العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة العقيدة

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-25, 11:32 PM   #3
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Mmm

فائدة مستخلصة مما سبق : الإيمان له ظاهر وباطن ، ظاهره : قول اللسان وعمل الجوارح .وباطنه : تصديق القلب وانقياده ومحبته . فلا ينفع ظاهرٌ لا باطن له وإن حُقِن به الدماء وعصم به المال والذرية .ولا يجزئ باطنٌ عن ظاهر إلا إذا تعذر بعجز أو إكراه وخوف هلاك . فتخلف العمل ظاهرًا مع عدم المانع ، دليل على فساد الباطن وضعف الإيمان ، ونقصه دليل نقصه ، وقوته دليل قوته .

الفوائد لابن القيم / حاشية كتاب إرشاد الأنام / ص : 19
.
2 ـ تقسيم الدين إلى قشر ولُبَاب :

ويترتب على هذا التقسيم : المناداة بنبذ ما أسموه قشرًا بدعوى الاهتمام باللُّبِ .

وهذا التقسيم أو هذه المقولة حادثة مبتدعة ، لم يعرفها سلف الأمة ومن تبعهم بإحسان .
قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً " .
سورة البقرة / آية : 208 .
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ :
" يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين به المصدقين برسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أن يأخذوا
بجميع عُرى الإسلام وشرائعه ، والعمل بجميع أوامره ، وترك جميع زواجره ما استطاعوا من ذلك " . ا . هـ .
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" دعوني ما تركتكم ، فإنما أهْلك من كان قبلكم سؤالُهم واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم " .
فتح الباري / ج : 13 / كتاب : الاعتصام / باب : الاقتداء بسنن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .مسلم ـ واللفظ للبخاري .
ولو فُرض جدلاً أن مظاهر الدين تسمى قشر ، فإن من يتخلى عن " القشرة الإسلامية " سيتغطى ـ ولابد ـ بقشرة دخيلة مغايرة لها .
فلابد لكل " لُب " من " قشر " يصونه ويحميه .
والسؤال الآن : لماذا يرفضون " قشرة " الإسلام ، ويرحبون بقشرة غيره ، فيأكلون بالشمال ، ويحلقون اللحى ، ويُلبِسونَ النساءَ أزياء مَن لا خلاق لهن ، ويلبسون القبعة ، ويُدَخِّنون " البايب " والسيجار ؟ .....
دعوا السنة تمضي .
· تأمل هذا الموقف من أمير المؤمنين عمر ـ رضي الله عنه ـ وهو في سياق مصيبة الموت الذي هو أعظم حادث مما يمر على الجبلة .
* عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال :
دخل شاب على " عمر " ـ يعني بعد ما طُعن ـ فجعل الشاب يُثني عليه ، قال : فرآه عمر يجر إزاره ، قال : فقال له : " يا ابن أخي ! ارفع إزارك فإنه أتقى لربك ، وأنقى لثوبك " ؛ قال : فكان عبد الله يقول " يا عجبًا لعمر ! إن رأى حق الله عليه ، فلم يمنعه ما هو فيه أن تكلم به " .
رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه " 8 / 201 ، 202 .
* عن يزيد بن عميرة قال : لما حضر " معاذ بن جبل " الموتُ ، قيل له :
يا أبا عبد الرحمن أوصنا . قال : أجلسوني .
فقال " إن العلم والإيمان مكانهما ، من ابتغاهما وجدهما .
ـ يقول ثلاث مرات ـ ..... " . أخرجه الإمام أحمد . وصححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمهُ الله ـ في الجامع الصحيح / مجلد رقم : 1 / ص : 236 .
· وهذا " عمرو بن العاص " وهو في سياقة الموت ، بكى طويلاً وحول وجهه إلى الجدار وقال " ..... فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار ، فإذا دفنتموني فشنوا عليّ التراب شنًا ..... " .
صحيح مسلم / ج : 1 / ص : 318 / حديث رقم : 317 .
ربنا جل وعلا قد أمر المؤمنين بالقيام بما شرعه من دينه ـ ولو كان من القضايا العملية التي يسمونها فروعًا ـ في أشد أوقات الكفاح ، وهو وقت الالتحام المسلح مع الأعداء في قوله تعالى "وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ " .سورة النساء / آية : 102 .
فقدِّر يا أخي حفظك الله أنك بحضرة رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وأنه أمرك بشيء مما يسميه القوم " قشورًا " ، أكنتَ تتجاسر أن تقدم بين يديه ، أو ترفع صوتك معترضًا عليه ؟
إنك حتمًا وبمقتضى إيمانك ورضاك بالله ربًا ، وبالإسلام دينًا ، وبمحمدٍ ـصلى الله عليه وسلم ـ رسولاً ستقول له " نعم ، سمعًا وطاعة ، يا من أفديه بأبي وأمي " . فكذلك فافعل مع سنته الشريفة بعد وفاته ، فهذا واجبك مع سنته إذ لم تدرك صحبته صلى الله عليـه وسـلم .
~ نرد على أصحاب بدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب ، والمناداة بنبذ ما أسموه قشرًا بدعوى الاهتمام باللب .
نقول لهم : لماذا إذن تحيون حياة رتيبة هنيئة تتمتعون فيها بالحاجيات بل الكماليات والتحسينيات ، تطعمون الفواكه ، وتتنعمون في الفُرُش ، وتتنزهون في المتنزهات ، وكل هذا لا ينكرعليكـ ، ولا تستنكرونه من غيركم ، هذا ! !
فلماذا إذًا تضعون العوائق في طريق السنة ؟
فالسكوت على المنكرات سواء في فروع أو أصول ، ظاهر أو باطن سبب من أسباب نزول العقوبات العامة وعموم الفتنة والعذاب .
من كتاب : تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب " محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم" .
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
~ صفحة المتشابهات والمتكرر ~ سها أحمد حلقة معاهدة القرآن الكريم 16 07-10-19 07:00 PM
صــحــح لـــغتك الــعربية.........أخـــــطاء شــــائــــعة ورده الياسيمن روضة اللغة العربية وعلومها 9 18-03-08 01:38 PM
لنتعلم احكام التجوبد مع المصحف المرمز@ بصوت الشيخ ابو بكر الشاطرى ادخل وخد نسختك @ فرشى التراب روضة القرآن وعلومه 4 18-07-07 08:37 AM
أثر العربية في صحة المعتقد.. المزدانة بدينها روضة اللغة العربية وعلومها 5 05-06-07 01:13 PM


الساعة الآن 02:56 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .