العودة   ملتقى طالبات العلم > ๑¤๑ أرشيف الدروات العلمية ๑¤๑ > دورات رياض الجنة (انتهت)

الملاحظات


دورات رياض الجنة (انتهت) إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، رياض الجنة مشروع علمي في استماع أشرطة مختارة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-09, 05:59 PM   #11
صدى الطموح
جُهدٌ لا يُنسى
t 027

بعض الفوائد من محاضرة مقاصد السور للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله

تمهيد في التفسير و علوم القرآن

:: قال الله تعالى (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبروا آياته و ليتذكر أولوا الألباب )) ص-29
و هذا فيه عظم شأن تدبر القرآن و عظم شأن التذكر عند التلاوة، و خص الله عز وجل هذا التذكر بأولي الألباب.
فوجب أن يقبل المسلمون عامة و العلماء خاصة على القرآن ليخرجوا منه ما فتح الله عليهم من الكنوز كلٌّ بقدر علمه.

:: قال العلماء: يحتاج المفسر إلى علوم عدة منها -علوم اللغة كالنحو و الصرف و البلاغة بمباحثها الثلاث، و علم المفردات و الاشتقاق و غيرها
- علم التوحيد و ذلك لأن كل ما في القرآن إما أن يكون خبرا عن الله عز و جل و هذامختص بالتوحيد، أو عن أنبيائه و رسله و قصصهم و هم أهل التوحيد، و إما أمرا أو نهيا و هي حقوق و مكملات التوحيد لأن من وحّد الله أطاعه، و إما أن يكون إخبارا بما يكون بعد الموت من ثواب و عقاب ، و هو جزاء الموحدين و المشركين. فبذلك
يكون كل ما في القرآن له علاقة مباشرة بعلم التوحيد
- علم السنة
- و علم الفقه
- و علم الجزاء يوم القيامة
- و أصول الفقه و غيره من علوم الآلة (العلوم المساعدة)
فالمفسر إن اغترف من كل هذه العلوم ثم اقتفى أثر السلف تمكّن من استخراج دلالات السور و مقاصدها.

فالوصية في مقدمة هذا الدرس هي أن يهتم المرء بالقرآن حفظا و تلاوة ثم تدبرا عبر كتب التفسير و خاصة تفسير الصحابة رضي الله عنهم و التابعين و تابعيهم رضي الله عنهم.

:: علم مقاصد السور لم ينص عليه الأوائل، لكن اعتبروه بالاستقراء، و هذا شأن جميع العلوم كالنحو و البلاغة و أصول الفقه و غيرها.

:: و المقصود بهذا العلم هو الموضوعات التي تدور عليها آيات سورة ما؛ أي أن كل سورة من سور القرآن لها موضوع و مقصد تدور عليه، و إذا عُلِم هذا الموضوع كان طلب التفسير سهلا و فُهِم كلام لسلف في التفسير.

:: علم المقاصد و علم المناسبات (أي المناسبة بين كل آية و الآية التي تليها) قلّ من خاض فيه ، و ذلك لأسباب، منها :
- أنّ فيه نوعا من الجرأة مع كتاب الله عز و جل
- أنّ أكثر المفسرين لم يتناولوا التفسير إلا عبر مدرسة تفسير الآيات (مدرستَيْ التفسير بالأثر و التفسير بالاجتهاد)
- أنّ من تجرأ و كتب فيه ردت عليه طائفة و غلّطوه و رموه بالتقول على الله عز و جل ، فتجنبه الكثيرون براءةً للذمة.

:: اختلف العلماء في هذا العلم على ثلاثة أقوال:
الأول: لا تناسب بين الآيات ، بل توضع الآية المنزلة في الموضع الذي أمر به الله عز و جل بحسب الوقائع و الأحوال دون تناسب و صلة.
الثاني: لا تخلو سورة من من موضوع تدور عليه، و لا توجد آية بعد آية إلا و بينهما تناسب ، و أيضا بين آخر السورة و بداية السورة التي تليها ، و ممن قال به البقاعي و السيوطي.
الثالث: من سور القرآن ما يظهر للعالم موضوعها فلا مانع من القول به دون تكلف.
و القول الثالث هو المعتدل، و قد قال به ابن تيمية و ابن القيم و غيرهما. و الناظر في كتب التفسير يجد فيها أمورا تزيد اليقين و ترتاح لها النفس ، و أمورا أخرى فيها تكلف و لا ترتاح لها نفس القارئ.

:: زعم ابن العربي المالكي أنه ألف كتابا في مقاصد السور و تناسب الآيات و عرضه على الناس في زمانه ، قال "فرأيتُ الناس بَطَلة لم يقبلوا عليه و لم يهتموا به ، فلما رأيت ذلك الإعراض منهم أحرقته و جعلته بيني و بين الله جل و علا"
و ممن كتب أيضا في هذا الموضوع الرازي في تفسيره و الزركشي في البرهان، ثم جمع ذلك البقاعي في ((نظم الدرر و تناسب الآيات و السور)) و هو مطبوع في الهند في 22 مجلد، و التزم فيه بأن يذكر مقصد كل سورة و التناسب بين كل آية و التي تليها، فتكلف و ردّ العلماء عليه . و ذكر السيوطي في كتابه ((معترك الأقران في إعجاز القرآن)) أنّ مقاصد السور من وجوه الإعجاز.

:: و المتأمل في كلام أهل العلم يجد أنهم نصوا على موضوع بعض السور ، مثلما ذكر ابن تيمية أن موضوع سورة المائدة هو علم الحلال و الحرام و العقود بخاصة ، و حتى قصص الأنبياء و قصة ابنَيْ آدم الواردة في سورة المائدة لها صلة بهذا الموضوع. و سورة الفاتحة سميت بأم القرآن لأن فيها كل مقاصد القرآن.

:: كيف يفهم المفسِّر موضع السورة؟يمكن أن يُعرَف موضوع السورة بإحدى ثلاث طرق:
1- أن ينص عليها بعض العلماء و المحققين كسورة الكافرون و موضوعها التوحيد الطلبي أي توحيد العبادة، وسورة الإخلاص و موضوعها التوحيد الخبري و العلمي ، و الفاتحة و المائدة كما سبق، و النحل في نعم الله جل و علا، و الكهف في الابتلاء، و العنكبوت في الفتنة غيرها.
2- أن يكون موضوع السورة ظاهرا من أولها كسورة القيامة في يوم القيامة و الواقعة حول تقسيم الناس يوم القيامة
3- الاستقراء الكامل أو الأغلبي.

يتبع إن شاء الله
التالي
أمثلة تطبيقية: سورة الفاتحة و سورة العنكبوت

التعديل الأخير تم بواسطة صدى الطموح ; 02-01-09 الساعة 06:06 PM
صدى الطموح غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:56 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .