|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
27-04-23, 11:31 PM | #41 |
نفع الله بك الأمة
|
المجلس الأربعون المتن:وَالنِّفَاقُ هُوَالكُفْرُ:أَنْ يَكْفُرَ بِاللهِ وَيَعْبُدَ غَيْرَهُ،وَيُظْهِرَ الإِسْلامَ فِي العَلانِيَةِ،مِثْلَ المُنَافِقِينَ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل الشرح: النِّفَاقُ فِي اللُّغَةِ مِنَ النَّفَقِ: وَهُوَ سَرَبٌ فِي الْأَرْضِ مُشْتَقٌّ يُؤَدِّي إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ . وَالنِّفَاقُ:الدُّخُولُ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ وَجْهٍ، وَالْخُرُوجُ عَنْهُ - يَعْنِي: مِنْ وَجْهٍ آخَرَ-؛ مُشْتَقٌّ مِنْ نَافِقَاءِ الْيَرْبُوعِ. والنافقاء: هي جحر اليربوع الخفي، وذلك أن اليربوع له جحران: جحر ظاهر، وجحر خفي، فالجحر الظاهر يقال له: القاصعة، والجحر الخفي يقال له: النافقاء ، وذلك أنه يحفر في الأرض حتى يخرق الأرض، فإذا خرقها وصار جحرًا كاملا جعل فوقه تراب لا يعلم عنه،أي ظاهره تراب وباطنه حفر، فإذا دخل في جحره القاصع المعروف، ثم جاءه أحد دف برأسه التراب الذي في الجحر الخفي، وخرج منه. فالمنافق سمي المنافق؛ لأن له باطن وظاهر، فباطنه الكفر وظاهره الإسلام، كذلك جحر اليربوع النافقاء له باطن وله ظاهر، باطنه جحر وظاهره تراب. والنفاق الذي يقصده المؤلف : هو الكفر هو أن يكفر بالله ويعبد غيره، ويظهر الإسلام في العلانية، وهم الذين"إِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ"البقرة:14، والذين"يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ"الفتح:11.هؤلاء هم المنافقون، وإنما فعلوا ذلك تسترًا أو سترًا لعقائدهم، والأصل أنهم يريدون بذلك أن يأمنوا مع هؤلاء ومع هؤلاء. مع ملاحظة أن النفاق درجات وكذلك الكفر. فالكفر في الشرع ينقسم إلى قسمين: كفر أكبر، وكفر أصغر، من حيث الحكم.قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله: الكفر أو الشرك لفظان مترادفان أحدهما كفر اعتقادي وهذا محله القلب والآخر كفر عملي وذلك محله في الجوارح فإذا استقل القلب بالكفر فهو الردة، أما إذا استقر الإيمان في القلب وخالطه شيء من المعصية بالجوارج فهذا ليس بالكفر وهذا مذهب أهل السنة والحماعة .ا.هـ. أهل الحديث والأثر, النفاق كالكفر والشرك والفسق، درجات ومراتب؛ منها ما هو مخرج من الإسلام، ومنها غير مخرج منه: النفاق الأكبر: هو نفاق من يبطن الكفر ويظهر الإسلام ، قال الجرجاني رحمه الله : " المنافق هو الذي يضمر الكفر اعتقادًا ، ويظهر الإيمان قولا "انتهى . "التعريفات" ص / 298. فمن أظهر الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وأبطن ما يناقض ذلك ، أو يناقض شيئا منه : فهذا هو المنافق النفاق الأكبر . وهؤلاء هم المعنيون بقوله تعالى " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ " النساء / 145 وأما النفاق الأصغر – ويسمى أيضًا بالنفاق العملي - فهو نفاق الأعمال ، وهو أن يظهر عملًا صالحًا ويبطن خلاف ذلك ، أو تختلف سريرته عن علانيته ، لكن ليس في أصول الإيمان التي مر ذكرها . ومن ذلك أن يقع في شعبة من شعب النفاق العملي ، أو يتصف بصفات المنافقين من الكذب والخيانة وخلف الوعد . عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي الله عَنْهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَرواه البخاري :34. ومسلم :58. فمن اتصف من أهل التوحيد بشيء من ذلك وقع في النفاق الأصغر بحسب ما فعله أو اتصف به ؛ لأنه شابه المنافقين في بعض أعمالهم ، وإن لم يكن مثلهم تماما . فالنفاق الأصغر :هو النفاق العملي، واختلاف السر والعلانية في الواجبات، وذلك بعمل شيء من أعمال المنافقين؛ مع بقاء أصل الإيمان في القلب وصاحبه لا يخرج من الملة، ولا يُنفى عنه مطلق الإيمان، ولا مسمى الإسلام، وهو معرّض للعذاب كسائر المعاصي، دون الخلود في النار، وصاحبه ممن تناله شفاعة الشافعين بإذن الله. كفر النفاق الذي ذكره المؤلف، وهو أن يكفر بالله ويعبد غيره في الباطن يعني، ويظهر الإسلام في العلانية، في الظاهر يظهر الإسلام، يشهد أن لا إله إلا الله، ويشهد أن محمدًا رسول الله في الظاهر، ولكنه في الباطن مكذب لله ولرسوله، مثل المنافقين الذين كانوا في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- كعبد الله بن أُبيّ، الذين يظهرون الإسلام على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ويصلون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ويجاهدون وهم كفرة في الباطن، وإنما فعلوا ذلك حتى تسلم دماؤهم وأموالهم؛ لأنهم لو أظهروا الكفر لقتلوا وأخذت أموالهم. المتن: وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي جَاءَتْ: ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ،هَذَا عَلَى التَّغْلِيظِ،نَرْوِيهَا كَمَا جَاءَتْ،وَلانُفَسِّرُهَا. وَقَولُهُ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاتَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا ضُلاَّلًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ،وَمِثْلُ: إِذَا الْتَقَى المُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالقَاتِلُ وَالمَقْتُولُ فِي النَّارِ،وَمِثْلُ:سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُكُفْرٌ،وَمِثْلُ:مَنْ قَالَ لأَخِيهِ:يَا كَافِرٌ،فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا وَمِثْلُ:كُفْرٌ بِاللهِ تَبْرُّؤٌ مِنْ نَسَبٍ وَإِنْ دَقَّ،وَنَحْوُ هَذِهِ الأَحَادِيثِ مِمَّا قَدْ صَحَّ وَحُفِظَ،فَإِنَّا نُسَلِّمُ لَهُ،وَإِنْ لَمْنَعْلَمْ تَفْسِيرَهَا،وَلا نَتَكَلَّمُ فِيهِ،وَلا نُجَادِلُ فِيهِ،وَلا نُفَسِّرُ هَذِهِ الأَحَادِيثَ إِلاَّ بِمِثْلِ مَا جَاءَتْ،وَلا نَرُدُّهَا إِلا بِأَحَقَّ مِنْهَا. الشرح: يعني: ولا نفسر هذه الأحاديث إلا مثلما جاءت، المعنى لا نفسرها تفسيرًا يخالف ظاهرها، والعلماء يقولون: لا تفسر، هذه الأحاديث تترك على ظاهرها حتى تفيد الزجر والوعيد، ولكن تُبين لأهل العلم أنها لا تخرج من الملة ، ولكن لا تفسر للعامة وتترك هكذا حتى تفيد الزجر، ولهذا قال: وهذا على التغليظ نرويها كما جاءت ولا نفسرها للعامة.حلقات جامع شيخ الإسلام ابن تيمية. فأحاديث الوعيد تُجرَى على ظاهرِها؛ ليكون أبلغ في الزجر، مع الاعتقاد أنها لا توصل إلى الخروج من الملة، فلا نقول: إن هذا قد كفر وخرج من الإسلام بهذا الذنب، بل نقول: عمله عمل كُفر وأما هو فلا يكون كافرًا، ففرق بين العمل وبين العامل، فالعمل قد يكون من أعمال الكفار أو من أعمال المنافقين ولا يلزم أن كل من عمل هذا العمل يخرج من الإسلام ويدخل في الكفر، بل أمرهم إلى الله تعالى، ونحثهم على التوبة والرجوع إلى الله.الشيخ : ابن جبرين. ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ: "ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه فهو مُنافِقٌ ، و إنْ صامَ و صلَّى ، و قال : إنِّي مُسلمٌ : مَنْ إذا حدَّثَ كَذَبَ ، و إذا وعَدَ أخْلفَ ، وإذا ائْتُمن خانَ" الراوي : عبدالله بن عمرو وأبو هريرة وأنس بن مالك - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم : 3043 - خلاصة حكم المحدث : صحيح. وفي هذا الحديث بَيانٌ لبعضِ الخِصالِ الَّتي تُوجِبُ في حَقِّ صاحبِها النِّفاقَ العَمَليَّ.الدرر السنية. لاتَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا ضُلاَّلًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ : الشاهد قوله: كُفَّارًا، القتال بين المسلمين، هل هو كفر يخرج من الملة؟ لا يخرج من المِلَّة إلا إذا استحله، إذا اعتقد أنه حلال هذا معناه يكون كفرًا أكبر؛ لأنه استحل أمرًا معلومًا من الدين بالضرورة، إذا استحل قَتْلَ أخيه، أو قتل نفسه، أو استحل الزنى أو الربا أو الخمر، صار كفرا أكبر بهذا الاعتقاد، أما مجرد القتل، أو الزنى أو السرقة، وهو يعلم أنه عاصٍ، هذا يكون معصية كبيرة، لكن لا تخرج من الملة. حلقات جامع شيخ الإسلام ابن تيمية. إِذَا الْتَقَى المُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالقَاتِلُ وَالمَقْتُولُ فِي النَّارِ : هل يخلدان في النار؟ لا يخلدان؛ لأنه سماهما مسلمين قال" إِذَا الْتَقَى المُسْلِمَانِ "هل يكفر هذان المسلمان إذا التقيا بالقتال؟ لا، إلا إذا استحله، إذا رآه حلالا، أما إذا لم يستحله، وإنما التقيا بسبب الهوى وطاعة الشيطان، يكون عصاة، وهو من كبائر الذنوب، وقوله: في النار هل يخلد في النار؟ لا يخلد في النار إلا كافر، وهذان ليسا كافرين بنص الحديث.حلقات جامع شيخ الإسلام ابن تيمية. وكوْنُ الاثنينِ في النارِ لا يَعني خُلودَهما فيها، ولكنْ هذا عقابٌ على هذه المَعصيةِ، ثمَّ يكونُ أمْرُهما إلى اللهِ تعالَى: إنْ شاء عاقَبَهما ثمَّ أخرَجَهما مِن النارِ كسائرِ الموَحِّدينَ، وإنْ شاء عَفا عنْهما فلمْ يُعاقِبْهُما أصلًا، وإنَّما الخُلودُ لِمَنِ استحَلَّ القتْلَ.وفي الحديثِ: أنَّ قِتالَ المسلِمِ لأخيه المُسلِمِ بغَيرِ وجْهٍ شَرعيٍّ كبيرةٌ مِن الكبائرِ، وأنَّ صاحبَ الكبيرةِ لا يَكْفُرُ بفِعلِها؛ لأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سمَّى المُتقاتلَيْنِ مُسلِمَينِ. من شرح الحديث في.الدرر السنية . وَمِثْلُ:مَنْ قَالَ لأَخِيهِ:يَا كَافِرٌ،فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا: قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاستقامة: فقد سماه أخا حين القول، وقد قال: فقد باء بها. فلو خرج أحدهما عن الإسلام بالكلية لم يكن أخاه.انتهى. "كفر باللهِ تبرؤٌ من نسَبٍ وإِنْ دَقّ"الراوي: أبو بكر الصديق-المحدث :الألباني-المصدر : صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم:4485-خلاصة حكم المحدث :حسن .قال ابن قدامة في المغني: هذه الأحاديث على وجه التغليظ والتشبيه بالكفار لا على وجه الحقيقة. انتهى.إسلام ويب. وَمِثْلُ:كُفْرٌ بِاللهِ تَبْرُّؤٌ مِنْ نَسَبٍ وَإِنْ دَقَّ: ادِّعاءُ نسَبٍ لا يَعرِفُه أو جحَدَه وإن دَقَّ"، أي: إنَّ تعمُّدَ الانتِسابِ لغَيرِ الأبِ مع العِلمِ بذلك ذنبٌ عظيمٌ يَقتَضي الكُفرَ، والانتِفاءُ مِن النَّسبِ الصَّحيحِ المعلومِ صِحَّتُه كفرٌ أيضًا؛ فمَن استَحلَّ فِعلَ هذا معَ عِلمِه فقدْ كفَر الكُفرَ الأكبرَ المخرج مِن الملَّةِ، وأمَّا مَن فَعَله غيرَ مُستحِلٍّ له؛ فهو مَحمولٌ على كُفرِ النِّعمةِ والإحسانِ وحَقِّ اللهِ تعالى وحقِّ أبيه. عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال"أَيُّما امْرِئٍ قالَ لأَخِيهِ: يا كافِرُ، فقَدْ باءَ بها أحَدُهُما، إنْ كانَ كما قالَ، وإلَّا رَجَعَتْ عليه."الراوي : عبدالله بن عمر – صحيح مسلم.. لا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بالفُسُوقِ، ولا يَرْمِيهِ بالكُفْرِ؛ إلَّا ارْتَدَّتْ عليه إنْ لَمْ يَكُنْ صاحِبُهُ كَذلكَ.الراوي : أبو ذر الغفاري - صحيح البخاري والمعنى التحذير، ليس معناه أنه كُفر أكبر، بل معناه التحذير من هذا الكلام السيئ، وأن َصاحبه على خطر عظيم إذا قاله لأخيه، فينبغي حفظ اللسان وأن لا يتكلم إلا عن بصيرة.ا.هـ.بداية : لا يجوز للمسلم أن يكفر مسلمًا. قال الشيخ الألباني:فهذا الحديث من حيث المعنى يؤكد معنى .... إن كان المقول له كافر فعلا فقد وقعت الكلمة في محلها، وإن كان المقول له ليس كافرًا بل هو مسلم ولكن قد يكون فاسقًا بل وقد يكون صالحًا فيعود اسم من أطلق على ذاك المسلم كلمة كافر على هذا المطلِق ......... ،الذي قال لذاك المسلم أنت كافر وهو حقيقة عند الله ليس بكافر فما الذي يلحق المكفِّر ؟ظاهر الحديث إنه بيرجع هو بيصير كافر ما بيصير كافر إذن شو المعنى ؟الجواب يبوء بإثم التكفير وليس بحكم التكفير. فالمصنف كأنه أعاد هذا الباب لتتركز هذه الحقيقة في ذهن المسلم.أهل الحديث والأثر.باختصار. من شرح كتاب الأدب المفرد-201 . للشيخ محمد ناصر الدين الألباني. قال الشيخ ابن باز رحمه الله: وَلا نَرُدُّهَا إِلا بِأَحَقَّ مِنْهَا: أي لا نصرفها عن معناها إلا بدليل صارف حقًا. |
27-04-23, 11:32 PM | #42 |
نفع الله بك الأمة
|
المجلس الحادي و الأربعون شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل المتن :وَالجَنَّةُ وَالنَّارُ مَخْلُوقَتَانِ قَدْ خُلِقَتَا كَمَا جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَرَأَيْتُ قَصْرًا،وَرَأَيْتُ الكَوْثَرَ اطَّلَعْتُ فِي الجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا.....كَذَا،وَاطَّلَعْتُ فِيالنَّارِ،فَرَأَيْتُ.....كَذَا وَرَأَيْتُ كَذَا،فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُمَا لَمْ تُخْلَقَا فَهُوَ مُكَذِّبٌ بِالقُرْآنِ ،وَأَحَادِيثُ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-،وَلا أَحْسَبُهُ يُؤْمِنُ بِالجَنَّةِ وَالنَّارِ. "اشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبِّهَا فَقالَتْ: رَبِّ أكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فأذِنَ لَهَا بنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشِّتَاءِ ونَفَسٍ في الصَّيْفِ، فأشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وأَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ."الراوي : أبو هريرة-صحيح البخاري .الشرح: قال ابنُ عُثيمين: نُؤمِنُ بالجَنَّةِ والنَّارِ، فالجَنةُ دارُ النَّعيمِ الَّتي أعَدَّها اللهُ تعالى لِلمُؤمِنينَ المُتَّقينَ، فيها مِنَ النَّعيمِ ما لا عينٌ رَأتْ ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ولا خَطَرَ على قَلب بَشَرٍ: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "السجدة: 17 . والنَّارُ دارُ العَذابِ الَّتي أعَدَّها اللهُ تعالى لِلكافِرينَ الظَّالِمينَ، فيها مِنَ العَذابِ والنَّكالِ ما لا يَخطُرُ على البالِ:قال تعالى " إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا "الكهف: 29، وهما مَوجُودَتانِ الآنَ ولَن تَفنَيَا أبَدَ الآبدينَ. الجنَّةُ والنَّارُ مَخلوقتانِ الآنَ، وقد أُعِدَّتا لأهْلِهما. قال اللهُ تعالى" وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ "آل عمران: 133 . قال ابنُ عثيمين: هذا أمرٌ دَلَّ عليه الكِتابُ والسُّنَّةُ، وأجمع عليه أهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ؛ أنَّ الجنَّةَ موجودةٌ الآنَ؛ ولهذا قال اللهُ تعالى"وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"آل عمران: 133 ، أعِدَّت: يعني هُيِّئَت. وهذا دليلٌ على أنها موجودةٌ الآن، كما أنَّ النَّارَ أيضًا موجودةٌ الآن، ولا تَفنيانِ أبدًا. شرح رياض الصالحين:2/ 175. وقال اللهُ سُبحانَه" فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ أُعِدَّتْلِلْكَافِرِينَ "البقرة: 24 . قال السَّمعانيُّ: أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ أي: هُيِّئَت للكافرينَ، وهذا دليلٌ على أنَّ النَّارَ مخلوقةٌ، لا كما قال أهلُ البِدعةِ. ودليلٌ على أنَّها مخلوقةٌ للكافرينَ، وإن دخَلَها بعضُ المؤمنينَ تأديبًا وتعريكًا. تفسير السمعاني:1/ 59. قال أبُو مَنصُورٍ البَغداديُّ عَنِ الجَنةِ والنَّارِ: هما عِندَنا مَخلُوقَتانِ... ودَليلُنا على وُجُودِهما: إخبارُ اللهِ عَنِ الجَنَّةِ أنَّها أعِدَّت لِلمُتَّقينَ، وعَنِ النَّارِ أنَّها أُعِدَّت لِلكافِرين، ويَدُلُّ على وُجُودِهما ما تَواتَرَت به الأخبارُ الَّتي كَفَرَتِ القَدَريَّةُ بها، في قِصَّةِ المِعراجِ، وسائِرِ ما ورَدَ في صِفاتِ الجَنَّةِ والنَّارِ. أصول الإيمان: ص: 189. قال البيهقيُّ: مِمَّا يَحِقُّ مَعرِفَتَه في هذا البابِ أن يُعلَمَ أنَّ الجَنَّةَ والنَّارَ مَخلُوقَتانِ مُعَدَّتانِ لِأهلِهما، قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ في الجَنةِ" أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ".آل عمران: 133 ، وقال في النَّارِ" أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ "البقرة: 24،والمُعَدَّةُ لا تَكُونُ إلَّا مَخلُوقةً مَوجُودةً، وقال في الجَنةِ" وَجَنَّةٍ عَرْضُها السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ "آل عمران: 133، والمَعدُومُ لا عَرْضَ لَه.شعب الإيمان: 1/589. قال طاهرُ بنُ مُحَمَّدٍ الإسفرايينيُّ:...والجَنَّةُ والنَّارُ مَخلُوقَتانِ، وكُلُّ ذَلِكَ وارِدٌ في القُرآنِ، وفي الأخبارِ الظَّاهرةِ عَنِ المُصطَفى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، على وجهٍ لا يُبقي شَكًّا ولا شُبهةً لِمَن تَركَ العَصَبيَّةَ، وقَد صَرَّحَ اللهُ تعالى بذِكرِ النَّارِ والجَنةِ ووُجُودِهما، وإعدادِ الجَنَّةِ لِلمُؤمِنينَ، والنَّارِ للكافِرين، وإنزالِ آدَمَ عليه السَّلامُ في الجَنَّةِ، ثُمَّ إخراجِه مِنها وإهباطِه إلى الأرضِ، وما ورَدَ عَن الرَّسُولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه دَخلَ الجَنَّةَ ليلةَ المِعراجِ، ورَأى فيها قَصرًا لِعُمرَ رَضيَ اللهُ عَنه، ، وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فإذا أنا بالرُّمَيْصاءِ، امْرَأَةِ أبِي طَلْحَةَ، وسَمِعْتُ خَشَفَةً، فَقُلتُ: مَن هذا؟ فقالَ: هذا بلالٌ، ورَأَيْتُ قَصْرًا بفِنائِهِ جارِيَةٌ، فَقُلتُ: لِمَن هذا؟ فقالَ: لِعُمَرَ، فأرَدْتُ أنْ أدْخُلَهُ فأنْظُرَ إلَيْهِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ فقالَ عُمَرُ: بأَبِي وأُمِّي يا رَسولَ اللَّهِ أعَلَيْكَ أغارُ." صحيح البخاري ، وكانَ ذَلِكَ مِن صِفاتِ المَوجُوداتِ، فإنَّ المَعدُومَ لا يَتَّصِفُ بهذه الصِّفاتِ، ومَن تَأمَّلَ ما ورَدَ فيه مِنَ الآيِ والأخبارِ والآثارِ لَم يَستَجِز إنكارَه.التبصير في الدين:ص: 177. وقد وردت أحاديثُ كثيرةٌ في ذلك؛ منها: "تَحاجَّتِ الجَنَّةُ والنَّارُ ..." صحيح البخاري. الدرر السنية /الموسوعة العقدية الكِتابُ السَّادِس: الإيمانُ باليَومِ الآخِرِ البابُ الخامِسُ: الجَنَّةُ والنَّارُ. المتن:كَمَا جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:دَخَلْتُالجَنَّةَ فَرَأَيْتُ قَصْرًا: ".......... فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : رأيتُ نَهْرًا في الجنَّةِ حافَّتيهُ قِبابُ اللُّؤلؤِ . قلتُ : ما هذا يا جَبرائيلُ ؟ قالَ : هذا الكوثرُ الَّذي أعطاكَهُ اللَّهُ"الراوي: أنس بن مالك -المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم-3359- خلاصة حكم المحدث : صحيح.قال صلى الله عليه وسلم "دَخَلْتُ الجَنَّةَ أوْ أتَيْتُ الجَنَّةَ، فأبْصَرْتُ قَصْرًا، فَقُلتُ: لِمَن هذا؟ قالوا: لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فأرَدْتُ أنْ أدْخُلَهُ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي إلَّا عِلْمِي بغَيْرَتِكَ قالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: يا رَسولَ اللَّهِ، بأَبِي أنْتَ وأُمِّي يا نَبِيَّ اللَّهِ، أوَعَلَيْكَ أغارُ؟" الراوي : جابر بن عبدالله - صحيح البخاري. "لَمَّا عُرِجَ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى السَّمَاءِ، قالَ: أتَيْتُ علَى نَهَرٍ، حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفًا، فَقُلتُ: ما هذا يا جِبْرِيلُ؟ قالَ: هذا الكَوْثَرُ"الراوي : أنس بن مالك - صحيح البخاري. وعَن أنسٍ رَضيَ اللهُ عَنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال"صَلَّى بنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ أقْبَلَ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ، فَقالَ: أيُّها النَّاسُ، إنِّي إمَامُكُمْ، فلا تَسْبِقُونِي بالرُّكُوعِ ولَا بالسُّجُودِ، ولَا بالقِيَامِ ولَا بالانْصِرَافِ، فإنِّي أرَاكُمْ أمَامِي ومِنْ خَلْفِي، ثُمَّ قالَ: والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لو رَأَيْتُمْ ما رَأَيْتُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ولَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا قالوا: وما رَأَيْتَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: رَأَيْتُ الجَنَّةَ والنَّارَ." صحيح مسلم.المتن :اطَّلَعْتُ فِي الجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا.....كَذَا،وَاطَّلَعْتُ فِيالنَّارِ،فَرَأَيْتُ.....كَذَا وَرَأَيْتُ كَذَا: "دخَلتُ الجنَّةَ فرأيتُ أَكثرَ أَهلِها الفقراءَ واطَّلعتُ في النَّاِر فرأيتُ أَكثرَ أَهلِها الأغنياءَ والنِّساءَ....." الراوي : عبدالله بن عمرو - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الموارد- صحيح لغيره. "اطَّلَعْتُ في الجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الفُقَرَاءَ، واطَّلَعْتُ في النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ".الراوي : عمران بن الحصين - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري . وهذا ليلة المعراج، ليلة المعراج أو الرؤيا، ورؤيا الأنبياء وحي، قوله: دخلت الجنة، إذًا الجنة موجودة كيف يدخلها النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر شيئًا غير موجود دخلت الجنة هي موجودة فرأيت قصرًا، قال كذلك قوله: رأيت الكوثر، الكوثر نهر في الجنة. وكذلك قوله: اطلعت في الجنة واطلعت في النار، كيف يطلع الرسول على شيء لم يخلق؟ "كَسَفَتِ الشَّمْسُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في يَومٍ شَدِيدِ الحَرِّ، فَصَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بأَصْحَابِهِ، فأطَالَ القِيَامَ، حتَّى جَعَلُوا يَخِرُّونَ، ثُمَّ رَكَعَ فأطَالَ، ثُمَّ رَفَعَ فأطَالَ، ثُمَّ رَكَعَ فأطَالَ، ثُمَّ رَفَعَ فأطَالَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَصَنَعَ نَحْوًا مِن ذَاكَ، فَكَانَتْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ، ثُمَّ قالَ: إنَّه عُرِضَ عَلَيَّ كُلُّ شيءٍ تُولَجُونَهُ، فَعُرِضَتْ عَلَيَّ الجَنَّةُ، حتَّى لو تَنَاوَلْتُ منها قِطْفًا أَخَذْتُهُ، أَوْ قالَ: تَنَاوَلْتُ منها قِطْفًا، فَقَصُرَتْ يَدِي عنْه، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً مِن بَنِي إسْرَائِيلَ تُعَذَّبُ في هِرَّةٍ لَهَا، رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الأرْضِ، وَرَأَيْتُ أَبَا ثُمَامَةَ عَمْرَو بنَ مَالِكٍ يَجُرُّ قُصْبَهُ في النَّارِ، وإنَّهُمْ كَانُوا يقولونَ: إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لا يَخْسِفَانِ إلَّا لِمَوْتِ عَظِيمٍ، وإنَّهُما آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللهِ يُرِيكُمُوهُمَا، فَإِذَا خَسَفَا فَصَلُّوا حتَّى تَنْجَلِيَ. الراوي : جابر بن عبدالله - صحيح مسلم. فيُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصحابِه أنَّه لو كُشِفَ لهم عمَّا يُكشَفُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لقَلَّ ضَحِكُهم وزادَ بُكاؤُهم؛ لهَولِ ما سيَطَّلِعون عليه ويَرَونه، فسألَه الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم عمَّا رآه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"رَأَيْتُ الجَنَّةَ والنَّارَ"، أي: لو رأيتُم ما رأيتُه في الجنَّةِ والنَّارِ مِنَ النَّعيمِ للمُطيعين في الجنَّةِ، ومِنَ العذابِ للعاصين في النَّارِ، لأصابَكمُ الهَمُّ والغَمُّ حيثُ تَرجُون وتَخافون؛ تَرجُون الجنَّةَ وما فيها، وتَخافون النَّارَ وما فيها، ولا أحدَ يَستطيعُ أن يَعرِفَ مَصيرَه، وبذلك تَترُكون الضَّحِكَ في الدُّنيا إلَّا قليلًا، وتُلازِمون البُكاءَ كثيرًا.الدرر السنية.
قال النَّوويُّ: قَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: رَأيتُ الجَنَّةَ والنَّارَ:فيه أنَّهما مَخلُوقَتانِ.شرح مسلم:4/ 151. وفي متن آخر: عَن أنسٍ رَضيَ اللهُ عَنه : خَطَبَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خُطْبَةً ما سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ؛ قالَ: لو تَعْلَمُونَ ما أعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، ولَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، قالَ: فَغَطَّى أصْحَابُ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وُجُوهَهُمْ، لهمْ خَنِينٌ " صحيح البخاري. المتن: فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُمَا لَمْ تُخْلَقَا فَهُوَ مُكَذِّبٌ بِالقُرْآنِ ،وَأَحَادِيثُ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-،وَلا أَحْسَبُهُ يُؤْمِنُ بِالجَنَّةِ وَالنَّارِ: المكذب الذي يقول: إنهما لم تخلقا الآن المعتزلة والقدرية، قالوا: إن الجنة والنار لا تخلقان الآن، وإنما تخلقان يوم القيامة، يقولون: الجنة والنار معدومتان الآن.حلقات جامع شيخ الإسلام ابن تيمية. |
27-04-23, 11:33 PM | #43 |
نفع الله بك الأمة
|
المجلس الثاني والأربعون شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل المتن: وَمَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ القِبْلَةِ مُوَحِدًا،يُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُسْتَغْفَرُ لَهُ، وَلا يُحْجَبُ عَنْهُ الاسْتِغْفَارُ،وَلا تُتْرَكُ الصَّلاةَ عَلَيْهِ لِذَنْبٍ أَذْنَبَهُ-صَغِيرًا كَانَ أَوْ كَبِيرًا-وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ- عَزَّ وَجَلَّ - . الشرح: وَمَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ القِبْلَةِ مُوَحِدًا : أي الموَحِّد الذي يصلي ويستقبل القبلة في الصلاة ، للحديث: مَن صَلَّى صَلَاتَنَا واسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذلكَ المُسْلِمُ الذي له ذِمَّةُ اللَّهِ وذِمَّةُ رَسولِهِ، فلا تُخْفِرُوا اللَّهَ في ذِمَّتِهِ."الراوي : أنس بن مالك – صحيح البخاري. مَن صَلَّى صَلَاتَنَا واسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا: والمرادُ: صلَّى الصَّلَواتِ الخَمسَ الواجبةَ على الهَيئةِ والكَيفيَّةِ الَّتي وردَتْ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، مُستقبِلًا الكعبةَ المُشرَّفةَ. وإنَّما أفْرَدَ استِقبالَ القِبْلةِ بالذِّكرِ -مع أنَّها مُضمَّنةٌ في الصَّلاةِ-؛ تَعظيمًا لشأنِها . وفي الحديثِ: أنَّ أمورَ الناسِ مَحمولةٌ على الظَّاهرِ دُونَ الباطنِ، فمَن أظهَر شعائرَ الدِّينِ أُجريَتْ عليه أحكامُ أهْلِه، ما لم يَظهَرْ منه خِلافُ ذلك.الدرر السنية. فلا تُخْفِرُوا اللَّهَ في ذِمَّتِهِ : قال القاري:أي: لا تخونوا الله في عهده، ولا تتعرَّضوا في حقِّه من ماله، ودمه، وعرضه.موسوعة الأخلاق/الدرر السنية. يعني: احفظوا، لا تُخْفِروا ذِمَّته بأن تعتدوا عليه.الشيخ ابن باز رحمه الله. مُوَحِدًا : التوحيد إجمالًا : هو إفراد الله عز وجل بما يستحقه ويختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات . فالموحد هو من شهد لله بالوحدانية، وشهد للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة، ولم يفعل ناقضًا من نواقض الإسلام، أو قال: الزنى حلال، أو قال: الربا حلال، أو قال: عقوق الوالدين حلال، أو قال: الصلاة غير واجبة؛ هي مجرد رياضة، من شاء يصلي، ومن شاء لا يصلي، هذا أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، أو قال: الزكاة غير واجبة، أو الصوم غير واجب. ما حكمه؟ ينتقض توحيده وإيمانه. الإمام أحمد رحمه الله يقول: وَمَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ القِبْلَةِ مُوَحِدًا،يُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُسْتَغْفَرُ لَهُ ، وَلا تُتْرَكُ الصَّلاةَ عَلَيْهِ لِذَنْبٍ أَذْنَبَهُ-صَغِيرًا كَانَ أَوْ كَبِيرًا-وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ- عَزَّ وَجَلَّ: من مات من أهل القبلة موحدًا إذا كان موحد، يعني ملتزم بأحكام الإسلام، ولم يُعْلَم عنه أنه فعل ناقضًا من نواقض الإسلام؛ يُصَلَّى عليه، ويُستَغفر له ، ولا تترك الصلاة عليه لذنب أذنبه صغيرًا كان أو كبيرًا، الدليل قول الله تعالى" وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ "التوبة:84. جعل العلة في كونهم لا يصلَّى عليهم الكفر، إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، فدل على أن الكافر لا يصلَّى عليه ،والموحد يصلى عليه – بمفهوم المخالفة -. قال الشَّافعي في وصيَّتِه المشهورة: لا أُكَفِّرُ أحدًا من أهلِ التوحيدِ بذَنبٍ وإن عَمِلَ بالكبائِرِ، وأَكِلُهم إلى اللهِ عزَّ وجَلَّ.اعتقاد الشافعي:للهكاري :ص: 17. قال محمَّدُ بنُ نَصرٍ المَرْوَزي: إنَّ المُصِرَّ على ما دونَ الشِّركِ حتى يموتَ: مؤمِنٌ، غيرُ كافرٍ ولا مُشرِكٍ، وهو بين خَوفٍ ورجاءٍ، يُخافُ أن يُعاقِبَه اللهُ على مَعصيتِه إيَّاه بما استحَقَّ من العقوبةِ، ونرجو أن يتفَضَّلَ اللهُ عليه فيعفو عنه ويغفِرُ له ذَنْبَه.تعظيم قدر الصلاة: 2/ 623. والمقصود أنه يصلَّى عليه صلاة الجنازة - ما دام أنه لم يفعل الكفر الأكبر ولو كان له ذنب صغير أو كبير، الكبير أي الكبائر المعروفة، والكبائر جمع كبيرة، والكبيرة هي: كل ذنب ترتب عليه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة بالنار أو الغضب أو اللعنة، أو نفي عن صاحبه الإيمان، أو قال: فيه النبي ليس منا، أو تبرأ منه النبي -صلى الله عليه وسلم- برئ النبي -صلى الله عليه وسلم- كما برِئ من الصالقة والحالقة والشاقة . فالصالقة: التي ترفع صوتها عند المصيبة، والحالقة: التي تحلق شعرها عند المصيبة – والشَّاقَّةِ: التي تشق ملابسها عند المصيبة. " إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَرِئَ مِنَ الصَّالِقَةِ والحَالِقَةِ والشَّاقَّةِ."الراوي : أبو موسى الأشعري - صحيح البخاري. والبراءةُ في الحديثِ بمعنى أنه بريءٌ مِن فِعلِهنَّ، أو ممَّا يَستوجِبْنَ مِن العقوبةِ، أو مِن عُهدةِ ما لَزِمني مِن البيانِ، وأصلُ البَراءةِ:الانفصالُ، وليس المرادُ التَّبَرِّيَ مِن الدِّينِ والخروجَ منه.الدرر السنية. وكذلك أيضا يجوز الحج عنه – أي الموحد حتى لو كان مات عاصيًا- ويُعتمر عنه، ويُتصدق عنه؛ لأنه مؤمن، ولا تترك الصلاة عليه لذنب أذنبه صغيرًا أو كبيرًا؛ لأنه ذنب يعني دون الكفر. المقصود الأعظم من الصلاة على الميت الدعاء: صفة الصلاة على الجنازة قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم : وهي أن يكبر أولًا ثم يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويسمي ويقرأ الفاتحة ، ثم يكبر ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم الصلاةَ الإبراهيمية، ، ثم يكبر الثالثة ويدعو للميت ، والأفضل أن يقول : ما هو محفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن دعا له بدعوات أخرى فلا بأس، ثم يكبر الرابعة :اختَلَف العلماءُ في مشروعيَّةِ الدُّعاءِ للميِّتِ بعدَ التكبيرةِ الرَّابعة، على قولين: القولُ الأوَّل:يُشرَعُ الدُّعاءُ للمَيِّت بعدَ التكبيرةِ الرابعةِ وقبلَ التَّسليمِ، وهذا مذهبُ المالِكيَّة، والشافعيَّة، واختارَه بعضُ الحَنفيَّة، وروايةٌ عن أحمد، واختاره الشوكانيُّ، وابنُ عُثَيمين، والألبانيُّ ؛ وذلك لأنَّه قيامٌ في صلاةٍ، فكان فيه ذِكرٌ مشروعٌ، كالذي قبل التكبيرةِ الرابعةِ. المغني لابن قدامة:2/365. القول الثاني:أنَّه ليس بعدَ التَّكبيرةِ الرَّابعةِ دعاءٌ، وإنَّما يليها السَّلامُ، وهو مذهبُ الحَنفيَّة، والحَنابِلَة، وقولٌ عند المالِكيَّة، واختارَه ابنُ باز. مجموع فتاوى ابن باز:13/141. ثم يسلم تسليمة واحدة عن يمينه قائلاً : السلام عليكم ورحمة اللهأو تسليمتين على قولين بين العلماء. وإذا سلّم الإمام تسليمتين فإنه يشرع للمأموم متابعته، وإن كان مذهب المأموم الاكتفاء بتسليمة واحدة . ولهذا يُصلى عليه حتى ولو في المقبرة، الصلاة في المقبرة منهي عنها لأنها من وسائل الشرك، لكن الصلاة المنهي عنها في المقبرة الصلاة التي لها ركوع وسجود، أما صلاة الجنازة فليس لها ركوع ولا سجود، والمقصود منها الدعاء، فلهذا يصلى على الميت في المقبرة، ولو بعد الدفن، من لم يصل عليه. والدليل على هذا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى في المقبرة: "أنَّ رَجُلًا أسْوَدَ أوِ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كانَ يَقُمُّ المَسْجِدَ فَمَاتَ، فَسَأَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنْه، فَقالوا: مَاتَ، قالَ: أفلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي به دُلُّونِي علَى قَبْرِهِ - أوْ قالَ قَبْرِهَا - فأتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا."الراوي : أبو هريرة - صحيح البخاري. أما الصلاة التي لها ركوع وسجود فلا تجوز في المقبرة، قال -عليه الصلاة والسلام"لا تُصَلُّوا إلى القُبُورِ، ولا تَجْلِسُوا عليها."الراوي :أبو مرثد الغنوي- صحيح مسلم. وفي الحَديثِ: النَّهيُ مِنَ القُعودِ والجُلوسِ عَلى القُبورِ. وفيه: النَّهيُ عنِ الصَّلاةِ في المَقابرِ أو بيْنَها أو إليْها.الدرر السنية. وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ- عَزَّ وَجَلَّ: أي أمره إلى الله إن شاء عذبه على ذنبه دون الخلود في النار، وإن شاء غفر له ، فلا نقطع ولا نجزم بعذاب أو بعدم عذاب أصحاب المعاصي من المسلمين الموحدين . عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه عن النَّبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال"أتاني جِبريلُ عليه السَّلَامُ فبَشَّرني أنَّه من مات من أمَّتِك لا يُشرِكُ باللهِ شيئًا دَخَل الجَنَّةَ، قُلتُ: وإنْ زنى وإن سَرَق، قال: وإن زنى وإن سَرَق " .صحيح البخاري ومسلم. قال النَّووي: أمَّا قَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم" وإنْ زنى وإن سَرَق"فهو حُجَّةٌ لِمَذهَبِ أهلِ السُّنَّة أنَّ أصحابَ الكبائِرِ لا يُقطَعُ لهم بالنَّارِ، وأنَّهم إن دخلوها أُخرِجوا منها، وخُتِم لهم بالخُلودِ في الجنَّةِ.شرح صحيح مسلم : 2/97. عن عبادة بن الصامت قال : كُنَّا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في مَجْلِسٍ، فَقالَ: تُبَايِعُونِي علَى أَنْ لا تُشْرِكُوا باللَّهِ شيئًا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، فمَن وَفَى مِنكُم فأجْرُهُ علَى اللهِ، وَمَن أَصَابَ شيئًا مِن ذلكَ فَعُوقِبَ به فَهو كَفَّارَةٌ له، وَمَن أَصَابَ شيئًا مِن ذلكَ فَسَتَرَهُ اللَّهُ عليه، فأمْرُهُ إلى اللهِ، إنْ شَاءَ عَفَا عنْه، وإنْ شَاءَ عَذَّبَهُ."صحيح البخاري. نسأل الله السلامة والعافية من كل ذنب، وبهذا نكون انتهينا من هذه الرسالة، نسأل الله لنا ولكم العلم النافع، والعمل الصالح، وفقنا الله وإياكم لطاعته، والثبات على الحق ، ونفعنا وغفر لنا ولكم ولكل من له فضل علينا. وصلى الله على محمد وآله وصحبه ."رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ"إبراهيم: 41. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(View-All) Members who have read this thread in the last 30 days : 0 | |
There are no names to display. |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من أحداث السيرة فى شهر شوال .. غزوة الخندق | مسلمة لله | روضة السنة وعلومها | 6 | 08-10-08 01:11 PM |
متن الأربعين النووية (مقسم على أسبوعين) | مسلمة لله | المتون العلمية | 3 | 26-03-08 08:29 AM |
الدليل إلى المتون العلمية | أمةالله | المتون العلمية | 58 | 17-01-08 10:11 PM |