![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#15 |
نفع الله بك الأمة
|
![]() [frame="7 80"] (3) " تمام المنة " للشيخ الألبانى / القاعدة الثانية عشرة / من ( ص 34 إلى ص 38 ) [/frame] القاعدة الثانية عشرة ( ترك العمل بالحديث الضعيف فى فضائل الأعمال) اشتهر بين كثير من أهل العلم وطلابه أن الحديث الضعيف يجوز العمل به فى فضائل الأعمال . ويظنون أنه لاخلاف فى ذلك . كيف لا والنووى –رحمه الله- نقل الاتفاق عليه فى أكثر من كتاب من كتبه ؟ وفيما نقله نظر بين ؛ لأن الخلاف فى ذلك معروف ؛ فإن بعض العلماء المحققين على أنه لا يعمل به مطلقا ؛ لافى الأحكام ولا فى الفضائل . قال الشيخ القاسمى –رحمه الله- فى: "قواعد التحديث " (ص94): < راجع " قواعد التحديث "> " حكاه ابن سيد الناس فى " عيون الأثر" عن يحيى بن معين ؛ ونسبه فى" فتح المغيث" لأبى بكر بن العربى ؛ والظاهر أن مذهب البخارى ومسلم ذلك أيضا .. وهو مذهب ابن حزم .." قلتُ : وهذا هو الحق الذى لاشك فيه عندى لأمور : الأول : أن الحديث الضعيف إنما يفيد الظن المرجوح ؛ ولا يجوز العمل به اتفاقا ؛فمن أخرج من ذلك العمل بالحديث الضعيف فى الفضائل لابد أن يأتى بدليل ؛ وهيهات ! الثانى : أننى أفهم من قولهم :"..فى فضائل الأعمال " أى:الأعمال التى تثبت مشروعيتها بما تقوم الحجة به شرعا ويكون معه حديث ضعيف يسمى أجرا خاصا لمن عمل به ,ففى مثل هذا يعمل به فى فضائل الأعمال لأنه ليس فيه تشريع ذلك العمل به ؛ وإنما فيه بيان فضل خاص يرجى أن يناله العامل به . وعلى هذا المعنى حمل القول المذكور بعض العلماء كالشيخ على القارى-رحمه الله-فقال فى" المرقاة"( 2/381) : "قوله : إن الحديث الضعيف يعمل به فى الفضائل وإن لم يعتضد إجماعا كما قال النووى؛محله الفضائل الثابتة من كتاب أو سنة " وعلى هذا ؛ فالعمل به جائز إن ثبت مشروعية العمل الذى فيه بغيره مما تقوم به الحجة ؛ ولكنى أعتقد أن جمهور القائلين بهذا القول؛ لايريدون منه هذا المعنى مع وضوحه ؛ لأننا لانراهم يعملون بأحاديث ضعيفة لم يثبت ماتضمنته من العمل فى غيره من الأحاديث الثابتة ؛ مثل استحباب النووى وتبعه المؤلف إجابة المقيم فى كلمتى الإقامة بقوله " أقامها الله وأدامها " ؛ مع أن الحديث الوارد فى ذلك ضعيف كما سيأتى بيانه ؛ فهذا قول لم تثبت مشروعيته فى غير هذا الحديث الضعيف ؛ ومع ذلك فقد استحبوا ذلك مع أن الاستحباب حكم من الأحكام الخمسة التى لابد لإثباتها من دليل تقوم به الحجة ؛ وكم هناك من أمور عديدة شرعوها للناس واستحبوها لهم إنما شرعوها بأحاديث ضعيفة لاأصل لما تضمنته من العمل فى السنة الصحيحة , ولايتبع المقام لضرب الأمثلة على ذلك وحسبنا ما ذكرته من هذا المثال ؛ وفى الكتاب أمثلة كثيرة سيأتى التنبيه عليها فى مواطنها إن شاء الله . على أن المهم ههنا أن يعلم المخالفون أن العمل بالحديث الضعيف فى الفضائل ليس على إطلاقه عند القائلين به ؛ فقد قال ابن حجر فى" تبيين العجب" (ص 3-4): < اشتهر أن أهل العلم يتساهلون فى إيراد الأحاديث فى الفضائل وإن كان فيها ضعف مالم تكن موضوعة,وينبغى اشتراط أن يعتقد العامل كون ذلك الحديث ضعيفا ؛ وأن لايشهرذلك لئلايعمل المرء بحديث ضعيف فيشرع ماليس بشرع ؛ وأن يراه بعض الجهال فيظن أنه سنة صحيحة ؛ وقد صرح بمعنى ذلك الأستاذ أبومحمد بن عبد السلام وغيره ؛ وليحذر المرء من دخوله تحت قوله-صلى الله عليه وسلم-: { من حدث عنى بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين} ؛ فكيف بالعمل به؟ ولا فرق فى العمل بالحديث فى الأحكام أو فى الفضائل إذ الكل شرع > . فهذه شروط ثلاثة مهمة لجواز العمل به : 1- أن لايكون موضوعا . 2- أن يعرف العامل به كونه ضعيفا. 3- أن لا يشهر العمل به . ومن المؤسف أن ترى كثيرا من العلماء فضلا عن العامة متساهلين بهذه الشروط ؛ فهم يعملون بالحديث دون أن يعرفوا صحته من ضعفه ؛ وإذا عرفوا ضعفه لم يعرفوا مقداره ؛ وهل هو يسير أو شديد يمنع العمل به . ثم هم يشهرون العمل به كما لو كان حديثا صحيحا !! ولذلك كثرت العبادات التى لاتصح بين المسلمين ؛ وصرفتهم عن العبادات الصحيحة التى وردت بالأسانيد الثابتة. ثم إن هذه الشروط ترجح ما ذهبنا إليه من أن الجمهور لايريد المعنى الذى رجحناه آنفا ؛ لأن هذا لايشترط فيه شىء من هذه الشروط كما لايخفى . وكما يبدو لى أن الحافظ –رحمه الله- يميل إلى عدم جواز العمل بالضعيف بالمعنى المرجوح لقوله فيما تقدم : " ....ولافرق فى العمل بالحديث فى الأحكام أو فى الفضائل إذ الكل شرع " . وهذا حق لأن الحديث الضعيف الذى لايوجد ما يعضده يحتمل أن يكون كذبا ؛ بل هو على الغالب كذب موضوع ؛ وقد جزم بذلك بعض العلماء فهو ممن يشمله قوله-صلى الله عليه وسلم-:"..يرى أنه كذب" أى يظهر أنه كذلك. ولذلك عقبه الحافظ بقوله:" فكيف بمن عمل به ؟"؛ ويؤيد هذا ما سبق نقله عن ابن حبان فى القاعدة الحادية عشرة . < فكل شاك فيما يروى أنه صحيح أو غير صحيح ؛ داخل فى الخبر > . فنقول كما قال الحافظ :" فكيف بمن عمل به .......؟!!" . فهذا توضيح مراد الحافظ بقوله المذكور ؛ وأما حمله على أنه أراد الحديث الموضوع وأنه لافرق فى العمل به فى الأحكام أو الفضائل كما فعل بعض مشايخ حلب المعاصرين ؛ فبعيدا جدا عن سياق كلام الحافظ ؛ إذ هو فى الحديث الضعيف لا الموضوع كما لايخفى !! ولا ينافى ما ذكرنا أن الحافظ ذكر الشروط للعمل بالضعيف كما ظن ذلك الشيخ لأننا نقول : إنما ذكرها الحافظ لأولئك الذين ذكر عنهم أنهم يتسامحون فى إيراد الأحاديث فى الفضائل مالم تكن موضوعة فكأنه يقول لهم : إذا رأيتم ذلك فينبغى أن تتقيدوا بهذه الشروط ؛ وهذا كما فعلته أنا فى هذه القاعدة ؛ والحافظ لم يصرح بأنه معهم فى الجواز بهذه الشروط ؛ ولاسيما أنه أفاد فى آخر كلامه أنه على خلاف ذلك كما بينا . وخلاصة القول : أن العمل بالحديث الضعيف فى فضائل الأعمال لايجوز القول به على التفسير المرجوح ؛ إذ هو خلاف الأصل ولا دليل عليه ؛ ولابد لمن يقول به أن يلاحظ الشروط المذكورة وأن يلتزمها فى عمله ؛ والله الموفق . ثم إن من مفاسد القول المخالف لما رجحناه أنه يجر المخالفين إلى تعدى دائرة الفضائل إلى القول به فى الأحكام الشرعية ؛ بل والعقائد أيضا ؛ وعندى أمثلة كثيرة على ذلك لكنى أكتفى منها بمثال واحد .فهناك حديث يأمر بأن يخط المصلى بين يديه خطا إذا لم يجد سترة ؛ ومع أن البيهقى والنووى هما من الذين صرحوا بضعفه فقد أجازوا العمل به خلافا لإمامهما الشافعى ؛ وسيأتى مناقشة قولهما فى ذلك عند الكلام على الحديث المذكور. ومن شاء زيادة بيان وتفصيل فى هذا البحث الهام فليراجع مقدمة " صحيح الترغيب"(1/16-36). جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أحاديث صحيحة وأخرى ضعيفة في فضائل سور القرآن | سلوى محمد | روضة القرآن وعلومه | 4 | 18-11-12 10:53 PM |
مجموعة الأحاديث الضعيفة في كتاب رياض الصالحين للنووي | عدن | روضة السنة وعلومها | 4 | 26-06-08 05:16 PM |
أحاديث مشهورة ضعيفة السند | السلفية | روضة السنة وعلومها | 10 | 04-06-07 11:01 PM |
كيف نعرف الأحاديث الصحيحة من المكذوبة | أم اليمان | روضة السنة وعلومها | 2 | 29-06-06 03:14 PM |