عرض مشاركة واحدة
قديم 28-02-07, 10:12 PM   #17
شـروق
~ عابرة سبيل ~
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

القربة : سؤال المغفرة والنجاة من النار : أي يريدوا أن

يتوسطوا لهم في الأمور الأخروية حتى يكونوا قريبين من الله في الآخرة .

كأن يأتوا الصالحين ويقولوا لهم : اشفعوا لنا عند الله أن يغفر لنا أو أن يدخلنا الجنة .

الشفاعة : السؤال بالأمور الدنيوية .

كأن يأتوا إلى الأولياء ويقولوا لهم اشفعوا لنا عند الله أن يرزقنا في الدنيا أو أن يهب لنا أولاداً أو

يكشف ما بنا من مرض .



والشفاعة شفاعتان :

شفاعة منفية ، ،

سميت منفية : لأن الله نفاها

المنفية : هي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ، كطلبها من ميت ، أو قبر أو صنم ، أو حجر .

فما طلب من غير الله من الشفاعات فإنها شفاعة منفية، فالذي يقول: يا رسول الله! اشفع لي، أو:

يا علي ! اشفع لي، أو يا حسين ! اشفع لي، أو: يا عبد القادر الجيلاني ! اشفع لي، هؤلاء كلهم

سألوا الشفاعة من غير الله ، وطلبهم الشفاعة من غير

ومن الأدلة على الشفاعة المنفية :

قوله تعالى ( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع )

قوله ( فيما لا يقدر عليها إلا الله ) نستفيد أن ما يقدر عليه الإنسان الشافع من التوسط لآخر في

عمل أو زواج أو وظيفة لا بأس بها ، بل قال ( اشفعوا تؤجروا ) .


الشفاعة المثبتة .


عرفها المصنف بقوله : هي التي تطلب من الله ، لأنه سبحانه مالكها ،

كما قال تعالى ( قل لله الشفاعة جميعاً ) .

•يشترط لهذه الشفاعة :

*إذن الله .

*رضا الله عن المشفوع .



وهذان هما شرطا الشفاعة المثبتة .


قال تعالى ( وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) .


وقال تعالى ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )

أي لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه .


القاعدة الثالثة :

أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ظَهَرَ عَلَى أُنَاسٍ مُتَفَرِّقِينَ فِي عِبَادَاتِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الْمَلائِكَةَ،

وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الأَنْبِيَاءَ وَالصَّالِحِينَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الأَشْجَار....الخ


ماذا أراد المصنف من ذكر هذه القاعدة ؟؟؟؟


الجواب ,,,,


: ليبين أن الشرك صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله ، كائناً من كان بغض النظر عمن صرفت

له العبادة سواء كان من الصالحين أو الأشجار أو الأحجار أو غير ذلك .

فالله لا يرضى الشرك بغض النظر عن المشرَك به سواء كان صالحاً أو حجراً أو شجراً أو غيرها .

والدليل على أن النبي عليه الصلاة و السلام قاتلهم جميعاً ,,,

قوله تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) .


قال تَعَالَى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ﴾ .

[ اللات ] اسم لرجل صالح كان يلت السويق للحاج فلما مات عكفوا على قبره وبنوا عليه أستارا ،

[ العزى ] شجرة بين مكة والطائف عليها بناء يعبدها قريش ،

[ مناة ] بناء بين مكة والمدينة .




وَحَدِيُث أَبِي وَاقٍِد اللَّيْثِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إِلَى حُنَيْنٍ

وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ، وَلِلِمُشْرِكِينَ سِدْرَةٌ، يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا وَيُنَوِّطُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ، يُقَالَ لَهَا ذَاتُ

أَنْوَاطٍ، فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ. الحَدِيثَ .


من هو أبو واقد الليثي ؟؟؟

هو الحارث بن عوف ، صحابي مشهور ، مات عام 68 .


ما معنى ( ونحن حدثاء عهد بكفر ) ؟؟؟؟؟

أي قريبون عهدٍ بكفر . [ ففيه دليل على أن غيرهم ممن تقدم إسلامه من الصحابة لا يجهل ذلك ] .

ما معنى( يعكفون عندها )؟؟؟؟

يقيمون عندها للتبرك ، والعكوف هو الإقامة على الشيء في المكان ومنه قول الخليل

( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ) .


ما معنى( ينوطون بها أسلحتهم )؟؟؟؟؟

أي يعلقونها عليها للبركة .


ما معنى ( اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط )؟؟؟؟


أي سدرة نعلق أسلحتنا عليها تبركاً بها ، ونعكف حواليها ، ظنّوا أن هذا أمر محبوب عند الله

فقصدوا التقرب إلى الله بذلك وإلا فهم أجل قدراً من أن يقصدوا مخالفة النبي عليه الصلاة و السلام.

( فقال الله أكبر ) استعظاماً وتعجباً لا فرحاً .

( إنها السُنن ) بضم السين ، أي الطرق .

( لتركبن سنن من كان قبلكم ) أي لتفعلنّ مثل فعلهم

ولتقولنّ مثل قولهم ، وهذه الجملة المراد منها التحذير لا الإقرار .

مناسبة الحديث :

حيث دل الحديث على أن اتخاذ الأشجار للتبرك والعكوف عندها شرك ، فيدخل فيه كل ما يتبرك به

من شجر أو حجر أو قبر أو غير ذلك .


بعض فوائد الحديث :


1.أن التبرك بالأشجار شرك ، ومثلها الأحجار وغيرها
.
2.وفيه أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يأمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادات

الباطلة.

3.فيه تكبير الله وتنزيهه عند التعجب أو ذكر الشرك .

4.وفيه علم من أعلام النبوة ، من حيث أنه وقع كما أخبر النبي عليه الصلاة و السلام .

5.النهي عن التشـبه بأهل الجاهلية وأهل الكتاب فيما كانوا يفعلونه إلا ما دل الدليل على أنه من

شـريعة محمد عليه الصلاة و السلام.

6.أن نفي التبرك بالأحجار ونحوها من معنى ( لا إله إلا الله ) ، فإن ( لا إله إلا الله ) تنفي كل إله

سوى الله .

7.أن الاعتبار في الأحكام بالمعاني لا بالأسماء ، ولهذا جعل طلبهم كطلب بني إسرائيل ولم يلتفت

إلى كونهم سمّوها ذات أنواط .

8.أن الشرك لا بد أن يقع في هذه الأمة خلافاً لمن ادعى خلاف ذلك .

9.وفيه الغضب عند التعظيم .

10.استحباب إظهار ما يدفع الغيبة حيث قال : ( ونحن حدثاء عهدٍ بكفر ) .

11.صعوبة انتزاع العادات من نفوس البشر .

12.يعذر الجاهل بجهله إذا ارتدع بعد العلم .

13.وجوب سد الذرائع .



توقيع شـروق
{ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى }
.
.

التعديل الأخير تم بواسطة شـروق ; 28-02-07 الساعة 10:17 PM
شـروق غير متواجد حالياً