العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة التزكية والرقائق

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-11-15, 03:05 PM   #21
أَمَةُ الله
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

& ..............&

&.. المُعين الرابع: العمل به:

أن يقرأ القرآن بنية العمل ، فيقف عند آياته ينظر ماذا تطلب منه ، هل أمر يؤمر به ، أو شيء ينهى عنه ، أو فضيلة يدعى للتحلي بها ، أو خطر يحيق به يحذر منه ، وهكذا ،
فإن القرآن هو الدليل العملي لتشغيل النفس وصيانتها ، ينبغي أن يكون قريبًا من كل مسلم يربي به نفسه ويهذبها.


سُئلت عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
ما كان خلق رســــول الله ؟ فقالت: " كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى لرضاه" رواه مسلم.

وعن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان وابن مسعود وأبي بن كعب رضي الله عنهم:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرؤهم العشر ، فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل ، فتعلمنا القرآن والعمل جميعًا" .

يقول ابن مسعود: إذا سمعت { يا أيُها الذينَ آمَنوا } فارعها سمعك؛ فخيرًا تؤمر به، أو شرًا تنهى عنه.


& ..............&

يتبع بإذن الله مع ...
المُعين الخامس: "قيام الليل"



توقيع أَمَةُ الله
اَلْحَمْدُ للهِ حَمْدًا يَلِيقُ بِجَلَالِ وَجْهِهِ وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ.
أَمَةُ الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-15, 03:10 PM   #22
أَمَةُ الله
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

& ..............&

& .. المُعين الخامس: قيام الليل

إن الليل -وخاصة وقت السحر- من أفضل الأوقات للتذكر ، فالذاكرة تكون في أعلى مستوى بسبب الهدوء والصفاء ، وبسبب بركة الوقت ، وفتح أبواب السماء.

والقراءة في الليل يحصل معها الصفاء والهدوء، حيث لا أصوات تشغل الأذن، ولا صور تشغل العين، فيحصل التركيز التام، وهو يؤدي إلى وصول معاني القرآن
إلى القلب، فيحصل قوة التدبر والتفكر، وقوة الحفظ والرسوخ لألفاظ القرآن ومعانيه ، مما يدل على كون القراءة في الليل أحد مفاتيح التدبر.

قال تعالى: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا } (79:الإسراء)

فدلت الآية على أن التهجد بالقرآن طريق للوصول إلى المقامات العالية في الآخرة، والآية خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته،
وإن كان مقامه صلى الله عليه وسلم أعلى من مقام بقية المؤمنين.

وقال تعالى:{ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً } (6:المزمل)
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "هو أجدر أن يفقه القرآن " .

ومعنى ناشئة الليل: أي القيام بعد النوم ، وبه يجتمع راحة البدن والروح، فيحصل بذلك اجتماع القلب على قراءة القرآن وتدبره،
أما القراءة حين التعب والإجهاد فإن التدبر والفهم يكون ضعيفًا.

& ..............&

ويقول ابن حجر - عن مدارسة جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ليلة من رمضان - :
" المقصود من التلاوة الحضور والفهم، لأن الليل مظنة ذلك؛ لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية " اهـ فتح الباري ج9/ص45 .

وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما:
" إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار " .


& ..............&

يتبع بإذن الله مع ...
المُعين السادس: "التكرار والتوقف"

التعديل الأخير تم بواسطة أَمَةُ الله ; 28-11-15 الساعة 03:12 PM
أَمَةُ الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-15, 03:21 PM   #23
أَمَةُ الله
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

& ..............&

& .. المُعين السادس: التكرار والتوقف.

أي: التوقف حين القراءة، أو تكرار الآية؛ لاستحضار المعاني، والتعمُّق في فهمه.

وكلما طال التوقف وكثر التكرار، كلما زادت المعاني التي تفهم من النص، بشرط عدم شرود الذهن.

والتكرار - أيضًا - قد يحصل لا إراديًا تعظيمًا أو إعجابًا بما قرأ ، وهذا مشاهد في واقع الناس، حينما يعجب أحدهم بجملة أو قصة فإنه يكثر من تكرارها على نفسه أو غيره.

التكرار: نتيجة وثمرة للفهم والتدبر ، وهو أيضًا وسيلة إليه حينما لا يوجد.

& ..............&

قال ابن مسعود رضي الله عنه:
"لا تهذوه هذو الشعر ولا تنثروه نثر الدقل (التمر الرديء) ، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب، ولا يكن هَمُّ أحدكم آخر السورة" .

وقال ابن قدامة:
"وليعلم أن ما يقرأه ليس كلام بشر، وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه، ويتدبر كلامه؛ فإن التدبر هو المقصود من القراءة، وإن لم يحصل التدبر إلا بترديد الآية فليرددها"
[ مختصر منهاج القاصدين: 68 ]

قال أبو ذر رضي الله عنه:
"قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها: { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (118:المائدة)
صححه الألباني.

& ..............&

وفي مصنف ابن أبي شيبة عباد بن حمزة قال:
" دخلت على أسماء رضي الله عنها وهي تقرأ: { فَمَنَّ اللهُ عَلينا وَوَقانا عَذابَ السَّمُوم } (27:الطور)
قال: فوقفت عليها فجعلت تستعيذ وتدعو ، قال عباد: فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي فيها بعد تستعيذ وتدعو" .

وفيه عن القاسم بن أبي أيوب أن -سعيد بن جبير- ردَّدَ هذه الآية:
{ واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله } (281:البقرة) بضعًا وعشرين مرة.

وردَّدَ الحسن البصري ليلة: { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } (18:النحل)
حتى أصبح ، فقيل له في ذلك ، فقال: إن فيها معتبرًا ما نرفع طرفًا ولا نرده إلا وقع على نعمة , وما لا نعلمه من نعم الله أكثر " .

وقام تميم الداري رضي الله عنه بآية حتى أصبح:
{ أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ } (21:الجاثية)

& ..............&

يتبع بإذن الله مع ...

المُعين السابع والأخير: "حفظ القرآن"
أَمَةُ الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-15, 08:25 PM   #24
أَمَةُ الله
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

& ..............&

& .. المُعين السابع والأخير: حفظ القرآن.


قال الله تعالى : { بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ } (العنكبوت:49)

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب "

ومن المعلوم أن البيت الخرب هو مأوى الشياطين، فكذلك القلب الخرب الذي ليس فيه شيء من القرآن.
أما القلب العامر بحفظ القرآن فلا يقربه شيطان، وبإذن الله تعالى لا يتمكن من إيذائه.

وقال ابن مسعود رضي الله عنه:
" إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره " .

& ..............&

ومثل حافظ القرآن وغير الحافظ ؛ مثل اثنين في سفر:
الأول: زاده التمر ، والثاني: زاده الدقيق.
فالأول: يأكل متى شاء وهو على راحلته.
والثاني: لا بد له من نزول ، وعجن ، وإيقاد نار ، وخبز ، وانتظار نضج.


وقال سهل بن عبد الله: لأحد طلابه: أتحفظ القرآن ؟ قال: لا ؟
قال: واغوثاه لمؤمن لا يحفظ القرآن ! فبم يترنم؟ فبم يتنعم ؟ فبم يناجي ربه ؟

& ..............&

هذا المقصود من كون الحفظ أحد مفاتيح التدبر؛ لأنه متى كانت الآية محفوظة فتكون حاضرة.
ويتم تنزيلها على النوازل والمواقف التي تمر بالشخص في الحياة اليومية بشكل سريع ومباشر.
أما إذا كان القرآن في الرفوف فقط؛ فكيف يمكن لنا أن نطبقه على حياتنا ؟


يتبع بإذن الله مع ...

& ...علامات التدبر:
.
.
.
أَمَةُ الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-15, 08:00 PM   #25
أَمَةُ الله
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

& ..............&

& ... علامات التدبر:

ذكر الله تعالى في كتابه الكريم علامات وصفات تصف حقيقة تدبر القرآن وتوضحه بجلاء من ذلك:
1- { وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ } [(83) سورة المائدة].

2- { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [(2) سورة الأنفال].

3- { وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [(124) سورة التوبة].

4- { قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا
لَمَفْعُولاً
* وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا } [(107-109) سورة الإسراء].

5- { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا } [(58) سورة مريم].

6- { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا } [(73) سورة الفرقان].

7- { وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } [(53) سورة القصص ].

8-{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ
ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }
[ (23) سورة الزمر].

& ..............&

فتحصل من الآيات السابقة سبع علامات هي:
1- اجتماع القلب والفكر حين القراءة، ودليله التوقف تعجبًا وتعظيمًا.
2- البكاء من خشية الله.
3- زيادة الخشوع.
4- زيادة الإيمان، ودليله التكرار العفوي للآيات.
5- الفرح والاستبشار.
6-القشعريرة خوفًا من الله تعالى، ثم غلبة الرجاء والسكينة.
7- السجود تعظيمًا لله عز وجل.

فمن وجد واحدة من هذه الصفات ، أو أكثر فقد وصل إلى حالة التدبر والتفكـــر.
أما من لم يحصل أياً من هذه العلامات فهو محروم من تدبر القرآن، ولم يصل بعد إلى شيء من كنوزه وذخائره.

التعديل الأخير تم بواسطة أَمَةُ الله ; 04-12-15 الساعة 08:02 PM
أَمَةُ الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-15, 05:18 PM   #26
أَمَةُ الله
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

الصفة الثانية عشر والأخيرة من صفات عباد الرحمن.
& ..............&

&..الدعاء بصلاح الأزواج والذرية والإمامة في الدين .. &


{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ } (الفرقان:74)

& ..............&
وقد حدثنا الله عن حالهم في أنفسهم أنهم { يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا
وأما حالهم مع الناس فهو حال من لا يشغل نفسه بالسفهاء ولا يخاطب الجاهلين إلا سلاما
{ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا } وعن حالهم مع الله { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا }
وعن خوفهم من عذاب الله ورجائهم في عفوه ورحمته { والذينَ يَقولونَ رَبنا اصرِف عنّا عَذابَ جَهنّم إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا }
ثم وصف حالهم في أموالهم فقال تعالى :{ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً }
ثم وصفهم الله بعمل الخيرات واجتناب السيئات فهم { وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) } ،
ثم وصفهم الله بأنهم { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا } ،
ثم ذكر الله تعالى تجاوبهم مع آياته فوصفهم بأنهم { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا }

& ..............&



واليوم نتناول الصفة الأخيرة من صفاتهم وهي الواردة في قوله تعالى:
{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ } (الفرقان:74)

& ..............&

فعباد الرحمن يدعون الله ويسألونه أن يهب لهم من أزواجهم وذرياتهم ما تقر به أعينهم وتسر به قلوبهم وتنشرح به صدورهم ، وأن يجعلهم أئمة وقدوة للمتقين.

* وقرة العين معناها: سكونها.

والعين بطبيعتها دائماً تتحرك وتلتفت يميناً وشمالاً تبحث عن الأفضل، لكن حينما تحصل العين على مطلوبها من زوجة صالحة أو من ولد صالح تقر هذه العين.
أي: لا تلتفت إلى غيرها من النساء ، ولا إلى أولاد الناس، فلا تكثر هذه العين الحركة، فهم يريدون أن يكون لهم أهل صالحون وأولاد صالحون وتقر عيونهم بهؤلاء الصالحين.

فعين المؤمن تقر بامرأة صالحة ؛ تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، وتحفظه إذا غاب ، وتعينه على طاعة الله ، وتحذره من المعصية.

قال تعالى: { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } (البقرة:201)

قال الإمام الشوكاني في تفسيره لهذه الآية:
قيل: إن حسنة الدنيا هي الزوجة الصالحة، وحسنة الآخرة هي الحور العين.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر:
( ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء ؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته ) رواه أبو داود.

& ..............&

والمرأة إن وَعَتْ معنى الطاعة وأدّتها بحقّها فإنها تملك قلب زوجها ، وتكسب ثقته ، ودوام حبّه ، فيقابلها بأضعاف ما أعطته حتى يصير الأمر كأنه هو الذي يطيعها ، ويلبّي رغباتها.

قليل من النساء من يفهم ذلك ، وأقل منهن من تعمل به.
لا شك أن الطاعة تقوّي أواصر المحبة بين الزوجين ، وعندما تحب الزوجة زوجها ستؤدي جميع حقوق زوجها عليها ، وما ذلك إلا صورة عملية وإشعار لزوجها بالحب الذي استقر في قلبها ،
لهذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ، إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ، وإذا أقسمت عليها أبرتك ، وإذا غبت عنها حفظتك في عرضها ومالها ).

إنها زوجة صالحة ، محبة ، تبتسم لزوجها حينما ينظر إليها فلا تقطيب للحاجبين ، ولا نظرات شزرة بل ابتسامات مفعمة بالحب والبشر.

فالمرأة الصالحة عون للزوج في الدنيا والآخرة.
يقول الشاعر:
وزوجة المرء عون يستعين به *** على الحياة ونور في دياجيها
مسلاة فكرته إن بات في كدرٍ *** مدّت له تواسه أياديها
في الحزن فرحته تحنو فتجعله *** ينسى آلاماً قد كان يعافيها
وزوجها يدأب في تحصيل عيشه *** دأباً ويُجهد منه النفس يشقيها
إن عاد للبيت وجد ثغر زوجته *** يَفْتُرُ عمّا يسُّر النفس يُشفيها
وزوجُها مَلِكٌ، والبيت مملكةٌ *** والحب عطر يسري في نواحيها

& ..............&

والمرأة الصالحة ليست كالمرأة التي تقول لزوجها هات وهات ، ألست كفلان وفلان الذي يكتسب كذا وكذا ، ويأتي لزوجته بكذا وكذا .... كل يوم موضات وتقليعات.... ماكياجات وتسريحات وإكسسوارات ....وإزاء كل هذه المعروضات تجد نفسها في مسابقة ومنافسة مع أقرانها في مسايرة كل جديد وما أكثره كل يوم.... فيكون العبء في توفير ذلك على الزوج ..... من أين لا يهم....
من حلال أو حرام ....من سحت أو غيره.... لا يهم !! فإذا خرج من البيت كانت قائمة الطلبات الكثيرة أمامه.

فإذا قال لها ومن أين لي ثمن ذلك ؟!
تقول: لا يهمني ! مثل ما فعلوا افعل !! وربما تعيره بفقره وقلة ذات يده فيركب مركب السوء فيهلك.

وفي هذا المعنى قال أحد الشعراء لزوجته:
فأنت التي إن شئتِ أشقيتِ عيشتي *** وأنتِ التي إن شئت أرحتِ باليا
فأشهد عند الله أني أحبها *** فهذا لها عندي فما عندها ليا


& ..............&

لقد كانت المرأةُ من نساء السلف الصالح تقول لزوجها إذا خرج لكسبٍ أو تجارة:
اتق الله فينا ، إياك وكسبَ الحرام فإنا نصبر على الجوع والعطش ، ولا نصبر على حرِّ النار وغضب الجبار.
فما أحوج المؤمن إلى زوجة تذكره بالله، وتوقفه عند حدود الله، وهي التي أوصانا بها الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:
( ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وزوجةً مؤمنةً صالحةً تعينه على آخرته ) أخرجه أبو نعيم والحاكم.


وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( من سعادة بن آدم ثلاثة، ومن شقوة بن آدم ثلاثة:
من سعادة بن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح.
ومن شقوة بن آدم: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء ) رواه مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم:
( ثلاثة من السعادة، المرأة الصالحة، تراها تعجبك، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطيئة (ذلول سريعة السير)، تلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق.
وثلاثة من الشقاء: المرأة تراها فتسوءك، وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفاً (بطيئة)، فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك،
والدار تكون ضيقة قليلة المرافق ) حسنه الألباني في صحيح الجامع.


& ..............&


يتبع بإذن الله مع ...
& ...الأولاد قُرَةُ العَين:

.
.
.
أَمَةُ الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-15, 02:28 PM   #27
أَمَةُ الله
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

& ..............&

& ... الأولاد قُرَةُ العَين:

الأولاد هم ثمار القلوب، وعماد الظهور، وهم من زينة الحياة الدنيا وبهجتها، بهم تسر النفوس، وتقر العيون قال سبحانه وتعالى: { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاة الدُّنْيَا } (الكهف:46) .

وحب الأبوين لأولادهما حب بالفطرة، والوالدان هما مظهر الحنان والرحمة والشفقة بما أودعه الله فيهما من تلك المعاني، ولولا ذلك ما اهتم الوالدان برعاية أولادهما، ولا بكفالتهم، ولا بالقيام بأمورهم، والسهر من أجلهم.
قال تعالى: { وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ } (الأنفال:28) .

ومعنى الآية: واعلموا - أيها المؤمنون - أن أموالكم التي استخلفكم الله فيها، وأولادكم الذين وهبهم الله لكم اختبار مـن الله وابتلاء لعباده
أيشكـرونه عليها ويطيعونه فيها أو ينشغلون بها عنه ؟

& ..............&

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( كلكم راع وكلكم مسئول، فالإمام راع وهو مسئول، والرجل راع على أهله وهو مسئول، والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسئولة، والعبد راع على مال سيده
وهو مسئول، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول ) رواه البخاري.

والراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه , وما هو تحت نظره, ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه,
والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته، ومن هنا نفهم أن المسئولية ليست فقط في الإنفاق، ولكن في غرس القيم والمباديء الإسلامية.

& ..............&

فعلى الأبوين الاهتمام بحسن تنشئة الأولاد، ويسألان الله تعالى بما دعا به عبادُ الرحمن
{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } (الفرقان:74) .

ومع الدعاء يجب الأخذ بالأسباب، فيراعَى التوازن في معاملة الأولاد، فلا مبالغة في اللين معهم مبالغة تدفعهم إلى التسيب والفساد،
ولا مغالاة في الشدة بما يضرهم في الدين والدنيا، وذلك يحتاج إلى تعاون وثيق بين الأبوين ليقوم كل بدوره.

& ..............&
يتبع بإذن الله مع ...
& ...سؤال الله الإمامة في الدين:


.
.

التعديل الأخير تم بواسطة أَمَةُ الله ; 10-12-15 الساعة 02:31 PM
أَمَةُ الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-12-15, 09:28 PM   #28
أَمَةُ الله
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

& ..............&

& ... سؤال الله الإمامة في الدين:


{ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } (الفرقان:74)

فانظروا إخواني إلى الطموح، إنه طموح عظيم، فهم لا يريدون فقط أن يكونوا متقين، بل ولا يريدون أن يكونوا تبعاً للمتقين، وإنما يريدون أن يكونوا أئمة وهداة للناس إلى تقوى الله عز وجل، وهذا هو الطموح الذي يجب أن يتنافس فيه الناس، فالناس عليهم أن يتنافسوا في مثل هذه الأمور،
كما قال تعالى: { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } (المطففين:26)


فهم يريدون أن يكونوا هم قادة الفكر، ودعاة الحق في هذا العالم، ويُقتدى بهم في تقواهم وطاعتهم لله عز وجل، أما أن يكونوا تبعاً فهذا طيب،
لكن خير لهم أن يكونوا أئمة يُقتدى بهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) .

وليس معنى ذلك أنهم يريدون السلطة والكبرياء في الأرض، فهناك فرق بين من يريد أن يكون إماماً في تقوى الله عز وجل، وبين من يريد أن يكون صاحب سلطة،
فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبحث الإنسان عن السلطة، اللهم إلا إذا كانت لمصلحة هذا الدين،
وقد قال عليه الصلاة والسلام لـعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه: (يا عبد الرحمن بن سمرة! لا تسأل الإمارة؛ فإنك إن أعطيتها عن مسألة وُكلت إليها،
وإن أعطيتها عن غير مسألة أُعنت عليها).

& ..............&

ولذلك المسلم يجب عليه أن يكون طموحاً لأن يكون قدوة في الخير، أما أن ينافس الناس على المناصب الدنيوية العالية فهذه ليست صفة المؤمن.
اللهم إلا إذا كان الأمر كما قال يوسف عليه الصلاة والسلام:
{ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } (يوسف:55)

وذلك إذا رأى فساداً في المجتمع، ورأى أنه باستطاعته أن يصلح في أوضاع هذا المجتمع، فيمكن أن يكون طموحاً إلى مثل هذا المركز،
لا من أجل أن يتخذه وسيلة لأن يتخذ أمر المسلمين كالوسادة ليحقق مآربه، إلى غير أهله، ولا ليريد أن يطغى من خلال هذا المنصب،
أو يفرض قوة فوق قوة الله عز وجل كما يعتقد، وإنما يريد فقط أن يصلح في هذا المجتمع، ففي مثل هذه الحال يُطلب المنصب.

& ..............&


& ... العلاقة بين الدعاء بصلاح الأزواج والذرية والإمامة في الدين.

لو تدبرنا العلاقة بين قوله سبحانه وتعالى: { وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } وما قبلها، يتضح ما يلي:

1 ـ إن صلاح الزوج ( يشمل الزوجين والذرية ) من أهم ما يعين على تحقيق الإمامة.
إذ يَحِسُّ بالسكن والطمأنينة، مما يعينه على الوصول إليها والقيام بحقوقها.

2 ـ إن من صفات من يكون للمتقين إماماً:
أن يعني بزوجه وذريته؛ فهم أحق الناس بإمامته ..

التعديل الأخير تم بواسطة أَمَةُ الله ; 14-12-15 الساعة 09:36 PM
أَمَةُ الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-12-15, 10:49 PM   #29
أَمَةُ الله
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

الخاتمـــة
& ..............&

&..وصــــف الجنــــة.. &

{ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا }

وبعد هذه الرحلة مع صفات عباد الرحمن يأتي الحديث عن جزائهم من الله الكريم فقال تعالى:
{ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) } (سورة الفرقان)
& ..............&

لما ذكر تعالى أوصاف عباده المؤمنين قال:
( أُولَئِكَ ) المتصفون بهذه الصفات.
( يُجْزَوْنَ ) يوم القيامة.
( الْغُرْفَةَ ) وهي الجنة ، والغرفة في اللغة: البناء فوق البناء، وهذا كناية أن جزاء المؤمن هو الدرجة الرفيعة، كالأعلى ما يكون في البنيان،
فهؤلاء لهم الغرفة عند ربهم أي أعالي الجنات.
الفردوس الأعلى من الجنة ، نسأل الله أن يجعلنا من أهلها.
( بِمَا صَبَرُوا ) على القيام بذلك
( وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا ) أي: في الجنة.
( تَحِيَّةً وَسَلَامًا ) أي: يبتدرون فيها بالتحية والإكرام ، ويلقون فيها التوقير والاحترام ، فلهم السلام وعليهم السلام ، فإن الملائكة يدخلون عليهم من كل باب ،
سلام عليكم بما صبرتم ، فنعم عقبى الدار.

( خَالِدِينَ فِيهَا ) أي: مقيمين ، لا يحولون ولا يموتون ، ولا يزولون عنها ولا يبغون عنها حولا.
وقوله ( حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ) أي: حسنت منظرا وطابت مقيلا ومنزلا.

& ..............&

&... وصف نعيم أهل الجنة:
إن الحديث عن الجنة يسوق النفوس إلى رحاب الملك القدوس ، الجنة هي دار النعيم والجزاء الجزيل الذي أعده الله لأهل طاعته ، وهي نعيم كامل لا يشوبه نقص ولا يعكر صفوه كدر ، لا نكد فيها ولا خصام ،لا مرض ولا أسقام ،لاهم ولا غم ولا حزن ولا تعب ولا نوم .

أحزان قلبي لا تزول ** حتى أبشر بالقبول
وأرى كتابي باليمين ** وتقر عيني بالرسول


قيل للإمام أحمد: متى الراحة ؟ قال: عند وضع أول قدم في الجنة.

& ..............&

يقول جل وعلا: { إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً * يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً * عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً * إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً } (الإنسان:5-22)

وفي الصحيحين عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: « قال الله عزَّ وجلَّ: أعْدَدْتُ لعبادي الصالحينَ مَا لاَ عَيْنٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعتْ
ولا خطرَ على قلب بَشَر. وأقْرَؤوا إن شئتُم { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } » (السجدة: 17)

وذكر النبي صلى الله عليه وسلم الجنة يوماً لأصحابه فقال: (هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، ونهر مضطرب، وقصر مشيد، وزوجة حسناء جميلة،
وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة، وحلل كثيرة، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ألا من مشمر للجنة؟
فقال الصحابة: نحن المشمرون لها يا رسول الله؛ فقال صلى الله عليه وسلم لهم: قولوا إن شاء الله عز وجل).
أخرجه ابن ماجه من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما.

وقال أبو هريرة: قلنا: يا رسول الله! حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟
فقال صلى الله عليه وسلم: لبنة من ذهب، ولبنة من فضة ملاطها المسك – أي مونتها- ، وحصباؤها -الحصى- اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران،
من دخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه) أخرجه أحمد.

& ..............&

يتبع بإذن الله مع ...
& ...صفة أهل الجنة:


.
.

التعديل الأخير تم بواسطة أَمَةُ الله ; 14-12-15 الساعة 10:52 PM
أَمَةُ الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-16, 06:20 PM   #30
أَمَةُ الله
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

& ..............&

& ...صفة أهل الجنة :

عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر في ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون - ا مخاط ولا تفل- أمشاطهم الذهب والفضة ، ورشحهم المسك، وأزواجهم من الحور العين، على صورة أبيهم آدم، ستون ذارعاً في السماء) رواه البخاري ومسلم.

(لا يبولون ولا يتغوطون) لا بول ولا غائط في الجنة.

إذاً: أين يذهب الطعام والشراب؟

يخرج على الأجساد مسكاً؛ لأنه لا يحق إطلاقاً أن يكون عند الله في جنته بول أو براز.

& ..............&

وفي رواية الإمام البيهقي أنه قال:
(جمالهم كجمال يوسف، وقلبهم كقلب أيوب)
جمال أهل الجنة كجمال يوسف، وقلوب أهل الجنة على قلب أيوب الصابر الذي صبر على قضاء الله وقدره.

& ... طعامهم وشرابهم ولباسهم :

قال تعالى: { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ * عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيماً * إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً * وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ * إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً * لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ }
[الواقعة:10-40]

أما لباسهم: { وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } (فاطر:33) .

& ..............&

وهم يأكلون ما يشاءون ولا يتخمون أبدًا بل إذا أكل الإنسان منهم وأراد أن يأكل غير ذلك أخرج ما أكل رشحا يرشحه ، عرقا يعرقه لا بول ولا غائط وإنما عرق رائحته كرائحة المسك بفضل الله ورحمته وكرمه سبحانه وتعالى.

عن جابر رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال:
( إن أهل الجنةِ يَأكلُون فيها ويشْرَبُون ولا يتفُلُون ولا يبُولونَ ولا يَتَغَوَّطونَ ولا يمْتَخِطون، قالوا: فما بالُ الطعام؟ قال: جُشاءٌ ورَشْحٌ كَرشحِ المسكِ يُلْهَمُونَ التسبيحَ والتحميدَ كما يُلْهَمُونَ النَّفس )

وعن زيدِ بن أرقمَ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال:
« والذي نفسُ محمدٍ بيدِه إن أحدَهُمْ (يعني أهل الجنةِ) ليُعْطَى قوةَ مائةِ رجلٍ في الأكل والشرب والجماعِ والشهوةِ، تكون حاجةُ أحدهم رَشْحاً يفيض مِنْ جلودهم كرشْحِ المسْكِ فَيَضْمُر بطنه » أخرجه أحمد والنسائي.

وعن أبي سعيد رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قالَ:
« إذا دخل أهل الجنةِ الجنة ينادِي منادٍ: إنَّ لكمْ أنّ تَصِحُّوا فلا تَسْقموا أبداً، وإنَّ لكم أن تَحْيَوْا فلا تموتوا أبداً، وإنَّ لكم أن تشِبُّوا فلا تَهرموا أبداً، وإنَّ لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً، وذلك قولُ الله عز وجل: { وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } » (الأعراف:43)

& ..............&

يتبع بإذن الله مع ...

& ...صفة أزواج أهل الجنة:

.
.

أَمَةُ الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .