العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الاستشارات > أرشيف الاستشارات

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-02-11, 09:13 PM   #6
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


عرفت فالزم

صادفت إحدى الأخوات فبشرتني أنها ما تزال على حماسها السابق في العبادة كما كانت في شهر رمضان المبارك ، فهي محافظة على القيام ، وتصوم ستاً من شوال ، وتذكر الله آناء الليل وأطراف النهار ، وتسعى في تدبير أمورها الحياتية على أحسن حال ، وأردفت قائلة : أوليس ربّ رمضان هو ربّ سائر الشهور قلت : بلى ، قالت : فلم الابتعاد بعد القرب ؟ ثم من المستفيد من هذا ؟ أوليس الله هو الغني ونحن الفقراء ، و بذكره تنجلي القلوب ، وتستنير العقول ، وتستثمر الأوقات بالخيرات ، قلت : صديقتي أنت عرفت الحقيقة فالزميها .

ونادى أحد أصحاب العقول المتفتحة قائلاً : لم لا نستفيد من معطيات الحضارة ؟ لم لا نسخّرها للدعوة ؟ فالدعوة يجب أن تتطور حسب المعطيات ، وتستحق الدعوة منّا كل اهتمام ، واستخدام أكثر الوسائل انتشارا وأكثرها جاذبية قلت في نفسي : أنت محق فيما قلت ، وأنت قد عرفت فالزم .

وتوعك أحد أقربائي توعكاً شديدا ً ثمّ عافاه الله ، فقال لي حين تماثل للشفاء : كم يغترّ ابن آدم بقوته ، وينسى العزيز القوي ! ما أضعف الإنسان ! وما أغلى الصحة في الأبدان ! لقد أصبحت أنظر إلى الحياة وإلى الناس بعينين مختلفتين وبمنظار الشكر والتواضع لولي هذه النعمة ، والتواضع لخلق الله والإحسان لهم ، عسى أن يرحمنا الرحمن الرحيم قلت له : عرفت فالزم .

ووقفت جارتنا في أواخر شهر رمضان وبعيد صلاة التراويح تقول : لم لا نجتمع على طاعة الله إلا في شهر رمضان ، لم لا تصل الأيادي البيضاء إلى المنكوبين والمحرومين إلا في شهر رمضان ؟ لم لا تكون نفوسا دائماً بمثل هذا الصفاء والنقاء.... لا شك أن اجتماعنا بسبب الطاعة هو الذي جعلنا لعيوبنا أكثر تبصراً ، ولغيرنا أكثر إعذاراً ، ولأنفسنا أكثر لوماً ، إننا نريد أن نلتقي لقاءات مثمرة حتى لا تكون جلساتنا وبالاً علينا ، بل نريدها مجالس رحمة ، قلت لها : جارتي الغالية عرفت فالزمي .

ونشطت إحدى قريباتي في العمل التطوعيّ ، ورأت السعادة عندما تدخل السرور على المحروم ، وعندما تمسح دمعة المكلوم ، وعندما تحرك في نفوس الآخرين مشاعر البذل والعطاء ، فقالت : أحب أن أبقى في هذا المسار لأكون من الأخيار في ظلمة ليل أو ضحى نهار قلت لها : عرفت فالزمي .

وقال أحد أقربائي أصبح حسي وأنسي متعلقاً بكل أفراد عائلتي ، لقد علّمني رمضان كيف أجلس مع العائلة ، ونتناول الطعام معاً ، ثم نخرج إلى أماكن الطاعة ، وكيف كنّا نتنافس في تلاوة القرآن ودفع الصدقات ، وكيف كان بعضنا يشد من أزر بعض كلما وجد منه توانياً وتراخياً ، و كان بعضنا يتجاوز عن هفوات غيره ، وشعرت بمعنى الانسجام والعمل في فلك الطاعة مع كل الأقرباء ، فقررت أن يدوم هذا الشعور ليحل مكان الجفوة في العلاقة والفتور ، فجمعت الأهل وتشاورنا فكانوا على رأيي موافقين ، قلت له : عرفت فالزم .

وأنت عزيزي القارئ ما الذي عرفته ؟ وما الذي ألزمت نفسك به ؟ دوّن هذا وتبصر في أحوالك حتى تعرف نسيج إيمانك .

المصدر: شبكة مشكاة
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هديتي لكم : الأربعين النووية مع شروحها والإستماع لها :) تواقة الى الجنة روضة السنة وعلومها 4 18-03-07 05:05 AM


الساعة الآن 06:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .