بعض الفوائد المستنبطة من الدرس الثالث
المقصود ببناء بيت في أرض القرآن، أن يكون للمسلم عيش و حياة في رياض القرآن، فيعيش يومه كاملا في ضوء القرآن مقتديا بأوامره و نواهيه و معتبرا بعظاته
اقتباس:
ما هي اللبنة الأولى لتشييد بيت في أرض القرآن؟ وضحي ذلك مع ذكر الدليل من كتاب الله عز وجل.
|
أول لبنة يجب على المسلم أن يضعها في بنائه هي تحصيل العلم النافع، دينيا كان أو دنياويا، فالعلوم الدينية هي السبيل لعبادة الله على بصيرة و السير على خطى الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم ، و العلوم الدنياوية النافعة يحتاجها العباد لتقويم عيشهم
و ذلك لأن أول آيات نزلت من الوحي هي قوله تعالى: ((اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ و ربك الأكرم))
و قوله تعالى "و ربك الأكرم" دلالة على كرم الله تعالى و أنه من خطا أولى خطواته في العلم فإن الله سيفتح له أبوابا و يشرح صدره للمزيد و ييسر له أمره، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما معناه "من أتى بطاعة ثم لم يجد لها أثرا في قلبه فليراجع نفسه، فإن الله كريم"
اقتباس:
***ما هي اللبنة الثانية لذلك البناء؟مع التوضيح.
|
هي الدعوة إلى الله تعالى بعد تحصيل هذا العلم، و هذه مهمة كل مسلم على قدر ما تعلم، كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ((بلغوا عني و لو آية))
و هذا مبين في السورة الثانية التي نزلت و هي قوله تعالى ((يا أيها المدثر، قم فأنذر، و ربك فكبر، و ثيابك فطهر، و الرجز فاهجر))
بعض المعاني الواردة في هذه الآيات:
-عتاب خفيف للنبي صلى الله عليه و سلم لما وجد في نفسه من ثقل الأمر في بدايته
- حث على أخذ الدعوة بقوة و جدية في قوله تعالى "قم"
- حث الداعية على البدء بنفسه أولا ، و فسر المفسرون هجران الرجز بعدة تفسيرات، كلها صحيحة و تنطبق مع معنى الآية، منها طهر نفسك من الشرك و سوء الظن بالله و الحلف بغيره ، و طهر قلبك من الأمراض كالحقد و الحسد و غير ذلك، و طهر ثيابك من النجاسات و غير ذلك.
اقتباس:
***ما هي اللبنة الثالثة لذلك البناء الجميل مع التوضيح؟
***لماذا أمر الله عزّ وجلّ نبيه بقيام الليل في أوائل النبوة قبل الأمر بباقي العبادات؟
|
أمر الله تعالى رسوله الصادق الأمين صلى الله عليه و سلم بصلاة الليل و ترتيل القرآن، وفي مضمون المعنى حث على العبادة عموما، و المقصود بها العبادة المحضة
و ذلك في قوله تعالى:
((يا أيها المزمل، قم الليل إلا قليلا، نصفه أو انقص منه قليلا، أو زد عليه و رتل القرآن ترتيلا))
و أمر الله تعالى رسوله الكريم بصلاة الليل قبل تشريع سائر العبادات كالحج و الصيام ، و قبل النهي عن المحرمات و حتى الكبائر منها، و ذلك لأن الصلاة و ترتيل القرآن هما غذاء الروح و زاد المؤمن الذي يقوى به، و خاصة الداعية لحاجته الماسة إلى قوة الإيمان و توثيق صلته بالله عز و جل