عرض مشاركة واحدة
قديم 21-06-09, 12:03 AM   #2
د.سهيرالبرقوقي
نفع الله بك الأمة
افتراضي تمهيد فى الأحاديث الضعيفة والموضوعة

[frame="5 80"]الأحاديث الضعيفة :

هل يُعمل بها في فضائل الأعمال أم لا ؟
[/frame]


نبدأ مستعينين بالله بهذه المقدمة أولاً:



[frame="6 80"]

تمهيد فى الأحاديث الضعيفة والموضوعة

[/frame]



وهي للشيخ العلاَّمة ناصر الدين الألبانيّ -رحمة الله تعالى عليه - إذ يقول:



من المصائب العظمى التى نزلت بالمسلمين منذ العصور الأولى انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة بينهم؛ لااستثنى أحدا منهم , ولو كانوا علماء هم ؛ إلا من شاء من أئمة الحديث ونقاده ؛ كالبخارى ,وأحمد , وابن معين , وأبى حاتم الرازى , وغيرهم .



وقد أدى انتشارها إلى مفاسد كثيرة :



= منها ماهو من الأمور الاعتقادية الغيبية ,


= ومنها ماهو من الأمور التشريعية ؛



وسيرى القارىء الكريم الأمثلة الكثيرة لما ندعيه فى كثير من الأحاديث الآتية إن شاء الله تعالى .



وقد اقتضت حكمة العليم الخبير –سبحانه وتعالى- أن لايدع هذه الأحاديث التى اختلقها المغرضون لغايات شتى؛ تسرى بين المسلمين دون أن يقيض لها من يكشف القناع عن حقيقتها ؛ ويبين للناس أمرها ؛



@ أولئك هم أئمة الحديث الشريف , وحاملوا ألوية السنة النبوية الذين دعى لهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بقوله :



"نضر الله امرءا سمع مقالتى ؛ فوعاها , وحفظها , وبلغها , فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " (1)




@ فقد قام هؤلاء الأئمة –جزاهم الله عن المسلمين خيرا- :



= ببيان حال أكثر الأحاديث من صحة , أو ضعف, أو وضع ,


= وأصَّلوا أصولا متينة ,


= وقعدوا قواعد رصينة ؛



@ من أتقنها وتضلَّع بمعرفتها أمكنه أن يعلم درجة أى حديث , ولو لم ينصوا عليه ؛



@ وذلك هو علم أصول الحديث ؛ أو مصطلح الحديث .



@ وألف المتأخرون منهم كتبا خاصة للكشف عن الأحاديث , وبيان حالها:



= أشهرها وأوسعها كتاب


"


المقاصد الحسنة فى بيان كثير من الأحاديث المنتشرة على الألسنة "


للحافظ السخاوى ؛



= ونحوها كتب التخريجات ؛ فإنها


تبين حال الأحاديث الواردة فى كتب من ليس من أهل الحديث ؛ ومالا أصل له من تلك الأحاديث , مثل:



o كتاب " نصب الراية لأحاديث الهداية " للحافظ الزيلعى,



o و" المغنى عن حمل الأسفار فى الأسفار فى تخريج مافى الأحياء من الأخبار " للحافظ العراقى ,



o و " التلخيص الحبير فى تخريج أحاديث الرافعى الكبير " للحافظ ابن حجر العسقلانى ,



oو" تخريج أحاديث الكشاف " له ,



oو" تخريج أحاديث الشفاء"


للشيخ السيوطى , وكلها مطبوعة.



ومع أن هؤلاء –جزاهم الله خيرا- قد سهلوا السبيل لمن بعدهم من العلماء والطلاب ؛ حتى يعرفوا


درجة كل حديث بهذه الكتب المذكورة ؛



فإننا نراهم – مع الأسف الشديد- قد انصرفوا عن قراءة الكتب المذكورة :


= فجهلوا بسبب ذلك حال الأحاديث التى حفظوها من مشايخهم ,


= أو يقرؤونها فى بعض الكتب التى لاتتحرى الصحيح الثابت ,



ولذلك لانكاد نسمع:



- وعظا لبعض المرشدين , أو


- محاضرة لأحد الأساتذة , أو


- خطبة من خطيب ,



إلا وتجد فيها شيئا من تلك الأحاديث الضعيفة والموضوعة ؛



وهذا أمر خطير



,يخشى عليهم جميعا أن يدخلوا بسببه تحت وعيد قوله –صلى الله عليه وسلم-:



" من كذب على متعمدا (2) فليتبوأ مقعده من النار "
{ حديث صحيح متواتر }



فإنهم ؛ وإن لم يتعمدوا الكذب مباشرة , فقد ارتكبوه تبعًا , لنقلهم الأحاديث التى يقفون عليها جميعها ,



وهم يعلمون أن فيها ماهو ضعيف وما هو مكذوب قطعا ؛



وقد أشار إلى هذا المعنى قول النبى-صلى الله عليه وسلم-



" كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ". (رواه مسلم ) فى "مقدمة صحيحه "


(1/8 ), وغيره من حديث أبى هريرة .



ثم روى عن الإمام مالك أنه قال :



" اعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع ؛ ولايكون إماما أبدا وهو يحدث بكل ماسمع " .



وقال الإمام ابن حبان فى "صحيحه " ؛


(ص27) :



" فصل :


ذكر إيجاب دخول النار لمن نسب الشىء إلى المصطفى –صلى الله عليه وسلم- وهو غير علم بصحته"



ثم ساق بسنده عن أبى هريرة مرفوعا :


" من قال على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار " .


وسنده حسن ؛ وأصله فى الصحيحين بنحوه .


ثم قال :



"ذكر الخبر الدال على صحة ما أومأنا إليه فى الباب المتقدم . "



ثم ساق بسنده عن سمرة بن جندب قال :



قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- :



" من حدَّث عنى حديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " .



وهو حديث صحيح ؛ أخرجه مسلم فى " مقدمة صحيحه "


(1/7)



من حديث سمرة والمغيرة بن شعبة معا وقال : "إنه حديث مشهور " .



ثم قال ابن حبان :


"ذكر خبر ثان يدل على صحة ما ذهبنا إليه " .


ثم ساق حديث أبى هريرة الأول .



فتبين مما أوردنا أنه لايجوز نشر الأحاديث وروايتها دون التثبت من صحتها ؛وإن من فعل ذلك فهو حسبه من الكذب على رسول الله –صلى الله عليه وسلم-



وقد قال-صلى الله عليه وسلم -:



" إن كذبا على ليس ككذب على أحد ؛ فمن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".



(رواه مسلم وغيره).



ولخطورة هذا الأمر رأيت أن أساهم فى تقريب سبيل الاطلاع على الأحاديث التى نسمعها فى هذا العصر , أو نقرأها فى كتاب متداول ؛ مما ليس له أصل يثبت عند المحدثين ؛ أو له أصل موضوع , لعل فى ذلك تحذيرا وتذكيرا لمن يتذكر أو يخشى .


ولم أتقيد فى سوقها بترتيب خاص ؛ بل حسبما اتفق .



ولذلك فإنى أبتدئها بذكر حديثين قرأتهما فى مقال نشر فى العدد (2404 ) من " جريدة العلم " الغراء لأحد المرشدين الفضلاء فى صدد بحث له مفيد فى إسراء النبى -صلى الله عليه وسلم- وعراجه إلى السماء ؛ والله ولى التوفيق .



دمشق , رمضان سنة 1374 ه


محمد ناصر الدين الألبانى


________________________________



الحاشية:



(1) أخرجه أبو داود ؛ والترمذى وصححه – والسياق له- وابن حبان فى " صحيحه " عن ابن مسعود .



وقد ثبت عن جماعة من الصحابة بنحوه ؛ فانظر "التعليق الرغيب " (1/ 63 ) , و" الصحيحة " (404).



(2) لفظة " متعمدًا " صحيحة ثابتة فى الحديث .



وإن حاول التشكيك بها مؤلف كتاب "الأضواء",


بل إنه جزم ببطلانها , وأنها من وضع بعض المحدثين ؛ ليروج بها قوله :



إنه يجوز رواية الحديث بالمعنى !!



وإنكار المؤلف المذكور لها لايدل فقط على جهله بالحديث وطرقه ؛ بل إنه يدل على جهله أيضا بأصول الشريعة وقواعدها



فإن هذه اللفظة لو لم ترد فى الحديث مطلقا ؛ فإن تقديرها فى الحديث لامناص منه كما لايخفى ؛ وإلا كان المؤلف المذكور أول من يشمله الحديث ؛لأنه -على الأقل- ليس معصوما من الخطا فى رواية حديث ما .!!




يُتْبَعُ



توقيع د.سهيرالبرقوقي
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}
http://www.tvquran.com/


{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ }


التعديل الأخير تم بواسطة د.سهيرالبرقوقي ; 21-06-09 الساعة 12:11 AM سبب آخر: ضبط النص
د.سهيرالبرقوقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس