عرض مشاركة واحدة
قديم 25-10-09, 05:30 PM   #27
أمــــ هـــانـــئ
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 18-04-2009
المشاركات: 230
أمــــ هـــانـــئ is on a distinguished road
افتراضي

ثاني عشر ـ الأجــر علــى قــدر النفقــة والمشــقة
==============================

• يقـول صاحبنـا :

وعـاد الجسم إلـى الأهـل والأحبـاب ، بينمـا بقـي القلـب معلقًـا بتلكـم الرحـاب .
وأخـذت أدعـو الله بالعـود القريـب ؛ لأنعـم بـأداء منسـكٍ عنـد بيتـه الحبيـب . ورغـم مـا نالنـي مـن االلأواء والنصـب ، علمـت أن الكريـم يجزينـي عليـه ، فتاقـت النفـس إلـى بذلـه إليـه .
وسـألته أن يتقبـل ـ سـبحانه ـ منـي حـلال نفقتـي ، ومـا قـد توسـلت بـه لإتمـام حجتـي ؛ فبفضلـه رُزْقتُـه أولاً ، وفـي سـبيله أنفقتـه آخـرًا ، احتسـبته عنـد الشـكور قربـة ، علِّـي بــه أنـال الرحمـة .
فالحمـد لله الـذي أعاننـي فيسـر لـي أداء المناسـك ، ورزقنـي مـن
واسـع فضلـه مـا بـه إلـى طاعتـه أسـابق ، وزاد الرحمـن فوعـد
بواسـع الأجـر والقبـول كمـا جـاء فـي الصحيـح مـن أحاديـث الرسـول :
ـ لحديـث أم المؤمنيـن عائشـة ـ رضي الله عنها ـ :
{ قالـت عائشـة ـ رضي الله عنه ـ : يـا رسـول الله ، يصـدر النـاس بنسـكين وأصـدر بنسـك ؟ فقيـل لهـا : انتظـري ، فـإذا طهـرت فاخرجـي إلـى التنعيـم فأهلـي ، ثـم ائتيـا بمكـان كـذا ، ولكنهـا علـى قـدر نفقتـك أو نصبـك } .
فتح الباري شرح صحيح البخاري / ج3 / 26- كتاب : العمرة /8- باب : أجر العمرة على قدر النصب / رقم : 1787 .


ـ عـن أم المؤمنيـن عائشـة ـ رضي الله عنها ـ قالـت : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : (( إن لـك مـن الأجـر علـى قـدر نصبـك ونفقتـك )) .
صححه الألباني في : صحيح الجامع / رقم : 2160




ـ عـن أم المؤمنيـن عائشـة ـ رضي الله عنها ـ قالـت )) قلـت يـا رسـول الله يصـدر النـاس بنسـكين وأصـدر بنسـك واحـد قـال : انتظـري فـإذا طهـرت فاخرجـي إلـى التنعيـم فأهلـي منـه ثـم القينـا عنـد كـذا وكـذا قـال أظنـه قـال غـدا ولكنهـا علـى قـدر نصبـك أو قـال نفقتـك . ))
صحيح مسلم بشرح النووي / كتاب : الحج / باب : بيان وجوه الإحرام وانه يجوز إفراد الحج والتمتع / رقم : 1211 .

فـائــدة :
ــــــــ--------

قـال النـووي فـي شـرحه لهـذا الحديـث :
قولـه صلـى الله عليـه وسـلم : ( ولكنهـا علـى قـدر نصبـك أو قـال : نفقتـك ) هـذا ظاهـر فـي أن
الثـواب والفضـل فـي العبـادة يكثـر بكثـرة النصـب والنفقـة ، والمـراد النصـب الـذي لا يذمـه الشـرع ، وكـذا النفقـة .
صحيح مسلم بشرح النووي / كتاب : الحج / باب : بيان وجوه الإحرام وانه يجوز إفراد الحج والتمتع / رقم : 1211 .


** ومـرت السـنون وكلمـا غلبنـي إلـى الحج الحنيـن أحضـرت كتـاب المناسـك ، أقـرؤه أجـدد بقراءتـي لـه المعلومـات ، واجتـر مـع أحاديثـه أعطـر الذكريـات ، وكلمـا قـرأت حديثًـا صحيحًـا علـى تلكـم الأجـور ، زاد لهفـي علـى مثلهـا
وامتلأ القلب شوقًا لأدائها :

ـ فعـن عبـد الله بـن مسـعود ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " تابعـوا بيـن الحـج والعمـرة ؛ فإنهمـا ينفيـان الفقـر والذنـوب ، كمـا ينفـي الكيـر خبـث الحديـد والذهـب والفضـة ، وليـس للحجـة المبـرورة ثـواب إلا الجنـة . ومـا مـن مؤمـن يظـل يومـه محرمًـا إلا غابـت الشـمس بذنوبـه " .

علق عليه الشيخ الألباني في ( صحيح الترغيب والترهيب ) قائلا : ال صحيح
والزيادة في آخره : حسن لغيره
ج2 / كتاب : الحج / باب : [الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بهما ] رقم: 1133

ـ و عـن عبـد الله ابـن عمـر ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : [ " ... إن شـئتما أخبرتكمـا بمـا جئتمـا تسـألاني عنـه فعلـت ، وإن شـئتما أن أمسـك وتسـألاني فعلـت " . فقـالا : أخبرنـا يـا رسـول الله ! فقـال الثقفـي للأنصـاري : سـل . فقـال : جئتنـي تسـألني عـن مخرجـك مـن بيتـك تـؤم البيـت الحـرام ومـا لـك فيـه ، وعـن ركعتيـك بعـد الطـواف ومـا لـك فيهمـا ، وعـن طوافـك بيـن الصفـا والمـروة ومـا لـك فيـه ، وعـن وقوفـك عشـية عرفـة ومـا لـك فيـه ، وعـن رميـك الجمـار ومـا لـك فيـه ، وعـن نحـرك ومـا لـك فيـه ، مـع الإفاضـة . فقـال : والـذي بعثـك بالحـق ! لعـن هـذا جئـت أسـألك . قـال : فإنـك إذا خرجـت مـن بيتـك تـؤم البيـت الحــرام ؛ لا تضـع ناقتـك خفًـا ، ولا ترفعــه ؛ إلا كتـب ( الله ) لـك بـه حسـنة ، ومحـا عنـك خطيئـة . وأمـا ركعتـاك بعـد الطـواف ؛ كعتـق رقبـة مـن بنـي إسـماعيل . وأمـا طوافـك بالصفـا والمـروة ؛ كعتـق سـبعين رقبـة .. وأمـا وقوفـك عشـية عرفـة ؛ فإن الله يهبـط إلـى سـماء الدنيـا فيباهـي بكـم الملائكـة يقـول : عبـادي جاؤنـي شـعثًا مـن كـل فـج عميـق يرجـون رحمتـي ، فلـو كانـت ذنوبكـم كعـدد الرمـل ، أو كقطـر المطـر ، أو كزبـد البحـر ؛ لغفرتهـا ، أفيضـوا عبـادي ! مغفـورًا لكـم ، ولمـن شـفعتم لـه . وأمـا رميـك الجمـار ؛ فلـك بكـل حصـاة رميتهـا تكفيـر كبيـرة مـن الموبقـات .. وأمـا نحـرك ؛ فمدخـور لـك عنـد ربـك . وأمـا حلاقـك رأسـك ؛ فلـك بكـل شـعرة حلقتهـا حسـنة ، وتمحـى عنـك بهـا خطيئـة . وأمـا طوافـك بالبيـت بعـد ذلـك ؛ فإنـك تطـوف ولا ذنـب لـك يأتـي ملـك حتـى يضـع يديـه بيـن كتفيـك فيقـول : اعمـل فيمـا تسـتقبل ؛ فقـد غفـر لـك مـا مضـى " .
علق عليه شخنا الألباني في : ( صحيح الترغيب والترهيب ) / رقم : 1112 قائلاً حسن لغيره : المجلد الثاني /
كتاب : الحج / الترغيب في الحج والعمرة والترغيب فيمن جاء يقصدها فمات / ص : 9 .


** ولسـان حالـي علـى الـدوام وقالـي :
اللهـم : اجعـل لـي إلـى بيتـك الحـرام سـبيلاً ، وارزقنـي اللهـم :
بفضلـك أن أكـون لحجـاج بيتـك هاديًـا ودليـلاً .
وكـل عـام فـي وقـت إجابـة الحجيـج النـداء ، يهـز عمقـي مـا يعانـق سـمعي
مـن جميـل التلبيـة والتكبيـر والثنـاء ، وعندهـا يعلـو فـي قلبـي الوجيـب ؛ شـوقًا إلـى بيـت الحبيـب .
أودِّعهـم بدمـوع الحنيـن والرجـاء : لا تنسـوني مـن صالـح الدعـاء ، أن يجعـل الله لـي إلـى بيتـه إيـاب ، وألا يحرمنـي الكريـم عـود وعـود وعـود إلـى تلكـم الرحــــاب .
وكأنمـا ناظـم هـذه الأبيـات ، قـد عايـن الحـال ، ورزقـه الله فتحًـا مـن جميـل المقـال ، فكأنـه شـعر بمحنتـي فقـال يشـكو شـوقه ولهفتـي :


يـا راحليـن خـذوا نفسـي تودعكـم *** ثـم اتركونـي قليـلاً أنتشـي معكـم
فأنـا المحــبُّ وقـد بعـدت حبيبتـه *** فلترحمونـي عسى الرحمـن يرحمكـم
قـد مـزق الشـوقُ أحشـائي ومزقنـي *** فلتسـألوا البيـت كم أحببـت يخبركـم
وكــم تسـاقط دمعــي وَالِهًـا لهفًـا *** واليـوم سـرتم وسـار القلـب يتبعكـم
يبكـي وليـس البكـا حزنًـا علـى ذهـبٍ *** أو أن ليلـى مـع العيـر التـي معكـم
بـل دمعـه . عشـقه . قـد صـار فـي حِجْـرٍ *** أحلـى مـن الشـهد إن ذاق الهـوى فمكـم
فـي جانـب البيـت عنـد البـاب موقعــه *** فلتسـرعوا المشـي قلبـي سـوف يسـبقكم
فلتذهـب الآن ليلـى نحـو مغربهـا *** أو ترحـل اليـوم سُـعدى فالحنيـن لكـم
فلقـد تركـت هنـاك القلـب معتكفًـا *** والنفـس صـارت تنـادي اليـوم صحبتكـم
فـإذا لقيتـم غريبًـا فـي منـىً وَلهًـا *** عنـد الجمـار فـلا ترمـوه جمرتكـم
يبكـي على عمـره قـد ضـاع مغتربًـا *** فلتعــذروه فــإن الله يعذركــم


وفـــي الختـــام :

أسـأل الله لنـا ولكـم : حجـة علـى سـنة الهادي الأمين ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ
وأن يجعـل عملنـا هـذا خالصًـا لوجهـه الكريم إنه برّ رحيم
آميـن آمين آمين .



التعديل الأخير تم بواسطة أمــــ هـــانـــئ ; 25-10-09 الساعة 05:37 PM
أمــــ هـــانـــئ غير متواجد حالياً