العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . معهد العلوم الشرعية . ~ . > ๑¤๑ أقسام معهد العلوم الشرعية الدراسية ๑¤๑ > || المستوى الأول || > حلية طالب العلم > أرشيف الفصول السابقة

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-05-15, 09:21 PM   #12
صوفيا محمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني 1 |
افتراضي

[frame="10 10"]

تفريغ الدرس الحادي عشر والأخير

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


أما بعد :


فيقول المصنف رحمه الله تعالى : )لا طائفية ولا حزبية يُعقد الولاء والبراء عليها(


الولاء: بمعنى المحبة والتقرب .والبراء: بمعنى البغض والبعد والتخلص .


والمصنف -رحمه الله- سيتكلم هنا على مسألة "الولاء والبراء" وأنها لا تكون إلا باسم الإسلام فقط.


قال -رحمه الله- : ) أهل الإسلام ليس لهم سمة سوى الإسلام


أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم.


فاحذر يا طالب العلم من الحزبية وفِرَّ منها فرارك من الأسد فإنها أعظم العوائق عن العلم(


التحزُّب من العوائق عن الطلب ؛ ينشغل الطالب بعيوب حزب ومحاسن حزب آخر، وينشغل بالرد والانتصار فتضيع الأوقات ولا يسلم من السيئات .وقلَّ من يسلم من هذا في هذا الزمن، ينشغل عن المفيد بغير المفيد .


ثم قال رحمه الله : )وسبب التفريق عن الجماعة (يصير الولاء والبراء على الحزب .المسلمون طائفة واحدة وبالتحزُّب يصير المسلمون طوائف يعادي بعضهم بعضا نسال الله السلامة والعافية.


قال- رحمه الله- : )فكم أوهنت حبل الاتحاد الإسلامي( أوهنت يعني أضعفت.


قال : ) فكم أوهنت حبل الإتحاد الإسلامي وغشيت المسلمين بسببها الغواشي( .من الغشيان وهو بمعنى الغطاء منه قوله تعالى : ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ﴾ [ الليل: 1]


قال: )فاحذر أحزابًا وطوائف مثلها كالميازيب تجمع الماء كَدَرًا وتفرقه هَدَرًا(


الميزاب :معروف مجرى الماء من الحوض


والماء الكدر هو الذي زال صفاؤه


والهَدَر :هنا بمعنى الباطل


إذن المراد أن هذا التحزب لما قال:" كالميازيب تجمع الماء كدرًا"


المراد أن هذا التحزب مثاله كمثال الميزاب تجتمع المياه كما يجتمع أهل الطوائف والأحزاب وتكون كدرا غير صاف ثم تتفرق ويتناحر أهلها، وكل ذلك بالباطل.


قال -رحمه الله- : ) إلا من رحم ربك فكن على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه(. نحن المسلمون قال تعالى : ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [ الحج:78].


نقتفي أثر النبي صلى الله عليه وسلم وأثر أصحابه، مجتهدين في فهم مراد الشارع بأقوال السلف وعلماء المسلمين .


قال- رحمه الله- : )فكن طالب علم على الجادة تقفو الأثر وتتبع السنن تدعو إلى الله على بصيرة على طريق السلف عارفًا لأهل الفضل فضلهم وسابقتهم(.


هذا القيد الأخير لدفع توهم فاسد؛ أعني قوله:" عارفًا لأهل الفضل فضلهم"


إتباع النصوص و السنةوترك الخطأ لايعني انتقاص من وقع في الخطأ من المجتهدين والعلماء !فنحفظ حقهم وقدرهم ولا نتبعهم على خطئهم، فالاحترام والتقدير شيء والاقتداء والإتباع شيء آخر.



قال -رحمه الله- : )نواقض هذه الحلية( أي مفسداتها


قال: ) اعلم- وقانا الله وإياك العثرات- يعني الزلات والأخطاء أن من أعظم خوارم هذه الحلية المفسدة لنظام عقدها:


1-إفشاء السر(. هذه ليست من صفات أهل المروءة ولا المؤمنين .ويُعلًم بأن المتكلم يأتمنك على كلامه ويعتبره سرا بأحد أمرين:


- بقرينة الحال: من إخفاء لصوته أو التفاته وطريقة كلامه.


- وإما أن يكون ذلك بتصريح منه بأنه سر.


وكلا الأمرين: -ما كان بقرينة أو ما صرح فيه -مانع وحاجز للمؤمن من إفشاء السر ومن إظهاره .


قال -رحمه الله-: ) 2- ونقل الكلام من قوم إلى آخرين(. يقصد به "النميمة" والأدق أن يقال: نقل الكلام على وجه الإفساد. وهذا هو مراده قطعا، ولا يعني نقل الكلام مطلقًا لأنه في بعض صوره وحالاته ممدوح.


قال: ) 3-والصلف واللَّسانة( .الصلف: هو الذي يُكثر مدح نفسه،وهذه دائما صفة من لا خير فيه .واللَّسانة: بمعنى اللسن الذي يتفاصح في كلامه ويتكلفه من غير تحرير له واحتراز ،وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الترمذي وغيره: " إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ والمتفيهقون " قال العلماء هم الذين يتطاولون على الناس بكلامهم.


ثم قال -رحمه الله-:) 4- وكثرة الكلام(. هذا داخل في السابق أي في قوله صلى الله عليه وسلم "الثرثارون" وقد جاء عن جمع من أئمة السلف أن كثرة الكلام تذهب الوقار وتقسي القلب. وهذا جاء في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تُكثِروا الكلام بغير ذكر الله فان كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي" .


قال -رحمه الله- : ) 5- والدخول في حديث بين اثنين( هذا من الدناءة؛ تدخل بين اثنين بكلام أو بجلوس أو نحوه ،لا هم دعوك ولا طلبوك ،هذا شأن الثقيل وقد جاء النهي في نصوص الشرع عن هذا الفعل. ولذلك كان من أجمع الآداب وأحسنها قوله صلى الله عليه وسلم :"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"


قال -رحمه الله- : ) 6- والحقد(.


الحقد :أن يحمل الرجل في صدره العداوة والبغضاء وتمني الشر للغير. وكانوا يقولون:" الحِقدُ أمُّ المعاصي" لذلك كان من صفات أهل الجنة صفاء قلوبهم وتطهيرها من الغل والحقد .


قال- رحمه الله- : ) 7- والحسد( . و هذه صفة اليهود ،وهي كراهية النعمة عند أخيك. ومن أشنعها وأبشعها تمني زوالها كذلك ، وقد جاءت نصوص الشرع بالنهي عن الحسد كما في الصحيح: " ولا تحاسدوا " لأن الحسد في حقيقته اعتراض على أمر الله سبحانه وتعالى وقدره وفي ذلك يقول الحكيمُ:


أيَا حَاسـدا لـي عَلَى نِعَمـتِي *** أَتَدْرِي عَلَى مَن أَسَأَت الْأَدَب ؟


أَسـأَت عَلـى الْلَّه فِي حُكْمـه *** لِأَنَّك لَم تـرَض لِي مَا وَهَب .


فَأَخـزَاك رَبـي بِأَن زَادِنـي *** وَسـد عَلَيْك وَجـوَه الْطَّلَب


قال -رحمه الله- : ) 8- وسوء الظن( .


جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّفَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُالْحَدِيثِ" .والظن كما يقولون تهمة تقع في القلب بلا دليل. وسوء الظن يقود العبد إلى عثرات وزلات كثيرة تنتهي بالفجور و تقوده إلى التجسس ثم الغيبة وهكذا ،ولذلك قال الله تعالى : ﴿اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّإِنَّ بَعْضَالظَّنِّإِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُواوَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ﴾ [ الحجرات : 12].


قال- رحمه الله- : ) 9- ومجالسة المبتدعة( المبتدعة يثيرون في مجالسهم الشك والظنون والشبه .وكان الإمام أحمد والسلف ينهون عن مجالسة أهل البدع إلا من متمكِّن لدعوتهم ونحو ذلك فلا بأس .وأما المجالسة والمؤانسة ونحوها فمنهي عنه لأنه يتأثر بهم ويتلوث بأفكارهم من قريب أو بعيد كما هو مشاهد ! وليس ذلك لقوة الباطل والشبه.. لا.. هذا لضعفنا ،نحن كما سبقت الإشارة إليه ضعفاء .


قال -رحمه الله- : ) 10- ونقل الخطى إلى المحارم( . يعني المشي إلى الأماكن الحرام والشبهات.


ثم قال -رحمه الله- : )فاحذر هذه الآثام وأخواتها فإن فعلت وإلا فاعلم أنك رقيق الديانة (. يعني ضعيف الديانة قليل الدين .


)خفيف(. ضد الثقيل هذا يقال لمن يفعل ما يضره ولمن لا هيبة له ولا وزن له عند الناس لدناءته.


قال -رحمه الله- : ) لَعَّاب مغتاب نمَّام( هذه الصفات ضد الصفات المذكورة التي أمر المصنف بالتحلي بها ،من ترك ما ذكره المصنف بالتحلي بها من تركها؛ تلبَّس بضدها وهي هذه الصفات التي ذكرها الآن


قال: ) فأنى لك أن تكون طالب علم يشار إليه بالبنان!! (البنان الأصابع "ورجل يُشار إليه بالبنان" يعني أنه مشهور.


قال: ) مُنعَّمًا بالعلم والعمل( .العلم والعمل نعمة وصاحبه منعم ولا شك


قال: )سدَّدَ الله الخطى ومنح الجميع التقوى وحسن العاقبة في الآخرة والأولى وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(.


ختم المصنف رحمه الله تعالى بالدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .


ثم قال: ) لمزيد تفصيل يراجع أصل المختصر "حلية طالب علم لبكر بن عبد الله أبو زيد"(.


أسأل الله جل وعلى أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضى وأن يجعلنا من أهل العلم العاملين به القائمين على كتاب الله وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم وأن يجعلنا دعاة إليه وإلى سنة رسوله .


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين .


تمّ الانتهاء من هذا التعليق مساء يوم الأحد 14 رجب 1436 هــ ، الموافق لــ : 3 ماي 2015م .
[/frame]
صوفيا محمد غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:45 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .