![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#18 |
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
|
![]() بقي علي ان اقول : ذكرنا في الآية الكريمة , قولان في الوقف على (الا الله ) او الوصل , وليس بين القرائتين اختلاف فالذين وقفوا على (الا الله ) : قالوا ان التأويل هو علم حقائق هذه المشتبهات , ومآلها في المستقبل , وهذا لا يهم عند الله والذين واصلوا قالوا ان المراد بالتأويل التفسير , وان كان المراد بالتأويل هو التفسير : هل يعلمه الراسخون في العلم ؟ نعم ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما : انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله . في الآية : -( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين )- [الزخرف/81] قال بعضهم : ان (إن ) بمعنى ( ما ) , اي ما كان للرحمن ولد , ولكن هذا خلاف ظاهرها , لان إن شرطية , معناها : ان كان للرحمن ولدفأنا اول العابدين لهذا الولد , فهذا تنديد للنصارى الذين يعبدون عيسى , فيقول ان كان للرحمن ولد فانا اسبقهم الى عبادته , لكن لم يكن للرحمن ولد , فلاحق لعيسى في العبادة . أنواع التشابه في القرآن التشابه الواقع في القرآن نوعان : أحدهما : حقيقي وهو ما لا يمكن أن يعلمه البشر كحقائق صفات الله عز وجل ، فإننا وإن كنا نعلم معاني هذه الصفات ، لكننا لا ندرك حقائقها ، وكيفيتها لقوله تعالى : ( وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً)(طـه: الآية 110) وقوله تعالى : (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الأنعام:103) حقائق الكتاب لا يمكن ادراكها , وهذا تشابه حقيقي , كل كان لا يمكن ان يدرك حقيقة صفة الله تعالى , وان ادعى انه يدرك فهو كاذب , ولهذا قال تعالى : -( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما )- [طه/110] وقال تعالى (( لا تدركه الابصار وان رأته )) لانه اعظم من ان تحيط به الابصار . ولهذا لما سئل الإمام مالك رحمه الله تعالى عن قوله تعالى : (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طـه:5) كيف استوى قال : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وهذا النوع لا يسأل عن استكشافه لتعذر الوصول إليه . هذا الرجل أتى الى الامام مالك في المسجد النبوي , وقال له : يا ابا عبد الله , الرحمن على العرش استوى , كيف استوى فاطرق مالك برأسه وجعل يتصبب عرقا , لشدة هذا السؤال , وفظاعته , ثم رفع راسه وقال : الاستواء غير مجهول (يعني انه معلوم ) والكيف غير معقول ( اي لا يمكن ان ندركه بعقولنا ) والعمل به (اي الاستواء ) واجب , والسؤال عنه (يعني عن كيفية الاستواء ) بدعة . وما اراك الا مبتدعا , ثم أمر به فأخرج من المسجد , اخرج من مسجد الرسول ليتقي الناس شره . فتأمل صرامة الامام مالك رحمه الله , في مثل هذا الامر الفظيع . وهكذا ينبغي لنا ان نكون صارمين في كل من سأل مثل هذا السؤال , لو قال : كيف اصابع الله ؟ نقول : الاصابع معلومة والكيف مجهول, والايمان بها واجب والسؤال عنها بدعة . لا يجوز ان نقول ان آيات الصفات من المتشابه , لكن اذا اطلق عليها المتشابه فاننا نقول : ان اراد بالتشابه خفاء المعنى فهذا غلط , لان معناها واضح ظاهر , وان اراد خفاء الحقائق فهذا صحيح . (يجيب الشيخ على بعض الاسئلة ) المتن : النوع الثاني : نسبي وهو ما يكون مشتبها على بعض الناس دون بعض ، فيكون معلوما للراسخين في العلم دون غيرهم ، وهذا النوع يسأل عن استكشافه وبيانه ؛ لإمكان الوصول إليه ، إذ لا يوجد في القرآن شئ لا يتبين معناه لأحد من الناس ، قال الله تعالى : (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:138) وقال : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ)(النحل: الآية 89) وقال : (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) (القيامة:18) وقال : (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (القيامة:19) وقال : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) (النساء:174) . شرح الشيخ : ذكرنا ان الاحكام والتشابه ثلاثة انواع : الحكام العام والذي يوصف به جميع القرآن . والثاني : التشابع العام الذي يوصف به جميع القرآن . الثالث : الاحكام الخاص الذي يوصف به بعض القرآن والتشابه الخاص الذي يوصف به بعض القرآن , هذا التشابه ينقسم الى نوعين : تشابه حقيقي : يشتبه على كل الناس , كحقائق صفات الله عز وجل , احوال اليوم الآخر ... نحن نؤمن ان هذه الجبال العظيمة الشامخة تكون كثيبا مهيلا , انت لا تتصور كيف تكون بالضبط , نؤمن بان في الجنة فاكهة ونخلا ورمانا ولحم طير وعسلا ولبنا وخمرا وماء ... هل نعرف حقيقة ذلك ؟ لا لان الله تعالى يقول : -( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )- [السجدة/17] ويقول في الحديث القدسي : اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . هذا نقول انه متشابه تشابها حقيقيا . تشابه مطلق لا يمكن لأحد ان يعلم به . النوع الثاني : تشابه نسبي وهذا هو الذي يكون عند كثير من الناس التشابه النسبي هو ما يكون مشتبها على بعض الناس دون بعض , فيكون معلوما للراسخون في العلم دون غيرهم , وهذا النوع يسأل عن استكشافه وبيانه, اما الاول الحقيقي لا يسأل , السؤال عنه لغو , واذا كان سؤال دين فهو بدعة . هذا النوع المشتبه على بعض الناس دون بعض , يسأل عنه ويستكشف حتى يتبين للانسان معناه , لإمكان الوصول إليه ، إذ لا يوجد في القرآن شئ لا يتبين معناه لأحد من الناس ، الدليل قوله تعالى : -( هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين )- [آل عمران/138] وهذا عام , وقال تعالى : -( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين )- [النحل/89] فكل شي يحتاج الناس الى بيانه فانه في القرآن اما منصوص عليه واما مدلولا عليه بالاشارة , وقرأت لبعض العلماء المعاصرين انه كان في مطعم في احدى الدول الغربية واظنها باريس , والمطعم يعم الصالح والطالخ , وكان في هذا المطعم رجل من النصارى , ممن قرؤوا القرآن لكن لم ينتفعوا به , فأتى الى هذا العالم ليشبه عليه , وقال ان قرآنكم تبيان لكل شي , قال العالم : نعم هو تبيان لكل شئ , واذا بين يديه اشياء من المأكولات , فقال له النصراني : كيف نصنع هذا أرنيه في القرآن , فاستغرب الشيخ, سؤال ليس له وجه , هل القرآن نزل ليكون ارشادا للمطابخ ؟ لا , لاشك . لكنه يريد ان يمتحن هذا الرجل ويشكك من حوله , فقال الشيخ : نعم يوجد في القرآن . فقال : اين هو ؟ فذهب به الى المطبخ , فقال لمن يعمل فيه : كيف صنعت هذا ؟ فأخبره , فقال : هكذا جاء في القرآن , قال الله تعالى : (( فاسئلوا أهل الذكر ان كنت لا تعلمون )) فما لم ينص عليه القرآن أرشدنا إليه كيف نتوصل اليه , فصار الآن مبينا او غير مبين ؟ نعم , لان الذي يرشدك الى الطريق الذي تصل به الى مقصودك قد تبين . فبهت الذي كفر . يتبع >>>>>>>>>>> التعديل الأخير تم بواسطة إيمان مصطفى عمر ; 15-02-09 الساعة 02:25 PM |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من شرح الاربعين النوويه | عائشه | روضة السنة وعلومها | 1 | 19-07-07 11:37 AM |
هديتي لكم : الأربعين النووية مع شروحها والإستماع لها :) | تواقة الى الجنة | روضة السنة وعلومها | 4 | 18-03-07 05:05 AM |