الثلاثاء 21 ذو الحجة 1446هـ الموافق 19 يونيو 2025م

حياكم الله جميعا 

هذه قناتي في التليجرام ينشر فيها النتاج العلمي والفكري . 


قناة عبد السلام بن إبراهيم الحصين

أدعو عليه ويرفض طلاقي !

الاستشارة

Separator
أدعو عليه ويرفض طلاقي !
1205 زائر
24/09/2008
د.عبدالسلام بن إبراهيم الحصين
السؤال كامل

من الاستشارات التي رد عليها الشيخ عبد السلام بن إبراهيم الحصين حفظه الله تعالى في موقع المستشار:
تفاصيل الاستشارة:

بسم الله الرحمن الرحيم
علاقتي بزوجي جدا سيئه لدرجة إنني ادعوعليه في وجهه سأت العلاقه جدا بعد زواجه ومساعدتي له في الزواج ووعدني بترجيع ما يخصم مني قبل تمام سنه ولكنه أخلف وعدة وعندما رايت منه ذلك تعبت نفسيتي جدا وطلبت الطلاق ولكن رجعت لاجل اولادي قلت لنفسي اصبر استمرت سنه الحال جيدة وبعدها رجعنا كما كنا ولأن لي سنتان وهويعرض عني وأنا أعرض عنه

وإذاحدث كلام بينناخصام وسب في يومي يأتي إلي أولادة وينام في المجلس جميع الناس يكلمهم الا انا تركته برغبتي واصبحت لا اكلمه ايضا انا ولا اقوم بحقوقه واصرخ في وجهه وادعو عليه إذا اغضبني وعمل شيئ يقهرني بهاالآن خرجت من بيتي وطلبت الطلاق هل اعود لاجل الخمسة أبنا بنت واربعة من الأولاد

عندما ذهب اخي إليه وطلب من الطلاق رفض وإخبره أنني إخرج اسراره سألت نفسي ماهي الأسرار التي أخرجتها لم أخرج الأ الخلافات التي بيننا عند أهلي وأخبر أخي ايضا ان قلبه الأن من ناحيتي اسود عليه لانني ادعو عليه رغم صراحته بسواد قلبه عليه لماذا رفض طلاقي
هل أعود إلى بيتي واولادي ارجو الأستعجال في الرد الكبيرة من الإبناء عمرها اثني عشر سنه وأصغرهم اربع سنوات


جواب السؤال

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن الحياة الزوجية تمر بمراحل خطيرة، يمكن أن تعصف بالبيت كله، وتفرق الشمل، وتشتت الأولاد.

وبالصبر والحكمة والروية يمكن التغلب على ذلك كله، وتجاوز هذه المراحل الحرجة، حتى تبحر سفينة الأسرة في استقرار وطمأنينة.

أتساءل عن علاقتكما قبل ذلك؟
كيف كانت منذ اثنتي عشرة سنة؟
وما الذي غيرها لتصل إلى هذه الدرجة من السوء والبغضاء؟

الأسباب المذكورة في رسالتك ثلاثة، وهي:

1-عدم ترجيعه لما خصم منك!! وهذا السبب من قبله.ولست أدري ما الذي خصم منك؟ هل هي أيام كان يقضيها مع الثانية، ووعدك بأن يعوضك عنها؟ أم شيء آخر؟

وهذا السبب هو الذي أتعبك جدًا، وجعلك تدعين عليه، وتصرخين في وجهه، وتقصرين في حقوقه.

2- أنك تفشين أسراره.
3-أنك تدعين عليه.

إذا هذه ثلاثة أسباب: واحد من جهته، واثنان من جهتك.

ربما تكون أسباب أخرى، بل أعتقد جازما أن ما حصل كان انفجارا لترسبات كثيرة وتصرفات وتغيرات حصلت بعد زواجه الثاني.

ومع كل ما يحمله في قلبه عليك من البغضاء إلا أنه يرفض طلاقك! لماذا؟ قد يكون من أجل الأولاد. وربما لأنه لا يريد أن يخسر عشرته معك، والتي استمرت أكثر من عشر سنين.

وربما لأنه يحبك، لكن ساءه ما رآه منك من فساد طبعك، وتغير معاملتك، وكأنه يؤمل أن تعودي إلى حالتك الأولى. وربما لأنه يراك أم أولاده، ومن صبرت معه في حياته.

وأيا ما كان السبب، فهو حكيم في عدم تعجله بالطلاق، وإصراره على عدم إيقاعه.
وأعتقد أنه لو طلقك لأحسست بالضرر والضيق أكثر من الآن..

والذي يبدو لي من حال زوجك أنه يريدك، ومتمسك بك، لكنه متضايق جدًا مما حصل منك، وليس هينًا على الرجل أن ترفع زوجته صوتها عليه، وتصرخ في وجهه، وتدعو عليه، وتهينه بالإعراض عنه، وعدم القيام بحقوقه، ونشر مشاكلك معه عند أهلها.
وتقصيره هو في حقوقك، أو عدم وفائه بما وعدك به ليس مبررا لوقوع الخطأ من جهتك، والواجب هو أن نسلك السبل الشرعية في الحل، وأن نصارحه بمطالبتنا بحقوقنا، وأن نبين له عدم تنازلنا عنها، وأنه إن لم يف بها في الدنيا، فإن الله سيستوفيها لنا في الآخرة.

وإذا كان أخوك قد سعى في الموضوع وتقدم إليه بطلب الطلاق، فأرى أن يسعى في الموضوع مرة أخرى ويتقدم إليه بطلب الصلح، وأن تحاولي السيطرة على مشاعرك، وتضبطي ألفاظك، وتقومي بالحقوق التي عليك، وأما الحقوق التي لك فاطلبيها بالمعروف، ولا تتنازلي عنها إلا في حدود معينة تقدرين أنت المصلحة فيها، وأخبريه بصراحة أنه إذا كان تركه لحقوقك لعجزه عن ذلك فالعاجز معذور، وإن كان تركه لذلك تقصيرا وإهمالا ومراعاة للثانية فإن الحقوق لا تسقط بسكوت أصحابها عنها، وصبرهم على عدم الوفاء بها.

إن السعي في الصلح خير من السعي في طلب الطلاق. ومع الأيام ستعود الأمور إلى مجاريها إن شاء الله. لكن حاولي أن تضبطي غيرتك، فأظن أن الغيرة بزواجه منك قد أخذ من قلبك شيئا كبيرا، وبدأت تسيطر على عقلك وتصرفاتك.

الغيرة لا يمكن تجاهلها، ولا إلغاؤها، ولكن يمكن السيطرة عليها وتوظيفها لتكون سببا في إظهار الحب، والعتب المحمود، ومحاولة استخراج العاطفة من مكامنها.

الغيرة دليل الحب في الغالب، ولكنها قد تكون وقود النار، التي تحرق بيت الزوجية.

استعيني بالله، وطهري قلبك من البغضاء والكراهية، واستبدلي الكلام الحسن والوجه البشوش، والدعاء بالخير بالكلام السيئ، والوجه المنقبض، والصراخ والزعيق، والدعاء بالشر.
فماذا يصنع هذا الهجر، والصراخ، والدعاء بالشر، والتقصير في الحقوق غير تنافر النفوس، وزيادة الكراهية والبغضاء في القلوب. وقد قال الله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}.

وفقكما الله جميعًا وجمع بينكما على البر والتقوى.


جواب السؤال صوتي
   طباعة 

جديد الاستشارات

Separator