بسم الله توكّلت على الله و لا حول و لا قوّة إلّا بالله
فوائد الدّرس الرّابع : قواعد فهم القرءان
* ما هي القاعدة الأولى لفهم القرآن الكريم ؟ وضحي ذلك مع ذكر الدليل ؟
القاعدة الأولى لفهم القرءان الكريم :
أنّك مع القرءان حيّ و بدونه ميّت ... أنّك مع القرءان مبصر و بدونه أعمى ... أنّك مع القرءان مهتدي و بدونه ضال.
التوضيح :
لابد من رسوخ هذه القاعدة في الذهن و القلب طوال حياتنا ... فمن رسخت في قلبه هذه الحقيقة سيسعى للعيش مع القرءان .
هذه الحقيقة ستجعلك تنظر... لإنسان ميّت و آخر حيّ و تتأمل الفرق بينهما ... و شتّان ما بين الاثنين ... فالفرق بينهما كالفرق بين المؤمن العائش مع القرءان و المسلم إذا أعرض و غفل عن كتاب الله عزّ و جلّ ... فهذا لم تدخل روح القرءان إلى نفسه إلى جوارحه ... و هذا حيّ دخل القرءان لقلبه و نفسه فأحياها حياة تامّة سعيدة .
المؤمن بدون القرءان لا معنى له ... لا قيمة له ... لا شيء في الحقيقة ... أعمى يسير في درب طويل شائك به من الحفر و الزّلّات و مع ذلك لا يبصر أبداً فهو في ظلمة تامّة ... يسير إلى خاتمة في نهاية التّعاسة و الشّقاء .
إذا استحضرت أيّها المؤمن هذه القاعدة فلن تغفل عن كتاب الله و لن تهمل نصيبك منه .
الدّليل :
" و كذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب و لا الإيمان و لكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا و إنّك تهدي إلى صراط مستقيم " سورة الشّورى .
معنى " روحًا " أيّ حياةً للقلوب ... أيّ أنّك أيّها المؤمن بدونه ميّت
" و جعلناه نورًا " أي أنّ القرءان نورًا ... و بدونه أنت أعمى ... فالبعيد عن كتاب الله هو ميت و لكنه ليس ميتا عاديا بل ميت به نقص فهو ميت أعمى.
..................................................................................................................................
* ما هي القاعدة الثانية لفهم القرآن الكريم ؟ وضحي ذلك مع ذكر الدليل ؟
القاعدة الثانية لفهم القرءان الكريم :
أنّ الأصل في خطاب القرءان أنّه موجه للقلب :
التوضيح :
هذه الحقيقة يغفل عنها الكثير و هي أنّ خطاب القرءان موجه في الأصل إلى القلب و ليس للجوارح .
لذا جاء ذكر القلب في القرءان كثيرًا و متنوعًا ... و جاء وصف القلب بأوصاف كثيرة فهناك القلوب المريضة ... و الميّتة ...و القاسية ... و قلوب عليها الرّان و اخرى طبع عليها و أخرى ختم عليها ( نسأل الله المعافاة ) ... لماذا هذا التنوع ؟ لمَ هذه الكثرة ؟ لأنّ القرءان يخاطب الأفئدة .
إذا أردت قراءة القرءان فافتح له قلبك لأنّه موجه إليه ... فالمصود من تنزّل القرءان إحياء القلوب .
الدّليل :
"
يا أيّها النّاس قد جاءتكم موعظةٌ من ربّكم و شفآءٌ لما في الصّدور و هدى و رحمة للمؤمنين " سورة يونس.
" يا أيّها النّاس " : الخطاب موّجه لعموم النّاس ,
" موعظة " : أيّ أنّ القرءان موعظة و عبرة تعظ القلوب ... حقيقة هذه الموعظة و صفتها أنها :
" شفاءٌ لما في الصدور و هدى و رحمة للمؤمنين " و ما الّذي في الصّدور ؟ القلب ... هذا يبيّن لنا أنّ كتاب الله تنزّل لإحياء و شفاء و هداية قلوبنا.
اللّهم اجعل القرءان العظيم شفاءًا لما في صدورنا و هدى و رحمة لنا
..................................................................................................................................
*
لم خص ذكر الصدور وتحصيل ما فيها في قوله تعالى ( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور ) ؟
لأنّ مستقرّ الأعمال إنّما هو في الصّدور _ فالقلب عليه مدار قبول الأعمال أو ردّها ... لذا ذكر القلب عند آيات الطمأنينة و الذّكرو الوحي " ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب " .
اللّهمّ تقبّل منّا أعمالنا و اجعلها خالصة لوجهك الكريم يا ربّ العالمين
..................................................................................................................................
* أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عمدتها ثلاثة أحاديث .. اذكريها ؟
عمدة الأحاديث :
1- عن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول : " إنّما الأعمال بالنيّات و إنّما لكلّ امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إللى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله و من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " رواه البخاي و مسلم .
2- عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ " رواه البخاري و مسلم .
3- عن أبي عبد الله النّعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول : " إنّ الحلال بيّن و إن الحرام بيّن و بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنّ كثيرًا من النّاس فمن اتّقى الشّبهات فقد استبرأ لدينه و عرضه و من وقع في الشبهات وقع في الحرام كالرّاعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع قيه ألا و إنّ لكلّ ملك حمى ألا و إن حمى الله محارمه , ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه و إذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا و هي القلب " رواه البخاري و مسلم .