العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة العقيدة

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-04-25, 06:43 PM   #9
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
Mo

ثالثًا : توحيد الأسماء والصفات
وهو الإيمان بما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه ووصفه به رسوله ـصلى الله عليه وسلم ـ من الأسماء الحسنى والصفات العلى ، لفظًا ومعنىً .
واعتقاد أن هذه الأسماء والصفات على الحقيقة لا على المجاز ، وأن لها معانٍ حقيقية تليق بجلال الله وعظمته .
أي : نثبت لله ما أثبته لنفسه من أسماء وصفات ، ونؤمن بمعناها ، وأن لها كيف .لكنْ نفوض هذا الكيف لله لعجزنا وجهلنا بهذا الكيف .
لقوله تعالى " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" .
سورة الشورى / آية : 11.
فقد أثبت سبحانه لنفسه صفتي السمع والبصر ، ونفى المِثلية .

·أركان الإيمان بالاسم :
1 ـ الإيمان بالاسم .
3- الإيمان بما دل عليه الاسم من معنى - أي : الصفة المشتقة منه .
3 ـ الإيمان بالحكم والأثر المرَتب على الاسم إن دل على وصفٍ متعدٍّ .
مثال :
" الرحيم "اسم يدل على وصف متعد للغير . يرحم الله عباده .
أركان الإيمان باسم الرحيم :
1 ـ الإيمان بأن " الرحيم " اسم من أسماء الله الحسنى .
2 ـ الإيمان بالمعنى الذي دل عليه الاسم .
أي : الصفة المشتقة منه ، وهي صفة " الرحمة " . ذو رحمة .
3 ـ الإيمان بما يتعلق بهذا الاسم من أثر وحكم . وهو أنه يرحم من يشاء .

" الحي " اسم من أسماء الله الحسنى يدل على وصف غير متعد .
أركان الإيمان باسم الله الحي :
1ـ الإيمان بأن " الحي " اسم من أسماء الله الحسنى .
2ـ الإيمان بأن الله يتصف بالصفة المشتقة منه وهي " الحياة " .
أسـماء الله غير محصورة بعدد معين :
والدليل على ذلك : قوله صلى الله عليه وسلم :
" اللهم إني عبدُك وابن أمتك " ... إلى أن قال " أسألك بكل اسم هو لك سميتَ به نفسك ، أو أنزلتَهُ في كتابك ، أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ..... " .صحيح . جزء من حديث ابن مسعود . رواه أحمد . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في السلسلة الصحيحة / رقم : 199 .
والشاهد : قوله صلى الله عليه وسـلم " وما استأثرت به في علم الغيب عندك " .
وما استأثر الله به في علم الغيب لا يمكن أن يُعلم به ، وما ليس معلومًا ليس محصورًا .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم " إن لله تسعةً وتسعين اسمًا ، من أحصاها دخل الجنة " .رواه البخاري / كتاب : الدعوات .
فليس معناه أنه ليس له إلا هذه الأسماء ، لكن معناه أن من أحصى من أسمائه تسعة وتسعين اسمًا فإنه يدخل الجنة .
" وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: اتفاق أهل المعرفة في الحديث على أن عدَّها وسَرْدَها لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم " .ا . هـ .
فحديث الترمذي " ضعيف " ، ولا يحوي جميع أسماء الله الحسنى ، فليس فيه اسم " الرب " ، " الوتر " ، " الجميل " ، " الطيب " ، " السبوح " ، ..... .

المراد من إحصاء الأسماء الحسنى :
هناك مراتب للإحصاء :
المرتبة الأولى : إحصاء ألفاظها وعددها المحدد في الحديث : 99 اسمًا .
المرتبة الثانية : فهم معانيها ومدلولها .
المرتبة الثالثة : دعاء الله بها .
كما قال تعالى " وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " . سورة الأعراف / آية : 180.

· أنواع الدعاء بأسماء الله :
1 ـ دعاء ثناء .
2 ـ دعاء عبادة .
3 ـ دعاء طلب ومسألة .

* دعاء ثناء :
وهو أن يثني على الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى .
مثال : يا حي يا قيوم : دعـاء ثنـاء ، برحمتك استغيث

* دعاء العبادة :
وهو أن تتعرض في عبادتك لما تقتضيه هذه الأسماء ، فمقتضى " الرحيم " الرحمة ، فترحم عباد الله ، وتتصف بصفة الرحمة ، دعاء عبادة باسمه الرحيم .
وتقوم بالتوبة لأنه هو " التواب " ، وتخشاه في السر والعلن لأنه هو " اللطيف الخبير " .
مع ملاحظة أن من أسماء الله أسماء تقتضي من العبد مجرد الإقرار بها والخضوع لها ، وهي الأسماء التي يختص بها سبحانه لنفسه " كالجبار " ، و" العظيم " ، و
" المتكبر " .
* دعاء الطلب والمسألة :
وفيه يسأل في كل مطلوب باسم ـ من أسماء الله الحسنى ـ يكون مقتضيًا لذلك المطلوب .
فيقول في مقام الحاجة مثلًا : يا " معطي يا مانع " ، اعطني كيت وكيت .
ويقول في مقام الرحمة " يا رحمن " ارحمني .
وفي مقام التوبة " يا تواب " تب علي .
إذًا لابد أن يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيًا لذلك المطلوب ، ولكن يستثنى من ذلك لفظا " الله " و " رب " فيصح قول : يا رب ارحمني ، يا ألله اغفر لي ...

· الإخبار عن الله تعالى :
إن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته .
ـ فالأسماء الحسنى والصفات العلى : توقيفية ، لا مجال للعقل فيها ، فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة .
ـ وكل اسم يشتق منه صفة ، وليست كل صفة يشتق منها اسم .
فباب الصفات أوسع من باب الأسماء .
مثال للصفات التي لا تشتق من الأسماء : الضحك ، النزول ، الاستواء ، .....

الإخبار :
يراد به ما يجوز إطلاقه على الله عن طريق الخبر ، وذلك بمعنى من المعاني لم يرد بلفظه في الكتاب والسنة ، وإن كان معناه مطلوبًا إثباته شرعًا لدلالته على معنى حسن ، أو معنى ليس فيه شائبة ذم ، قد نفاه عنه بعض المبتدعة فيخبر عنه به للرد عليهم .
كأن ينازعك في قِدَمِهِ ، أو وجوب وجوده ، فتقول مخبرًا عنه بما يستحقه : إنه قديم ، وواجب الوجود .

معنى واجب الوجود :
أي : لم يسبقـه عدم ولا يلحقه زوال .
أي : أزلي أبدي ... وهذا في حق الله .

معنى ممكن الوجود :
أي : كان بعد أن لم يكن ، وهذا في حق كل مخلوق .
من الأسماء ما لا يطلق على الله عز وجل إلا مقترنًا بما يقابله :
مثل : " الظاهر " ، " الباطن " / " القابض " ، " الباسط " / " المقدِّم " ، " المؤخِّر " / " الأول " ، " الآخر " / ... ... .
فلا يجوز لأي اسم من هذه الأسماء أن يُفرد عن مقابله ، لأن الكمال في اقتران كل اسم من هذه الأسماء بما يقابله .
فلو قلت : يا " ظاهر " ، يا " قابض " ، يا " مقدم " ، يا " أول " ، ..... ، واقتصرت على ذلك ، لم تكن مثنيًا عليه سبحانه ، ولا حامدًا له حتى تذكر مقابلها .

oفـائدة :
ليس معنى تقسيم التوحيد إلى أنواع ثلاثة ، ليس معناه عدم وجود علاقة بين هذه الأنواع وتلازم ، ولكن جميع أنواع التوحيد متلازمة ، فينافيها كلها ما ينافي نوعًا منها :
فمن أشرك في نوع منها فهو مشرك في بقية الأنواع .

مثال ذلك : دعاء غير الله وسؤاله ما لا يقدر عليه إلا الله :
ـ فدعاؤه إياه ، عبادة صرفها لغير الله من دون الله ، فهذا شرك في " الألوهية " .

ـ وسؤاله إياه تلك الحاجة من جلب خير أو دفع شر معتقدًا أنه قادر على قضاء ذلك ؛ هذا شرك في " الربوبية " ، حيث اعتقد أنه متصرف مع الله في ملكوته .

ـ ثم إنه لم يدعه هذا الدعاء من دون الله إلا مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب في أي وقت كان ، وفي أي مكان ، وهذا شرك في " الأسماء والصفات " حيث أثبت له سمعًا محيطًا بجميع المسموعات لا يحجبه قُرب ولا بُعْد فاستلزم هذا الشرك في " الألوهية " ، الشرك في " الربوبية " و " الأسماء والصفات " .
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
~ صفحة المتشابهات والمتكرر ~ سها أحمد حلقة معاهدة القرآن الكريم 16 07-10-19 07:00 PM
صــحــح لـــغتك الــعربية.........أخـــــطاء شــــائــــعة ورده الياسيمن روضة اللغة العربية وعلومها 9 18-03-08 01:38 PM
لنتعلم احكام التجوبد مع المصحف المرمز@ بصوت الشيخ ابو بكر الشاطرى ادخل وخد نسختك @ فرشى التراب روضة القرآن وعلومه 4 18-07-07 08:37 AM
أثر العربية في صحة المعتقد.. المزدانة بدينها روضة اللغة العربية وعلومها 5 05-06-07 01:13 PM


الساعة الآن 07:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .