عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-08, 03:35 AM   #298
دعاء عبد الله
~نشيطة~
Icon188 فوائد الدرس الخامس عشر

الدرس الخامس عشر


الفوائدالمطلوبة:


***اذكري كلام المفسرين رحمهم الله في دلالة الكلمات التالية :
-﴿ إذا الشمس كُوِّرَتْ *وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾

كورت تدل على جعل الشيء مدوراً ، والتكوير في اللغة هو جعل الشيء مكورا أي مدورا وعندما نقف على كلام السلف رحمهم الله في التكوير يقولون أن المراد هنا أن الشمس والنجوم تكور وتلف كما تلف العمامة, وكورت في كتب اللغة وأهل العلم لها معنيين : 1- يدل على اللف والضم والتدوير 2 - يدل على إضمحلال النور الذي في الشيء المكور أي أن الشمس تلف وتكور مثل العمامة وأن نورها يضمحل ويذهب ضوئه شيئا فشيئا فينطفئ تماماً .
والإنكدار في أصل اللغة هو السقوط بشدة وقوة ويدل على الإضمحلال وذهاب الضوء والنور شيئا فشيئا ويدل هذا على أن الكون بعد أمر الله بالنفخة العظيمة نفخة الصعق وموت الخلائق يصبح الكون كله مظلم لذهاب نور الشمس والقمر ولا يوجد نور فيه غير نور الله جل في علاه ولما سأل الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ( أين يكون الناس حين تبدل الأرض غير الأرض ، قال : في الظلمة دون الجسر ) في صحيح مسلم

- ( وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ﴾
معنى الكشط جاء تفسيره في قول الله سبحانه وتعالى ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ) وكانوا في القديم لا يوضع الجلد للكتب بل كانت الكتب توضع في سجل ويطوى فالله سبحانه وتعالى على جهة تليق به سبحان هو على صفة لا نعلمها يطوى سبحانه السموات السبع ومعنى كشطت في لغة العرب أي أزيلت كما يزال الجلد من على لحم البعير وهو يشبه السلخ ، فالله يكشط السماء من على هذا الكون أي يزيلها ويطويها وهذه المرحلة من آواخر ما يقع من السماء لان السماء يوم القيامة تمر بمراحل عظيمة جداً بدأ من الإنفطار ثم الإنشقاق ثم تفتح السماء فتصبح أبواب ثم الكشط
-﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾
الصمد في لغة العرب الذي لا جوف له كما قال ابن عباس وغيره من المفسرين فالله الصمد الذي لا جوف له أي لا يحتاج إلى غذاء ولا إلى إخراج فلا يحتاج إلى غيره بل يحتاج غيره إليه فالله سبحانه وتعالى مستغن عن كل الخلق من الأنبياء والملائكة والبشر ولذا قال الله الصمد وإنما الخلق كلهم صغيرهم وكبيرهم في كل أمورهم يحتاجون أن يصمدوا لله سبحانه وتعالى ، وإذا استقر هذا المعنى في القلب فسيستغني كل مخلوق وسيتجه الجميع إلى رب الخلق سبحانه وتعالى وهذا هو الواجب عليك لان التعلق بالخلق دليل على ضعف الإيمان فمن كان يقينه قوي فإنه يصمد إلى الله جل في علاه .
-﴿ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ﴾
وهو أن يشتري شخص شيئا قيمته زهيدة بثمن باهظ فيحصل في قلبه شيء من الغبن والندم ، لذا سمى الله عز وجل يوم القيامة بيوم التغابن لان الإنسان يوم القيامة يبحث عن إنسان غبنه وظلمه في أي شيء في الدنيا بل ويتمنى أن يكون قد ظلمه الكثير من الناس مثل أن قد سبه أحد أو اعتدى عليه في الدنيا فيأخذ من حسناتهم وصلاتهم وصيامهم حقه فلا يبقى لديه شئ ولذا سمي يوم التغابن فيحصل للناس غبن شديد لأنهم قصروا بحق الله عز وجل.
-﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ﴾
عندما ننظر في كلام المفسرين نجد ابن عباس وسعيد بن جبير وغيرهم من الأئمة يقولون أن الرفرف هي البساتين , أو أطراف القصور , أو هي حدائق القصور والرفرف في أصل اللغة هو نوع من التدلي أي شئ يكون طرف لشئ آخر أو الشيء التابع للشيء الأصلي ، والإتكاء على الرفرف أي على أطراف القصور أي البساتين والحدائق ، والسلف لم يحتاج أن يبين لك أن الرفرف هي أطراف القصور أي البساتين لانه معلوم عندهم ولا حاجة إلى توضيح فقال ابن عباس هي البستان وقال سعيد بن جبير هو الحديقة وقال غيره هو أطراف الأشجار أو أطراف البسط في الجنة وذكر الرفرف ليدل على ما هو أعظم فإذا كان هذا هو حال الرفرف فما بالك بالقصر وما داخل الجنان.

-﴿وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ﴾
الزينة في كتاب الله عز وجل تارة تطلق ويراد بها الزينة الظاهرة وتارة تطلق ويراد بها الزينة الباطنة ، فالله سبحانه وتعالى أمر النساء أن لا تبدي زينتها فهذا هو ما جاء في كتاب الله فما هي الزينة التي أمرت المرأة أن تغطيها فابن مسعود رحمه الله لما نظر إلى تفسير هذه الآية اختلف الأمر عنده هل المقصود الزينة الظاهرة أم الزينة الباطنة التي هي الوجه والكفين فنظر إلى لفظ الزينة في الآيات وهو ما يقارب عشرين كلمة فتجدها كلها تدل على الزينة الظاهرة لا الزينة الباطنة فمثلا قوله تعالى ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين " المال والبنون زينة الحياة الدنيا" والمعنى زينه ظاهرة فالزينة المراد بها في كتاب الله عز وجل هي الزينة الظاهرة فالمرأة نهيت عن الزينة الظاهرة .


***كيف يصل طالب العلم إلى فهم دلالة الكلمة؟إن معرفة دلالة الكلمة يكون بعرض الكلمات التي تتدبر آياتها على المراتب الثلاث السابقة ومعرفة درجتها من الوضوح والغموض فعندما نمر بكلمة في كتاب الله وتدرك أن فيها شيئاً من الغموض أو أنها توحي أن البحث فيها يفيد بمعرفة دلالتها بشكل أكبر وأوضح فعندها نرجع الى المصادر التي تساعد في بيان هذه الدلالة إن وجدت وهذه المصادر كثيرة ومتنوعة ونحن نحتاج لفهم المعنى شبه التام فسنحصر هذه المصادر إلى ثلاثة وهي :
1 - جامع البيان في تأويل القرآن لابن جرير وإلا فتفسير ابن كثير
2 - تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور
3 - لسان العرب لابن منظور أو القاموس المحيط للفيروز أبادي

وكيفية الاستفادة من هذه المصادر يكون على النحو التالي : عندما نمر على كلمة في كتاب الله على الصفة السابقة فإننا نعود أولا إلى تفسير ابن جرير أو ابن كثير مع تفسير تحرير التنوير وسنجد أن المفسرين بالمأثور يأتون بكلام السلف في بيان المراد من الكلمة فدقق النظر فيه ثم انظر في تفسير تحرير التنوير فقد يذكر من المعاني ما يوضح كلام السلف وينبه إلى ما كان خافيا عليه منه وقد يضيف معان صحيحة لم تأت صريحة فيما سبق , وفهم دلالة الكلمة مهم جداً لفهم كلام الله سبحانه وتعالى وقبل التفسير يجب فهم دلالة الكلمة لفهم الآيات
.
دعاء عبد الله غير متواجد حالياً