![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
نفع الله بك الأمة
|
![]()
[frame="3 80"]ـ النــوع الثانــي :
" التشــابه النســبي " : [/frame] وهـو الاشـتباه أي خفـــاء المعنــى بحيـث يشـتبه علـى بعـض النــاس دون غيرهـم ، فيعلمــه الراسـخون فـي العلـم دون غيرهـم ( وهـذا تشـابه نسـبي ـ وهـذا النـوع يُسـأل عـن اسـتكشافه وبيانـه ؛ لإمكـان الوصـول إليـه ) وقـد انقسـم النـاس فـي ذلـك إلـى قسـمين : القســم الأول : الراسـخون فـي العلـم : ويقولـون : " آمنـا بـه كـل مـن عنـد ربنـا " وإذا كـان مـن عنــده ـ سـبحانه ـ فلـن يكـون فيـه اشـتباه يسـتلزم ضـلالاً أو تناقضـًا ، وَيَــرُدُّون المتشـابه إلـى المحكـم فصـار مـآل المتشـابه إلـى الإحكـام . القســم الثانــي : أهـــل الضــلال والزيـغ : وهــم يتبعـون المتشـابه ويجعلـوه مثـارًا للشـك والتشـكيك ، فَضَلُّـوا وأَضَلُّـوا . وقـد يـؤدي هـذا التشـابه إلـى توهـم الواهـم : ـ مـا لا يليـق بالله تعالـى , ـ أو مـا لا يليـق بكتـابه , ـ أو مـا لا يليـق برسـوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ , ويفهـم العالـم الراسـخ فـي العلـم خـلاف ذلـك مـن المتشـابه. فيمـا يتعلـق بالله تعالـى : # مثـال أول : أن يتوهـم واهـم من قولـه تعالـى : " بَـل يَـدَاهُ مَبسُـوطَتَانِ " ( سورة المائدة / آية :64 )أن للـه يديـن مماثلتيـن لأيـدي المخلوقيـن . نـرد هـذا المتشـابه إلـى المحكـم ليكـون الجميـع مُحْكَمـًا كالآتـي : الراسـخون فـي العلـم يقولـون : إن للـه تعالـى يديـن حقيقيتيـن علـى ما يليـق بجلالـه وعظمتـه ، لا تماثـلان أيـدي المخلوقيــن ، كمـا أن لـه ـ سـبحانه ـ ذاتـًا لا تماثـل ذوات المخلوقيـن ؛ لأن الله تعالـى يقـول : " لَيـسَ كَمِثلِـهِ شَـيءٌ وَهُـوَ السَّـمِيعُ البَصِيـرُ " (سورة الشورى / آية : 11 ). فـردّوا المتشـابه الـذي هـو ----> " بـل يـداه مبسـوطتان " الغيـر واضـح الدلالـة ، إلـى المحكـم الواضـح الدلالـة الـذي هـو ----> " ليـس كمثلـه شـيءٌ وهـو السـميع البصيـر " . ليصيـر الجميـع محكمـًا واضـح الدلالـة . # مثــال ثــان : أن يتوهـم واهـم مـن قولـه تعالـى : " إِنَّـا نَحـنُ نُحيـيِ المَوتَـى " ( سورة يس / آية : 12 ) ومـن قولـه تعالـى : " إِنَّـا نَحـنُ نَزَّلنَـا الذِكْـرَ وَإِنَّـا لَـهُ لَحَافِظُـونَ " (سورة الحجر / آية : 9) ونحوهمـا ممـا أضـاف الله فيـه الشـيء إلـى نفسـه بصفـة الجمـع . ـ فاتبـع الضـال الـذي فـي قلبـه زيـغ هـذا المتشـابه وادَّعَـى تَعَـدُّد الآلهـة وتـرك المحكـم الـدال علـى أن الله واحـد . ـ وأمـا الراسـخون فـي العلـم فيحملـون الجمـع المتمثـل فـي لفظـة " نحـن " علـى التعظيـم لتعـدد صفـات الله وعظمهـا ، ويـردُّون هـذا المتشـابه إلـى المحكـم فـي قولـه تعالـى : " وَإِلَهُكُـم إِلَـهٌ وَاحِـدٌ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُـوَ " ( سورة البقرة / آية : 163 ) فيمـا يتعلـق بكتـاب الله : # مثـال أول : أن يتوهـم واهـم تناقـض القــرآن وتكذيـب بعضـه بعضـًا : لقولـه تعالـى : " مَـا أَصَابَـكَ مِـن حَسَنَـةٍ فَمِـنَ اللهِ وَمَـا أَصَابَـكَ مِـن سَـيِّئةٍ فَمِـن نَّفسِـكَ " ( سورة النساء / آية : 79) ولقولـه تعالـى فـي موضـع آخـر : " وَإِن تُصِبَهُـم حَسَـنَةٌ يَقُولُـوا هَـذِهِ مِـن عِنـدِ اللهِ وَإِن تُصِبْهُـم سَـيِّئةٌ يَقُولُـوا هَـذِهِ مِـن عِنـدِكَ قُـل كُـلٌّ مِّـن عِنـدِ اللهِ " ( سورة النساء / آية : 78 ) فـرد هــذا النـص المتشـابه ، ظاهــر التناقــض إلـى المحكـم الواضـح الدلالـة ليكـون الجميـع محكمـًا كالآتـي : رأي أول : الراسـخون فـي العلـم يقولـون : إن الحسـنة والسـيئة كلتاهمـا بتقديـر الله عـز وجـل ، لكن الحسـنة سـببها التفضـل مـن الله تعالـى علـى عبـاده ، أما السـيئة فسـببها فعـل العبـد ؛ كمـا قـال تعالـى : " وَمَـا أَصَابَكُـم مِّـن مُّصِيبَـةٍ فَبِمَـا كَسَـبَت أَيدِكُـم وَيَعفُـو عَـن كَثِيـرٍ " (سورة الشورى آية : 30 ) فإضافـة السـيئة إلـى العبـد مـن إضافـة الشـيء إلـى سـببه ، لا مـن إضافتـة إلـى مقـدِّرِهِ ، أمـا إضافـة الحسـنة والسـيئة إلـى الله تعالـى فمـن بـاب إضافـة الشـيء إلـى مُقَـدِّرِهِ ، وبهـذا يـزول مـا يُوهِـم الاختـلاف بيـن الآيتيـن لانفكـاك الجهـة . { تفسير سورة البقرة / محمد صالح بن عثيمين / ج : 1 / ص : 48 } -رأي ثــان : قــال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " إن الله قَـدَّرَ مقاديـرَ الخلــقِ قبــل أن يخلـق السـموات والأرض بخمسـين ألـف سـنة " (رواه مسلم / حديث رقم : 653 ) يُـــتْـــبـَــعُ
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
|
|