أسئلة مدارسة الدرس الثاني عشر
ترجمة الراويين " النواس بن سمعان ووابصة بن معبد رضي الله عنهما .
النواس بن سمعان ( بفتح السين أو كسرها) بن خالد العامريّ الكِلابيّ، صحابي جليل رضي الله عنه، له ولأبيه صحبة، وكان من أصحاب الصُفّة
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع والده، فدعا له
وأهدى للنبيّ صلى الله عليه وسلم نعلين فقبلهما
سكن بالشام، وروى سبعة عشر حديثا
وابصة بن معبد الأسديّ، أسلم سنة تسع للهجرة لما وفد على النبيّ صلى الله عليه وسلم ورهط من قومه، كان كثير البكاء لا يملك دمعته، وروى عن النبي ّ صلى الله عليه وسلم أحد عشر حديثا
1- بيّني معاني الكلمات التالية :
الدثور – الأموال الكثيرة
البُضع – البعض، ويُطلق على ماء الرجل، أو على الفرج ويُكنى به عن الجماع
السُلامى – العظم الصغير أو المفصل
البر – المعنى العام إذا لم يجتمع مع التقوى : كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال
الإثم -
ما يوجب الإثم أي الذنب
2- لو قال لك قائل " المال دائما فتنة وشر للإنسان " ما تعليقك على هذا الكلام مع التعليل والتدليل ؟
كون المال دائما فتنة فهذا صحيح ،، لأن الفتنة تعني الاختبار أي أيشكر العبد ربه بالمال الذي أعطاه فيسلطه في طاعته أم يكفر باستعمال هذا المال في معصيته
ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم
اقتباس:
مثلُ هذه الأُمَّةِ كمثلِ أربعةِ نفرٍ رجلٌ آتاهُ اللهُ مالًا وعلمًا فهو يعملُ بعلمِه في مالِه يُنفقُه في حقِّهِ ورجلٌ آتاه اللهُ علمًا ولم يُؤْتِه مالًا فهو يقولُ لو كان لي مثلَ هذا عملتُ فيه مثلَ الذي يعملُ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فهما في الأجرِ سواءٌ ورجلٌ آتاه اللهُ مالًا ولم يُؤْتِه علمًا فهو يخبطُ في مالِه يُنفقُه في غيرِ حقِّهِ ورجلٌ لم يُؤْتِه اللهُ علمًا ولا مالًا فهو يقولُ لو كان لي مثلَ هذا عملتُ فيه مثلَ الذي يعملُ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فهما في الوِزْرِ سواءٌ الراوي: أبو كبشة الأنماري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3425
خلاصة حكم المحدث: صحيح
|
وقوله تعالى { فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ، وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن } الفجر
أما قوله أن المال دائما شر للإنسان
فهذا ليس بصحيح فقد وصفه الله تعالى في كتابه بالخير فقال { كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف }
وقال صلى الله عليه وسلم (( نعم المال الصالح للعبد الصالح ))
مما يدل على فضل الغنيّ الشاكر، وأن المال قد يكون سببا لسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة
3- بعض الناس يقولون ليس عندنا مال لنتصدق به .
على ضوء ما درستِ بيّني مفهوم الصدقة .
الصدقة أوسع مما يفهمه كثير من الناس بمعناها الخاص على أنها فقط الصدقة بالمال
وإنما الصدقة هي كل ما عاد بالنفع على النفس و/ أو على الغير، من مال أو علم أو مساعدة أو غيره
وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الصدقة متاحة وسهلة على جميع الناس، فهي من الدين ، وهذا الدين يسر وهو في استطاعة الجميع : الكبير والصغير والغني والفقير، والصحيح والمريض
وقوله صلى الله عليه وسلم { أو ليس قد جعل الله لكم ما تصّدّقون ؟ } فيه إقرار على أن الصدقة يسيرة على جميع الناس
كما بين تعدد أنواعها حتى لا يعجز أحد ولا يمل - لطبع النفس الملولة -
بل أعظم من ذلك، أن يُكتب للمرء أجر صدقة فيما يتلذذ به من شهوات مباحة له إن كان له فيها استعفاف عنه حرام، أو احتسب فيها نوايا
فما بقي من عذر لمعتذر
4- يقول بعض العلماء " أن العبادةَ التي نفعُها متعدٍّ أفضلُ من العبادةِ التي نفعُها قاصر" هل هذه القاعدة على عمومها وإطلاقها صحيحة ؟ بيّني ذلك .
ليست صحيحة على إطلاقها بدليل أن الصلاة التي نفعها قاصر على صاحبها أفضل من الزكاة التي نفعها متعدّ، بالإجماع،، وفي ذلك تفصيل لم نأخذه ولم نتوسع فيه، لعل الله يكتب لنا من فضله
5- استعمل النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ) قيًاسا ، ماذا يسمى هذا القياس ؟
يُسمى قياس العكس
6- هل تُشترط النيّة حتى يؤجر العبد على عمل مباح ؟
الذي عليه أكثر أهل العلم مثل النووي وابن تيمية وابن رجب وابن حجر وغيرهم كثير، رحمهم الله جميعا ، أن النية تشترط حتى يُؤجر العبد على العمل المباح، ولعله الأرجح
ومن أدلتهم في ذلك قوله تعالى من سورة النساء { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما }
فقيّد الله تعالى في الآية الأجر بابتغاء مرضات الله أي النية
وغيرها من الأدلة
7- هناك نكتة مهمة ذكرها الشارح -حفظه الله- لإيراد حديث أبي هريرة رضي الله عنه(26) بعد حديث أبي ذر(25) ، اذكريها ؟
أورد النووي رحمه الله تعالى حديث أبي هريرة بعد حديث أبي ذر لإكمال الصورة حول الصدقات
حيث أن حديث أبي ذر يشمل من أنوع وصور الصدقات التي تكون وتُؤدى فيما بين العبد وربه، بينما حديث أبي هريرة يبين أن من أنواع الصدقات أيضا ما يكون في علاقة الإنسان بالآخرين، من معاملات والتي تُعدّ أصلا من أصول الدين و
وأن الدين لا يقتصر على العبادات ذات الصبغة الشرعية فقط وإنما على المعاملات تعتبر من العبادات التي يُؤجر عليها الإنسان
8- هناك بعض الآداب للعالم والمتعلم استفدناها من حديث أبي ذر ، اذكريها ؟
أنه على المتعلم أن يسأل عما أشكل عليه ويستوضح إجابة معلمه إن لم تتضح له
وأنه على المعلم أن يوضح ما أشكل ويزيل الشبهات بقدر ما يستطيع
9- ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم (وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)؟
هي التي تدخل السرور على النفس، وتطيّب القلوب سواء كان قلب صاحبها بالتسبيح والتهليل أو قلب غيره بالدعاء والثناء
كما يجب أن تستعمل الكلمة الطيبة في سياق طيب وبمقصد حسن حتى تكون طيبة
10- إماطة الأذى عن الطريق يشمل الطريق الحسي والمعنوي ، كيف ذلك ؟
أما إماطة الأذى عن الطريق الحسي بإزالة الحجر والقاذورات وما يعترض الناس في طريقهم ويؤذيهم
وأما الطريق المعنوي فهي الطريق الموصلة إلى الجنة، كرفع الجهل عنهم بتعليمهم دينهم وتبصيرهم بمواقع الشرك ووسائله وكشف الشبهات عنهم ونهيهم عن المنكر وما إلى ذلك، والله أعلى وأعلم
11- ذكر العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم (الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ) أنها تحتمل معنيين ، اذكريهما ؟
المعنى الأول إذا جعلنا أل الداخلة على كلمة ( البر ) للاستغراق والعموم كان حسن الخلق بمعناه العام الذي يشمل حسن خلق العبد مع ربه ومع خلقه
فيتصف العبد بالصفات الطيبة والفضائل ويجتنب الرذائل والتقصير في حقه ربه وحق خلقه
والمعنى الثاني إذا جعلنا أل الداخلة على كلمة البر للجنس كان حسن الخلق بمعناه الخاص وهو حسن الخُلُق مع الخَلْق
ولعل المعنى الأول هو الأقرب
12- لو قال لك قائل : "هذا الحكم أردُّه ؛لأنّ قلبي لا يقبلُه " هل هذا الكلام مقبول على إطلاقه ؟ وضحي ذلك مع التعليل والتدليل ؟
ليس مقبولا على إطلاقه
إنما يكون مقبولا من النفوس سوية الفطرة ابتداء
ثم يكون كذلك إذا أفتاه عوام الناس أو االمبتدعة وأصحاب الأهواء بما يخالف الشرع
أو إذا أفتاه من يوثق في دينه وعلمه، لكنه لم يطلع على تفاصيل تؤثر في فتواه يعلمها العبد في نفسه ولم يظهرها للمفتي
أما إذا اتضحت المسألة بجميع تفاصيلها للمفتي وكان من أهل العلم والديانة، وجب العمل بفتواه وعدم ردّها ولا يتردد القلب بقبولها لأن ذلك من صريح الإيمان بدليل قوله تعالى { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما }
والله أعلى وأعلم