![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10 |
نفع الله بك الأمة
|
![]()
ختام المحكم والمتشابه
الحكمــة فــي تنــوع القــرآن إلـى محكـم ومتشــابه ==================================== لـو كـان القـرآن كلـه محكمًـا: = لفاتـت الحكمـة مـن الاختبـار بـه تصديقًـا وعمـلاً لظهـور معنـاه ، = وعـدم المجـال لتحريفــه والتمسـك بالمتشـابه ابتغــاء الفتنــة وابتغـاء تأويلـه ، ولـو كـان كلُّـه متشـابهًا = لفـات كونـه بيانـًا ، وهـدى للنـاس ، = ولمـا أمكـن العمـل بـه ، وبنـاء العقيــدة السـليمة عليـه ، ولكـن الله تعالـى بحكمتـه جعـل منه آيـات محكمـات ، يُرْجَـع إليهـن عنـد التشـابه ، وأُخَـر مشـابهات امتحانًـا للعبـاد ؛ ليتبيـن صـادق الإيمـان ممـن فـي قلبــه زيـغ . فـإن صـادق الإيمـان يعلـم أن القـرآن كلـه مـن عنـد الله تعالـى ، ومـا كـان مـن عنـد الله فهـو حــق ، ولا يمكـن أن يكـون فيـه باطـل ، أو تناقـض لقولـه تعالـى : " لاَّ يَأْتِيِـه الْبَاطِـلُ مِـن بَيْـنِ يَدَيـهِ وَ لاَ مِـن خَلْفِـهِ تَنزِيـلٌ مِّـنْ حَكِيـمٍ حَمِيـدٍ " ( سورة فصلت / آية : 42 ) وأما مـن فـي قلبـه زيـغ فيتخـذ مـن المتشـابه سـبيلاً إلـى : - تحريـف المحكـم - واتبـاع الهـوى فـي التشـكيك فـي الأخبـار - والاسـتكبار عـن الأحكـام ، ولهـذا تجـد كثيـرًا مـن المنحرفيـن فـي العقائـد والأعمـال ، يحتجـون علـى انحرافهـم بهـذه الآيـات المتشـابهة . { تفسـير القـرآن الكريـم / سـورة البقـرة / ج : 1 / ص : 51 } # ومـن حِكَـم تنـوع القـرآن إلـى محكـم ومتشـابه : نقـل السـيوطي عـن الكرمانـي فـي غرائبـه أنه قـال : " إن قيـل : ما الحكمـة فـي إنـزال المتشـابه ممـن أراد لعبـاده البيـان والهـدى ؟ قلنـا : إن كـان ( أي المتشـابه ) ممـا يمكـن علمـه فلـه فوائـد : ـ منهـا الحـث للعلمـاء علـى النظـر الموجـب للعلـم بغوامضـه والبحـث عـن دقائقـه ، فـإن اسـتدعاء الهمـم لمعرفـة ذلـك مـن أعظـم القُـرَب . ـ ومنهـا ظهــور التفاضــل وتفـاوت الدرجـات ؛ إذ لـو كـان محكمًـا لا يحتـاج إلـى تأويـل ونظــر لاسـتوت منـازل الخلـق ، ولـم يظهـر فضـل العالـم علـى غيـره. وإنَ كـان ( أي المتشـابه ) ممـا لا يمكـن علمـه ( بـأن اسـتأثر الله بـه ) ، فلـه فوائـد : ـ منهـا ابتـلاء العبـاد بالوقـوف عنـده - والتوقـف فيـه - والتفويـض والتسـليم ، { مناهل العرفان في علوم القرآن / ج : 2 / ص : 319 } # تســـاؤلات والـــرد عليهــا : س : هـل كـل مـن يتبـع المتشـابه يُحْكَـم عليـه بأنـه فـي قلبـه زيـغ ؟ ! ج : لا . ـ إذا تـرك المسـلم النـص المحكــم وأخـذ بالنـص المتشـابه ، فإنـه ليـس علـى سـبيل الإطـلاق يُحكـم عليـه بأنـه مـن الذيـن يوصفـون بـأن فـي قلوبهـم زيـغ ، فقـد يكـون " المتشـابه " عنـده " محكـم " وذلـك بعـد اجتهـاده وبحثـه وصدقـه فـي طلـب الحـق وفـي اتبـاع الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وهـذا أمـر يُوكَــل إلـى عَـلاَّم الغيـوب الـذي يعلـم مـا تخفـي الصـدور ، بـل قـد يكـون هـذا الشـخص عنـد الله مأجـورًا وإن أخطـأ!!!! ـ وأمـا إذا تـرك المسـلم النـص المحكــم وأخـذ بالنــص المتشـابه ، تَرَخُّصًـا واتباعـًا للهـوى أو المصلحـة أو غيـر ذلـك ـ بينمـا أمامـه النصـوص المحكمــة واضحـة الدَّلالـة ، فهـذا علـى خطـر عظيـم ، والله أعلـم بحالـه ، وقـد يُعَـدّ ممـن يوصـف بأنـه فـي قلبـه زيـغ . س : هـل المحكـم والمتشـابه يكـون فـي آيـات القـرآن الكريـم فقـط ؟ ! ج : لا . المحكـم والمتشـابه قـد يكـون أيضًـا فـي الأحاديـث النبويـة : # وأمثلـة ذلـك : ـ نـوم ابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ مـع النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وزوجتـه في فـراش واحـد !!!
ـ تحديـث عائشـة ـ رضي الله عنها ـ لأحـد الصحابـة بأمـر شـخصي !!!! عـن عائشـة ـ رضي الله عنها ـ أن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : { قَبَّــلَ امـرأة مـن نسـائه ثـم خـرج إلـى الصـلاة ولـم يتوضـأ } قـال عـروة : فقلـتُ لهـا : مـن هـي إلا أنـت ؟ .... فضحكـتْ . { صحيح سنن أبي داود / ج : 1 / حديث رقم : 165} هـذا المُـزَاح بيـن أم المؤمنيـن عائشـة ـ رضي الله عنها وهـذا الصحابـي يثيـر الشـبهات !!!!!!!
قاعـــدة : ـ إذا كان لدينـا نصـوص محكمـة وأخـرى متشـابهة ، وليـس لدينـا وسـيلة أو أي أدوات للترجيـح ، فعلينـا أن نتهـم أنفسـنا بعـدم الإلمـام بكـل النصــوص الخاصـة بهـذه المسـألة ، وألا نحيـد عـن المحكـم فـي هـذه المسـألة إلـى المتشـابه فيهـا. ـ وعنـد تعـارض قـول أو فعـل النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ مـع قـول أو فعـل غيـره ، فـلا يجـوز تـرك قـول أو فعـل النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لأحـد كائنًـا مـن كـان ، سـواء كـان صاحبيًّـا جليـلاً أو عالمـًا جليـلاً 0 وهـذا هـو منهـج الصحابـة الكـرام. * عـن صالـح بـن كيسـان عـن ابـن شـهاب أن سـالم بـن عبـد الله حدثـه أنـه سـمع رجـلاً مـن أهـل الشـام ، وهـو يسـأل عبـد الله بـن عمــر عـن التمتـع بالعمـرة إلـى الحـج ، فقـال عبـد الله ابـن عمـر : هـي حـلال .. فقـال الشـامي : إن أبـاك قـد نهـى عنهـا قـال عبـد الله : أرأيـت إن كـان أبـي نهـى عنهـا ، وصنعهـا رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، أَمْــر أبـي يُتَّبَـع أم أمـر رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ؟ ! فقـال الرجـل : بـل أمـر رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ 0 فقـال : لقـد صنعهـا رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ {أخرجه الترمذي , وصححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في كتابه : الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / ج : 5 / كتاب السنة / ص : 36 } فعنـد مـا نناقـش مسـألة : سـفر المـرأة مـع ذي محـرم منهـا : نجـد أن هنـاك أحاديـث كثيـرة عـن الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ توجـب سـفر المـرأة مـع ذي محـرم منهـا : { فعـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ عـن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال : " لا يحــل لامــرأة تسـافر مسـيرة يـومٍ وليلـةٍ إلا مـع ذي محـرم عليهـا " متفق عليه ـ نيل الأوطار} ثـم نجـد أثـر عـن بعـض أمهـات المؤمنيـن أنهـن سـافرن بـدون محـرم !!!! فهـذا الأثـر مـن المتشـابهات التـي لا نعلــم مـا وراءهـا مـن حقائــق ، فـلا نتهـم أحـد بعـدم الاتبـاع .....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته *************** |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
|
|