العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة آداب طلب العلم

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-03-07, 10:41 AM   #1
أم أســامة
~ كن لله كما يُريد ~
افتراضي الحث على طلب العلم والاجتهاد في جمعه لأبي هلال العسكري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحث على طلب العلم والاجتهاد في جمعه لأبي هلال العسكري


1- والاجتهاد فيما يُكْسبُ العز، ويزيد في النباهة والقدر - راحة العاقل، والتواني عنه عادة الجاهل.

وقلت في نحو ذلك:

وساهر الليل في الحاجات نائمُهُ وواهب المال عند المَحْل iiكاسِبُهُ

وقلت في نحو ذلك:

وليغدُ في تعب يَرُحْ في راحة إن الأمور مُريحُها iiكالمُتْعِبِ

وقلت:

ألا لا يَذمَّ الدهر من كان عاجزاً ولا يعذِلِ الأقدار من كان iiوانيا
فمن لم تُبَلّغْه المعاليَ iiنَفْسُهُ فغير جدير أن ينال iiالمعاليا


ص45 - 46

2- ومِثْل العلو في المكارم مِثْل الصعود في الثنايا[1] والقُلَل[2]، و لا يكون إلا بشق النفس، ومن ظن أنه ينعم في قصد الذرى[3]، والتوقل[4] في القذفات [5] العلا، فقد ظن باطلاً، وتوهم محالاً.ص46

3- وقال الجاحظ: العلم عزيز الجانب، لا يعطيك بعضه، حتى تعطيه كلك، وأنت إذا أعطيته كلك كنت من إعطائه إياك البعض على خطر.

وقد صدق؛ فكم من راغب مجتهد في طلبه لا يحظى منه بطائل على طول تعبه، ومواصلة دأبه ونصبه؛ وذلك إذا نقص ذكاؤه، وكَلَّ ذهنُه، ونَبَتْ قريحتُه.

والفهم إنما يكون مع اعتدال آلته، فإذا عدم الاعتدال لم يكن قبول، كالطينة إذا كانت يابسة، أو مُنْحلَّةً، لم تقبل الختم، وإنما تقبله في حال اعتدالها.

وإذا أكدى الطالب مع الاجتهاد فكيف يكون مع الهوينى والفتور؟! ص47

4- وإن كنت -أيها الأخ- ترغب في سمو القدر، ونباهة الذكر، وارتفاع المنزلة بين الخلق، وتلتمس عزاً لا تَثْلِمه الليالي والأيام، ولا تَتحيَّفُه الدهور والأعوام، وهيبةً بغير سلطان، وغنىً بلا مال، ومنفعةً بغير سلاح، وعلاءاً من غيرِ عشيرة، وأعواناً من غير أجرٍ، وجنداً بلا ديوان وفرض - فعليك بالعلم؛ فاطلبه في مظانه تأتِك المنافع عفواً، وتلق ما تعتمد منها صفواً.

واجتهد في تحصيله ليالي قلائل، ثم تذوَّقْ حلاوة الكرامة مدة عمرك، وتمتع بلذة الشرف فيه بقية أيامك، واستبق لنفسك الذكر به بعد وفاتك.ص48

5- وإذا تدبرت قول أمير المؤمنين علي-رضي الله عنه- فقال: "قيمة كل امرئ ما يحسنه" كنت حقيقاً بالاجتهاد في طلب العلم أَوَانَ قدرتك عليه، غير معذور في التواني عنه، والتقصير فيه؛ لأن العاقل لا يعتمد تخسيس قيمته، ولا يغفل عما يرفع من قدره.ص50

6- وقال بعض الأوائل: لا يتم العلم إلا بستة أشياء:

(1) ذهن ثاقب. (2) وزمان طويل. (3) وكِفاية.
(4) وعمل كثير. (5) ومعلِّم حاذق. (6) وشهوة.

وكلما نقص من هذه الستة شيء نقص بمقداره من العلم.ص52

7- قال أبو هلال: فإذا كان العلم مؤنساً في الوحدة، ووطناً في الغربة، وشرفاً للوضيع، وقوةً للضعيف، ويساراً للمُقْتِر، ونباهة للمغمور، حتى يلحقه بالمشهور المذكور - كان من حقه أن يُؤْثَرَ على أنفس الأعلاق، ويقدم على أكرم العقد، ومن حق من يعرفه حق معرفته أن يجتهد في التماسه؛ ليفوز بفضيلته؛ فإن من كانت هذه خصاله كان التقصير في طلبه قصوراً، والتفريط في تحصيله لا يكون إلا بعدم التوفيق، ومن أقصر عنه أو قَصَّر دونه فليأذن بخسران الصفقة، وليقرَّ بقصور الهمة، وليعترف بنقصان المعرفة، وليعلم أنه غُبِن الحظَّ الأوفر، وخُدع عن النصيب الأجزل، وباع الأرفع بالأدون، ورضي بالأخس عوضاً عن الأنفس، وذلك هو الضلال البعيد.ص54

8- ولِفَضْلِ العلم ما ذلت في التماسه الأعزاء، وتواضع الكبراء، وخضع لأهله ذوو الأحلام الراجحة، والنفوس الأبية، والعقول السليمة، واحتملوا فيه الأذى، وصبروا على المكروه، ومن طلب النفيس خاطر بالنفيس، وصبر على الخسيس.ص58

9- قال أبو هلال: سميت الرياح: المؤتفكات؛ لأنها لا تتماسك، وأصل هذه الكلمة عدم التماسك، وسمي الكذب إفكاً؛ إذ كان يدل على نفسه بالفساد والبطلان، كأنه لا يتماسك.ص59

10- وقال سعيد بن جبير: لا يزال الرجل عالماً ما تعلم، فإذا ترك، كان أجهل ما يكون.

قال الشيخ أبو هلال: ونحو هذا ما قلته:

أُحَقِّرُ نفسي وهي نفس جليلة تَكَنَّفها من جانبيها الفضائلُ
أحاول منها أن تزيد iiفترتقي إلى حيث لا يسمو إليه iiالمحاول
وإن أنت لم تبغِ الزيادة في العلا فأنت على النقصان منهن حاصل

ص62

11- وقيل لبزْرجمهر: بم جمعت هذا العلم الكثير؟!

قال: ببكور كبكور الغراب، وحرص كحرص الخنزير، وصبر كصبر الحمار.

ونحو هذا قول شعبة وقد قيل له: ما بال حديثك نقِيَّاً؟!

قال: لِتَرْكِيَ العصائد بالغدوات.ص65

12- إن الكتب لا تحيي الموتى، ولا تحول الأحمق عاقلاً، ولا البليد ذكياً، ولكن الطبيعة إذا كان فيها أدنى قبول فالكتب تشحذ، وتفتق، وترهف.

ومن أراد أن يعلم كل شيء فينبغي لأهله أن يداووه؛ فإن ذلك إنما تصور له لشيء اعتراه.ص70



توقيع أم أســامة
:

قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِى صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا »
سنن ابن ماجه .


قـال ابـن رجب ـ رحمـه الله ـ: «من مشى في طاعة الله على التسديد والمقاربة فـليبشر، فإنه يصل ويسبق الدائب المجتهد في الأعمال، فليست الفضائل بكثـرة الأعمـال البدنية، لكن بكونها خالصة لله ـ عز وجل ـ صواباً على متابعة السنة، وبكثرة معارف القلوب وأعمالها. فمن كان بالله أعلم، وبدينه وأحكامه وشرائعه، وله أخوف وأحب وأرجى؛ فهو أفضل ممن ليس كذلك وإن كان أكثر منه عملاً بالجوارح».


" لا يعرف حقيقة الصبر إلا من ذاق مرارة التطبيق في العمل , ولا يشعر بأهمية الصبر إلا أهل التطبيق والامتثال والجهاد والتضحية "

:
أم أســامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
92 طريقة لتعويد أولادك على الصلاة السلفية مكتبة طالبة العلم المقروءة 29 23-01-14 02:06 PM


الساعة الآن 10:16 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .