزنا والسرقة وشرب الخمر والانتهاب
من كبائر الذنوب .
4- أن نفي الإيمان في الحديث هو نفي لكماله لا نفي لصحته وأصله؛
بدليل إجماع السلف على أن المعاصي
لا يكفر فاعلها إلا باستحلالها

هنا
القبر أول منازل الآخرة
يتـــــــــــــبع
ــــــــــــــــــــــ
(1)
صحيح البخاري - كتاب الحدود - باب لا يشرب الخمر
رقم 6390




ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-11, 10:27 PM   #10
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي



( الحديث 10 )


القبر أول منازل الآخرة

عن البراء بن عازب - رضي الله عنه -

قال: خرجنا مع النبي

- صلى الله عليه وسلم -

في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد

فجلس رسول الله

- صلى الله عليه وسلم -

وجلسنا حوله، وكأن على رؤوسنا الطير

وفي يده عود ينكت في الأرض

فرفع رأسه فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر

- مرتين أو ثلاثاً -

ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا

وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء

بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس

معهم كفن من أكفان الجنة

وحنوط من حنوط الجنة

حتى يجلسوا منه مَدَّ البصر

ثم يجئ ملك الموت

- عليه السلام -

حتى يجلس عند رأسه

فيقول: أيتها النفس الطيبة

اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان

فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فيِّ السقاء

فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين

حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن

وفي ذلك الحنوط

ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض

قال: فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة

إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب ؟

فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه

التي كانوا يسمونه بها في الدنيا

حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا

فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء

مقربوها إلى السماء التي تليها

حتى ينتهي به إلى السماء السابعة

فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين

وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم

ومنها أخرجهم تارة أخرى

قال: فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه

فيقولان له: من ربك ؟

فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك ؟

فيقول: ديني الإسلام

فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟

فيقول: هو رسول الله

- صلى الله عليه وسلم -

فيقولان له: وما علمك ؟

فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت

فينادى مناد في السماء: أن صدق عبدي

فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة

وافتحوا له باباً إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها

ويفسح له في قبره مد بصره، ويأتيه رجل حسن الوجه

حسن الثياب، طيب الريح

فيقول: أبشر بالذي يسرك

هذا يومك الذي كنت توعد

فيقول له: من أنت ؟

فوجهك الوجه يجئ بالخير

فيقول: أنا عملك الصالح

فيقول: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي وما لي

قال: وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا

وإقبال من الآخرة

نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه

معهم المسوح، فيجلسون منه مُدَّ البصر

ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه

فيقول: أيتها النفس الخبيثة

أخرجي إلى سخط من الله وغضب

فتفرق في جسده

فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول

فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين

حتى يجعلوها في تلك المسوح

ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض

فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة

إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث ؟

فيقولون: فلان بن فلان

بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا

حتى يُنْتَهى به إلى السماء الدنيا

فيُسْتَفْتَح له فلا يفتح له

ثم قرأ رسول الله

- صلى الله عليه وسلم -

{ لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ

وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ } (2)

فيقول الله عز وجل

اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى

فتطرح روحه طرحاً ثم قرأ

{ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ

فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ

فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } (3)

فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه

فيقولان له: من ربك ؟

فيقول: هاه هاه، لا أدري

فيقولان له: ما دينك ؟

فيقول: هاه هاه لا أدري

فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟

فيقول: هاه هاه لا أدري

فينادى مناد من السماء أن كذب فافرشوا له من النار

وافتحوا له باباً إلى النار

فيأتيه من حرِّها وسمومها

ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه

ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح

فيقول: أبشر بالذي يسوءك !!

هذا يومك الذي كنت توعد .

فيقول: من أنت ؟ فوجهك الوجه يجئ بالشر .

فيقول: أنا عملك الخبيث

فيقول: رب لا تقم الساعة ) (1)

المفردات

المسوح: الكفن.

فِيُّ السقاء: فم القربة أو مخرج الماء منها.

السفود: حديدة لها كلاليب .

سَمّ الخياط: فتحة الإبرة .

الحنوط: ما يطيب به الميت .

عليين: موضع في السماء السابعة .

سجين: موضع في الأرض السفلى .



المعنى الإجمالي

أوضح النبي - صلى الله عليه وسلم –

في هذا الحديث العظيم مبتدأ رحلة الإنسان

من ساعة موته إلى مستقره في القبر وكيف معاملته

وفقا لعمله في حياته .

فبين – عليه الصلاة والسلام –

أن الناس رجلان تقي وفاجر

فالتقي يعامل بحفاوة بالغة

وإكرام عظيم

حيث تنزل عليه ملائكة الرحمة لقبض روحه

فيأتونه في صورة حسنة

كأن وجوههم الشمس في بهائها وإشراقها



فيجلسون منه مد البصر

فيشعره نظره إليهم بالاطمئنان والسكينة

ويأخذ ملك الموت روحه

فتخرج سهلة يسيرة

دون مشقة وتعب

فلا يدعها الملائكة في يد ملك الموت طرفة عين

حتى يصعدوا بها إلى السماء في موكب مهيب

فتفتح له أبواب السماء

ويشيعه في كل سماء مقربوها

وهم يتعجبون من طيب ريح هذه الروح الطيبة

حتى يبلغوا بها السماء السابعة

فيأمر الرب سبحانه ملائكته أن يعيدوا هذه الروح

إلى الأرض لتكرّم في قبرها

ويكتب كتاب ذلك العبد في موضع عال

من السماء السابعة .

وتعاد هذه الروح المباركة إلى قبرها

فيتولى الملائكة سؤالها عن ربها ودينها ورسولها

فتجيب بأحسن جواب وأفضله

فتقول ربي الله، ونبي محمد، وديني الإسلام !!

فيأمر الله بأن يفسح في قبر هذا العبد المؤمن

ويأتيه من روح الجنة

وريحانها ما يجعله يتمنى أن يقيم الله الساعة

حتى يجتمع بأهله وماله.





وأما الفاجر فيأتيه ملائكة العذاب

في صورة مرعبة سود الوجوه

معهم أكفان من نار، فيجلسون منه مَدَّ البصر

ويجلس ملك الموت عند رأسه فيتنزع روحه فيعاني

من ذلك شدة وألما عظيماً

فإذا انتزع روحه أخذها منه ملائكة العذاب

فيجعلونها في أكفان من نار

فتخرج منها ريح منتنة

فيصعدون بها إلى السماء فلا تفتح لهم

ويأمر الله سبحانه أن تعاد هذه الروح الخبيثة

إلى الأرض فترمى رمياً

وتعاد روحه في جسده

فيأتيه ملكان فيسألانه عن ربه ودينه ورسوله

فلا يدري ما يجيب به

ويقول ها ها !! فيأمر الله أن يفرشوا له من النار

ويفتحوا له باباً من النار، فيأتيه من حرّها وسمومها

ويعلم ما ينتظره في الآخرة

فيدعوا الله ألا يقيم الساعة خوفاً !!.

الفوائد العقدية

1- إثبات عذاب القبر ونعيمه.

2-بيان أن عذاب القبر ونعيمه يقع على الروح والجسد معاً.

3-اختلاف الناس بعد الموت لاختلاف أعمالهم في الدنيا.

4-وجود الملائكة.

5-اختلاف عمل الملائكة.

6-إثبات كلام الله لملائكته .

7-وجود كتاب في عليين فيه أسماء المؤمنين

الصالحين أهل الجنة .

8-بقاء الروح بعد الموت .

9-اختلاف رتب الملائكة بين مقربين ودونهم.

10-الإيمان بالبعث بعد الموت .

11-أن النجاة في الآخرة تكون بالإيمان

والعلم النافع والعمل الصالح.

12-إثبات سؤال الملكين للموتى

هنا
هل رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه

(1) الراوي: البراء بن عازب المحدث: الوادعي

- المصدر: الصحيح المسند -

الصفحة أو الرقم: 150
خلاصة حكم المحدث: حسن

~~~~

(2) الأعراف / اية 40

(3) الحج / 31
ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتب رائعة وثمينة و مفيدة جدا أم الخطاب78 مكتبة طالبة العلم المقروءة 8 10-08-15 09:11 PM
الدليل إلى المتون العلمية أمةالله المتون العلمية 58 17-01-08 10:11 PM
شرح العقيدة الطحاوية نور الإسلام روضة العقيدة 0 15-07-07 11:08 AM
الفوائد الحسان من شرح الشيخ سليمان العلوان على العقيدة الواسطية عائشة صقر روضة العقيدة 8 24-05-07 09:46 PM
~ مكتبة طالب العلم ~ بشـرى مكتبة طالبة العلم الصوتية 8 18-02-07 05:40 PM


الساعة الآن 08:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .