الموضوع
:
المُحْكَــــم و المُتَشَــابِه.......تفضلوا للأهمية
عرض مشاركة واحدة
27-03-09, 11:22 PM
#
6
د.سهيرالبرقوقي
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل: 30-01-2009
المشاركات: 158
[frame="3 80"]
ـ
النــوع الثانــي :
" التشــابه النســبي " :
[/frame]
وهـو الاشـتباه أي خفـــاء المعنــى بحيـث يشـتبه علـى بعـض النــاس دون غيرهـم ، فيعلمــه الراسـخون فـي العلـم دون غيرهـم
( وهـذا
تشـابه نسـبي
ـ وهـذا النـوع يُسـأل عـن اسـتكشافه وبيانـه ؛
لإمكـان الوصـول إليـه
)
وقـد انقسـم النـاس فـي ذلـك إلـى قسـمين :
القســم الأول :
الراسـخون فـي العلـم : ويقولـون :
" آمنـا بـه كـل مـن عنـد ربنـا "
وإذا كـان مـن عنــده ـ سـبحانه ـ فلـن يكـون فيـه اشـتباه يسـتلزم ضـلالاً أو تناقضـًا ، وَيَــرُدُّون المتشـابه إلـى المحكـم فصـار مـآل المتشـابه إلـى الإحكـام .
القســم الثانــي :
أهـــل الضــلال والزيـغ : وهــم يتبعـون المتشـابه ويجعلـوه مثـارًا للشـك والتشـكيك ، فَضَلُّـوا وأَضَلُّـوا .
وقـد يـؤدي هـذا التشـابه إلـى توهـم الواهـم :
ـ مـا لا يليـق بالله تعالـى ,
ـ أو مـا لا يليـق بكتـابه ,
ـ أو مـا لا يليـق برسـوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ,
ويفهـم العالـم الراسـخ فـي العلـم خـلاف ذلـك مـن المتشـابه.
فيمـا يتعلـق بالله تعالـى :
#
مثـال أول :
أن يتوهـم واهـم من قولـه تعالـى :
" بَـل يَـدَاهُ مَبسُـوطَتَانِ " ( سورة المائدة / آية :64 )
أن للـه يديـن مماثلتيـن لأيـدي المخلوقيـن .
نـرد هـذا المتشـابه إلـى المحكـم ليكـون الجميـع مُحْكَمـًا كالآتـي :
الراسـخون فـي العلـم يقولـون : إن للـه تعالـى يديـن حقيقيتيـن علـى ما يليـق بجلالـه وعظمتـه ، لا تماثـلان أيـدي المخلوقيــن ، كمـا أن لـه ـ سـبحانه ـ ذاتـًا لا تماثـل ذوات المخلوقيـن ؛ لأن الله تعالـى يقـول :
" لَيـسَ كَمِثلِـهِ شَـيءٌ وَهُـوَ السَّـمِيعُ البَصِيـرُ " (سورة الشورى / آية : 11 ).
فـردّوا
المتشـابه
الـذي هـو ----> " بـل يـداه مبسـوطتان " الغيـر واضـح الدلالـة ، إلـى ا
لمحكـم
الواضـح الدلالـة الـذي هـو ----> " ليـس كمثلـه شـيءٌ وهـو السـميع البصيـر " .
ليصيـر الجميـع محكمـًا واضـح الدلالـة .
#
مثــال ثــان :
أن يتوهـم واهـم مـن قولـه تعالـى :
" إِنَّـا نَحـنُ نُحيـيِ المَوتَـى " ( سورة يس / آية : 12 )
ومـن قولـه تعالـى :
" إِنَّـا نَحـنُ نَزَّلنَـا الذِكْـرَ وَإِنَّـا لَـهُ لَحَافِظُـونَ " (سورة الحجر / آية : 9)
ونحوهمـا ممـا أضـاف الله فيـه الشـيء إلـى نفسـه بصفـة الجمـع .
ـ فاتبـع الضـال الـذي فـي قلبـه زيـغ هـذا المتشـابه وادَّعَـى تَعَـدُّد الآلهـة وتـرك المحكـم الـدال علـى أن الله واحـد .
ـ وأمـا الراسـخون فـي العلـم فيحملـون الجمـع المتمثـل فـي لفظـة
" نحـن "
علـى التعظيـم لتعـدد صفـات الله وعظمهـا ، ويـردُّون هـذا المتشـابه إلـى المحكـم فـي قولـه تعالـى :
" وَإِلَهُكُـم إِلَـهٌ وَاحِـدٌ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُـوَ "
( سورة البقرة / آية : 163 )
فيمـا يتعلـق بكتـاب الله :
#
مثـال أول
:
أن يتوهـم واهـم تناقـض القــرآن وتكذيـب بعضـه بعضـًا :
لقولـه تعالـى :
" مَـا أَصَابَـكَ مِـن حَسَنَـةٍ فَمِـنَ اللهِ وَمَـا أَصَابَـكَ مِـن سَـيِّئةٍ فَمِـن نَّفسِـكَ "
( سورة النساء / آية : 79)
ولقولـه تعالـى فـي موضـع آخـر :
" وَإِن تُصِبَهُـم حَسَـنَةٌ يَقُولُـوا هَـذِهِ مِـن عِنـدِ اللهِ وَإِن تُصِبْهُـم سَـيِّئةٌ يَقُولُـوا هَـذِهِ مِـن عِنـدِكَ قُـل كُـلٌّ مِّـن عِنـدِ اللهِ " ( سورة النساء / آية : 78 )
فـرد هــذا النـص المتشـابه ، ظاهــر التناقــض إلـى المحكـم الواضـح الدلالـة ليكـون الجميـع محكمـًا كالآتـي :
رأي أول :
الراسـخون فـي العلـم يقولـون : إن الحسـنة والسـيئة كلتاهمـا بتقديـر الله عـز وجـل ، لكن الحسـنة سـببها التفضـل مـن الله تعالـى علـى عبـاده ، أما السـيئة فسـببها فعـل العبـد ؛ كمـا قـال تعالـى : " وَمَـا أَصَابَكُـم مِّـن مُّصِيبَـةٍ فَبِمَـا كَسَـبَت أَيدِكُـم وَيَعفُـو عَـن كَثِيـرٍ "
(سورة الشورى آية : 30 )
فإضافـة السـيئة إلـى العبـد مـن إضافـة الشـيء إلـى سـببه ، لا مـن إضافتـة إلـى مقـدِّرِهِ ، أمـا إضافـة الحسـنة والسـيئة إلـى الله تعالـى فمـن بـاب إضافـة الشـيء إلـى مُقَـدِّرِهِ ، وبهـذا يـزول مـا يُوهِـم الاختـلاف بيـن الآيتيـن لانفكـاك الجهـة .
{ تفسير سورة البقرة / محمد صالح بن عثيمين / ج : 1 / ص : 48 }
-
رأي ثــان :
قــال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" إن الله قَـدَّرَ مقاديـرَ الخلــقِ قبــل أن يخلـق السـموات والأرض بخمسـين ألـف سـنة "
(رواه مسلم / حديث رقم : 653 )
يُـــتْـــبـَــعُ
توقيع
د.سهيرالبرقوقي
{
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّ
كِرٍ
}
http://www.tvquran.com/
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}
{
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ
}
د.سهيرالبرقوقي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها د.سهيرالبرقوقي