العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الداعيات إلى الله > كوني داعية

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-03-10, 05:44 PM   #1
طالبة الرضوان
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

موضوع راق لي .. جعلكِ الله مباركة أينما كنتِ يا أم حاتم ..
وجزى الله الشيخ خيراً ..



توقيع طالبة الرضوان
سبحان الله،والحمد لله،ولا إله إلا الله،والله أكبر ..
طالبة الرضوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-03-10, 01:28 AM   #2
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي مقدمة الرسالة لابن أبي زيد القيرواني المالكي رحمه الله


بارك الله فيك اختي طالبة الرضوان سعدت بمرورك العطر

تعريف بكتاب ومؤلِّفه
مقدمة الرسالة لابن أبي زيد القيرواني
المالكي رحمه الله
ألف علماء السنة قديما وحديثا مؤلفات توضح عقيدة أهل السنة والحديث، منها ما هو مختصر، ومنها ما هو مطول، وكان من بين هذه المختصرات مقدمة الرسالة للإمام ابن أبي زيد القيرواني المالكي المولود سنة 310هـ، المتوفى سنة 386هـ على الصحيح عن 76 عاما رحمه الله تعالى.
قال عنه الإمام الذهبي رحمه: "الإمام العلامة القدوة الفقيه، عالم أهل المغرب، أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني المالكي، ويقال له: مالك الصغير، وكان أحد من برَّز في العلم والعمل.
..وكان مع عظمته في العلم والعمل ذا برٍّ وإيثار وإنفاق على الطلبة وإحسان.
..وكان رحمه الله على طريقة السلف في الأصول لا يدري الكلام ولا يتأول فنسأل الله التوفيق" السير 17/10.
وهذه "الرسالة" جمع فيها الإمام رحمه الله بين الأصول والفروع وهذا الصنيع نادر في فعل المؤلفين وهو حسن، يجعل المشتغل في فقه العبادات والمعاملات على علم بأمر العقيدة والتوحيد.
وقد كانت أولَ مؤلفاته رحمه الله حتى قالوا: "هي باكورة السعد، وزبدة المذهب"، وقد كتبها استجابة لرغبة بلديه، مؤدب الصبية، ومعلمهم القرآن الكريم: أبي محفوظ محرز بن خلف البكري التونسي المالكي المتوفى 413هـ.
وقيل: بل إن الذي طلب منه تأليفها هو السبائي: إبراهيم بن محمد، والله أعلم.
وكيفما كان الحال فإن مقدمة رسالته على وجازتها وقلة ألفاظها فهي تبين بوضوح المعتقد السليم المطابق للفطرة المبني على نصوص الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم في بيان حقيقة الإيمان وأركانه الستة وتقرير توحيد الله سبحانه في أسمائه وصفاته، كالاستواء وإثباتها على حقيقتها وتفويض كيفيتها إثباتا من غير تفويض للحقيقة، ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل فرحم الله هذا الحبر رحمة واسعة آمين.
قال الشيخ عبد الله كنون رحمه الله عن هذه المقدمة: "وهي عقيدة سلفية خالية من التأويل الذي يجنح إليه الأشاعرة" النبوغ المغربي 1/276.
ولأجل ذلك اختارها السلطان محمد بن عبد الله بن إسماعيل الحسيني العلوي رحمه الله المتوفى سنة 1204هـ كمقدمة لكتابه "طبق الأرطاب فيما اقتطفناه من مساند الأئمة وكتب مشاهير المالكية والحطاب" من منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية سنة 1420هـ/1999م.
حيث قال المحقق الدكتور عبد الله بن إدريس بن أبي بكر ميغا ص:156-157: "لما كان الإيمان الصادق الخالي من أي التواء لا يحتاج إلى مقدمات كلامية، أو محاورات فلسفية اختار(1) (أي السلطان) عقيدة الشيخ ابن أبي زيد القيرواني التي ابتدأ بها رسالته لأنها عقيدة سنية سلفية، وليجنب بها القارئ مشاكل المتكلمين ومزالق بعض الفلاسفة".
وقال الدكتور إبراهيم التهامي في كتابه جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة: "وكانت طريقته (أي: ابن أبي زيد) في العقائد هي طريقة السلف..، وبسبب عقيدته السلفية رُمي بالتشبيه كما يقول الإمام المقرّي في أزهار الرياض.." ص:135، وانظر الصفحات بعدها لبيان براءة الإمام مما رمي به، وانظر انتصار الحافظ ابن عبد البر له في الفواكه الدواني 1/46، وكذا مجموع الفتاوي لشيخ الإسلام 5/182 حيث قال: "ولم يرد على ابن أبي زيد في قوله: (إن الله مستو على عرشه بذاته) إلا من كان من أتباع الجهمية النفاة، فزعم أن ما قاله ابن أبي زيد وأمثاله مخالف للعقل"، وقال: "إنهم لم يردوا عليه قوله لكونه مخالفا للكتاب والسنة ولكن لكونه مخالفا للعقل"!
وقد نظم هذه المقدمة الشيخ أحمد بن مشرف الأحسائي المالكي المتوفى سنة 1298هـ رحمه الله ومما قال فيها:
واترك ما أحدثه المحدثون فكم ضلالة تبعث والدين قد هجرا؟
إن الهدى ما هدى الهادي إليه وما به الكتاب كتاب الله قد أمرا
فلا مراء وما في الدين من جدل وهل يجادل إلا كل من كفرا
فهاك في مذهب الأسلاف قافية نظما بديعا وجيز اللفظ مختصرا
يحوي مهمات باب في العقيدة من رسالة ابن أبي زيد الذي اشتهرا
ولهذه المقدمة شروحات كثيرة إلا أن جلَّ الشروح المطبوعة كشرح زروق، والعدوي، وابن ناجي، وابن غنيم، وغيرهم رحمة الله عليهم خالفت ما كان عليه الإمام ابن أبي زيد رحمه الله من السير على طريقة السلف الصالح من نبذ الكلام والتأويل مع أن طريقة السلف هي الأعلم والأسلم والأحكم.
هذا باستثناء شرح الإمام القاضي أبي محمد عبد الوهاب البغدادي المتوفى سنة 432هـ فهو في الجملة على طريقة السلف إلا ما كان من نزوع خفيف لمذهب الخلف في نحو مسألة الكسب، واستخدام طريقة المتكلمين واصطلاحاتهم أحيانا.
وهذا الأخير قيل هو أول شرح للمقدمة وقد بيعت أول نسخة منه بمائة مثقال ذهبا.
وقيل أول شروحها لتلميذه: أبي بكر محمد بن موهب المقبري المتوفى سنة 406هـ رحمه الله، وهو شرح أثري قرر فيه صاحبه عقيدة السلف كما في الصواعق المرسلة لابن القيم 2/258، إلا أن هذا الشرح قد فقد والعلم عند الله.
وقد نقل عن هذين الشرحين الإمام ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية.
ومن الشروحات المعاصرة السنية اللطيفة لهذه المقدمة شرح "قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني" للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله.
وللتنبيه فإن هذه المقدمة قد نشرت مفردة باسم "العقيدة الإسلامية التي ينشأ عليها الصغار" باعتناء: عبد الفتاح أبو غدة.
إلا أن هذا المعتني رحمه الله وغفر له "قد تناولها بقلم غير قلم ابن أبي زيد، وبعقيدة تخالف عقيدته، فوظف التحريف بما سولت له نفسه في نص هذه العقيدة ومعناها (2) ففتح فيها ثلم، وغشاها من عقيدة التفويض والتحريف ما غشَّى، تفريطا في الحق وهو بين يديه، وتعديا على الخلق وهو بين أيديهم، فصار واجبا على من علم: كشف تلك الدسائس، ودفع هذا التعدي البائس، نصرة لعقيدة أهل السنة وأهلها وحماية لعقائدهم من دخولات المخالفين لها وليحذر المسلمون من تسليم أولادهم لمن يتمسح بمعتقدهم وحقيقته استدراجهم إلى فاسد مشربه، وفتح باب الأهواء والمشاقة في صفوفهم، نعوذ بالله من الهوى وأهله".
وبيان ذلك والكشف عنه انظره في "عقيدة السلف: مقدمة ابن أبي زيد القيرواني لكتابه الرسالة" للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله.
والله الهادي إلى سواء السبيل
.............................................................
1- كما جعلها رحمه الله مقدمة كتابه "الفتوحات الإلهية الكبرى في أحاديث خير البرية" للغرض نفسه كما صرح هو نفسه بذلك ص:3 حيث قال: "هذا الذي حملني على الاقتصار عليها وعدم الالتفات إلى غيرها".
2- وإن كان قد تورع في مقدمة الطبع فذكر أنه سيزيد ألفاظا!!
اعداد : أبو أويس الإدريسي




توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..



التعديل الأخير تم بواسطة رقية مبارك بوداني ; 25-03-10 الساعة 01:51 AM
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-03-10, 01:29 AM
رقية مبارك بوداني
هذه الرسالة حذفت بواسطة رقية مبارك بوداني. سبب آخر: مكررة
قديم 03-04-10, 03:38 PM   #4
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي التأصيل لدور الأخلاق الحسنة في الدعوة إلى الله تعالى


بسم الله الرحمن الرحيم

التأصيل لدور الأخلاق الحسنة في الدعوة إلى الله تعالى

إن إتمام مكارم الأخلاق وإشاعتها من مقاصد الدعوة إلى الله تعالى، فقد بين النبي عليه الصلاة والسلام أن ذلك من أهداف وغايات دعوته فقال: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" صحيح الجامع.
وهذا لأن لحسن الخلق أثرا بالغا في بناء المجتمعات وصفاء قلوب أهلها، ووجه ذلك أن أي مجتمع لا يستطيع أفراده أن يعيشوا سعداء ما لم تربط بينهم روابط متينة من الأخلاق الكريمة، فمتى فقدت تفكك أفراد المجتمع وتصارعوا، وأكل القوي منهم الضعيف، وفشا الظلم بينهم بشتى صوره وأشكاله، وحل بهم الانهيار والدمار.
وصدق شوقي إذ يقول:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأثما وعويلا
كما أن الخلق الحسن من أسباب تعمير الديار وزيادة الأعمار فعن عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار، يعمرن الديار، ويزدن في الأعمار" صحيح الجامع.
وعليه اعتبر الخلق السيء من أدوإ الداء ففي أدب الدنيا والدين للماوردي قال الأحنف بن قيس رحمه الله: "ألا أخبركم بأدوإ الداء؟ قالوا: بلى، قال: الخلق الدني واللسان البذي".
ومما يجلي ذلك ويبينه أن نعلم أن خلق الإسلام الحياء كما في الحديث عن أنس وابن عباس رضي الله عنهم قالا: قال رسول الله صلى الله عليه: "إن لكل دين خلقا، وإن خلق الإسلام الحياء" صحيح الجامع.
فجعل النبي صلى الله عليه و سلم أساس الأخلاق ومردها إلى خلق الحياء.
قال المناوي رحمه الله: "(وإن خلق الإسلام الحياء) أي: طبع هذا الدين وسجيته التي بها قوامه، أو مروءة هذا الدين التي بها جماله، الحياء فالحياء أصله من الحياة فإذا حيي القلب بالله تعالى ازداد منه حياة.. وذلك من قوة الإسلام لأن الإسلام تسليم النفس والدين وخضوعها وانقيادها، فلذلك صار الحياء خلقا للإسلام.. يعني الغالب على أهل كل دين سجية سوى الحياء، والغالب على أهل ديننا الحياء لأنه متمم لمكارم الأخلاق، وإنما بعث المصطفى لإتمامها ولما كان الإسلام أشرف الأديان أعطاه الله أسنى الأخلاق وأشرفها وهو الحياء" فيض القدير 2/508.
وإذا فقد الناس هذا الخلق العظيم فشت فيهم الفضائح، وعمت القبائح، فتنهار الحضارات، ويحصل الدمار في المجتمعات.
ففي الحديث عن عبد الله بن مسعود قال عليه الصلاة والسلام: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت" رواه البخاري.
فإن "من لا يستحي لا يبالي من العار والمعاصي ما يأتي" التمهيد 9/236.
فالحياء خلق سني إذا تحلى المرء به انبعث إلى الفضائل، وأقصر عن الرذائل.
قال ابن حبان رحمه الله: "فالواجب على العاقل لزوم الحياء لأنه أصل العقل وبذر الخير، وتركه أصل الجهل وبذر الشر" روضة العقلاء 56.
وعليه فمما يجب أن يحرص عليه الداعية إلى الله عز وجل والذي حمل هم الإصلاح تحليه بالأخلاق الحسنة الجميلة، وتخليه عن الأخلاق السافلة القبيحة وذلك لأمرين اثنين:
أولهما: لما في ذلك من الأثر البالغ على المدعوين والمجتمع الذي يعيش فيه، فقد طبع الناس على حب حسن الخلق ولو كان من الكافرين، وعلى كراهية سوء الخلق والنفور من صاحبه كائنا من كان.
فلا يجد الإنسان مدخلا لقلوب الناس ولا سبيلا للاجتماع بهم والتآلف معهم إلا بالخلق الحسن.
فإذا تحلى به الداعية أضفى شعورا من الارتياح في نفوس المدعوين، وقبولا كبيرا لدعوته وبناء قويا لمجتمعه، فكم قبلت عند الناس من دعوة باطلة لتلبيس صاحبها بنعومة ألفاظه ورفقا في أفعاله، وكم ردت من دعوة صحيحة لجفاء صاحبها وسوء خلقه! فنشأ عن ذلك فساد الأفراد والمجتمعات فإن هذه الأخيرة لا تصلح بمجرد العقيدة –مع أنها أول ما يجب الدعوة إليه وهي أهم ما يحقق الصلاح والإصلاح إذا أقيمت علما وعملا ودعوة على حقيقتها دون مجرد صورتها فتنبه-، فالقصد الحديث عن عقيدة مجردة عن الخلق الحسن، فلا بد أن يواكب العقيدة خلق كريم يربط الناس ويشد ما بينهم.
ولذلك نجد شيخ الإسلام رحمه الله في عقيدته الواسطية التي ضمها أمات قضايا العقيدة عند أهل السنة والجماعة يقول: "ويدعون -أي: أهل السنة- إلى مكارم الأخلاق، ويعتقدون قول النبي صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا".
فإذا كانت العقيدة لبنات المجتمع فإن الخلق ملاطها.
وبعبارة أخرى فإن التوحيد والعبادة والدعوة المجردة عن الخلق لا تؤلف جماعة ولا تقيم مجتمعا سعيدا، فإذا كان الناس سينفضون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان فظا غليظا –وحاشاه من ذلك- فمن باب أولى أن ينفضوا عمن هو دونه، ولهذا جاء النص الشرعي محذرا المسلمين عامة والدعاة خاصة من مغبة سوء الخلق، لما يجر من فساد على الدعوة بخاصة والمجتمع بعامة.
قال تعالى محذرا الدعاة وفي مقدمتهم سيدهم عليه الصلاة والسلام من عاقبة سوء الخلق: "وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ" فإذا كان هذا الخطاب لرسول اله صلى الله عليه وسلم الذي هو سيد الموحدين، وسيد المتقين، والذي بلغ في تحقيق الأخلاق الحسنة القدح المعلى كما قال الله تعالى في حقه: "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" فكيف بغيره؟! فهل من معتبر.
أما الأمر الثاني وهو: أن تحلي الداعية إلى الله تعالى بالخلق الحسن سبب عظيم لتأييد الله له ونصره، وهذا عامل قوي وأساس في باب الدعوة إلى الله وإصلاح المجتمعات كما لا يخفى على أرباب هذا الشأن، ومن الأدلة على ذلك حديث وصف خديجة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أخبرها بنزول الوحي حيث قال: "لقد خشيت على نفسي، فقالت: كلا أبشر، فو الله لا يخزيك الله أبدا -ثم ذكرت سبب ذلك بقولها-: والله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" متفق عليه.
قال النووي رحمه الله: "قال العلماء: معنى كلام خديجة رضي الله عنها أنك لا يصيبك مكروه لما جعل الله فيك من مكارم الأخلاق وكرم الشمائل، وذكرت ضروبا من ذلك، وفي هذا دلالة على أن مكارم الأخلاق وخصال الخير سبب السلامة من مصارع السوء" شرح مسلم 2/202.
ومما يبين كذلك علاقة الدعوة إلى الله بالأخلاق الحسنة: أن الدعوة إلى أصول الحسنات تستلزم سائرها وهذه قاعدة مهمة يسترشد بها الداعية إلى ترتيب الأولويات في دعوته حتى لا يستنفذ جهده في الدعوة إلى كل جزئية من الدين على حساب غيرها (1).
ومعنى ذلك: أن دعوة الناس إلى الأحكام الكلية وأصول الخيرات والحسنات يدفعهم إلى امتثال سائرها إن كان أمرا، والكف عن سائرها إن كانت نهيا، ومن أصول الحسنات أصول الأخلاق كالصدق والعدل...
قال شيخ الإسلام رحمه الله: "..جاء في الأثر (إن ثواب الحسنة الحسنة بعدها، وإن من عقوبة السيئة السيئة بعدها) لاسيما أصول الحسنات التي تستلزم سائرها مثل الصدق فإنه أصل الخير" الفتاوي 15/246.
فتبين لنا من خلال ما قدمنا ما لمكارم الأخلاق من مكانة عظيمة ومنزلة عالية في الدين خاصة في باب الدعوة إلى الله عز وجل.
..........................
1- ولا يعني هذا عدم الدعوة إلى الأحكام الجزئية بل لا بد من الدعوة إليها وحث الناس على فعلها، وإنما المراد توجيه الجهد الأكبر للدعوة إلى الكليات التي تزكوا بها النفوس وتعلوا المجتمع بسببها الصبغة الإسلامية.
أبو أويس الإدريسي

http://www.manzila.org/forum/index.php?showtopic=3399
رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملخص حلية طالب العلم للأستاذة عطاء الخير أسماء حموا الطاهر علي أرشيف الفصول السابقة 10 25-12-13 01:00 AM


الساعة الآن 11:10 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .