الموضوع
:
نعمتـانِ مغبـونٌ فيهمـا كثيـرٌ مـن النـاس : الصحـةُ ، والفـراغُ "
عرض مشاركة واحدة
01-04-09, 06:44 PM
#
6
د.سهيرالبرقوقي
نفع الله بك الأمة
تاريخ التسجيل: 30-01-2009
المشاركات: 158
§ عـن
يزيـد بـن عميـرة
قـال :
لمـا حضـر معـاذ بـن جبـل المـوت قيـل لـه : يا أبـا
عبـد الرحمـن أوصنـا . قـال : أجلسـوني . فقـال : إن العلـم والإيمـان مكانهمـا ، مـن ابتغاهمـا وجدهمـا ـ يقـول ثـلاث مـرات .
( أخرجه الإمام أحمد . وصححه الشيخ مقبل رحمه الله في الجامع الصحيح / ج : 1 / ص : 236 ) .
لقـد ضـرب سـلفنا الصالـح المثـل الأعظـم فـي الاسـتعداد للآخـرة بالعمـل الصالـح بكـل أنواعـه ـ اسـتغلالاً لعمرهـم وأوقاتهـم ـ سـواءً كـان مـن أعمـال القلـوب أو الألسـنة أو الجـوارح .
فلـم يتركـوا بابـًا مـن أبـواب الخيـر إلا وكانـوا يتسـابقون إلـى الدخـول منـه ، ولـم يتركـوا بابـًا مـن أبـواب الشـر إلا وكانـوا يحـذرون منـه ومـن الدخـول فيـه ... وكـل ذلـك لأنهـم امتثلـوا قـول الحـق جـل وعـلا :
(( وَسَـارِعُوا إلـى مَغْفِـرَةٍ مِّـن رَّبِّكُـمْ وَجَنَّـةٍ عَرْضُهَـا السَّـمَواتُ والأرضُ أُعِـدَّتْ للمتَّقينَ ... )) . ( آل عمران : 133 : 136 ) .
وكـان اسـتعدادهم للقـاء اللـه لا يتوقـف عنـد بعـض الكلمـات التـي تخـرج مـن الأفـواه وليـس لهـا رصيـد مـن العبوديـة فـي القلـوب ، بـل كانـت جوانحهـم وجوارجهـم تنقـاد طوعـًا أو كرهـًا لطاعـة اللـه ولسـان حـال كـل واحـد منهـم :
(( ... وَعَجِلْـتُ إلَيـكَ ربِّ لِتَرضَـى )) . ( طه : 84 ) .
وكانـوا دائمـًا يؤثـرون ويقدمـون أعمـال الآخـرة علـى كـل مصالحهـم الدنيويـة ، لأن قلوبهـم أيقنـت وأذعنـت لقـول اللـه جـل وعـلا :
(( مَّـن كـانَ يُرِيـدُ العاجِلَـةَ عَجَّلْنَـا لَـهُ فيهـا ما نشـاءُ لِمـن نُّريـدُ ثـمَّ جعلنـا لـهُ جهنـمَ يصْلاهَـا مَذمُـومًا مَدْحُـورًا * ومَـنْ أرادَ الآخـرةَ وسـعَى لهـا سَـعْيَها وهـو مؤمِـنٌ فأولئـكَ كـانَ سـعْيهم مَّشْـكُورًا )) .
( الإسراء : 18 ، 19 ) .
§ عـن
أنـس
قـال :
قـال رسـول اللـه :
" مـن كانـت الآخـرة همـه جعـل اللـه غنـاه فـي قلبـه ، وجمـع لـه شـمله وأتتـه الدنيـا وهـي راغمـة ، ومن كانـت الدنيـا أكبـر همـه جعـل اللـه فقـره بيـن عينيـه ، وفـرَّقَ شـمله ، ولم يأتـه مـن الدنيـا إلا ما كتـب له " .
( رواه الترمذي . وصححه الشيخ الألباني رحمه الله فـي صحيح الجامع / حديث رقم : 6510 )
وكانـوا يشـعرون مـع كـل هـذا بـأن أعمالهـم ضئيلـة لا تصلـح أن يقفـوا بهـا بيـن يـدي اللـه جـل وعـلا وذلـك لأنهـم يعلمـون أن النبـي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قـال :
" لـو أن رجـلاً يُجـر علـى وجهـه مـن يـوم ولـد إلـى يـوم يموت هرمـًا في مرضـاة اللـه عـز وجـل لحقـره يـوم القيامـة " .
( أخرجه أحمد والبخاري في التاريخ الكبير وقال الشيخ الألباني في الساسلة الصحيحة : وهذا إسناد جيد ) .
وكـل ذلـك جعـل قلوبهـم رقيقـة ودموعهـم غزيـرة مـن خشـية اللـه تعالـى .
وقـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" لـو تعلمـون ما أعلـم لضحكتـم قليـلاً ولبكيتـم كثيـرًا ، فغطـى أصحـاب رسـول اللـه وجوههـم ولهـم خنيـن " .
( صحيح البخاري / فتح الباري / كتاب الرقاق / ... ) .
يـروي سـالم بـن عبـد اللـه رحمـه اللـه أن عمـر بـن الخطـاب كـان يُدخـل يـده في دَبَـر ( أي قرحـة البعيـر والمفـرد الدبـرة ) البعيـر ويقـول : إنـي لخائـفٌ أن أسـأل عمـا بـك .
( خبر صحيح ، أخرجه ابن سعد وابن عساكر عن طريقه . صحيح التوثيق في سيرة
وحياة الفاروق عمر بن الخطاب / ص : 142 ) .
وكـان ـ أي عمـر بـن الخطـاب ـ يبكـي مـن خشـية اللـه تعالـى ، وربمـا مـرَّ بالآيـة مـن ورده بالليـل فتخنقـه ، فيبقـى فـي البيـت أيامـًا ، يُعـاد يحسـبونه مريضـًا ! !
( خبر حسن لغيره . أخرجه أحمد في الزهد ، وابن عساكر ... المرجع السابق ) .
يـروي هانـيء مولـى عثمـان فيقـول : كـان عثمـان رضي الله عنه إذا وقـف علـى قبـر يبكـي حتـى يبـل لحيتـه ، فقيـل لـه : تذكـر الجنـة والنـار فـلا تبكـي ، وتبكـي مـن هـذا ؟ !
فقـال :
إن رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قـال : " إن القبـر أول منـزل مـن منـازل الآخـرة ، فـإن نجـا منـه فمـا بعـده أيسـر منـه ، وإن لـم ينـج منـه فما بعـده أشـد منـه " . قـال : وقـال رسـول اللـه صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " ما رأيـتُ منظـرًا قـط إلا والقبـر أفظـع منـه " .
(
. أخرجه الترمذي 2308 ، وابن ماجه 4267 ، وأحمد في مسنده ، .... )
( صحيح التوثيق ( 3 ) في سيرة وحياة ذي النورين عثمان بن عفان / ص : 41 /
تأليف مجدي فتحي السيد / دارالصحابة للتراث بطنطا ) .
هـذا هـو الخـوف الإيجابـي الـذي يعيـن المـرء علـى المزيـد مـن طاعـة اللـه ، فليـس الخائـف مـن يبكـي وتسـيل دموعـه علـى خديـه ، ثـم يمضـي قُدمـًا فـي معاصـي اللـه ، وإنما الخائف هو مـن يتـرك ما يخـاف منـه .
يُـــتْـــبـَــعُ........
توقيع
د.سهيرالبرقوقي
{
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّ
كِرٍ
}
http://www.tvquran.com/
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}
{
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ
}
د.سهيرالبرقوقي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها د.سهيرالبرقوقي