![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|طالبة في المستوى الثاني 1|
|
![]()
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال لها : هلمي إلي ّ ,, لا يرانا إلا الكواكب . نظرت ْ إلى الكواكب ثم قالت : فأين مُكَوكِبُها ؟؟؟ جواب من كلمتين يحمل في طياته معنى الوجود وحقيقته , والهدف منه والغاية . أين مكوكبها ؟؟؟ الله الموجود , هل خلقنا عبثا ؟؟ إن من يستشعر وجود الله ومعيته ومراقبته لن يضيع أبدا . لن يعصي . ولن يزل . شعور المؤمن أن الله يسكن في قلبه وروحه يعطيه دفقا ً من الأنوار لا تنتهي .. تنير بصيرته ودنياه وآخرته . إن قلبا ً أنت َ ساكنه :::::::: غيرُ محتاج ٍ إلى السُرُجِ أين مكوكبها ؟؟؟ هذا ما يسمى : المراقبة . مراقبة الله في السر والعلن . في السفر والحضر . عند الرضا وعند الغضب . هذه المراقبة التي ترتفع بالإنسان لتصل به درجة الإحسان : ( ان تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . ) أنظروا إلى الناس كيف يتصورون أمام الكاميرات : يخرجون أفضل ما عندهم لانهم يتصورون وسيرى الناس ما يخرج منهم . في برنامج الكاميرا الخفية نرى السباب والشتم والضرب ,, فإذا قالوا له : الكاميرا الخفية معاك . فورا ً يصلح هندامه وشعره ويبتسم ابتسامة عريضة . ويقول أنا آسف !! أما المؤمن فهو يعرف أنه مراقب في كل خلجة ونَفَس ولحظ . ما يلفظُ من قول ٍ إلا ّلديه رقيب ٌ عتيد ( سورة ق ) نفسي ! لا كنت ِ ولا كان الهوى ::::: راقبي المولى , وخافي وارهبي إن المؤمن عندما يراقب الله يشعر بمعيته له . في كل نظرة وهمسة وخلجة صدر وخفقة قلب . قال أصحاب موسى : إنا لمدركون .. إلا أن موسى الذي يرى الله معه في كل حال قال : كلا ! إن معي ربي سيهدين . مراقبة الله كانت تعيش في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم .. في الهجرة : بكى أبو بكر رضي الله عنه خوفا ً على رسول الله . فيطمئنه الحبيب المصطفى : لا تحزن إن الله معنا . من ْ يمنع الصائم من الأكل والشرب خاليا ً في رمضان ؟؟ إلا معرفته بأن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء . من يعصمني من معصية هممت ُ بارتكابها إلا علمي أن خالقي يراني , كما يرى النملة الخرساء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء . ربي الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور . :::::::: منع المنصور أبا حنيفة من الإفتاء . وفي إحدى الليالي جُرح اصبع ابنته فجاءته تسأله عن الدم والوضوء . فقال لها : إسألي حمادا ً فلقد منعني أميري من الإفتاء , وما كنت لأعصي أميري بالغيب . لو أنه أفتى لابنته هل سيعلم الأمير بذلك ؟ وحتى لو علم . إنها فتوى لابنته في داخل بيته . ولكنها المراقبة . ::::::::: كلنا يعرف قصة الفتاة بائعة اللبن . تلك الفتاة التي سمعها عمر رضي الله عنه ترفض خلط اللبن بالماء قائلة ً لأمها : أما علمت ِ أن عمر بن الخطاب أمير المؤمنين منع ذلك ؟؟ قالت الأم : وأين عمر بن الخطاب الآن ؟ إنه لا يرانا . قالت البنت : إذا كان عمر لا يرانا فإن رب عمر يرانا . بهذه المراقبة وهذا الورع سَمَت الفتاة لتكون زوجة لعاصم ابن أمير المؤمنين عمر . أنجبت له فتاة تزوجت عبد العزيز بن مروان فكان منه عمر بن عبد العزيز . أزهد أهل الأرض بعد جده الخطاب . ذرية طيبة بعضها من بعض . وشجرة طيبة تنبت أحلى الثمر بأطيب ريح . من عمر الفاروق الذي يخاف الله ويخشى أن يحاسبه على شاة عثرت في الطريق .. خرج عمر بن عبد العزيز . سائرا ً على خطى جده في الخوف والمراقبة لقد دفعته تقواه ومراقبته لله لأن يتجرد من كل ما يتعلق بالدنيا . حتى أن زوجته فاطمة بنت عبد الملك كانت تقاسي البرد والجوع فتقول : يا ليت كان بيننا وبين الخلافة بعد المشرقين . فوالله ما رأينا سرورا ً مذ دخلت علينا . مَنْ الذي منع يوسف عليه السلام أن يجاري امرأة العزيز في رغبتها وقد غلقت الأبواب ؟ إلا مراقبته لله عز وجل التي حمتْه من حَمَأَة المعصية , وأنقذته من جحيم الهاوية فهتف بقلب مليئ بالمراقبة : معاذ الله . :::::::::::::::: كان احد المربين يحب طالبا ً على ما يبدو أكثر من أقرانه . فلما عاتبوه في ذلك لم يبرر ولم يقل شيئا ً . في نهاية الدوام أعطى كل طالب طيرا ً وقال لهم : اذبحوا طيوركم في مكان لا يراكم فيه أحد . في اليوم التالي عاد الطلاب وقد ذبح كلٌ طيره , إلا ذلك الطالب . اعتذر لشيخه وقال : يا شيخي عجزت أن أجد مكانا ً لا يراني فيه الله . ::::::::::::::: فأين الله ؟؟ قال نافع خرجت مع ابن عمر رضي الله عنهما في بعض نواحي المدينة فوضعوا سُفرة فمر بهم راع ٍ فقال له عبد الله : هلم يا راعي . فقال : إني صائم قال : في مثل هذا اليوم الشديد حره في هذه الشعاب ؟ قال : أبادر أيامي قال : هل لك أن تبيعنا شاة ونعطيك من لحمها ما تفطر عليه ؟ قال : إنها لمولاي قال : فما عسى أن تقول لمولاك أكلها الذئب ؟ فمضى الراعي وهو رافع إصبعه إلى السماء يقول : أين الله ... فأين الله فلم يزل ابن عمر يقول : قال الراعي : فأين الله ، فبعث إلى سيده فاشترى منه الراعي والغنم فأعتق الراعي ووهب له الغنم . :::::::::::::::: إن المراقبة أنواع : ـــ مراقبة في الطاعة : وهي أن يكون مخلصا ً فيها . ـــ مراقبة في المعصية : تكون بالتوبة والندم والإقلاع . ـــ مراقبة في المباح : تكون بالأدب والشكر على النعم . ولو تساءلنا عن آثار المراقبة : لوجدنا أن من أهم آثارها المحاسبة . فمن راقب ذاته حاسبها . ومن حاسب نفسه في الدنيا خف حسابه في الآخرة . وينتج عن المحاسبة : المعاقبة . لتتأدب النفس العاصية وتلزم جادة الصواب فلا تميل مرة أخرى . روي عن عمر رضي الله عنه : انه خرج إلى حائط له , ثم رجع وقد صلى الناسُ العصر .فقال : إنما خرجت ُ إلى حائطي , .رجعت وقد صلى الناس العصر فجعلت ُ حائطي صدقة ً على المساكين . هذه هي المراقبة التي ننشدها لأنفسنا ومجتمعنا . مراقبة ...... فمحاسبة ...... فمعاقبة ...... وهذا هو الطريق المستقيم إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين . جعلنا الله وإياكم من أهلها .[/color] |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
There are no names to display. |
|
|