![]() |
![]() |
![]() |
|
خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
![]() الفتور في حياة الداعية فهذه كلمات تصف الفتور في حياة الداعية .. أسأل الله أن ينفع بها .. أبو أحمد.. الفتور في حياة الداعية مظاهره – أسبابه – آثاره – وعلاجه أولا : المظاهر : * كسل يصيب الروح والجسم والعقل . * قلة قراءة القرآن الكريم بل استثقال القراءة وعدم التأثر لما يقرأ . * عدم الإخلاص وعدم الخوف من الرياء وقلة الدعاء في تخليص النفيس من الرياء . * روابطه بالله متقطعة وضعيفة .. تعظيمه لله قليل والعياذ بالله . * لا يتأثر بنصح ولا ينفعه ذلك شيئا . * تتحول دعوته كالوظيفة جمود ورسميات . * الانشغال بالتوافه من أمور الدنيا من شراء للكماليات والتسوق والنوم والسفر الزائد عن الحد . * كثرة التفكير بمشاكل الدنيا وهمومها . * الإسراف في المباحات من أكل ونوم * إضاعة الأوقات بما لا يعود بالفائدة . * تبني الرخص فكرا أو عدم الشعور بالإشكال في تتبعها . * اهتزاز بعض المفاهيم لديه .. مثل الرزق والابتلاء وغيرها . * شدة حب المال وإنشاء مصادر مالية أخرى مما يضيع عليه بعض الفرص الدعوية. * سوء تنظيم في حياة الدعية . * استثقال العمل الإسلامي وصدود في صحبة الصالحين . * قلة العلم أو انعدامه مع عدم محاولة الاستزادة. * التقصير في حضور حلق العلم والدروس . * التقصير في الإعداد للدروس والموضوعات الدينية التي يتواصى عليها هو وإخوانه . * الاعتقاد الخاطئ باكتفاء الأخ من الناحية العلمية ووصف وضعه بالوضع الصحيح . * الملل من الأسلوب التربوي الذي يتلقاه والمطالبة بالتجديد دائما . * إخلاف الداعية مواعيده مع إخوانه الدعاة وأهله والوسط الذي يعيش فيه . * إلقاء المسئولية والتكاليف الدعوية على الغير ، أو التقصير فيها وعدم تحملها . * فقد التركيز في الأعمال التي يقوم بها الداعية . * عدم تقديم مصالح الدعوة العامة ولكنه يدعو باسلوب يرضي هواه . * الاسترسال في الأحاديث العادية مع المدعوين واستشراف النفس لها . * التبرير لما يقع فيه من أخطاء ولو اعترف بالخطأ. * عدم تطبيق ما يدعو إليه من الأعمال . * لا تتحرك نفسه بالإنكار عند رؤية المنكر . * عدم القدرة على مقاومة شهوات النفس في تلبية رغباتها . * ضعف الوازع الديني مما يؤدي لارتكاب معصية ما . * ارتباك في علاقاته الاجتماعية مع والديه وزوجته وغيرهم فتتحول بعد الرحمة إلى جفاف (وصراخ). * الغفلة عن تذكر الموت ولا اليوم الآخر وعن ذكر الله تعالى أو البكاء من خشية الله . * تفويت الكثير من السنن وأعمال الخير والنوافل وعدم التأسف على ذلك . * التسويف في أعمال الدعوة أو الخير . * إهمال توجيه الأهل . * حب الظهور ويحب أن يمدح بما لا يفعل . * الإقدام على قرارات لها خطورة على حياة الداعية دون مشاورة . * كثرة المزاح . * فقدان المبادرة في الابتكار والتجديد في العمل . * الاهتمام بالدعوة العامة وعدم الاهتمام بالدعوة الخاصة والاعتماد على التربية . * التضايق من الارتباط والرغبة في حرية التصرف والفوضوية . * التحفظ في بعض الأمور خشية التكليف بها والتقدم في أمور رغبة في التكليف بها هوى بها . * العزلة والهروب من الواقع . * مدح النفس والاعتداد بها . * إعطاء الدعوة فضول الوقت . * فقدان الشعور بالحزن بسبب انتكاسة بعض إخوانه . * نشر الأخبار والإشاعات وتحول الداعية إلى آلة تسجيل يطلق كل ما يسمع وعدم استشعار الوعيد من ذلك . * بعض مظاهر النفاق من إرضاء الغير على حساب الشرع أو الدعوة . * ومنها تكون بعض أعماله الدعوية سببها إرضاء الآخرين . * الشك في المفاهيم الأساسية في الدعوة إلى الله تعالى . * عدم الرغبة في الالتقاء بإخوانه الدعاة الصالحين أو من يوجهه من العلماء أو غيرهم خجلا وتقصيرا. ثانيا : آثار فتور الداعية : والآثار هي النتائج القريبة والبعيدة المدى .. والتي سببها الأول فتور خفيف وخلال هذه الفترة تظهر مظاهر الفتور ثم تظهر آثار الفتور بعد زمن إذا أصبح الفتور مزمنا .. وقد يزيد كلما أهمل الأخ العلاج) ومن آثار الفتور : * نقض العهد مع الله والميثاق ثم مع إخوانه الدعاة * العاقبة السيئة للانتكاس اقرأ قوله تعالى : >(ويوم يعض الظالم على يديه .. >(إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى .. >(ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم .. >(واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها .. * ضعف في الوسط الدعوي الذي يعيش فيه الداعية الفاتر في مجالات شتى > ضعف في الشباب الذين يتولى الداعية تربيتهم > ضعف في النشاط الذي يتولى الداعية إعداده > تأثر أهله بفتوره > تساقط الفاترين الذين هم من حول هذا المنتكس * السماح لأعداء الإسلام للدخول على الإسلام من خلال الثغرة التي تكون من قبل الداعية الفاتر . * تحول الداعية المتحرك للإسلام إلى شخص عادي منتكس ، إضافة إلى إضاعة الأوقات والجهود التي بذلت لتربيته . * فقد الدعوة لشخص يمكن أن يشغل ثغرة وينفع المسلمين * يتحول المنتكس إلى وسيلة لنشر الأسرار . * انتقاد الدعاة الآخرين ومنهجهم (يتحول أسلوب دعوته إلى انتقاص وانتقاد للآخرين فقط) بل ينتقد القيادة والمنهج ولا ينصح لهم . * يصبح هذا الداعية حجة (لأعداء الإسلام ) على عدم صلاحية الرجوع للإسلام . * فتح مجال للسخرية والتندر بالصالحين . * الوقوع في أزمات نفسية . * سهولة استقبال الشبهات والأفكار الخاطئة الأخرى . ثالثا : الأسباب : >>> أسباب إيمانية : * ضعف الصلة بالله والتعلق به وقلة ذكره ودعائه وعدم تعظيمه واللامبالاة في ذلك وكسل في الجانب التعبدي. * التقصير في عمل اليوم والليلة * عدم العيش مع كتاب الله وترك تلاوته وتدبره * عدم الشعور بمعية الله وأنه المعين والنصير * إهمال الدعاء بالتثبيت *الوقوع في صغائر الذنوب مع الاستصغار لها * اللامبالاة بعد العمل أهو قبل عند الله أم لم يقبل * قلة تذكر الموت والدار الآخرة * طول الجهاد وتأخر النصر . >>>أسباب من الوسط : * العيش في بيئة مليئة بالفاترين * ضعف الجانب التربوي القديم للداعية مما يؤدي إلى استعجال للنتائج أو إهمال أو غيره * عدم وجود موجه قوي * التأثر بانتكاس قدوات للشخص . * الصحبة المؤثرة للفرد سلبا . * عدم وضع الفرد في مكانه الصحيح أو عدم إعطائه الأعمال المناسبة له * عدم توظيف كافة الأفراد وإشغالهم بما ينفعهم * عدم وجود المتابعة الفردية * التأخر في حسم الأمور بسرعة (ولا يقصد العجلة الزائدة) * عدم تقدير الشخص لطاقته أو تقدير الموجه لطاقة الشخص * مقارنة النفس بمن هم أقل منه مستوى * المشكلات والصراعات وقد يوجد بين الشباب من يثير الفتن * الاستهزاء بالشخص عند الخطأ * الاشاعات المختلفة على الملتزمين بالإسلام * عدم مراعاة النفسية عند النصيحة فقد يكون حساسا أو يكون حديث عهد بإيمان وصلاح * الاتكالية إما لكسل أو لكثرة العاملين في الوسط أو غيرها.. >>> الأسباب الشخصية للفتور : * الكبر والعجب بالنفس وتضخيم الذات وتصور الشخص أنه يمكنه السير بدون توجيه ونصح وتواصي ، بل وتصور أن لديه طاقات هائلة (ليست عنده في الواقع) وذلك بسبب الثناء المفرط عليه .. والظن بعدم الحاجة إلى حلق العلم والذكر .. * عدم الانضباطية * حب الرياسة وطلبها * الغلو أو التساهل * الانبهار بالعلم والمعرفة التي يحوز عليها الداعية في أول طريق الدعوة ومن ثم يتبنى الكبر أو يتبنى الآراء الشاذة أو غيرها .. * محاولة الوصول إلى المثاليات .. وعندما لا يستطيع ينسحب من الصلاح عموما * البعد عن الجو الإسلامي . * إلقاء مسئولية رفع الإيمان أو ضعف الإيمان على الغير من مسولين أو أوضاع أو ظروف (وهو ما يسمى الإسقاط) * التعود على حياة رتيبة في لادعوة مما يؤدي إلى الملل * نسيان الداعية نفسه في طريق الدعوة * تراكم مشكلات وأمور غير مقتنع بها دون أن يناقشها بسبب المجاملة . * انتقال الداعية إلى حياة اجتماعية جديدة كالزواج مثلا أو الانتقال إلى وظيفة أخرى أو بلد آخر قد يكون سببا في الضعف إذا لم يتدارك الداعية نفسه . * عدم الثقة بالمنهج أو الموجه . * عدم التنظيم وسوء وضع الأولويات . * مضايقة الداعية من قبل أهله أو عشيرته . * عدم وضوح الهدف . * عدم التوازن في حياة الداعية * الخوف من أعداء الإسلام ومن التهديدات ومن مشاق الطريق . * كثرة مخالطة العوام والاستئناس بفضول الكلام والنظر والأكل والنوم . * التحدث عن الأخبار المثبطة للهمم . * قلة المحاسبة الصحيحة . * الإحساس بأن الدعوة نفل وتطوع وعدم استشعار أن الدعوة مسئولية ملقاة على عاتق كل فرد. * الاغترار بزهرة الحياة الدنيا وزينتها . رابعا : العلاج تنمية الجانب العبادي (في الفرد) : * الحرص على الفرائض (صلاة ، صوم ، زكاة ، حج ) = وتكون الصلاة جماعة مع الخشوع و حضور صلاة الفجر مع التبكير .. = ويهتم في العبادات عموما الجوانب التي تزيد في تأثيرها الإيماني ... = ويبتعد عن الجوانب التي تنقصها الأجر أو الإيمان . * الحرص على النوافل من صلاة وصيام وتصدق وإنفاق في سبيل الله وعمرة وحج وغيره من الطاعات مع معرفة الأعمال من صحيح السنة . * التعلق بكتاب الله وقراءته _ مع تفسيره – والعيش في ظلاله وقيام الليل به . وتدبر القصص القرآني وما حل ببني إسرائيل من قسوة قلوبهم . وتدبر بطش الله بالأمم السابقة لإعراضهم عن منهج الله تعالى. = الحرص على أن يكون هناك حزب يومي . = التدبر في القراءة . = الحرص على التجويد . = الاطلاع على كتب فضائل وآداب القرآن مع التأكد من صحة الأحاديث. * الإكثار من ذكر الله تعالى على جميع الأحوال . والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم . ودوام الاستغفار . = حفظ بعض الأذكار الصحيحة والتي يحتاج إليها (كأذكار الصباح والمساء وما بعد الصلاة .. = تأصيل موقف العبودية مع الله بدعائه لجميع حوائجنا = حفظ جوامع الكلم والدعاء .. وحفظ الأدعية القرآنية.. = فهم الأدعية والأذكار ومقاصدها = التذكير بالأدعية المأثورة = يمكن اللجوء إلى عمل المسابقات لزيادة حفظ الأحاديث والأذكار والتشجيع على الفوز بها . * قراءة السيرة النبوية مع تدبر أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم . * قراءة الحديث النبوي مع التدبر أخذ العبر * التعرف على مواقف الصحابة وسيرهم * مراقبة الله وتنمية هذه الصفة في النفس . * تنمية جانب الخوف والرجاء في الفرد . * استغلال الأوقات والمناسبات التي تمتاز بالنفحات الإيمانية مثل : = رمضان والعشر الأواخر فيها = العشر الأوائل من ذي الحجة = أوقات الحج والعمرة = البلد الحرام * قراءة الكتب الإيمانية الموثوق بها ككتب ابن القيم وتهذيب موعظة المؤمنين .. وغيرها .. * التفكر في مخلوقات الله الكونية وغيرها .. * ذكر الموت وزيارة المقابر . * تهيئة أوقات للعزلة وتكون متزنة مع الخلطة مت ترك فضول الخلطة * المحاسبة الإيمانية الصحيحة * الجلوس إلى من في قلبه كثير من الإيمانيات والاخبات والتائبين والداخلين إلى الإسلام حديثا .. ودعوة الشباب للجلوس إليهم وذلك للتأثر بهم . * التوبة الدائمة . * الرحلات الإيمانية . * معالجة الملاحظات على الجانب الروحي وعدم تركها بدون دراسة أسباب وعلاج . * تعظيم جانب الله سبحانه وتعالى في النفوس * التقلل من الدنيا والزهد فيها والتخفف من الشواغل غير المهمة. * البعد عن فضول النظر وغض البصر مما حرم الله أم مما يلهي * ومما يضعف الإيمانيا عدم التألم من وجود الكفار والفسقة على حالهم .. فالواجب علينا إنكار ذلك بالقلب على أقل حد ودعوتهم . * مسح رأس اليتيم والاهتمام بالفقراء والمحتاجين * سماع الأشرطة الوعظية . * تنمية حي الله بتذكر النعم . * استشعار التقصير في الطاعات في كل وقت . * البعد عن مشابهة الفسقة والمبتدعة والكفرة . * الدعاء .. وخصوصا بزيادة الإيمان وتثبيت القلوب والاستعاذة من زيغ القلب والعياذ بالله . * الزيارة في الله تعالى . * صلة الأرحام وبالأخص الوالدين . * عمل الخير للناس ابتغاء وجه الله تعالى. الوسائل العلاجية (لتنمية سلوك الغير عليها): * التذكير بما سبق من الأعمال –كل فقرة سابقة يحاول التذكير بها وتشجيع الشباب عليها وإعانتهم- * الاهتمام بالسنة الصحيحة * التخول بالموعظة وقصرها وعدم التعليق عليها . * التعويد على العبادة والمجاهدة * استغلال الأحداث في تنمية الجانب الإيماني . * التحذير من الجلوس إلى ضعاف الإيمان حتى من صحبة الخير وتوجيه الشباب للبحث عن أهل النفوس العالية. * القدوة الصالحة والصحبة الممتميزة بالعبادة . * التواصي والتذكير بأهمية الموضوع . * الترغيب والترهيب * تنمية المجاهدة الفردية لتحقيق الغاية المنشودة. الضوابط في التعامل مع المشكلة : * يجب معرفة الحد الأدنى وعدم الهبوط عنه . والتشجيع على الزيادة . * تبني الأعمال على علم صحيح . * اتفاق الأعمال مع الأقوال . * التوازن (لا تفريط ولا إفراط) * البعد عن الإيحاء بالإلزام في النوافل . * لا بد من اختيار الوقت المناسب للتذكير . كتب نافعة لعلاج المشكلة : القرآن الكريم أحاديث الرقاق كتاب الخشوع في الصلاة لذة المناجاة مختصر منهاج القاصدين أو تهذيب موعظة المؤمنين . صحيح الترغيب والترهيب الفتاوى الكبرى ج2 ص 18 الوابل الصيب تهذيب مدارج السالكين صحيح الكلم الطيب الجواب الكافي كتاب الدعاء قصائد الزهد وغيرها كثير فليحرص الداعية على الكتب الإيمانية الموثوقة .. http://www.saaid.net/aldawah/27.htm التعديل الأخير تم بواسطة رقية مبارك بوداني ; 26-01-10 الساعة 01:10 AM |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة |
![]() السؤال :السلام عليكم ورحمة الله : سؤالي هو: كيف يمكنني علاج الفتور في الدعوة؟ وكيف أتمكن من رفع إيمانيات المدعوين؟ و إذا شعر الإنسان بأنه غير قادر علي أداء تكاليفها بحق مما يدفعه إلى محاولة تقليل هذه الأعباء أو التخلي عنها فماذا يفعل ؟ السؤال الأول: كيف يمكن علاج الفتور في الدعوة؟ دعينا أختي الكريمة نقرر أولاً أن الفتور صفة ملازمة للنفس الإنسانية، فكما قال صلى الله عليه وسلم: "إن لكل عمل شِرَّة، ولكل شِرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي، فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك" رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وروى الترمذي نحوه وقال: حسن صحيح غريب، والشاهد من الحديث أن لكل عمل فترة نشاطٍ "شرة" وفترة كسل أو فتور"فترة"، وبالتالي فهذا الفتور أمر طبيعي مجبول عليه الإنسان، فلا يصيبنا هذا الأمر بالخوف والرعب الشديد، ولكن علينا أن نفكر ففي وسائل علاجه. ولنبدأ أساساً في أسبابه، والتي غالباً ما تكون أحد أمرين الأول: عدم إحساس الداعية باستجابة المدعوين له الاستجابة المرجوة، مما يفقده الحماسة ويشعره باليأس والإحباط، وبالتأكيد بالفتور. السبب الثاني للفتور: هو "التقادم" إن صح التعبير، أن يتعود الإنسان أمر الدعوة، فتفقد جدتها في نفسه، وبالتالي تفقد النفس المتعة التي كانت تلقاها فيها. فكيف نعالج هذه المشكلة ؟ بالنسبة لعدم وجود النتائج المشجعة، فالأمر واضح جلي، تحدث فيه الكثيرون من قبل، المسألة بوضوح أننا أُجَراء عند الله سبحانه وتعالى، نتعامل في الدعوة بهذا المنطق، منطق الأجير الذي كل المطلوب منه أداء وظيفته بإتقان وإخلاص، حتى ينال أجره في آخر المدة، ولا يعنيه بعد ذلك إن كان عمله هذا قد استفاد منه صاحب العمل أم لم يستفد، وهكذا هم الدعاة؛ يعملون لله بصدق وإخلاص وإتقان وليس يعنيهم بعد ذلك النتاج، وهنا نقطتان هامتان تحتاجان إلى توضيح: ليس معنى هذا ألا يفكر الداعية غير المنتج في أسباب إخفاقه، بل يجب عليه ذلك لأن هذا من صميم عمله، ولكن المقصود هو أنه عليه أن يستنفذ كل الوسائل والسبل، وأن يغير ويبدل، ويقدم ويؤخر، فإذا لم يحقق بعد ذلك نجاحاً، فقد أخذ الأجر والثواب، ولنا في نوح عليه السلام خير دليل، "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ"، "وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ"، "قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا، فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا، وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا". وفي موسى عليه السلام شاهد آخر "فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ" لا يعني ذلك أيضاً أن على الإنسان ألا يجد متعة عند نجاحه، بل عليه أن يفرح ويسعد بذلك، فإنها "عاجل بشرى للمؤمن" كما قال صلى الله عليه وسلم كما روى مسلم وابن ماجه، وكما قال الكيلاني رحمه الله: "إذا رأيت وجه صادقٍ قد أفلح على يديّ: شبعتُ، وارتويتُ، واكتسيتُ، وفرحتُ، كيف خرج مثله من تحت يديّ". أما علاج السبب الثاني "التقادم أو التعود" فالقلب المشغول بالدعوة لا يصيبه هذا العرض، لأنه دائماً في حركة وفكر وشغل، يفكر ويبتكر ويبدع، يبحث عن الجديد، ويطور القديم، فهو في حركة تجديدية تنشيطية دائمة، نعم قد يصيبه الملل أحياناً -وهي الطبيعة البشرية كما أسلفنا – ولكنه سرعان ما يعاود التدفق والسريان بهمة وعزم شديدين. ولكن أما وقد أصابنا الفتور، فماذا نفعل لعلاجه؟ 1- بالتزود بالقرآن الكريم ومطالعة الأنبياء والرسل وجهادهم، فإذا كنا أتباعهم كما ندعي، فلا أقل من أن نسير على دربهم. 2- بإكثار مطالعة نماذج الدعاة في كل زمان ومكان، الذين جابوا البلاد وخاضوا الأهوال كي يبلغوا رسالة الله تعالى، كما فعل أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه الذي استشهد على مشارف القسطنطينية، وكما فعل عبد الرحمن الداخل من اجتيازه وفتحه الأندلس، وكما تنقل الدعاة في كل العصور من مكان إلى آخر بلا كلل أو ملل. فلا أقل من أن نحذو حذوهم، اقرئي يا أختي عن هؤلاء وطالعي سيرتهم، تجدي الزاد والرِّي والحافز إن شاء الله. 3- بالإكثار من وسائل رفع الهمم: أ-بالقراءة أكثر في عظم فضل العمل الذي تقومين به. ب-بمعرفة مكانة الدعوة إلى الله في الدين، يقول ابن الجوزي رحمه الله: "ألست تبغي القرب منه؟ فاشتغل بدلالة عباده عليه، فهي حالات الأنبياء عليهم السلام، أما علمتَ أنهم آثروا تعليم الخلق على خلوات التعبد، لعلمهم أن ذلك آثر عند حبيبهم؟ هل كان شغل الأنبياء إلا معاناة الخلق، وحثهم على الخير ونهيهم عن الشر؟"، ويؤكد ذلك الإمام ابن القيم رحمه الله فيقول: "الشجاع الشديد الذي يهاب العدو سطوته: وقوفه في الصف ساعة، وجهاده أعداء الله، أفضل من الحج والصوم والصدقة والتطوع، والعالم الذي قد عرف السنة، والحلال والحرام، وطرق الخير والشر: مخالطته للناس وتعليمهم ونصحهم في دينهم، أفضل من اعتزاله وتفريغ وقته للصلاة وقراءة القرآن والتسبيح"، ويقول الكيلاني رحمه الله: "هذه -أي الدعوة- هي الغاية القصوى في بني آدم، لا منزلة تفوق منزلته إلا النبوة". ج-طالعي أشعار العزيمة والسمو والعلو: وما الدهر إلا من رُواةِ قصـائدي … إذا قلتُ شعراً أصبح الدهر منشدا وسـار به من لا يسـير.. مشمراً … وغنَّـى به من لا يغنى.. مغَرِّدا أخي في الأفق تلقائي كنسرٍ سابح تيـها … وأسـتعلي بإيـماني علـى الدنيا وما فيها إذا قالوا: الألى، خِلْنا بأنَّا القصدُ والهدفُ … يسير الناس إن سرنا، وإن قلنا: قفوا وقفوا إذا غامرت في شرف مروم … فلا تقنع بما دون النجوم إذا القوم قالوا: مَنْ فتىً؟ خِلْتُ … أنني عُنيتُ، فلم أَجْبُنْ ولم أتبلَّدِ وكن رجلاً إن أتوا بعده … يقولون: مَرَّ، وهذا الأثرْ وغيرها الكثير والكثير.. 4-بالتجديد والابتكار دائماً له جماله وجاذبيته، فاحرصي على الإبداع دائماً.. فكري في وسائل جديدة.. استفيدي من كل ما هو متاح حولك.. لا تسلكي طريقاً واحداً في الدعوة.. استخدمي النصيحة الشخصية، الموعظة العامة، شريط الفيديو، شريط الكاسيت، الإنترنت، الصورة، الورقة، التمثيليات، كل شيء كل شيء، "امتلكي عقلية خلاقة". السؤال الثاني: كيف أتمكن من رفع إيمانيات المدعوين؟ لست في حاجة إلى تذكيرك يا أختي بالوسائل الكثيرة التي ترفع الإيمانيات كقراءة القرآن، وقيام الليل والصفوف الأولى في الصلاة والأذكار، والدعاء والرقائق، وما إلى ذلك وكل هذا رائع وهام ولاشك، أنا في غنى عن التفصيل فيه، فبالتأكيد أنت تعرفينه جيداً، ولكن أود التنبيه بنقطةٍ غابت قليلاً عن أذهاننا، وهي أن الإسلام دين معاملة أيضاً، ولست أعني هنا الأحكام والمعاملات، بل أعني إيمانيات المعاملة.. عندما أتبسم في وجه أخي أنال الأجر، فأحس بطاعتي لله وقربي منه، فأزداد إيماناً.. عندما أزيل الأذى عن الطريق، أتذكر الرجل الذي أماط الأذى عن الطريق، فشكر الله فغفر الله له، فأفعل مثله، ويزداد إيماني.. أتذكر أن إخلاف المواعيد من شيم المنافقين، فألتزم بمواعيدي والتزاماتي قربة إلى الله، وطاعة له، فيزداد بذلك إيماني.. وهكذا كل حياتي في ظل الإسلام "دين المعاملة" كما قال صلى الله عليه وسلم "الدين المعاملة". فعليك يا أختي أن تربطي المدعوين بالإيمان بشقيه: التعبدي المتمثل في الصلاة والصيام وقيام الليل والقرآن والذكر، والتعاملي من خلال التقرب إلى الله في كل عمل أقوم به، وبدلاً من أن يصبح اختلاطي بالناس منقصاً من إيماني، يصبح حسن تعاملي معهم وسيلة لرفع إيمانياتي. والله أعلم. السؤال الثالث: ماذا أفعل مع كثرة الأعباء ؟ أول أن ما ينبغي أن تقومي به أختي الفاضلة هو: 1- تنظيم الوقت: فقد تظنين الآن أنك مشغولة جدا، ولكن ببعض التنظيم للوقت قد تكون هناك ساعات من وقتك ليست مستغلة. 2- استخدمي القاعدة الإدارية القائلة: "زحزح جدار تعبك قليلا"، فقد وجد العلماء المختصون أن قدرة الإنسان على العمل تفوق ما يستهلكه عادة، وبالتالي فلو حاول زيادة هذه القدرة فسيمكنه ذلك بقليل من التعود، وهذا ما قصده مختصو الإدارة بقولهم: "زحزح جدار تعبك قليلا" إذا كنت تتعبين يا أختي عند مستوى معينٍ، حاولي بالتدريج أن تزحزحيه قليلاً ليصل إلى مستوى أبعد، وهكذا بالتدريج، فتكتشفي بعد ذلك أنك قد استطعت تحمل أكثر مما كنت تظنين، جربي ذلك فقد تفلح المحاولة. 3- حبذا لو جربتِ قاعدة إدارية أخرى تسمى "التفويض"، وهي أن توكلي الكثير من الأعمال التي يمكن لغيرك القيام بها إلى من هم معك ليقوموا بذلك، واكتفِ أنت بالمراجعة والمتابعة، وبذلك تخففي عن نفسك عبئاً كبيراً. أما إذا لم يكن من التخلي عن بعض الأعباء بُدٌّ، نظراً لأنها فعلاً فوق الطاقة، فعليك ترتيب أولوياتك في ذلك، حافظي على الأهم واتركي الأقل أهمية، ولا تذهب نفسك حزنا على ذلك لأنه "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، يقول لنا: "فيما استطعتم"رواه البخاري، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"دعوني ما تركتكم، إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم" رواه البخاري ومسلم.. فديننا إذن مبنيٌّ على الاستطاعة. وأخيراً.. اسألي الله دائماً أن يكون معك، وأن يرزقك الجهد والطاقة على تحمل أعباء الدعوة ومشاغلها.. والله معك. المصدر موقع الإسلام على الانترنت الفتور في حياة الداعية http://saaid.net/aldawah/29.htm التعديل الأخير تم بواسطة رقية مبارك بوداني ; 26-01-10 الساعة 01:34 AM |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
|
|