العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة سير الأعلام

الملاحظات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-07-11, 11:16 AM   #1
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي


صفية بنت حيي بن أخطب
رضي الله عنها

هي أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب بن سعنة
أبوها سيد بني النضير
من سبط لاوي بن نبي الله إسرائيل بن إسحاق
بن إبراهيم عليهم السلام
ثم من ولد هارون بن عمران ، أخي موسى عليه السلام
وأمها هي برة بنت سموءل من بني قريظة .
كانت مع أبيها وابن عمها بالمدينة
فلما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير
ساروا إلى خيبر
وقُتل أبوها مع من قُتل مِن بني قريظة.
تزوجها قبل إسلامها سلام بن مكشوح القرظي
– وقيل سلام بن مشكم –
فارس قومها ومن كبار شعرائهم
ثم تزوّجها كنانة بن أبي الحقيق ، وقتل كنانة يوم خيبر
وأُخذت هي مع الأسرى
فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه
وخيّرها بين الإسلام والبقاء على دينها قائلاً
لها : ( اختاري ، فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي
– أي : تزوّجتك -
وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك )
فقالت : " يا رسول الله
لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني
حيث صرت إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب
وما لي فيها والد ولا أخ ، وخيرتني الكفر والإسلام
فالله ورسوله أحب إليّ من العتق وأن أرجع إلى قومي "
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها وتزوّجها
وجعل عتقها صداقها
وكانت ماشطتها أم سليم التي مشطتها
وعطرتها ، وهيّأتها للقاء النبي صلى الله عليه وسلم
وأصل هذه القصة ما ورد في الصحيح
عن أنس قال : ( قدم النبي صلى الله عليه وسلم خيبر
فلما فتح الله عليه الحصن ذُكر له
جمال صفية بنت حيي بن أخطب
وقد قتل زوجها وكانت عروسا
فأعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها
حتى إذا كان بالطريق جهّزتها له أم سليم
فأهدتها له من الليل
فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم عروساً
فقال : من كان عنده شيء فليأتِ به
فجعل الرجل يجيء بالتمر ، وآخر يجيء بالسمن
وثالثٌ بالسويق ، فكانت تلك
وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية
ثم خرجنا إلى المدينة .
قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يُحوِّي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره
فيضع ركبته ، فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب )
رواه البخاري (1)
ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخدها لطمة
فقال: ( ما هذه ؟ )
فقالت : إني رأيت كأن القمر أقبل من يثرب
فسقط في حجري
فقصصت المنام على ابن عمي ابن أبي حقيق فلطمني
وقال : تتمنين أن يتزوجك ملك يثرب
فهذه من لطمته.
وكان هدف رسول الله صلى الله عليه وسلم
من زواجها إعزازها وإكرامها ورفع مكانتها
إلى جانب تعويضها خيراً ممن فقدت من أهلها وقومها
ويضاف إلى ذلك إيجاد رابطة المصاهرة بينه وبين
اليهود لعله يخفّف عداءهم
ويمهد لقبولهم دعوة الحق التي جاء بها .
وأدركت صفية رضي الله عنها ذلك الهدف العظيم
لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ووجدت الدلائل والقرائن عليه في بيت النبوة
فأحست بالفرق العظيم بين الجاهلية اليهودية
ونور الإسلام ، وذاقت حلاوة الإيمان
وتأثّرت بخلق سيد الأنام
حتى نافس حبّه حب أبيها وذويها والناس أجمعين
ولما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
تأثّرت رضي الله عنها لمرضه
وتمنت أن لو كانت هي مكانه
فقد أورد ابن حجر في الإصابة وابن سعد في الطبقات
عن زيد بن أسلم رضي الله عنه
قال: " اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم
في مرضه الذي توفى فيه، واجتمع إليه نساؤه
فقالت صفية بنت حيي : إني والله يا نبي الله
لوددتُ أنّ الذي بك بي
فتغامزت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
فقال صلى الله عليه وسلم : والله إنها لصادقة "(2)


كانت رضي الله عنها امرأة شريفة ، عاقلة
ذات حسب أصيل ، وجمال ورثته من أسلافها
وكان من شأن هذا الجمال أن يؤجّج مشاعر الغيرة
في نفوس نساء النبي صلى الله عليه وسلم
وقد عبّرت زينب بنت جحش عن ذلك
بقولها : " ما أرى هذه الجارية إلا ستغلبنا
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم "
وفي ضوء ذلك
يمكن أن نفهم التنافس الذي حصل بين صفية رضي الله عنها
وبين بقيّة أمهات المؤمنين ، ومحاولاتهن المتكرّرة للتفوّق عليها
ولم يَفُتْ ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم
فكان يسلّيها ويهدئ ما بها .


ومن مواقفها الدالة على حلمها وعقلها
ما ذكرته كُتب السير من أن جارية لها
أتت عمر بن الخطاب
فقالت : إن صفية تحب السبت ، وتصل اليهود
، فبعث عمر يسألها
فقالت : أما السبت فلم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة
وأما اليهود فإن لي فيهم رحماً فأنا أصلها
ثم قالت للجارية: ماحملكِ على ما صنعت ؟
قالت : الشيطان قالت : اذهبي فأنت حرة .
ولم تكن – رضي الله عنها -
تدّخر جهداً في النصح وهداية الناس
ووعظهم وتذكيرهم بالله عز وجل
ومن ذلك أن نفراً اجتمعوا في حجرتها
يذكرون الله تعالى ويتلون القرآن
حتى تُليت آية كريمة فيها موضع سجدة ، فسجدوا
فنادتهم من وراء حجاب
قائلة : " هذا السجود وتلاوة القرآن ، فأين البكاء ؟ "


ولقد عايشت رضي الله عنها عهد الخلفاء الراشدين
حتى أدركت زمن معاوية رضي الله عنه
ثم كان موعدها مع الرفيق الأعلى سنة خمسين للهجرة
لتختم حياة قضتها في رحاب العبادة
ورياض التألّه
دون أن تنسى معاني الأخوة والمحبة التي انعقدت
بينها وبين رفيقاتها على الدرب
موصيةً بألف دينار لعائشة بنت الصدّيق
وقد دفنت بالبقيع
فرضي الله عنها وعن سائر أمهات المؤمنين.
منقول من إسلام ويب
~~~
(1)الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2235
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
~~~
(2)الراوي: زيد بن أسلم المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الإصابة
الصفحة أو الرقم: 4/347
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن


ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-11, 11:17 AM   #2
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 61
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
افتراضي



ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها
هي أم المؤمنين ، ميمونة بنت الحارث بن حَزْن الهلالية

آخر امرأة تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم

أختها لبابة الكبرى زوجة العباس بن عبد المطلب

و لبابة الصغرى زوجة الوليد بن المغيرة

فهي إذاً خالة عبدالله بن عباس

وخالد بن الوليد رضي الله عنهم .

وأخوات ميمونة لأمها أسماء بنت عميس

امرأة جعفر بن أبي طالب

و سلمى بنت عميس الخثعمية زوجة حمزة بن عبد المطلب

و سلامة بنت عميس زوجة عبد الله بن كعب

بن منبّه الخثعمي

تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم

بعد فراغه من عمرة القضاء في ذي القعدة

من السنة السابعة للهجرة

وذلك عندما قدم عليه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

من أرض الحبشة فخطبها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم

فأجابته ، وقامت بتوكيل العباس بن عبد المطلب

في أمر زواجها ، فزوّجها للنبي - صلى الله عليه وسلم

وهنا تُثار قضية بين علماء التراجم والسير

وهي خلافهم في الحال التي تزوّج

فيها النبي - صلى الله عليه وسلم

بميمونة وهل كان زواجه بها حال إحلاله أم حال إحرامه

فابن عباس رضي الله عنه كان يرى أنه تزوّجها وهو محرم

بينما تروي لنا ميمونة نفسها أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم - تزوجها وهي حلال

كما روى ذلك الإمام مسلم

وقد رجّح العلماء روايتها

لعدّة اعتبارات ليس هذا موطن بسطها .

وبعد أن أنهى النبي - صلى الله عليه وسلم

عمرته أراد أن يعمل وليمة عرسه في مكّة

وإنما أراد تأليف قريشٍ بذلك ، فأبوا عليه

وبعثوا إليه حويطب بن عبد العزى بعد مضي أربعة أيام

يقول له : " إنه قد انقضى أجلك فاخرج عنا "

فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -

أبا رافع فنادى بالرحيل ، فخرج إلى "سرف"

وهو موضع قرب التنعيم يبعد عن مكة عشرة أميال

وبنى بها ، وكان عمرها عندئذٍ 26سنة

وعمره - صلى الله عليه وسلم - 59سنة

وقد أولم عليها بأكثر من شاة ، وأصدقها أربعمائة درهم

وقيل بخمسمائة درهم .

وكان اسمها في السابق بَرَّة

فغيّره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ميمونة

شأنها في ذلك شأن أم المؤمنين جويرية رضي الله عنها

والتي كان اسمها " برّة "

فغيّره عليه الصلاة والسلام إلى جويرية .

وكانت رضي الله عنها من سادات النساء

مثلاً عالياً للصلاح ورسوخ الإيمان

تشهد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على ذلك

بقولها : ".. أما أنها كانت

من أتقانا لله وأوصلنا للرحم "(1)

وقد روت عدداً من الأحاديث

عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم

كان منها صفة غسله عليه الصلاة والسلام .

وكان ابن عباس رضي الله عنهما

يبيت عندها أحياناً في بيت

رسول الله - صلى الله عليه وسلم

فيكسب علماً، وأدباً ، وخلقاً ، ويبثّه بين المسلمين

من ذلك قوله رضي الله عنهما

( بتُّ ليلةً عند ميمونة بنت الحارث خالتي

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم

عندها في ليلتها

فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم

يصلي من الليل ، فقمت عن يساره

فأخذ بشعري ، فجعلني عن يمينه

فكنت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني

فصلى إحدى عشرة ركعة

ثم احتبي حتى إني لأسمع نفَسه راقداً

فلما تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين )(2)

رواه البخاري ومسلم .

ثم قدّر الله أن تكون وفاتها في الموضع

الذي بنى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم

عند زواجه منها ، وذلك سنة 51 للهجرة

وكان عمرها إذ ذاك ثمانين سنة

وصلّى عليها ابن عباس رضي الله عنهما

ودخل قبرها هو ويزيد بن الأصم وعبد الله بن شداد بن الهادي

وهم بنو أخواتها - ، وعبيد الله الخولاني

وكان يتيماً في حجرها

فرضي الله عنهم أجمعين

هنا

تم بحمد الله~~~

(1)الراوي: يزيد بن الأصم المحدث: ابن حجر العسقلاني

المصدر: الإصابة - الصفحة أو الرقم: 4/412
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
~~~
(2)الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 763
خلاصة حكم المحدث: صحيح


ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-11, 01:27 PM   #3
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

الحمد لله
ما أطيبها من سير ، وما أعظمهن من نساء
بارك الله فيك أختي أم الشيماء ، مواضيعك دائما هادفة ومتميزة ، واصلي وصلك الله بطاعته



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[إعلان] صفحة مدارسة فقه الصلاة // قديم لبنى أحمد فقه الصلاة 57 01-01-14 01:34 PM
[بحث] فوائد من فقه الصيام لبنى أحمد فقه الصيام 12 11-12-13 02:23 AM


الساعة الآن 05:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .