العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة التزكية والرقائق

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-12-10, 08:37 AM   #4
غادة شعبان
|طالبة في المستوى الثاني 1|
افتراضي بمناسبة الحديث عن المراقبة نقلت لكم من منتدي أخر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال لها : هلمي إلي ّ ,, لا يرانا إلا الكواكب . نظرت ْ إلى الكواكب ثم قالت :



فأين مُكَوكِبُها ؟؟؟


جواب من كلمتين يحمل في طياته معنى الوجود وحقيقته , والهدف منه والغاية .


أين مكوكبها ؟؟؟


الله الموجود , هل خلقنا عبثا ؟؟


إن من يستشعر وجود الله ومعيته ومراقبته لن يضيع أبدا . لن يعصي . ولن يزل .


شعور المؤمن أن الله يسكن في قلبه وروحه يعطيه دفقا ً من الأنوار لا تنتهي ..


تنير بصيرته ودنياه وآخرته .


إن قلبا ً أنت َ ساكنه :::::::: غيرُ محتاج ٍ إلى السُرُجِ




أين مكوكبها ؟؟؟


هذا ما يسمى : المراقبة .


مراقبة الله في السر والعلن . في السفر والحضر . عند الرضا وعند الغضب .


هذه المراقبة التي ترتفع بالإنسان لتصل به درجة الإحسان : ( ان تعبد الله كأنك


تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . )


أنظروا إلى الناس كيف يتصورون أمام الكاميرات : يخرجون أفضل ما عندهم لانهم


يتصورون وسيرى الناس ما يخرج منهم .


في برنامج الكاميرا الخفية نرى السباب والشتم والضرب ,, فإذا قالوا له : الكاميرا


الخفية معاك . فورا ً يصلح هندامه وشعره ويبتسم ابتسامة عريضة . ويقول أنا


آسف !!


أما المؤمن فهو يعرف أنه مراقب في كل خلجة ونَفَس ولحظ .


ما يلفظُ من قول ٍ إلا ّلديه رقيب ٌ عتيد ( سورة ق )



نفسي ! لا كنت ِ ولا كان الهوى ::::: راقبي المولى , وخافي وارهبي


إن المؤمن عندما يراقب الله يشعر بمعيته له . في كل نظرة وهمسة وخلجة صدر


وخفقة قلب .


قال أصحاب موسى : إنا لمدركون .. إلا أن موسى الذي يرى الله معه في كل


حال قال : كلا ! إن معي ربي سيهدين .


مراقبة الله كانت تعيش في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ..


في الهجرة : بكى أبو بكر رضي الله عنه خوفا ً على رسول الله . فيطمئنه الحبيب المصطفى :


لا تحزن إن الله معنا .


من ْ يمنع الصائم من الأكل والشرب خاليا ً في رمضان ؟؟


إلا معرفته بأن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء .


من يعصمني من معصية هممت ُ بارتكابها إلا علمي أن خالقي يراني , كما يرى


النملة الخرساء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء .


ربي الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .



::::::::


منع المنصور أبا حنيفة من الإفتاء .

وفي إحدى الليالي جُرح اصبع ابنته فجاءته تسأله عن الدم والوضوء . فقال لها :
إسألي حمادا ً فلقد منعني أميري من الإفتاء , وما كنت لأعصي أميري بالغيب .
لو أنه أفتى لابنته هل سيعلم الأمير بذلك ؟ وحتى لو علم . إنها فتوى لابنته في
داخل بيته .
ولكنها المراقبة .





:::::::::



كلنا يعرف قصة الفتاة بائعة اللبن .
تلك الفتاة التي سمعها عمر رضي الله عنه ترفض خلط اللبن بالماء قائلة ً لأمها : أما
علمت ِ أن عمر بن الخطاب أمير المؤمنين منع ذلك ؟؟ قالت الأم : وأين عمر بن
الخطاب الآن ؟ إنه لا يرانا . قالت البنت : إذا كان عمر لا يرانا فإن رب عمر يرانا .
بهذه المراقبة وهذا الورع سَمَت الفتاة لتكون زوجة لعاصم ابن أمير المؤمنين عمر .
أنجبت له فتاة تزوجت عبد العزيز بن مروان فكان منه عمر بن عبد العزيز . أزهد أهل
الأرض بعد جده الخطاب .
ذرية طيبة بعضها من بعض . وشجرة طيبة تنبت أحلى الثمر بأطيب ريح .




من عمر الفاروق الذي يخاف الله ويخشى أن يحاسبه على شاة عثرت في
الطريق .. خرج عمر بن عبد العزيز . سائرا ً على خطى جده في الخوف والمراقبة
لقد دفعته تقواه ومراقبته لله لأن يتجرد من كل ما يتعلق بالدنيا . حتى أن زوجته
فاطمة بنت عبد الملك كانت تقاسي البرد والجوع فتقول : يا ليت كان بيننا وبين
الخلافة بعد المشرقين . فوالله ما رأينا سرورا ً مذ دخلت علينا .




مَنْ الذي منع يوسف عليه السلام أن يجاري امرأة العزيز في رغبتها وقد غلقت


الأبواب ؟ إلا مراقبته لله عز وجل التي حمتْه من حَمَأَة المعصية , وأنقذته من جحيم


الهاوية فهتف بقلب مليئ بالمراقبة : معاذ الله .



::::::::::::::::



كان احد المربين يحب طالبا ً على ما يبدو أكثر من أقرانه . فلما عاتبوه في ذلك لم
يبرر ولم يقل شيئا ً .
في نهاية الدوام أعطى كل طالب طيرا ً وقال لهم : اذبحوا طيوركم في مكان لا
يراكم فيه أحد .
في اليوم التالي عاد الطلاب وقد ذبح كلٌ طيره , إلا ذلك الطالب . اعتذر لشيخه
وقال : يا شيخي عجزت أن أجد مكانا ً لا يراني فيه الله .




:::::::::::::::



فأين الله ؟؟


قال نافع خرجت مع ابن عمر
رضي الله عنهما في بعض نواحي المدينة فوضعوا
سُفرة فمر بهم راع ٍ فقال له عبد الله : هلم يا راعي .
فقال : إني صائم
قال : في مثل هذا اليوم الشديد حره في هذه الشعاب ؟
قال : أبادر أيامي
قال : هل لك أن تبيعنا شاة ونعطيك من لحمها ما تفطر عليه ؟
قال : إنها لمولاي
قال : فما عسى أن تقول لمولاك أكلها الذئب ؟
فمضى الراعي وهو رافع إصبعه إلى السماء يقول : أين الله ... فأين الله
فلم يزل ابن عمر يقول : قال الراعي : فأين الله ، فبعث إلى سيده فاشترى منه
الراعي والغنم فأعتق الراعي ووهب له الغنم .




::::::::::::::::



إن المراقبة أنواع :


ـــ مراقبة في الطاعة : وهي أن يكون مخلصا ً فيها .


ـــ مراقبة في المعصية : تكون بالتوبة والندم والإقلاع .


ـــ مراقبة في المباح : تكون بالأدب والشكر على النعم .



ولو تساءلنا عن آثار المراقبة :


لوجدنا أن من أهم آثارها المحاسبة . فمن راقب ذاته حاسبها . ومن حاسب نفسه


في الدنيا خف حسابه في الآخرة .


وينتج عن المحاسبة : المعاقبة . لتتأدب النفس العاصية وتلزم جادة الصواب فلا


تميل مرة أخرى .




روي عن عمر رضي الله عنه : انه خرج إلى حائط له , ثم رجع وقد صلى الناسُ



العصر .فقال : إنما خرجت ُ إلى حائطي , .رجعت وقد صلى الناس العصر فجعلت ُ



حائطي صدقة ً على المساكين .




هذه هي المراقبة التي ننشدها لأنفسنا ومجتمعنا .



مراقبة ......


فمحاسبة ......


فمعاقبة ......


وهذا هو الطريق المستقيم إلى جنة عرضها السموات والأرض


أعدت للمتقين .



جعلنا الله وإياكم من أهلها .[/color]
غادة شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:06 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .