العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الداعيات إلى الله > النشرات الدعوية

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-08, 04:40 AM   #1
ياقوتة الوقار
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2007
المشاركات: 102
ياقوتة الوقار is on a distinguished road
Icon67 ماذا يوقظُكِ ؟ نسمةٌ لطيفةٌ .. أم هزّةٌ عنيفةٌ ؟



بِسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ





ماذا يوقظُكِ ؟ نسمةٌ لطيفةٌ .. أم هزّةٌ عنيفةٌ ؟


لا تَسألوا إنْ كانَتِ الأسمَاءُ والأحدَاثُ في قِصّةِ لَيلَى حَقيقيّةً .. مَا أعرِفُهُ هوَ أنّ الابتسَامَةَ الحَالِمَةَ
الّتي ارتَسَمَتْ على شَفتَيهَا وهيَ تَنظرُ في مِرآتِها ليلةَ العِيدِ كَانتْ حَقيقيّةً نابِعةً مِنْ أعمَاقِ قَلبِها

" افتَحِي عَينَيكِ .. Surprise .. هَلْ عَرَفتِني ؟! "
تلاشَتِ الابتسامَةُ شَيئاً فشَيئاً .. لأنّ أسمَاءَ , الأختَ الصّغرى لِليلى , لم تُبدِ الانفعالَ المُنتظَرَ
لدى رؤيتِها ثِيابَ أختِها الجديدةَ .. شَيءٌ ما كانَ يَشغلُ تفكيرَها

" جيّدٌ أنّكِ قضَيتِ ليلةَ البَارحَةِ في الصّلاةِ , لكنّ هذا لا يُرهِقكِ لدرجةٍ تمنَعُكِ مِنَ التّعرُّفِ على
أختِكِ " , ابتَسَمَتْ مُظهِرَةً أسنانَها ودارَت حولَ نفسِها مُقتربةً من أسماءَ قائلةً : " أنا ... ليلى "

" وَ هَلْ يَخفى القَمَرُ ؟ " , قالتْهَا أسماءُ بِهُدُوءٍ , ثمّ مَضَتْ إلى غُرفةِ الجُلُوسِ حَيثُ والِدُها ووالِدَتُها

حاوَلَتْ ليلى تَجَاهُلَ مَا حَدَثَ وعَادتْ للنّظرِ في المِرآة , لكنّها سرعَانَ مَا وَضَعتْ حِجَابَ أسماءَ عَلى
رأسِها و عَبَسَتْ , " وَ هَلْ يَخفى القَمَرُ ؟ " قَالتها مُقلّدةً أسماءَ وضَحِكَتْ ضِحكَةً خَافتةً ..
لِلحَقِيقةِ , فَإنّ أسماءَ لمْ تكُنْ مُبتَسِمَةً عِندَمَا قالتها, لَكنّها - يا ليلى - لَمْ تكُنْ عَابِسَةً !




كانَ يومُ ليلى مُتعِباً شَاقّاً , فهيَ لا تشتَري مَلابسَهَا إلاّ بَعدَ المُرورِ عَلى مُعظمِ المَحلاّتِ الرّاقِيةِ , وزادَ
إرهاقَهَا رفقةُ صَديقتَيهَا في الجَامِعَةِ أروى وإسراءَ

" هَلْ ترَكتُم مَحلاً دونَ زيارَتِه ؟ " , بهذهِ العِبَارَةِ استقبلتْ أمُّ ليلَى ابنتَها لدَى عَودَتِها

لَيلَى وأسمَاءُ , نمُوذجٌ لا يخلو مِنهُ أيُّ مُجتَمَعٍ , فوالِدَاهُما المُحبّانِ آخرُ مَا يُهمّهُمَا بشَأنِ
الفتاتينِ هُوَ صَداقاتُهُمَا و" حَيَاتهُمَا الشّخصِيّةِ "

أسماءُ أعلنتْ التزامَهَا العَامَ المَاضي , عِندَمَا كانَتْ في الثّانَويّةِ العَامّةِ , و كانَ ذلكَ لتأثّرَهَا
بإحدَى المُعَلّماتِ .. أمّا لَيلَى فهذا عَامُها الثّالثُ فِي الجَامِعَةِ .. و مَا حَالٌ كَمَقَالٍ !

عِندمَا انتقلوا إلى بيتهِمُ الجديدِ في ذلكَ الحَيّ الهَادئِ شرقَ العَاصِمَةِ , كَانت ليلَى ترفعُ صَوتَ
الأغانِي في غُرفتِها مُستَمِعَةً لقناتِهَا الإذاعِيّةِ المُفضّلةِ , وكانتْ دَومَاً تأخذُ قسطاً مِنَ الرّاحَةِ
أثناءَ دِرَاسَتِها لترقصَ عَلَى فقرة الـ ( Top Ten ) لكنْ عِندَمَا لاحَظتْ تجَمّعَ بعضِ الشّبابِ عَلى السّطحِ المُقابلِ
كلَّ ليلةٍ يتسَامَرُونَ و يختلِسُونَ النّظرَ إلى غرفتِهَا صَارَتْ تُغلقُ السّتائرَ وتستخدمُ سَمّاعاتِ الأذنِ

" ليلَى طيّبةٌ , لكنّها تَحتاجُ هزّةً بِقوّةِ 7 ريختر لِتستفيقَ مِمّا هيَ فيهِ " ,
كانتْ إحدَاهُنّ تفكّرُ في غرفةِ الجُلوسِ , و هيَ قَطعَاً لَمْ تكُن أمَّ لَيلَى !




في تلكَ الأثناءِ كانتْ ليلَى جَالسَةً إلى مَكتبِها ترسُمُ قلوباً وتكتبُ حُرُوفاً عَلَى كُرّاسَتِها الوَرديّةِ ,
هيَ لا تكترثُ كثيراً لمَا يُواجهُهَا مِنْ مواقفَ وأحداثٍ , لكن اليومَ .. شيءٌ ما في عينَيْ أسماءَ
كانَ طيفُهُ لا يُفارقُها .. تفرُّ مِنهُ و يطاردُها .. اليومَ نسيَتْ ليلَى , أو تناسَتْ , متابعةَ برنامجِهَا
الإذاعِيِّ المُفَضّلِ , ففي كلِّ لَحظةٍ كانتْ تنتظرُ أن تدخلَ عَليهَا أسماءُ غرفتَها لتبديَ إعجَابَها
بملابسِ العيدِ

" أسماءُ طيّبةٌ , لَكنّها .. لا أدرِي .. " , " قبلَ عَامينِ كانتْ تريدُ أنْ تدخلَ جَامِعَتي لِتنضَمّ
للكُورالِ المُوسِيقيّ وتشارِكَ في تَنظيمِ الرّحلاتِ الكَشفِيّةِ والمُخيّمَاتِ " , " مَلابسِي أعجَبَتْهَا
لكنّها تغارُ مِنّي .. " , " لا .. أسماءُ ليسَتْ كَذلكَ " , " ... " , " مَلابسِي جَمِيلَةٌ بَلْ رَائِعَةٌ , لا
يهمُّني رأيُ أسماءَ " ...

خرَجَتْ ليلَى بعدَ دَقائقَ مِنْ غرفتِهَا باحِثةً عَنْ أسماءَ , و لمّا لَمْ تَجِدْهَا في غُرفةِ الجُلُوسِ
توجَّهَتْ إلَى غرفتِهَا وفتَحَتْ البَاَبَ بحَرَكةٍ سَريعَةٍ مُفاجِئَةٍ , " لَيلَى هنااا .. " , و لمّا وَجَدتْ
أسماءَ عَلَى الأرضِ سَاجِدَةً تُصَلّي قالتْ : " سَتَدخُلينَ الجَنّةَ يا أسماءُ , لا تَخَافِي , أسرِعِي ..
أَنْتَظِرِكْ في غُرفَتِي " .. كانتْ أسماءُ تُوَدّعُ رمضانَ , أوّلِ رمَضَانٍ عقبَ التزامِهَا , أو كَمَا
أسْمَتْهُ : " أوّلُّ رَمَضانٍ في حَياتِها " , وَ عِنْدَمَا انتهَتْ مِنَ الصّلاةِ والتّلاوَة ِ , كانتْ ليلَى تغُطُّ
في نَومٍ عَمِيقٍ

نسمَةٌ لَطيفةٌ أيقظتْ أسمَاءَ فجرَ العِيدِ , صَلّتْ و أعَدّتْ طعامَ الإفطار , ثمّ ارتدَتْ ثوبَهَا وحِجَابَها
الجَدِيدَينِ و أيقظتْ أهلَهَا .. " ليلى .. لِيلو حَبيبَتِي .. هيّا انهَضِي , عِندِي لكِ مُفاجَأة " , ترَكَتْها
و رَاحَتْ لِوالِدَيهَا تقبّلُهُمَا و تهنّؤهُمَا بالعِيد ِ , ثمّ عَادَتْ .. " ليلى , ألا تُريدينَ رأيي فِي مَلابسِ
العِيدِ ؟ "

بعدَ سَاعَةٍ كانتِ العَائلةُ مُجتَمِعَةً في سَاحَةِ الحَيّ مَعَ المُصَلّينَ لأداءِ صَلاةِ العِيدِ , الجَميعُ كَانُوا
مسرورينَ غيرَ أنّ ليلى لَمْ تكُنْ عَلَى مَا يُرامُ .. " مَا الّذي أتَى بي إلى هُنَا ؟ " , أعارَتْهَا أختُهَا
حِجَاباً وعَبَاءةً لِلصّلاةِ وهيَ لمْ تكُنْ مُعتادَةً على الزّيِّ الشّرعِيِّ , لكنّها - طبعَاً - لمْ تكُنْ لِتصَلّيَ
بملابِسِهَا الجَديدَةِ دُونَ العَبَاءَةِ فوقَهَا ! .. كَمَا أنّ صَديقتَيها لمْ تأتِيا مَعَهَا لِلصّلاةِ , و هيَ بالكَادِ
تَعرِفُ أحَدَاً هُنا , أروى أَجَابَتْ عَلى دَعوةِ ليلى لِحُضُور الصّلاةِ بقولِها : " صَلاةُ العِيدِ ؟ يبدو
أنّ أسماءَ قَدْ لَعِبَتْ برأسِكِ ! " , أمّا إسراءُ فقدْ أزعَجَتْهَا مُكالمَاتُ ليلى فِي الصّباحِ البَاكِرِ فأغلقَتْ
جَوّالَهَا

صَلّتِ الأختَانِ بجانبِ أمّهِمَا , و بعدَ الصّلاةِ انشغلَتْ ليلى عَنِ الاستماعِ لخُطبةِ العِيدِ , فقد كانتْ
تنقلُ بَصَرَهَا بفُضُولٍ بينَ الحَاضِرينَ وأطفالِهمْ


"ما أبسَطَهُمْ وأطيَبَهُمْ أهلُ المَسجدِ ! " , " كلُّ هؤلاءِ فوّتوا مُشَاهَدَةَ المُسلسَلِ وقتَ التّراويحِ ؟! "

" مَتى سَتنتهي الخُطبةُ ؟ ... " , " هذهِ الطّفلةُ كَاللُّعبةِ .. مَا أجَمَلَها بالحِجابِ ! " , " ذاكَ
الشّابُّ أراهُ دَومَاً برُفقةِ إحدَى الفتياتِ في الجَامِعَةِ .. يُريدُ الدّنيا والآخِرةَ مَعَاً ؟ " .. ابتسَمَتْ
ليلى , و أيقظهَا مِنْ شُرودِهَا هُنا قيامُ النّاسِ وانتِهَاءُ الخُطبةِ

هُنا جَذبتْ أسماءُ ليلى مِن يَدِهَا لِتقدّمَهَا إلى صَدِيقاتِها بناتِ المَسجدِ , كانتْ وُجُوهُهُنّ مُشرقةً
باسِمَةً , و أحسّتْ ليلى بَينَهنّ بالألفةِ .. شَعَرتْ أنّها تَعرِفُهُنّ مُنذُ زَمَنٍ , و كمْ بَدَتْ مُضْحِكَةً و
هيَ تُحاولُ إدارةَ الحِوارِ مَعَ الفتياتِ ! .. كانَتْ كُلّما أحَسّتْ أنّ واحِدَةً مِنهُنّ سَتَسألُهَا عَنْ سَبَبِ
عَدَمِ رُؤيتِهَا لها في رَمَضَانَ مَعَ أختِهَا تسبقُهَا بالسّؤالِ : " كيفَ حَالُكِ ؟ كيفَ كانَ رَمَضَانُ ؟ "



في غَمرَةِ الحِوارِ اغتنَمَتْ أسمَاءُ لَحظَةً صَمَتَتْ فيها كُلّ الفَتَياتِ لِتقولَ بمَرَحٍ :
"يا صَبَايَا ، بِصَرَاحَةٍ .. أختي ليلى كَانَتْ تريدُ أنْ تأخذَ رأيَكُم فِي المَلابــ ... "

, هُنا وَضعَتْ ليلى يَدَهَا على فَمِ أسماءَ بسُرعَةٍ كَبيرةٍ , احمَرّ وَجْهُهَا , وامتدّتْ يَدُهَا الأخرَى لا
شُعُورِيّاً تُحكِمُ إغلاَقَ العَبَاءَةِ , ثمّ نَظَرَتْ إلى الفَتَياتِ مُبتَسِمَةً
و سَألتْ : " كيفَ حَالُكُنّ جَمِيعَاً ؟ صحيح .. كيفَ كَانَ رَمضانُ ؟؟ "



هذه هديتنــ أنشودة العيد ــا لكم

و هذه هدية أخرى بمناسبــ شعائر العيد ــة عيد الفطر المبارك
ياقوتة الوقار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-08, 12:42 PM   #2
الجوهرة المصونة
בَـيـٍآتـے گڷهآ لله [ ~
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

جزاك الله خيراً وكتب الله أجركِ ولا حرمكِ الأجر ...

الموضوع رائع ولكن نعتذر لكِ أختي فالموضوع يندرج تحت إستراحة الملتقى وليس العلوم الشرعية ..

بارك الله فيكِ ونفع بكِ الأمة ...
الجوهرة المصونة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-08, 04:19 PM   #3
ياقوتة الوقار
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2007
المشاركات: 102
ياقوتة الوقار is on a distinguished road
افتراضي

حياكِ الله أخيتي..
اللهم آمين،، جزاك الله خيرا
لمَ لا يتم نقله إلى هناك إذًا؟
أنتظر ردك يا فاضلة..
ياقوتة الوقار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-08, 06:10 PM   #4
الجوهرة المصونة
בَـيـٍآتـے گڷهآ لله [ ~
افتراضي

الله يحييكِ الغالية بينقل لقسم حروف دعوية ..

باركِ الله فيكِ وأحسن إليكِ ...



توقيع الجوهرة المصونة
] إن الأمور إذا استدت مسالكهـآ
فالصبر يفتح منها كـل مرتجـآ
لا تيأسن وإن طالـت مطالبـة
إذا استعنت بصبر أن ترى فرجآ
...[ ~


.. ღ

لحظة وفاء لأغلى البشر~~

اللهم احفظ والدتي ويسر لها حفظ كتابك ~~

واعني على برهآ .. والاحسان إليهآ ~~

.. ღ
الجوهرة المصونة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-08, 10:01 AM   #5
محبة الصحابة
طالبة دورة أزاهير رَسم الحرف
افتراضي

جمييييييييييل ما نقلت أختي بوركت أناملك



توقيع محبة الصحابة
]سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
اللهم صل على محمد في الأولين وصل عليه ربنا في الآخرين وصل عليه في كل وقت وحين وصل عليه في الملأ الأعلى إلى يوم الدين




محبة الصحابة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .