قال الشيخ إحسان العتيبي حفظه الله رداً على سؤال الأخت لؤلؤة:
س: ما معنى البذاذة من الإيمان؟؟
ج:
اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله
" البذاذة من الإيمان" حديث صحيح .
عن أبي أمامة قال : ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما عنده الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا تسمعون ؟ ألا تسمعون ؟ إن البذاذة من الإيمان ، إن البذاذة من الإيمان " .
رواه أبو داود ( 4161 ) وابن ماجه ( 4108 ) وصححه السيوطي .
وصحَّحه - أيضاً - : الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 10 / 368 ) .
والبذاذة فسَّرها الحافظ بقوله :
والمراد بها هنا ترك الترفه والتنطع في اللباس والتواضع فيه مع القدرة لا بسبب جحد نعمة الله تعالى .
انتهى
وقال ابن عبد البر :
فالتزين والتنظف مباح بهذا الحديث وغيره ما لم يكن إسرافاً وتنعماً وتشبهاً بالجبارين ، يدلك على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم " البذاذة من الإيمان " .
وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم " أنه نهى عن الترجل إلا غِبّاً " من حديث البصريين ، ومعناه - والله أعلم - : على ما ذكرت .
" التمهيد " ( 5 / 51 ) .
وفي الإستذكار لابن عبد البر ( 1 / 329 ، 330 ) - أيضاً - :
وفي ترجيل عائشة لرأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حائض - دليل على طهارة الحائض وأنه ليس منها شيء نجس غير موضع الحيض ولذلك قال لها - عليه السلام ( ( إن حيضتك ليست في يدك ) ) حين سألها أن تناوله الخمرة فقالت إني حائض
وفيه ترجيل الشعر وفي ترجيله لشعره - عليه السلام - وسواكه وأخذه من شاربه ونحو ذلك ما يدل على أنه ليس من السنة ولا الشريعة ما خالف النظافة وحسن الهيئة في اللباس والزينة التي من شكل الرجال - للرجال ومن شكل النساء للنساء .
ويدل على أن قوله عليها السلام ( ( البذاذة من الإيمان ) ) أراد به اطراح الشهوة في الملبس والإسراف فيه الداعي إلى التبختر والبطر ليصح معاني الآثار ولا تتضاد .
انتهى
وكلام العلماء واضح في أنه ليس معنى الحديث أن يلبس المسلم الرث من الثياب أو الممزق ، بل له أن يجمِّل ثيابه ونعله ، لكن دون تبجح أو بحث عن النفيس من الثياب ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله جميل يحب الجمال " وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم من قال له " إن الرجل يحب أن يكون نعله حسنا وثوبه حسنا " ، والحديث رواه مسلم .