العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة القرآن وعلومه

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-01-09, 01:24 PM   #11
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

..:: كُلُّ مَنْ قَامَ بِالْحَقِ فَإنَّهُ يُمْتَحَن ::..

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِـــيمِ


أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم
مَّسَّتْهُـمُ الْبَأْسَـاءُ وَالضَّـرَّاءُ وَزُلْـزِلُـواْ
حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ
مَتَـى نَصْــرُ اللّـــهِ
أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ
[البقرة: 214]
~ * ~ * ~ * ~ * ~ * ~ * ~ * ~ * ~

قَالَ العَلَّامـةُ المُتَفَنِنُ الشَّيخُ عَبْدُالرَّحمنِ بْنُ نَاصِرِ السِّعدي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى عند تفسيرِ هذهِ الآيةِ:
يخبر تبارك وتعالى أنه لابُدَّ أن يَمْتَحِنَ عِبَادَه بالسَّراءِ والضَّراءِ والمَشقة كما فَعَلَ بِمَنْ قبلهم، فهي سُنَّته الجارية التي لا تتغير ولا تتبدل، أنَّ مَن قام بدينه وشرعه لابُد أن يبتليه، فإن صبر على أمر الله ولم يبالِ بالمكاره الواقفة في سبيله، فهو الصادق الذي قد نال من السعادة كمالها ومن السيادة آلتها.
ومن جعل فتنة الناس كعذاب الله، بأن صدته المكاره عما هو بصدده، وثنته المحن عن مقصده، فهو الكاذب في دعوى الإيمان؛ فإنه ليس الإيمان بالتحلي والتمني ومجرد الدعاوى، حتى تصدقه الأعمال أو تكذبه.
فقد جرى على الأمم الأقدمين ما ذكر اللهُ عنهم:
(مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء) أي: الفقر.
(وَالضَّرَّاء) أي: الأمراض في أبدانهم.
(وَزُلْزِلُواْ) أي: بأنواع المخاوف من التهديد بالقتل، والنفي، وأخذ الأموال، وقتل الأحبة، وأنواع المضارحتى وصلت بهم الحال وآل بهم الزلزال، إلى أن استبطأوا نصر الله مع يقينهم به؛ ولكن لشدة الأمر وضيقه قال: (الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ)، فلما كان الفرج عند الشدة، وكلما ضاق الأمر اتسع قال تعالى: (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ)، فهكذا كُلُّ مَنْ قَامَ بالحقِ فإنَّه يُمْتَحن.

فكلما اشتدتْ عليه وصعبتْ، إذا صبر وثابر على ما هو عليه انقلبت المحنة في حقه منحة،
والمشقات راحات، وأعقبه ذلك الانتصار على الأعداء،
وشفاء ما في قلبه من الداء.
وهـذه الآيـة نظير قولـه تعالى:
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)

[آل عمران: 142].
وقـولــه تعالى:
(الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)

[العنكبوت:1-3]
فعنـد الإمتحـان يُكْـرم المـرءُ، أو يُهَان.


[تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المَنَّان: ص96، ط دار ابن الهيثم]
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:54 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .