العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الداعيات إلى الله > خواطر دعوية

الملاحظات


خواطر دعوية واحة للخواطر الدعوية من اجتهاد عضوات الملتقى أو نقلهن وفق منهج أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-09-08, 09:52 PM   #1
سمية بنت إبراهيم
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
c8 علمــني رمــضان ..





ياشهر رمضان ترفّق
دموع المحبين تدفّق
قلوبهم من ألم الفراق تشقّق
عسى وقفة للوداع تطفيء من نار الشوق ما أحرق
عسى ساعة توبة وإقلاع ترقع من الصيام ماتخرّق.
عسى منقطع من ركب المقبولين يلحق
عسى أسير الأوزار يُطلق
عسى من استوجب النار يُعتق


مرت أيام رمضان ولياليه سراعا .. وهانحن الآن نودعه بدموعنا أسفا على تصرم مواسم الطاعات ، وحزنا على فوات الأيام المعدودات من شهر النفحات..

فياليت شعري من المقبول فنهنيه ، ومن المحروم فنعزيه!!
أيها المقبول هنيئا لك..
أيها المحروم جبر الله كسرك..



"يا من أعتقه مولاه من النار ، إياك أن تعود بعد أن صرت حرا إلى رق الأوزار ، أيبعدك مولاك عن النار وأنت تقرب منها ؟ وينقذك منها وتوقع نفسك فيها ؟! .. إن كانت الرحمة للمحسنين فالمسيء لا ييأس منها ، وإن تكن المغفرة للمتقين فالظالم غير محجوب عنها".
ويا أيها المحزون المكروب المبتلى بإضاعة شهر الطاعة ؛ إن حقك الاسترجاع على ما فات وضاع ، وليكن حزنك توبة تودع بها الشهر الكريم الذي لم تحسن ضيافته.
عن الحسن قال: " ‘ن الله جعل رمضان مضمارا لخلقه ، يستبقون فيه إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا ، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر المبطلون" .


إن ذلك الشهر قطعة من أعمارنا وقد انتهى ، وسينتهي العمر كله كما انتهى ، وعندها سيفرح أقوام ويندم آخــــرون ، ولات حين مندم..

والعاقل هو الذي تنفعه العبر ، ويستفيد مما يمر عليه ويتعاقب من الأيام والشهور ، والموفق من وفقه الله لاغتنام كل أوقاته ولحظاته ، وثبته على ما عزم واعتاد في شهر الرحمات والبركات
فطوبى لأقوام رمضانهم دائم .. وشوالهم صائم قائم..


أخواتي الحبيبات ..

بعد هذه التقدمة ، أحببتُ أن أجمع بعضا من الدروس التي نتعلمها من هذا الجو الإيماني في شهر رمضان والتي يفوتنا الكثير منها بعده ، فأصغين إلي بقلوبكن ، وشاركنني في انتقاء دروسا أخرى ولنأخذ بأيدي بعضنا ونتعاون على مرضات الله..
أول تلك الدروس..
- الاحتساب .. كما صمتِ رمضان إيمانا واحتسابا ، وقمت لياليه إيمانا واحتسابا ، فهما شرطان في كل عبادة وفي أي لحظة : (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) [البينة : 5] ، فاجعلي صيامك تطوعا بعد رمضان إيمانا واحتسابا ، وقيامك بعده إيمانا واحتسابا ، وطلبكِ للعلم وأمركِ بالمعروف ونهيكِ عن المنكر وصبرك وحسبتك وجهادك ، ونفقتك وكل عملك وطاعتك إيمانا واحتسابا / فالاحتساب هو لب الإخلاص وروح القربات ، فهو فريضة الدهر ، لا مناسبة الشهر.
- الصوم جنة .. وحصن حصين من الأعداء ، ولازلتِ محاطة بالأعداء من الإنس والجن من كل جانب ، بل ومن شيطانك وهواكِ ونفسك التي بين جنبيك ، فهل تأمني على نفسكِ الأعادي لو غادرتِ حصن الصيام بقية شهور العام..؟
- الصـــلاة .. حافظتِ عليها بخشوعها ، وأتممتِ –فيما نظن- ركوعها وخشوعها ، وتلك الصلاة قد شرعت لذكر الله ( وأقم الصلاة لذكري ) [طه : 14] ، فهلا أبقيتِ على ذكرك لله في كل أيام الله ، فإقامة الصلاة وإتمامها ليس موقوتا بالصيام بل الصلاة التامة عمود الإسلام طيلة العام (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) [النساء: 103] .
- قيام الليل .. قيامكِ طوال الشهر في الصلاة مع الإمام مهما استرسل وأطال ، حجة عليكِ بأن لكِ القدرة على طول القيام ، فلا تقصري فيه سائر العام ، فهو شرف المؤمن.
- ختم القرآن .. ختمتِ القرآن مرة أو أكثر من مرة في رمضان ، وهذا إنصاف لنفسك من الوقوع في هجران القرآن ، فإذا عزفتِ عن الشواغل وفرغتِ نفسكِ لهذا الإنجاز .. هلا عزمتِ على صرفها عنكِ مرات أخر للإكثار من (تحزيب القرآن) في سائر الأيام؟!
- حافظتِ بقدر استطاعتك على قلبكِ وعقلكِ ، فصمتِ بهم عن غوائل الهوى النزاعة للشوى ، وصتتِ سمعكِ وبصركِ وفؤادكِ عن الحرام في شهر الصيام ، للكن صيام تلك الجوارح عن الحرام لا نهاية له بغروب شمس أو بهلال عيد ، فصيام السمع والبصر والفؤاد عن الحرام شريعة الله في سائر العام : (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) [الإسراء : 36] .
- الإمساك مِلاك الأخلاق .. تخلقتِ بأخلاق الإسلام في رمضان ، وكنتِ تقولين لمن سابكِ أو شاتمكِ (إني امرؤ صائم) فهلا علمكِ الصيام أن ذلك الإمساك هو مِلاك الأخلاق في سائر الأيام ، وأن حسن الحلق هو أثقل شيء في الموازين ، ودليل الكمال في إيمان المؤمنين؟!
- أرحامك .. إخوانك .. جيرانك .. أهل بيتك : أحييت صلتهم في رمضان ، فلا تعديهم في الموتى بعد رمضان ، فالصيام يحيي في الشهر الكريم لوصلهم ، ليظل الوصال حيّا سائر الأيام.
- كنتِ في شهركِ جوادا كريمة ، لأن الشهر الكريم علمكِ الكرم ، ولكن ربكِ الحي الذي لا يموت هو العني الأكرم ، الجواد الأعظم ، فعاملي عباده بما تحبين أن يعاملكِ به من الجود والكرم ، فعساه يجود عليكِ بنعيم الجنان ويرحمكِ من لهيب النيران.
- عهدناك حية حيية في شهر الصيام ، فخذي على نفسكِ العهد أن تبقي على عهد الحياة والحياء بعد شهر الصيام ، فعسى أن يكون هذا العهد توبة من الله عليك وتوفيقا وذخرا لديك ، فإذا أبرمتِ ذلك العهد فإياكِ والنكث : (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) [الفتح: 10] ، واحذري أن تكوني بنقض العهد ربع منافقة ، فخصال المنافقين الأربع إحداهن نقض العهود وهو أقبح الأنواع وأسوأ الضروب التي ذكر بها المنافقون في القرآن : (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين * فلما ءاتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ) [التوبة : 75 – 76] . فماذا كانت عاقبة ذلك النكث ..؟ (فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) [التوبة : 77].
- بمثل ما استقبلتِ به رمضان (استقبال المودعين) بالطاعة ، فودعيه وداع المستقبلين للشهور التي تتلوه بالطاعة ، فكلها أيام الله ، ونحتاج لإعمارها بما عمرنا به شهر الصيلم ، وتعظيم الله فيها كما عظمناه في رمضان .
- عاهدي الله بالمحافظة على الطاعات ، وأنتِ في نهاية موسم الطاعات فقد كان نبيك –صلى الله عليه وسلم- يعاهد الله على الطاعة في كل ساعة قبيل الليل وأول النهار ، فيقول في دعائه المسمى (سيد الاستغفار) : "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"

(منتقاة –بتصرف - من الكتاب الرائع: روح الصيام ومعانيه ، لمؤلفه: د- عبد العزيز مصطفى كامل . جزاه الله خير الجزاء)

وأنا في انتظار ما تجود به القرائح ، وما تخطه الأنامل .. عسى الله أن ينفعنا بما تكتبين ، فتكسبين من الأجر ما تكسبين..
فلا تحرمينا .. لا حرمتِ الجــــــــنّة


أختكِ المحبة
سمية أم عمار



توقيع سمية بنت إبراهيم
.................

(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) (الإسراء-82)

قال أويس القرني رضي الله عنه :
لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان.


أم عمـــر .. أسعدكِ ربي يا حبيبة .. وجمعني بكِ في أعالي الجنان

التعديل الأخير تم بواسطة رقية مبارك بوداني ; 30-05-11 الساعة 05:29 PM سبب آخر: تصويب
سمية بنت إبراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:30 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .