كيف أعيد زوجتي إلى الستر ؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد :

فإن حرصك على تستر امرأتك، وعودتها إلى ما كانت عليه شيء طيب، وأمر محمود، وغيرة مشروعة.

وهذا هو واجب الزوج، أن يسعى في صلاح أهله، وإبعادهم عما حرم الله تعالى عليهم.

أخي الكريم:

إن التغير الذي وقع لامرأتك له عوامل معينة أدت إليه، وأود أن تتأمل جليًا في هذه العوامل والأسباب لنصل من خلالها إلى التأثير عليها بالرجوع عن هذا الانحدار في مجال الستر.

فأولا: كيف طبيعة أهلها؟ هل هم محافظون على الستر، أو أن لديهم شيئا من التسيب وعدم الانضباط؟
ثانيًا: هل لها أخوات أو قريبات يمكن أن يؤثرن عليها؟
ثالثًا: من هم صديقاتها الذين تذهب إليهم، ويأتون إليها.
رابعًا: هل أهلك من أخوات وبنات إخوان وأخوات محافظون؟

إن البيئة التي يعيش فيها المرء لها أثر كبير على تغيراته إيجابا أو سلبا.

فإن كانت البيئة فيها شيء من الضعف، أو النقص فحاول أن توجد لها بيئة محافظة، من زوجات أصدقائك أو أقاربك، أو جيرانك.

ثم هناك سؤال مهم، وهو: كيف تقضي زوجتك وقتها، وما هي الأشياء التي تشغل بالها وتؤثر فيها؟
وهل أنت منشغل عنها دائمًا؟ بحيث تغيب عنها كثيرًا من الوقت؟

إن إجابة هذه الأسئلة، ومحاولة تغطية النقص الذي يقع بسببها مهم في تغير امرأتك إلى الأحسن إن شاء الله.

في محاورتك لامرأتك في أمر الحجاب لا تحاول أن تضغط عليها في لبس العباءة، ولكن اقرأ كلام العلماء في ذلك، واعقد مقارنة بين أنواع العباءات، وركز على قضية المقصود من العباءة، وسبب أمر الله تعالى بها، وبين لها رغبتك الشديدة في رؤيتها محتشمة، وأن هذا يزيد من مكانتها في قلبك، ويقوي علاقتك بها، ويدفع الشكوك والريبة عن نفسك.

إن المرأة بطبيعتها فيها ضعف وعاطفة زائدة، وتأثرها سريع، وبخاصة حين تسمع كلمات جميلة وحلوة صادرة من أقرب الناس إليها.

والمرأة كذلك عنيدة، ولها كيد خفي في الوصول إلى مقاصدها، وتغيير فكر من يحاورها، فلا تحاول أن تضغط عليها بالقوة، أو تهددها بشيء تكرهه، فتتستر أمامك، وتتبرج من خلفك.

ولكن بالموعظة الحسنة، والكلمات الطيبة، والألفاظ الجميلة، والحجج الواضحة القوية تستطيع أن تؤثر عليها وتقودها إلى الرأي الصحيح، والفعل الصالح الذي كانت عليه من قبل.

أسأل الله لكما التوفيق والسداد، وأن يبارك لكما، ويؤلف بين قلوبكما.

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .