السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
القربة : سؤال المغفرة والنجاة من النار : أي يريدوا أن
يتوسطوا لهم في الأمور الأخروية حتى يكونوا قريبين من الله في الآخرة .
كأن يأتوا الصالحين ويقولوا لهم : اشفعوا لنا عند الله أن يغفر لنا أو أن يدخلنا الجنة .
الشفاعة : السؤال بالأمور الدنيوية .
كأن يأتوا إلى الأولياء ويقولوا لهم اشفعوا لنا عند الله أن يرزقنا في الدنيا أو أن يهب لنا أولاداً أو
يكشف ما بنا من مرض .
والشفاعة شفاعتان :
شفاعة منفية ، ،
سميت منفية : لأن الله نفاها
المنفية : هي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ، كطلبها من ميت ، أو قبر أو صنم ، أو حجر .
فما طلب من غير الله من الشفاعات فإنها شفاعة منفية، فالذي يقول: يا رسول الله! اشفع لي، أو:
يا علي ! اشفع لي، أو يا حسين ! اشفع لي، أو: يا عبد القادر الجيلاني ! اشفع لي، هؤلاء كلهم
سألوا الشفاعة من غير الله ، وطلبهم الشفاعة من غير
ومن الأدلة على الشفاعة المنفية :
قوله تعالى ( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع )
قوله ( فيما لا يقدر عليها إلا الله ) نستفيد أن ما يقدر عليه الإنسان الشافع من التوسط لآخر في
عمل أو زواج أو وظيفة لا بأس بها ، بل قال ( اشفعوا تؤجروا ) .
الشفاعة المثبتة .
عرفها المصنف بقوله : هي التي تطلب من الله ، لأنه سبحانه مالكها ،
كما قال تعالى ( قل لله الشفاعة جميعاً ) .
•يشترط لهذه الشفاعة :
*إذن الله .
*رضا الله عن المشفوع .
وهذان هما شرطا الشفاعة المثبتة .
قال تعالى ( وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) .
وقال تعالى ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )
أي لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه .
القاعدة الثالثة :
أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ظَهَرَ عَلَى أُنَاسٍ مُتَفَرِّقِينَ فِي عِبَادَاتِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الْمَلائِكَةَ،
وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الأَنْبِيَاءَ وَالصَّالِحِينَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الأَشْجَار....الخ
ماذا أراد المصنف من ذكر هذه القاعدة ؟؟؟؟
الجواب ,,,,
: ليبين أن الشرك صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله ، كائناً من كان بغض النظر عمن صرفت
له العبادة سواء كان من الصالحين أو الأشجار أو الأحجار أو غير ذلك .
فالله لا يرضى الشرك بغض النظر عن المشرَك به سواء كان صالحاً أو حجراً أو شجراً أو غيرها .
والدليل على أن النبي عليه الصلاة و السلام قاتلهم جميعاً ,,,
قوله تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) .
قال تَعَالَى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ﴾ .
[ اللات ] اسم لرجل صالح كان يلت السويق للحاج فلما مات عكفوا على قبره وبنوا عليه أستارا ،
[ العزى ] شجرة بين مكة والطائف عليها بناء يعبدها قريش ،
[ مناة ] بناء بين مكة والمدينة .
وَحَدِيُث أَبِي وَاقٍِد اللَّيْثِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إِلَى حُنَيْنٍ
وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ، وَلِلِمُشْرِكِينَ سِدْرَةٌ، يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا وَيُنَوِّطُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ، يُقَالَ لَهَا ذَاتُ
أَنْوَاطٍ، فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ. الحَدِيثَ .
من هو أبو واقد الليثي ؟؟؟
هو الحارث بن عوف ، صحابي مشهور ، مات عام 68 .
ما معنى ( ونحن حدثاء عهد بكفر ) ؟؟؟؟؟
أي قريبون عهدٍ بكفر . [ ففيه دليل على أن غيرهم ممن تقدم إسلامه من الصحابة لا يجهل ذلك ] .
ما معنى( يعكفون عندها )؟؟؟؟
يقيمون عندها للتبرك ، والعكوف هو الإقامة على الشيء في المكان ومنه قول الخليل
( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ) .
ما معنى( ينوطون بها أسلحتهم )؟؟؟؟؟
أي يعلقونها عليها للبركة .
ما معنى ( اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط )؟؟؟؟
أي سدرة نعلق أسلحتنا عليها تبركاً بها ، ونعكف حواليها ، ظنّوا أن هذا أمر محبوب عند الله
فقصدوا التقرب إلى الله بذلك وإلا فهم أجل قدراً من أن يقصدوا مخالفة النبي عليه الصلاة و السلام.
( فقال الله أكبر ) استعظاماً وتعجباً لا فرحاً .
( إنها السُنن ) بضم السين ، أي الطرق .
( لتركبن سنن من كان قبلكم ) أي لتفعلنّ مثل فعلهم
ولتقولنّ مثل قولهم ، وهذه الجملة المراد منها التحذير لا الإقرار .
مناسبة الحديث :
حيث دل الحديث على أن اتخاذ الأشجار للتبرك والعكوف عندها شرك ، فيدخل فيه كل ما يتبرك به
من شجر أو حجر أو قبر أو غير ذلك .
بعض فوائد الحديث :
1.أن التبرك بالأشجار شرك ، ومثلها الأحجار وغيرها
.
2.وفيه أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يأمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادات
الباطلة.
3.فيه تكبير الله وتنزيهه عند التعجب أو ذكر الشرك .
4.وفيه علم من أعلام النبوة ، من حيث أنه وقع كما أخبر النبي عليه الصلاة و السلام .
5.النهي عن التشـبه بأهل الجاهلية وأهل الكتاب فيما كانوا يفعلونه إلا ما دل الدليل على أنه من
شـريعة محمد عليه الصلاة و السلام.
6.أن نفي التبرك بالأحجار ونحوها من معنى ( لا إله إلا الله ) ، فإن ( لا إله إلا الله ) تنفي كل إله
سوى الله .
7.أن الاعتبار في الأحكام بالمعاني لا بالأسماء ، ولهذا جعل طلبهم كطلب بني إسرائيل ولم يلتفت
إلى كونهم سمّوها ذات أنواط .
8.أن الشرك لا بد أن يقع في هذه الأمة خلافاً لمن ادعى خلاف ذلك .
9.وفيه الغضب عند التعظيم .
10.استحباب إظهار ما يدفع الغيبة حيث قال : ( ونحن حدثاء عهدٍ بكفر ) .
11.صعوبة انتزاع العادات من نفوس البشر .
12.يعذر الجاهل بجهله إذا ارتدع بعد العلم .
13.وجوب سد الذرائع .
التعديل الأخير تم بواسطة شـروق ; 28-02-07 الساعة 10:17 PM
|