العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضـة الفتاوى الشرعية

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-08-09, 04:54 AM   #1
سحابه
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 01-08-2009
المشاركات: 33
سحابه is on a distinguished road
q البكاء والأموات؟

ماصحة ان بكاء الاهل يصل الى الميت ويزعجه ذلك اويحرقه؟
سحابه غير متواجد حالياً  
قديم 16-08-09, 06:16 PM   #2
زياد عوض
حفظه الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: 15-02-2009
المشاركات: 152
زياد عوض is on a distinguished road
افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
ثبت عند مسلم ، وغيره من حديث ابن عمر : أنَّ حَفْصَةَ بَكَتْ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ : مَهْلاً يَا بُنَيَّةُ أَلَمْ تَعْلَمِى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :"إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ". وثبت أنَّ النَّبي بكى عند موته ابنه إبراهيم فعَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : " دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ ، وَكَانَ ظِئْرًا لإِبْرَاهِيمَ ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبْرَاهِيمَ ، فَقَبَّلهُ وَشَمَّهُ ، ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَذْرُفَانِ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ : وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ : يا ابن عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَةٌ ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى ، فَقَالَ : إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ ، وَلا نَقُولُ إِلا مَا يَرْضَى رَبُّنَا ، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُنُونَ ". مُتَّفَقٌ عَلَيه، وثبت بكاؤه عند وفاة ابن بنته عَنْ أُسَامَةَ ، قَالَ : حُضِرَ ابنٌ لِبِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أَنْ يَجِيءَ ، قَالَ : إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَمَا أَعْطَى ، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ إِلَى أجَلٍ مُسَمًّى ، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ ، فَرَدَّتْ إِلَيْهِ الرَّسُولَ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَمَا جَاءَ ، قَالَ : فَقَامَ وَقُمْنَا وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ أَحْسِبُهُ ، فَرُفِعَ الصَّبِيُّ إِلَى حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ ، قَالَ : فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : هَذِهِ الرَّحْمَةُ يَضَعُهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ ". مُتَّفَقٌ عَلَيه
وقد اختلف أهل العلم في كيفية الجمع بين هذه الأحاديث ، قال النووي في شرحه على مسلم:
أنَّ سعدا ظنَّ أنَّ جميع أنواع البكاء حرام ، وأنَّ دمع العين حرام ، وظنَّ أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه و سلم نسي فذكره ، فأعلمه النَّبي صلى الله عليه و سلم أنَّ مجرد البكاء ، ودمع بعين ليس بحرام ، ولا مكروه بل هو رحمة وفضيلة ، وإنما المحرم النوح والندب والبكاء المقرون بهما أو بأحدهما ، كما سيأتي في الأحاديث إنَّ الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا أو يرحم وأشار إلى لسانه ، وفي الحديث الآخر العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول ما يسخط الله ، وفي الحديث الآخر ما لم يكن لقع أو لقلقة ، انتهى كلامه .
وقال ابو حعفر الطحاوي في شرح معاني الآثار عند حديث بكاء النبي على ابنه ابراهيم:
فَأَخْبَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ , بِالْبُكَاءِ الَّذِي نَهَى عَنْهُ فِي الْأَحَادِيثِ الْأُوَلِ , وَأَنَّهُ الْبُكَاءُ الَّذِي مَعَهُ الصَّوْتُ الشَّدِيدُ , وَلَطْمُ الْوُجُوهِ , وَشَقُّ الْجُيُوبِ . وَبَيَّنَ أَنَّ مَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْبُكَاءِ , فَمَا فُعِلَ مِنْ جِهَةِ الرَّحْمَةِ , أَنَّهُ بِخِلَافِ ذَلِكَ الْبُكَاءِ الَّذِي نُهِيَ عَنْهُ ، انتهى كلامه .
وفي حديث ابن عمر أنَّ الميت يعذب ببكاء أهله عليه، وقد ذكر العلماء أجوبة عن كون الميت يُعذب ببكاء أهله عليه، والله عز وجل قد قال: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164]، وأنَّ الإنسان لا يعذب بجريرة غيره، وبذنب غيره، وإنما يُعذب بعمله، فمن الأجوبة التي أجاب بها العلماء ما ذكره ابن القيم في تهذيب السنن فقال: ثُمَّ سَلَكُوا فِي ذَلِكَ طُرُقًا .
أَحَدهَا : أَنَّ ذَلِكَ خَاصّ بِمَنْ أَوْصَى أَنْ يُنَاح عَلَيْهِ , فَيَكُون النَّوْح بِسَبَبِ فِعْله , وَيَكُون هَذَا جَارِيًا عَلَى الْمُتَعَارَف مِنْ عَادَة الْجَاهِلِيَّة , كَمَا قَالَ قَائِلهمْ : إِذَا مُتّ فَانْعِينِي بِمَا أَنَا أَهْله ..... وَشُقِّي عَلَيَّ الْجَيْب يَا اِبْنَة مَعْبَد، وَهُوَ كَثِير فِي شِعْرهمْ . وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَتَسَبَّب إِلَى ذَلِكَ بِوَصِيَّةٍ وَلَا غَيْرهَا فَلَا يَتَنَاوَلهُ الْحَدِيث . وَهَذَا ضَعِيف مِنْ وَجْهَيْنِ : أَحَدهمَا : أَنَّ اللَّفْظ عَامّ . الثَّانِي : أَنَّ عُمَر وَالصَّحَابَة فَهِمُوا مِنْهُ حُصُول ذَلِكَ , وَإِنْ لَمْ يُوصِ بِهِ . وَمِنْ وَجْه آخَر : وَهُوَ أَنَّ الْوَصِيَّة بِذَلِكَ حَرَام يَسْتَحِقّ بِهَا التَّعْذِيب نِيحَ عَلَيْهِ أَمْ لَا . وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا عَلَّقَ التَّعْذِيب بِالنِّيَاحَةِ لَا بِالْوَصِيَّةِ .
الْمَسْلَك الثَّانِي : أَنَّ ذَلِكَ خَاصّ بِمَنْ كَانَ النَّوْح مِنْ عَادَته وَعَادَة قَوْمه وَأَهْله , وَهُوَ يَعْلَم أَنَّهُمْ يَنُوحُونَ عَلَيْهِ إِذَا مَاتَ . فَإِذَا لَمْ يَنْهَهُمْ كَانَ ذَلِكَ رِضًا مِنْهُ بِفِعْلِهِمْ , وَذَلِكَ سَبَب عَذَابه وَهَذَا مَسْلَك الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه , فَإِنَّهُ تَرْجَمَ عَلَيْهِ وَقَالَ " إِذَا كَانَ النَّوْح مِنْ سُنَنه " وَهُوَ قَرِيب مِنْ الْأَوَّل .
الْمَسْلَك الثَّالِث : أَنَّ الْبَاء لَيْسَتْ بَاء السَّبَبِيَّة , وَإِنَّمَا هِيَ بَاء الْمُصَاحَبَة . وَالْمَعْنَى : يُعَذَّب مَعَ بُكَاء أَهْله عَلَيْهِ , أَيْ يَجْتَمِع بُكَاء أَهْله وَعَذَابه , كَقَوْلِهِ : خَرَجَ زَيْد بِسِلَاحِهِ . قَالَ تَعَالَى { وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ } . وَهَذَا الْمَسْلَك بَاطِل قَطْعًا , فَإِنَّهُ لَيْسَ كُلّ مَيِّت يُعَذَّب , وَلِأَنَّ هَذَا اللَّفْظ لَا يَدُلّ إِلَّا عَلَى السَّبَبِيَّة , كَمَا فَهِمَهُ أَعْظَم النَّاس فَهْمًا وَلِهَذَا رَدَّتْهُ عَائِشَة لَمَّا فَهِمَتْ مِنْهُ السَّبَبِيَّة , لِأَنَّ اللَّفْظ الْآخَر الصَّحِيح الَّذِي رَوَاهُ الْمُغِيرَةِ يُبْطِل هَذَا التَّأْوِيل , وَلِأَنَّ الْإِخْبَار بِمُقَارَنَةِ عَذَاب الْمَيِّت الْمُسْتَحِقّ لِلْعَذَابِ لِبُكَاءِ أَهْله لَا فَائِدَة فِيهِ .
الْمَسْلَك الرَّابِع : أَنَّ الْمُرَاد بِالْحَدِيثِ : مَا يَتَأَلَّم بِهِ الْمَيِّت , وَيَتَعَذَّب بِهِ , مِنْ بُكَاء الْحَيّ عَلَيْهِ . وَلَيْسَ الْمُرَاد : أَنَّ اللَّه تَعَالَى يُعَاقِبهُ بِبُكَاءِ الْحَيّ عَلَيْهِ , فَإِنَّ التَّعْذِيب هُوَ مِنْ جِنْس الْأَلَم الَّذِي يَنَالهُ بِمَنْ يُجَاوِرهُ مِمَّا يَتَأَذَّى بِهِ وَنَحْوه . قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " : السَّفَر قِطْعَة مِنْ الْعَذَاب " وَلَيْسَ هَذَا عِقَابًا عَلَى ذَنْب , وَإِنَّمَا هُوَ تَعْذِيب وَتَأَلُّم , فَإِذَا وُبِّخَ الْمَيِّت عَلَى مَا يُنَاح بِهِ عَلَيْهِ لَحِقَهُ مِنْ ذَلِكَ تَأَلُّم وَتَعْذِيب . وَيَدُلّ عَلَى ذَلِكَ : مَا رَوَى الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَنْ النُّعْمَان بْن بَشِير قَالَ : " أُغْمِيَ عَلَى عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة , فَجَعَلَتْ أُخْته عَمْرَة تَبْكِي : وَاجَبَلَاه وَاكَذَا , وَاكَذَا , تُعَدِّد عَلَيْهِ , فَقَالَ حِين أَفَاقَ : مَا قُلْت شَيْئًا إِلَّا قِيلَ لَهُ لِي : أَأَنْت كَذَلِكَ ؟ " . وَقَدْ تَقَدَّمَ قَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن ثَابِت : " فَإِذَا وَجَبَ فَلَا تَبْكِيَنَّ بَاكِيَة " . وَهَذَا أَصَحّ مَا قِيلَ فِي الْحَدِيث ، انتهى كلامه .
زياد عوض غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من أنواع البكاء والتباكي؟؟؟.... أم أمية روضة التزكية والرقائق 3 27-05-07 03:50 PM


الساعة الآن 02:58 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .