وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
وقوله تعالى في ختام الآية: { وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [النور:35]
لهذا الختام وجهان:
الوجه الأول:أن الله عز وجل يضرب الأمثال للناس، وهو سبحانه العليم بتأويل هذا المثل، فالله سبحانه قال بعد قوله: { وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [النور:35] أي: عليم بمن أول المثل تأويلاً صحيحاً، وبمن أوله تأويلاً غير صحيح، هذا وجه.
الوجه الثاني: أن قوله سبحانه: { وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [النور:35] راجع إلى قوله: { يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ } [النور:35]
فالمعنى: أنه قد يتسرب إلى شخص فهم رديء ويقول: ما ذنب هذا الذي لم يهده الله لنوره حتى يعذب؟ فجاء الله بالآية الكريمة: { وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [النور:35]
أي: عليم بمن يستحق الهداية فيهديه، وعليم بمن يستحق الغواية فيغويه سبحانه وتعالى، يهب لهذا الإيمان، وهذا تزل قدمه في الكفر والعياذ بالله! { وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ } [الرعد:8] ، { وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [النور:35] فلا تعترض إذاً إذا علمت ذلك.
ثم قال تعالى
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ )
[النور : 36]
فهل لهذه الاية صلة بما قبلها ؟؟
ج: نعم –فيما يظهر لي – لها صلة بما قبلها
والمراد –والله أعلم- أن أصحاب هذه القلوب الممتلئة بالنور والهداية والإيمان يتواجدون في بيوت أذن الله أن ترفع .
أي : إذا سألت عنهم : أين هم ؟ فهم في المساجد .
والله أعلم
المصـــدر
مجموع من (تفريغ نصي لمحاضرات الشيخ \مصطفى العدوي في تفسير السورة
+ كتاب تفسيره المسمى (التسهيل لتأويل التنزيل تفسير سورة النور )
بارك الله في الشيخ ونفعنا وإياكم
منقووووول للفائدة